“الثورة” تنقل تفاصيل القبض على خلية سرقة مكونة من 50 فرداً متصلة بالعدوان

رئيس قسم المسروقات:كان الجناة ينفذون عمليات السرقة ثم يسلمون المسروقات لمستقبلين يعملون على تصريفها
رئيس قسم التحريات:العملية تدل على اليقظة الأمنية وتضاف إلى رصيد البحث الجنائي

اعتبرت مختلف الأوساط أن ما حققته (مباحث العاصمة) من إلقاء القبض على اكبر عصابة سرقة منظمة واستعادة كم كبير من المسروقات يعد إنجازا أمنيا كبيرا.
السبت الماضي بدأت إدارة البحث باستقبال المواطنين من أصحاب المسروقات للتعرف على أشيائهم وتقديم إثبات ملكيتهم لها وتسليمها لهم.
“الثورة” حضرت فعالية التسليم واستطلعت آراء بعض المسؤولين حول العملية، وفي الحصيلة أكدوا إن العملية جاءت بعد جهود مضنية وعمل متواصل من التحري المتابعة والرصد.. ولفتوا إلى أن العصابة مكونة من 50 عنصرا كانوا يقومون بجميع أنواع جرائم السرقة ، وتتوزع أدوار العصابة بين متابعة الضحايا وتنفيذ السرقة ، وتصريف المسروقات.. وقد ضبطت بحوزة العصابة كمية كبيرة جدا من المسروقات تنوعت ما بين هواتف وأسلحة وأجهزة حاسوب وغيرها..وإليكم التفاصيل:
الثورة /إدارة التحقيقات

•الرائد/ عبدالرحمن حسين شايم نائب مدير بحث العاصمة يشرح في البداية كيف تم ضبط هذه الخلية قائلاً: الأمر بدأ من تلقينا للبلاغات والشكاوى من المواطنين وعدة جهات، ومن واقع الاستشعار بالمسؤولية أمام الله وأمام الوطن والمواطن ومن واقع المسؤولية الملقاة على عاتقنا كرجال امن كان لا بد من التحرك للتحري والمتابعة والرصد تحت إشراف مباشر من الأخ/ مدير بحث العاصمة، وكان من نتائج ذلك انه تم ضبط بعض أفراد الخلية وتم عمل محاضر جمع استدلال مع من تم ضبطهم بالتنسيق مع الأخ وكيل نيابة البحث الذي كان له دور إيجابي في متابعة سير الإجراءات ومن ثم استصدار أوامر قبض قهرية بالمتهمين الهاربين وبالفعل تمت ملاحقة وضبط أفراد هذه الخلية ومن ثم الانتقال واستعادة بعض المسروقات والتي تم عرضها للتعرف عليها وإرجاع ما تم التعرف عليه من هذه المسروقات واثبات ملكيتها إلى أصحابها بالتنسيق مع النيابات.

رصد ومتابعة
•وحول الفترة الزمنية التي تم ضبط هذه الخلية واستعادة المسروقات خلالها قال:
الفترة لم تكن طويلة حيث تم الاعتماد على دقة الرصد والمتابعة واستمرار طاقم العمل ببذل الجهود الأمنية الكبيرة كفريق واحد تحت قيادة وإشراف الأخ مدير بحث العاصمة بالإمكانيات المتاحة رغم العدوان والحصار، فقد استمر السير في القضية بشكل متسلسل، وكانت المستجدات والإنجاز فيها يتحقق كل يوم بفضل الله وبفضل الشرفاء الذين شاركوا في إنجاح واستكمال هذه القضية، وكان الأمر يتم إشراك نيابة البحث في سير الإجراءات لضمان صحتها.

هدف رفع الظلم
•واعتبر الرائد عبدالرحمن حسين شايم العملية ثمرة من ثمار ثورة 21 سبتمبر وقال:
جاءت ثورة 21 سبتمبر ومن أهدافها رفع الظلم عن المظلوم واستعادة الحقوق لأهلها والرد والزجر لكل من يمس بأمن الوطن والمواطن ونشر الأمن والأمان في جميع أنحاء الوطن، ولذلك تعد هذه العملية من ثمار الثورة ومن ثمار التوجيهات والتوصيات الكثيرة والواسعة التي لها أهمية عميقة في نفوسنا من قائد الثورة/ السيد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- بحفظ الأمن وحفظ حقوق المواطنين.. وكان لهذه التوصيات والتوجيهات الدور الأكبر في بذل الجهود والتحرك من قبل الأجهزة الأمنية لضبط هذه الخلية وغيرها من العصابات في مجال السرقات والمجال الأمني وغيرها من المجالات بفضل الله.

دعوة المواطنين
وختم الرائد عبدالرحمن شايم تصريحه بدعوة كل من تعرض للسرقة للتوجه إلى مركز الشرطة لقيد بلاغ وتسجيل كافة المسروقات بأرقامها وبياناتها ليسهل عند عملية استرجاعها معرفة مالكها الذي تعرض للسرقة، وكذا الإبلاغ المباشر عن أي شخص مشتبه به يسعى للمساس بأمن الوطن كون الدور الأساسي والأول هو على المواطنين أصدقاء الشرطة.
وأضاف: كما نوصي كل من تعرض للسرقة من قبل هذه العصابة أو غيرها وقد أحيلت القضايا للنيابات والمحاكم بأن يتابعوا قضاياهم في النيابات والمحاكم حيث يتخذ المتهمون أعذاراً أمام القضاء بعدم حضور مُطالب أو مجني عليه وهنا يأتي مبرر الإفراجات والتهاون في ردع الجناة.
ونوه إلى أن لهذه الخلية الخطيرة اذرعاً طويلة تمتد لتخدم العدوان، فقد توزعت الأدوار في ما بينها من عناصر للسرقة وعناصر لتصريف واستقبال المسروقات وتغيير معالمها وإيصالها إلى المحافظات المحتلة.
وتمنى الرائد شايم تفاعل الجهاز القضائي باتخاذ اللازم حيال عناصر العصا به التي عاثت فسادا خدمة للعدوان.

عناصر المستقبلين
في جولتنا اتجهنا إلى قسم المسروقات وهناك وجدنا مواطنين ممن تعرضوا للسرقات، يتم عرض عدد من صور أصحاب السوابق عليهم للإفادة حول ما إذا كانوا قد رأوا أياً منهم أثناء تعرضهم للسرقة، وإلى الجوار منهم كان العقيد محمد الطويل رئيس قسم المسروقات مشرفا على سير الإجراءات.
•سألنا العقيد الطويل عن أبرز ما شهدته العملية فقال:
العنصر الرئيسي في العملية كان عنصر (المستقبلين) وهؤلاء كانت عملية البحث عنهم سابقة فهم الذين كانوا يدعمون هذه المجموعات من العصابات على أساس القيام بالجريمة وإيصال المسروقات إليهم، وفي بعض العمليات كانوا ينجزون السرقة ثم يتصلون مباشرة بالمستقبلين ويسلمونهم المسروقات، ويعطونهم مبالغ مالية بسيطة لأنهم عارفين بأن ما تم تسليمه هي أشياء مسروقة.. عملية الضبط تمت من خلال متابعة هؤلاء المستقبلين، وقد كان يتزعمهم شخص كان في السابق يعمل في محل تلفونات في عدن ثم انتقل إلى صنعاء وانشأ له محلاً كغطاء شرعي وله محل ثان في إب، كما لديه (مستقبل) في عدن يستقبل أجهزة اللابتوبات، استمرت المتابعة لفترة ثم بتوفيق من الله ضبطناه ومعه المسروقات وبعد ضبطه خفّت الجريمة لأنه عامل مساعد قوي لاستمرار أفراد العصابة في السرقة كونه يصرّف لهم المسروقات.
وأوضح العقيد الطويل انه تم التواصل مع بعض المواطنين الذين تعرضوا للسرقة كما أن الإعلام ساهم في تعريف الناس بهذا الحدث.. إلا انه برزت مشكلة.. حيث يقول:
المشكلة التي عانينا ولا نزال هي أن هناك الكثير من المسروقات التي تم ضبطها لم نجد أصحابها، والسبب يتمثل في عدم قيامهم بالإبلاغ عن تعرضهم للسرقة ربما لفقدانهم الأمل بعودة المسروق، ونأمل أن يتقدموا ببلاغاتهم حتى ولو كانت مسروقاتهم بسيطة فوصولهم يساعدنا في مكافحة الجريمة، وهنا أدعو المواطن إلى أن يكون مساهما في كشف الجريمة، فقيامه بالإبلاغ يساعد كثيراً في الاستدلال والوصول إلى خيوط يمكن توصلنا إلى الجناة وهكذا يمكن أن تنبني الثقة.. وإن كان قد حصل تساهل في السابق فإن التوجه اليوم صادق لتثبيت الأمن ومكافحة الجريمة.

دراسة وتحليل البلاغات
•من جهته العقيد مطيع حسن الفيصلي رئيس قسم التحريات أشار إلى أن العملية كانت ناجحة وتضاف إلى رصيد البحث الجنائي في المجال الأمني.. وأكد أن هذا النجاح إنما يدل على اليقظة الأمنية لدى رجال المباحث..
وقال: ما قام به رجال المباحث يعتبر من أهم القضايا التي نُظرت أمام البحث الجنائي، وذلك نظرا للكميات الكبيرة التي تم ضبطها وفي نفس الوقت العدد الكبير من المضبوطين، وهم من أرباب السوابق الجنائية في جرائم السرقات بجميع أنواعها سواء السرقات بالإكراه والسرقات من على متن السيارات أو سرقات المنازل أو غيرها.
وأشار العقيد الفيصلي إلى أن عملية الضبط جرت بعد دراسة وتحليل البلاغات اليومية الواردة إلى غرفة عمليات مباحث أمانة العاصمة.. موضحاً أنه كانت تتم دراسة البلاغات بشكل يومي ومعرفة البؤر التي تزيد أو تنشط فيها الجرائم، ومن خلال هذا الرصد وهذا التتبع تم ضبط الجناة.
ولفت العقيد الفيصلي إلى أهمية كاميرات المراقبة والدور الذي لعبته في هذه العملية.. داعيا جميع أصحاب المحلات إلى تركيب كاميرات مراقبة في محلاتهم باعتبارها عاملاً مهماً ويساعد كثيرا الجهاز الأمني.
ونوه العقيد الفيصلي إلى أن اهتمام العصابة بإرسال أجهزة اللابتوبات إلى عدن يكشف علاقتها بقوى نظرا لما قد تحتويه هذه الأجهزة من المعلومات، وذلك بقصد زعزعة الأمن والسكينة العامة داخل أمانة العاصمة وغيرها من المحافظات الحرة.

منطقة الوحدة.. مشهد
•الرائد محمد محمد المهدي مدير مباحث منطقة الوحدة واحد من العناصر النشيطة، كان له دور في معالجة بعض القضايا.. والذي تحدث حول عملية القبض على عصابة الـ50 شخصاً قائلاً: كان يصلنا البلاغ وفورا يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة والانتقال إلى مكان الواقعة والتحري واستخراج ما في كاميرات المراقبة ورفع البلاغ والتعميم بأسماء المطلوبين بالتنسيق مع إدارة مباحث العاصمة، وعند الضبط إذا جرى في المنطقة يتم إرسال المضبوطين إلى مباحث العاصمة.
وأكد الرائد المهدي أن كاميرات المراقبة، والبحث والتحري، والمصادر وتعاون المواطن لان المواطن هو أساس المعلومة هذه بتوصلنا للجاني، جميع هذه العوامل كان لها دور في نجاح العملية.
منطقة الوحدة كانت قد شهدت عملية نوعية إذ تمت استعادة سيارة مسروقة بعد ثلاث ساعات فقط من سرقتها.. يقول الرائد المهدي مدير مباحث منطقة الوحدة: “في تمام الساعة السابعة صباحا تلقينا بلاغا حول سرقة سيارة (دباب/عفريت) من الحي السياسي، وفورا تحركنا إلى مكان الواقعة واستخرجنا ما في كاميرات المراقبة حتى وصلنا إلى الجاني الذي اعترف، وتمت استعادة السيارة المسروقة خلال ثلاث ساعات”.. المهدي أكد أن سرعة الإبلاغ عن السرقة ودعم الكاميرات ساعد كثيرا في إنجاز هذه المهمة.

 

تقرأون في الملف:

مدير مباحث العاصمة العقيد محمد وهاس يكشف لـ ” الثورة ” الأساليب التي استخدمها أفراد عصابة السرقة المنظمة للإيقاع بضحاياهم: أفراد العصابة كانوا يختارون أسواق القات وأمام المستشفيات ومحال الصرافة والبنوك والمولات التجارية لتنفيذ جرائمهم

 

قد يعجبك ايضا