‏غزة تفضح ازدواجية المعايير الغربية

مبارك حزام العسالي

 

 

لقد كشفت الحرب الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة والتي زادت بقوة بعد تصريح ترامب عن اتفاق محتمل لوقف الحرب، بوضوحٍ لا لبس فيه أن القيم الليبرالية التي طالما روجها الغرب ليست سوى سراب خادع؛ فحقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية الدولية، التي طالما تغنى بها الغرب كأُسس حضارية، تتلاشى تمامًا وتفقد معناها الحقيقي عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية ومعاناة شعبها.
أثبتت هذه الأحداث الدامية بقوة أن كل الشعارات البراقة التي يرفعها الغرب ليست سوى أقنعة زاهية تسقط بلا تردد أمام المصالح الحقيقية؛ فبينما تُشن الحروب وتُفرض العقوبات بذريعة حماية هذه القيم في مناطق أخرى من العالم، تُقابل الفظائع المرتكبة في غزة بصمت مطبق، أو بتصريحات خجولة لا ترقى إلى مستوى الجرائم المرتكبة.
إن هذا التناقض الصارخ لا يدع مجالًا للشك في أن المبادئ التي يدعي الغرب التمسك بها هي مبادئ انتقائية، تُطبق وتُستغل متى ما خدمت الأجندات السياسية والاقتصادية، ويُضرب بها عرض الحائط متى ما تعارضت معها.
لقد دفعت أزمة غزة الكثيرين إلى إعادة النظر في مصداقية الخطاب الغربي حول الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان. فكيف يمكن للمجتمعات التي تدعي الدفاع عن الحريات أن تغض الطرف عن حصار خانق وجرائم حرب موثقة؟
إن هذه الحرب لم تكشف فقط عن حجم المعاناة الإنسانية في القطاع، بل كشفت أيضًا عن مدى التزييف الذي شاب مفاهيم العدالة الدولية والقيم الإنسانية في الخطاب الغربي.
إنها دعوة صريحة للعالم بأسره، وخاصةً في المنطقة العربية، لإعادة تقييم العلاقات الدولية وبناء رؤية جديدة تقوم على المصالح المشتركة والعدالة الحقيقية، بعيدًا عن الوعود الفارغة والشعارات الجوفاء.

قد يعجبك ايضا