من ضمن أفراد العصابة مهندسون وفنيون كانوا يقومون بتغيير ملامح المسروقات

مدير مباحث العاصمة العقيد محمد وهاس يكشف لـ ” الثورة ” الأساليب التي استخدمها أفراد عصابة السرقة المنظمة للإيقاع بضحاياهم: أفراد العصابة كانوا يختارون أسواق القات وأمام المستشفيات ومحال الصرافة والبنوك والمولات التجارية لتنفيذ جرائمهم

قدمنا شهيداً وعدداً من الجرحى أثناء عملية القبض على أفراد العصابة
التحقيقات أثبتت ارتباط أفراد العصابة بمرتزقة العدوان في المحافظات المحتلة وتلقوا مبالغ مالية كبيرة منهم

في نجاح أمني كبير تمكن رجال مباحث العاصمة من إلقاء القبض على أكبر عصابة منظمة للسرقة في اليمن ، هذا الإنجاز الأمني الكبير كان ثمرة جهود حثيثة ومتواصلة لرجال مباحث العاصمة .
صحيفة ” الثورة ” التقت بمدير مباحث العاصمة العقيد محمد وهاس الذي كشف الأساليب والخطط التي كانت تمارسها هذه العصابة للإيقاع بضحاياها، والجهود التي بذلها رجال المباحث للوصول إلى العصابة والقبض على أفرادها الذين تجاوزا الـ”50″ شخصاً وكذلك علاقة العصابة بالعدوان ومرتزقته في المحافظات المحتلة.. فإلى حصيلة اللقاء :
الثورة / محمد الروحاني

مؤخراً تمكنت إدارة البحث الجنائي من ضبط أكبر عصابة منظمة للسرقة في اليمن .. كيف استطاعت الإدارة الوصول إلى هذه العصابة ؟
– من خلال استقبال بلاغات المواطنين التي وصلت إلى مراكز الشرطة عن جرائم السرقة ، ومن خلال تحليل السلوك الإجرامي المرتكب في تلك الجرائم بشكل عملي دقيق ومتابعتها ، مركزياً في إدارة مباحث العاصمة صنعاء وجدنا ان الأساليب المرتكبة في تلك الجرائم قد تمت بشكل واحد ، وفي أوقات وأماكن محددة ، ومن خلال أوصاف الجناة ومرتكبي تلك الجرائم التي ذكرها المواطنون الذين تعرضوا للسرقة أو النشل تمكن رجال البحث في أمانة العاصمة من التعرف على معظم أفراد هذه العصابة ، أيضاً لدينا في العديد من شوارع العاصمة كاميرات مراقبة حديثة .. تم من خلالها تتبع العديد من جرائم السرقة ، وخاصة جرائم سرقة السيارات .. ومن خلال الكاميرات المتواجدة في المحلات التجارية تم التعرف والكشف عن العديد من الجناة والأساليب التي استخدموها في ارتكاب تلك الجرائم .

كيف تمكنتم من التعرف على زعماء العصابة وضبط العديد منهم؟
– بعد أخذ أوصاف الجناة من قبل المواطنين .. لدينا قاعدة بيانات عن جميع الأشخاص المشتبهين في كل منطقة ومن خلال ذلك يتم التعرف بشكل سريع على الجناة .. ومن خلال كاميرات المراقبة في المحلات التجارية للمواطنين .. وبذلك استطعنا الوصول الى الجناة .

هل كان عمل العصابة بشكل عشوائي أم كانوا يعملون بشكل منظم في ارتكاب جرائمهم ؟
– أثبتت التحقيقات أن ما يميز هذه العصابة انها كانت تعمل بشكل منظم وليس بشكل عشوائي .. حيث وجدنا أن لها قادة وهم من يوجهون باقي أفراد العصابة، فمثلاً هناك من يقوم بالمراقبة – مراقبة الضحايا – وآخرون ينفذون عملية السرقة، وآخرون يأخذون المسروقات وتغيير ملامحها سواءً كانت المسروقات تلفونات أو أجهزة كمبيوتر محمولة، أو غيرها من المسروقات، أيضا هناك من يقوم بتصريف وبيع تلك المسروقات هذه العصابة منظمة وتعمل بشكل مختلف عن العصابات الأخرى ، وهذا الأمر ساهم في انضمام عدد من أرباب السوابق إلى هذه العصابة حيث وصل عدد أفرادها المقبوض عليهم إلى نحو 50 شخصاً كذلك كانوا يستخدمون في جرائمهم وسائل متنوعة باصات وسيارات ودراجات نارية .

* كيف تمكنتم من ضبط هذا العدد الكبير من أفراد العصابة ؟
– منذ بداية تلقي بلاغات السرقة وحتى وقت القبض على أفراد العصابة كانت إجراءاتنا وفق آلية مدروسة، فنحن ندرك في مباحث العاصمة ان الجريمة تتطور وتتغير أساليبها .. ولله الحمد نحن لا نغفل هذا الجانب حيث أننا نعمل بشكل دائم على تدريب وتأهيل ضباطنا وأفرادنا وفق مناهج علمية حديثة في مجال التحري والرصد والمتابعة وكافة العلوم الحديثة التي تواكب تطور الجريمة.
وبتوفيق من الله تعالى تمكنا من ضبط هذا العدد الكبير من أفراد العصابة وخلال فترة زمنية وجيزة ، حيث عملنا خطة أمنية لضبط العناصر الرئيسية أولاً والذين كانت لهم أدوار رئيسية وتمكنا من ضبط 15 عنصراً رئيسياً من أفراد العصابة في يوم واحد، وباقي أفراد العصابة تم القبض عليهم في فترات أخرى، وبعضهم قمنا بالقبض عليهم في محافظات أخرى كانوا قد هربوا اليها وتم ذلك بالتعاون والتنسيق مع الاخوة في النيابة العامة والأجهزة الأمنية في تلك المحافظات.

كيف كانت تختار العصابة الأماكن التي يتم فيها تنفيذ جرائمها ؟
– لم يكن اختيار أفراد العصابة للاماكن بشكل عشوائي في معظم جرائمهم .. بل كانوا يختارون أماكن محددة .. أسواق القات وأمام المستشفيات ومحال الصرافة والبنوك والمولات التجارية وهي الأماكن التي نفذوا فيها أعظم تلك الجرائم حسب اعترافاتهم التي أدلوا بها خلال التحقيقات التي أجريناها معهم ، اما بالنسبة لتصريف وبيع المسروقات ، فكانوا يصرفونها في محافظات أخرى وذلك بسبب حرص زعماء العصابة على عدم كشفهم والقبض عليهم .
كذلك كانت تقوم العصابة بتغيير ملامح المسروقات من خلال مهندسين وفنيين يعملون ضمن العصابة .. كذلك كانت العصابة تقوم بتهريب المسروقات وبيعها في محافظات أخرى وخصوصاً المحافظات المحتلة كمحافظتي عدن ومارب وغيرهما، وهذا ما ساعد الجناة في الاستمرار وممارسة جرائمهم لفترة طويلة قبل ان يتم القبض عليهم .. حيث لايزال عدد من أفراد العصابة الرئيسيين متواجدين في تلك المحافظات .. والذين كانت مهمتهم استقبال المسروقات وبيعها وإرسال الأموال إلى صنعاء .. وكانوا يستخدمون أسماء مستعارة حتى لا يتم الاشتباه بهم أو إثارة الشكوك حول سبب إرسال تلك الأموال والتي كانت تصل إلى مبالغ كبيرة.

كيف تمت إعادة المسروقات لأصحابها ؟
– لدينا آلية معدة لهذا الأمر .. ومن ضمن ذلك كما هو معروف بعد ان تنشر الصور والفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإعلام المرئية .. قمنا بالإعلان لكل من تعرف على تلفونه أو سلاحه، أو جهاز الكمبيوتر الخاص به أو أي شيء يخصه أن يأتي إلى إدارة مباحث العاصمة مصطحباً ما يثبت ملكيته ويتم تسليمه ما يخصه على الفور .. وحرصاً منا على إعادة المسروقات لأصحابها قمنا أيضا بالتواصل مع أصحاب بعض تلك المسروقات من خلال المعلومات التي وجدناها على الأجهزة وخصوصاً التلفونات وأجهزة الكمبيوتر .

أثبتت التحقيقات ارتباط زعماء العصابة بمرتزقة العدوان في المحافظات المحتلة .. هل تعتقدون أن هنالك علاقة تربط العدوان بهذه العصابة ؟
– هناك مؤشرات تؤكد أن هناك ارتباطاً مباشراً بين زعماء هذه العصابة وآخرين من مرتزقة العدوان المتواجدين في المحافظات المحتلة ، حيث أثبتت التحقيقات ان عمليات السرقة لم تكن عشوائية بل كانت تهدف إلى سرقة أجهزة الكترونية تابعة لجهات رسمية من اجل الحصول على معلومات منها، حيث كان يتم تغيير هاردات الكمبيوترات بأخرى جديدة ومن ثم بيعها والاحتفاظ بالهاردات الأصلية ومحاولة استخراج المعلومات والبيانات المتواجدة فيها ، ولا زالت التحقيقات مستمرة لمعرفة لصالح من كانت تعمل هذه العصابة ، وما هو الهدف الرئيسي من عمليات السرقة التي استهدفت جهات معينة، وما أثبتته التحقيقات هو ان أفراد العصابة تلقوا مبالغ مالية كبيرة كانت تحوَّل لهم من مرتزقة العدوان المتواجدين في المحافظات المحتلة كعدن ومارب وغيرهما، وقيام أفراد العصابة بإرسال المسروقات إلى هناك لاعتقادهم انها تخدمهم استخباراتيا.

ماهي الفترة التي استغرقتموها لضبط العصابة .. وهل فقدتم خلالها شهداء ؟
– استغرقنا حوالي خمسة وعشرين يوماً بعد ان استكملت عمليات الرصد والمتابعة وتحديد هوية وطبيعة المهام والأدوار التي كانت تقوم بها العصابة .. وعند استكمال كل الإجراءات القانونية المتعلقة سواءً بالقبض أو التفتيش وبالتعاون مع الاخوة في النيابة العامة حددت ساعة الصفر وتم ضبط أولا زعماء العصابة .. ومن ثم الأفراد الآخرين في المحافظات الذين فروا اليها .
أما عن سؤالكم حول ما إذا قدمنا شهداء خلال ضبط العصابة، فلاشك ان العمل الأمني محفوف بالمخاطر ولكن في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار والحفاظ على حياة وممتلكات المواطنين ترخص أرواحنا، فقد قدمنا شهيداً وعدداً من الجرحى عند ضبط عدد من أفراد العصابة في إحدى مديريات أمانة العاصمة صنعاء حيث تعرض رجال الضبط في تلك المديرية لكمين مسلح عقب مطارة أحد أفراد العصابة الذي قام بإبلاغ رفاقه ، وعند رجوع فريق الضبط كان الجناة قد نصبوا لهم كميناً في احد الشوارع الفرعية وسقط خلال تلك المواجهات شهيد وجرح آخرون .. وقد ألقي القبض على معظم الجناة وهم متواجدون لدينا وبعد انتهاء التحقيقات ستتم إحالتهم للجهات ذات العلاقة لينالوا جزاءهم الرادع .

رسالة أخيرة توجهونها عبر صحيفة الثورة ؟
– أتوجه برسالتي الأولى إلى الاخوة المواطنين، أقول لهم فيها وأؤكد على أهمية سرعة الإبلاغ عن الجرائم وان بلاغاتهم دين علينا أمام الله سبحانه وتعالى ونحن مطالبون بتسديد وإعادة ما تمت سرقته عليهم والقبض على الجناة .
أما رسالتي الثانية فأوجهها إلى كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن بأن الأمن سيقطع كل الأيادي التي تحاول العبث بالأمن والسكينة العامة ولن نتهاون أو ندخر جهداً في القبض على كل الجناة وستتحطم كل الأمنيات التي تسعى دول العدوان إلى تحقيقها بعد ان فشلت في تحقيق أي انتصار في جبهات العزة والكرامة أمام رجال الرجال في الجبهات الذين يسطرون أروع البطولات العظيمة ويلحقون الهزائم بقوى العدوان ومرتزقته.. ولا نامت أعين الجبناء .
-ساهم في الإعداد: إبراهيم هارون

قد يعجبك ايضا