ثورته محل إجماع الأمة الإسلامية بمختلف مذاهبها ودليل على توحد ولمّ شمل الأمة

نساء يمنيات في أحاديث لـ(لأسرة):الإمام زيد استنهض الأمة لطريق الحق والجهاد

 

كان ولا يزال أئمة آل البيت وأعلامها نوراً للمظلومين ومنهج حق للمتمسكين بدين الله وسنة رسوله محمد عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام ،فهم الرافضون للظلم والساعون للإصلاح في أمة جدهم رسول الله التي افسدها الجور الأموي، وفي سبيل ذلك فهم يقدمون أرواحهم ودماءهم ولا يخافون لومة لائم.
ففي زمن تجبر فيه بنو أمية على الأمة الإسلامية وبالذات بعد استشهاد الإمام الحسين -عليه السلام -الذي كان لاستشهاده التأثير البالغ في استقواء الأمويين فأصبحت الأمة رهينة العبودية لبني أمية الذين لم يألوا جهداً في استضعاف الناس وأكل حقوقهم وظلمهم إلى أن جاء الإمام “زيد بن علي بن الحسين”( عليهم السلام) وتحرك بثورة ضدهم، مبادئها نفس مبادئ جده الحسين قائلا (والله لوددت أن يدي ملصقة ً بالثريا ثم أقع إلى الأرض أو حيث أقع فأتقطع قطعة قطعة…) وُأن يصلح الله بذلك أمر أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكما رسم جده معالم خالدة للوقوف في وجه كل الطغاة فكانت ثورته كثورة جده الحسين، ثورة خلدت للمظلومين طريقاً للذود عن حقوقهم ودينهم .
هذا ما أكدته عدد من حرائر اليمن في استطلاع المركز الإعلامي للهيئة النسائية عن الشهيد المصلوب وثورته وأهمية إحياء ذكرى استشهاده.. فإلى التفاصيل:
الثورة /

عن الإمام زيد -عليه السلام – تقول زينب الشريف:الإمام “زيد عليه السلام” هو أحد العظماء من العترة الطاهرة وأعلامها الذين أمرنا الله بالتمسك بهم والاهتداء بنورهم والسير في طريقهم والتمسك بمنهجهم والاقتفاء بأثرهم، الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: “إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض”.
وتواصل الشريف حديثها قائلة: إن الإمام “زيد عليه السلام” معروف بتقواه،بإيمانه، بخشيته من الله وبارتباطه الوثيق بالقرآن الكريم، فهو مدرسة الهدى والحق والعلم والجهاد، هو مدرسة أهل البيت عليه وعليهم السلام.
وأشارت في حديثها إلى أن الإمام زيد -عليه السلام -تحرك في ثورته في ظروف صعبة كانت الدولة الأموية فيها مسيطرة على العالم الإسلامي، وكان الناس يعيشون حياة الخضوع والخنوع للظلم، ولا أحد يصدع بالحق، فاستنهض الأمة لتقوم بدورها العظيم الذي اختاره لها الله.
ونوهت الشريف بأن الإمام زيد أحيا الأمة كجده الحسين عليه السلام، في جهاد الظالمين والدفاع عن المستضعفين حتى لا يبقوا ضحية لطغيان الطغاة وهيمنة المجرمين.
وتضيف زينب: تحرك لإحياء مبدأ من أهم مبادئ الإسلام ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتؤكد ان ثورة الإمام زيد عليه السلام تشبه ثورة جده الحسين عليه السلام تماماً، حيث أن الإمام زيد أكمل الطريق بعد جده، يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر.
وبدورها حدثتنا سكينة المناري قائلة: الإمام زيد هو “زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب” (عليهم السلام).. هو ذلك البطل الذي تابع خطى جده الحسين وخرج ثائراً على الظلم والطغيان الأموي مجاهداً في سبيل الله ووقف مواقفه الشهيرة أمام أمراء بني أمية منهم هشام بن عبدالملك الذي صادف زمنه فواجه‍ه بمقولته “مثلي لا يبايع مثلك”.
وتواصل المناري: وعندما قرر الأمويون الحرب على الإمام زيد قال الإمام الأعظم، مقولته الشهيرة (من أحب الحياة عاش ذليلا )وخرج يستنصر قومه بعبارته (ما كره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا ).
وتتابع سكينة:فقد رسم لنا هذا القائد العظيم منهجاً للحياة ركائزه عدم الخضوع للظلم والطغيان مهما كان حجم التضحيات وأن النصر دائما حليف المستضعفين وقد سار على خطى الأطهار صلوات ربي وسلامه عليهم اجمعين.
وتؤكد سكينة المناري أن الإمام زيد تخرج من مدرسة أبيه الإمام علي سيد الساجدين وزين العابدين علي بن الحسين ذبيح كربلاء ابن علي بن أبي طالب “شهيد المحراب”حليف القرآن.
أما عن كيفية تحرك الإمام زيد في ثورته فتقول سكينة:تحرك بروحية أجداده وآبائه، بروح المسؤولية وروح العمل وروح المبادرة وروح الجهاد والتضحية.
ونوهت إلى أنه تحرك في زمن مليء بالظلم، في زمن السكوت والخنوع، في زمن الذلة والانبطاح للظالمين والمفسدين، وتستشهد المناري بقوله في خطبته الشهيرة لعلماء الأمة (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت ).
وأضافت قائلة:إنه تحرك بتلك الروح التي ترجمتها اقواله الشهيرة (وددت لو أن يدي ملصقة بالثريا فأقع على الأرض واتقطع إربة إربة حتى يصلح بي الله أمر أمة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله )، تحرك بمبادئ القرآن وقيمه حيث أنه سمي لشدة ارتباطه بالقران بـ”حليف القرآن “.
أما عن الرابط بين ثورته وثورة الإمام الحسين بن علي عليه السلام، فأشارت سكينة المناري إلى أنه رابط واحد لم يفصلهما الزمان والمكان وهكذا هم أئمة أهل البيت عليهم السلام يسيرون وفق مبدأ واحد هو مبدأ القران وقيم القرآن لأنهم قرناء للقرآن والقرآن من اسمى وأعظم مبادئه إقامة القسط وإقامة العدل وإقامة معالم الدين ومبادئه النقية فتحركوا جميعهم عليهم السلام بنفس المبادئ وللغاية نفسها وهي إقامة القسط والعدل والخير ومحاربة الظالمين والمفسدين والطواغيت، وتؤكد سكينة أن ثورة الإمام زيد هي نفسها ثورة الإمام الحسين وثورة الإمام” الحسين” هي نفسها ثورة الإمام “علي” وثورة الإمام “علي” هي نفسها ثورة الرسول صلوات الله عليه وآله وثورة الرسول هي نفسها ثورة الأنبياء السابقين من قبله، فمشروع الله مشروع واحد لعباده المتقين.

هلاك بني أمية
بدورها الإعلامية عفاف زبارة بدأت حديثها عن الإمام زيد قائلة: هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام؛ وكنيته” أبو الحسين ” – الإمام الذي تنسب إليه الزيدية، جده الأعلى من جهة أمه محمد بن عبدالله رسول الله (ص) وخاتم النبيين وجده الأعلى من جهة أبيه علي بن أبي طالب (ع) فارس الإسلام وباب مدينة العلم.
ولد الإمام زيد بن على في المدينة المنورة سنة 80 هـ، فنشأ في بيت العلم والدين والنبوة، وكان ذا طبيعة ثورية نشيطة، تنقل بين البلاد الشامية والعراقية باحثًا عن العلم ورواية الحديث وعن الدعوة لآل البيت مرة أخرى، وكان تقيًا ورعًا، وترسخت لديه فكرة الخروج على الحاكم الظالم ووجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واسترسلت في حديثها قائلة: ترجع نسبة فرقة الزيدية إلى الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والذي صاغ نظرية شيعية متميزة في السياسة والحكم وجاهد من أجلها وقتل في سبيلها، ومنذ أن خرج الحسين بن علي سنة 61 هـ على حكم يزيد بن معاوية، حيث استدعاه أهل الكوفة وانتهى هذا الخروج بقتل الحسين ومعظم أهل بيته في كربلاء، ولكن المصاب الكبير وما جرى في معركة كربلاء كان يمنعهم، حتى جاء الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين خامس أئمة الزيدية.
وعن تحرك الإمام زيد في ثورته فقد قالت عفاف:بدأت فكرة الثورة تراود الإمام زيد بن علي حيث لا يخفى على احد ما آلت إليه الدولة الأموية من فساد وتهتك وضياع وبعدً عن التقوى حتى باتت غير جديرة بالخلافة وقد عاصر ذلك الإمام زيد بن علي في النصف الأخير من الحكم الأموي (40 – 132هـ )أثناء صباه إلى أن تولى الحكم هشام بن عبدالملك وكان الإمام زيد في الثلاثين من عمره.
حيث عرف عصر هشام بن عبدالملك بسوء الخلافة بين الحكام والمحكومين وكان بخيلاً حسوداً فظاً ظلوماً شديد القسوة وبعيد الرحمة طويل اللسان حتى تمنى أهل الشام من يخلفه ليرحمهم من ظلمه وسوء معاملته التي دامت ما يزيد عن عشرين عاماً أصيبت فيها القوة العسكرية بانتكاسة شديدة وكان 112هـ هو أسوأ الأعوام على المسلمين من قبل حيث هزموا أمام الترك.
وأشارت زبارة: إلى انه حينها خرج الإمام زيد بن علي للدعوة إلى الحق ونصرة الاسلام وكسر غطرسة بني أمية وفسق هشام بن عبد الملك حين قال الإمام زيد ” فوالله ليذهب دين القوم وما تذهب أحسابهم ” واتخذ في دعوته منهجاً سرياً مغايراً لمنهج الإمام الحسين وقد عرف أن إعلان الإمام زيد للدعوة قد جعل من بني أمية ترصداً له ولكن ما كان يحدث من ظلم في ذلك الوقت جعل أهل الشام يبايعون الإمام زيد على السمع والطاعة ونصرة الإسلام.

إعلان الثورة
وتواصل عفاف زبارة قائلة: أعلن الإمام زيد ثورته في الكوفة عاصمة الخلافة في ذلك الوقت، حارب الإمام زيد وأصحابه الأمويون وأبلوا بلاء حسناً مما أخاف جيش العدو واختبأ خلف الجدران ليمطر جيش الإمام زيد بوابل من الأسهم حتى سمع صوت ينادي بالشهادة. رحل الإمام زيد بن علي وهو في الثانية والأربعين من عمره عام 122هـ ” وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ).

صلب جثمانه الطاهر
وتضيف عفاف: وما عرف عن ظلم وفسق بني أمية أنه لم يكفهم قتل الإمام زيد فحسب بل أعقب ذلك نبش لقبره وصلب وإحراق وتغريق فبعد أن قاموا بصلب جسده الطاهر نسجت خيوط العنكبوت ستراً له وأما عن رأسه الشريف فقد أمر هشام بن عبد الملك أن يطاف به في البلدان حتى انتهوا به إلى قبر الديول عليه السلام وضجت المدينة بالبكاء، وبعد مقتل الإمام زيد انتقص حكم بني أمية حتى تلاشى إلى أن أزالهم الله ببني العباس وخرج من بعده الإمام يحيى بن زيد ليواصل مسيرة أبيه بأهدافها السامية.

مأساة كربلاء
الإعلامية أميرة السلطان بدأت حديثها عن الإمام زيد قائلة:الإمام زيد بن علي عليه السلام هو ابن البقية الباقية من مأساة كربلاء، تربى الإمام زيد عليه السلام ونشأ في كنف أبيه علي بن الحسين الذي نهل منه العلوم الوافرة وتلقى المنهج المحمدي الأصيل الخالي من الخرافات والثقافات المغلوطة والتي دأب بنو أمية على نشرها بين الناس في سني حكمهم وتوليهم رقاب الأمة.
وأضافت السلطان إن الإمام زيد تشرب من أبوه العزة والإباء والأخلاق الكريمة الفاضلة حتى قال عليه السلام في مقولة تدل على تقواه ( والله ما كذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمالي).
وأضافت: تربى الإمام الأعظم زيد بن علي عليه السلام على حب الجهاد والتضحية والوقوف في وجه الظالمين آمراً بالمعروف وناهيا عن المنكر فكان الناس يتابعون كلامه ويهتمون لما يقول حتى قال عنه أبو الجاورد: قدمت المدينة فجعلت كلما سألت عن زيد بن علي قيل لي ذاك حليف القرآن.
وحول تحركه عليه السلام في ثورته تقول أميرة: إن تحرك الإمام زيد بن علي عليه السلام ضد حكام الجور في زمانه جاء بعد أن تلاعب بنو أمية بالدين فأحلوا الحرام وحرموا الحلال فأباحوا الخمر والرقص والغناء وجعلوا بيت مال المسلمين مالاً خاصا بهم دون غيرهم، فكثر في أوساطهم الغناء الفاحش وفي المقابل ظهر الفقر المدقع في أوساط الناس البسطاء والعامة، فكان لابد لرجل عرف أن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وجده الإمام علي والإمام الحسين لم يسكتوا يوما على ظلم ظالم أو جور جائر وكان لزاماً على من عرف القرآن وتفهمه قولا وعملا وإيمانا واعيا حتى صار يعرف بحليف القرآن كان لزاماً عليه أن يثور ضد المتلاعبين بدين الله والمنتهكين لحرمته فكان مما قال ( والله ما يدعني كتاب الله أن اسكت).
وتساءلت السلطان:كيف يسكت ورب العالمين يأمره بأن يدعو إلى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟؟ ومن هذه المنطلقات كان تحرك الإمام زيد عليه السلام.

النهج الحسيني
وأشارت أميرة السلطان إلى أن من يتابع خط سير ثورة الإمام زيد يجد أنها امتداد لثورة جده الإمام الحسين عليهما سلام الله، فلا فرق بين الدوافع والأهداف، فكان دافع خروج الإمام زيد هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإعادة الأمة إلى المسار الصحيح والمنهج القويم الذي حادت عنه مذ خالفت الأمر في يوم السقيفة، وهذا هو نفس الدافع الذي خرج لأجله الإمام زيد، فلو عدنا إلى ما قاله الإمام الحسين عندما خرج في ثورته ضد الطاغية يزيد لوجدنا نفس المبدأ الذي خرج لأجله الإمام زيد ضد طواغيت عصره الإمام الحسين يقول ( والله ما خرجت أشرا ولا بطرا وإنما خرجت للإصلاح في أمة جدي)، ( ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه) ؟!!
وتضيف السلطان: وفي المقابل يقول الإمام زيد عليه السلام ( الحمد لله الذي اكمل لي ديني، والله ما يسرني أني لقيت جدي محمداً يوم القيامة ولم آمر بمعروف ولم انه عن منكر، والله لا أبالي إذا أقمت كتاب الله وسنة نبيه أنه تؤجج لي نار ثم قذفت نفسي فيها ثم صرت إلى رحمة الله).
وعن أهمية إحياء ثورة “الأمام زيد” تقول أميرة: نحن في اليمن نحيي هذه الذكرى الأليمة لحليف القرآن لأنها حادثة مليئة بالدروس والعبر من هذه الدروس والعبر أننا نحن وفي هذا الزمان بأمس الحاجة للعودة إلى الإمام زيد وإلى ثورته كون الأمة اليوم تعاني أسوأ مما عانته الأمة في زمنه، فالأمة الإسلامية اليوم أصبحت تسارع في التطبيع مع اليهود والنصارى وهم من حذرنا الله منهم ووصفهم بأنهم أشد عداوة للإسلام والمسلمين.
وتؤكد أميرة السلطان في حديثها: أن العرب اليوم أصبحوا يجاهرون بالتطبيع مع المفسدين في الأرض منتهكي الحرمات وقاتلي النفس المحرمة ومغتصبي الأرض والعرض دونما خجل أو حياء.
مشيرة إلى أن الإمام زيد – عليه السلام – في زمانه استنهض العلماء ووجه إليهم رسالة تحثهم على أهمية القيام بدورهم ومسؤوليتهم أمام الله وأمام الأمة، واليوم علماء البلاط يسوغون للتطبيع مع اليهود.
وأضافت السلطان: كما اننا بحاجة للعودة إلى الإمام زيد كونه مدرسة في الجهاد والتضحية فنحن بحاجة إلى رؤيته الثاقبة من خلال تشخيصه الدقيق لأمة تتخلى عن الجهاد حيث ( والله ما ترك قوم حر السيف إلا ذلوا) وفعلا الأمة اليوم تركت الجهاد.
وتتابع أميرة حديثها بأسى عن حال الأمة قائلة: هاهي الأمة تسعى لاهثة وراء أعدائها تستجدي منهم السلام ولكن لا سلام مع عدو ولا ينفع في هكذا حال إلا السيف.
وأضافت قائلة: نحن نحيي هذه الذكرى لنستلهم من الإمام زيد كيف تكون الروحية الإيمانية الجهادية وكيف يجب أن يكون الإنسان فخورا معتزا بكونه مجاهدا ارتبط اسمه باسم الله حتى صار اسمه مجاهدا في سبيل الله، فكان مما قاله عليه السلام وهو في ساحة الجهاد ( الحمد لله الذي أكمل لي ديني ) فكان يعتبر الخروج على الظالمين أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر ودفاعاً عن حرمات الله ونصرة للمستضعفين أنه من كمال الدين.

الإمام الأعظم
من جانبها تقول أمل الحملي: الإمام زيد بن الإمام علي زين العابدين عليه السلام هو الإمام المصلوب بن الإمام زين العابدين المسموم بن الإمام الحسين المذبوح بن الإمام علي الأكبر المطعون بالسيف المسموم، هو الإمام الأعظم فاتح باب الجهاد والاجتهاد أبو الحسين زيد بن علي سيد العابدين بن الحسين السبط بن علي بن ابي طالب عليهم السلام, نسب دونه فلق الصباح الأنور، بل شعاع الشمس والقمر، ولد عليه السلام سنة (75)هـ.
كما أنه كان حليف القرآن حيث اعتكف الإمام زيد عليه السلام مع القرآن لما يقارب (13) سنة، حتى اشتهر بحليف القرآن.

ثورة مكملة لثورة الحسين
وعن حركة ثورة الإمام زيد تقول الحملي: الإمامُ زيدٌ عليه السلام كانت ثورتُه وكان قيامُه وكانت حركتُه امتداداً لقيام ثورة وحركة جَدِّه الإمام الحسين عليه السلام امتداداً كلياً، امتداداً في الجوهر.
وأشارت أمل إلى انه لم تكن ثورة الإمام زيد عليه السلام وليدة لحظتها, ولا ردة فعل متشنجة, ولا تهوراً غير مدروس العواقب, بل كانت أوضاع الناس وأحوال المسلمين تضيق على الإمام زيد (ع)، القيام بالثورة؛ لأن بني أمية قد حرفوا حركة الإسلام عن مسارها النبوي.
وأضافت أمل الحملي تشرح بعض أحوال الأمة الإسلامية قبل قيام ثورة الإمام زيد قائلة: على الصعيد الديني والعقائدي وطد بنو أمية حكمهم وملكهم بتحريف عقيدة الناس وأفكارهم, فجاؤوا بعقيدة الجبر والإرجاء، وتقديس ولي الأمر ووجوب طاعته، حتى لو كان ظالماً يجلد ظهرك ويفري لحمك, ووظفوا لنشر هذه الأفكار علماء السلطان.
وتواصل أمل:أما على الصعيد المعيشي والاجتماعي، فبدلاً من أن يعملوا على إصلاح أحوال الناس ومعيشتهم، ويخففوا من معاناتهم، أصبحت مهمتهم الأساسية وشغلهم الشاغل جمع الثروات والأموال، ما أدى إلى حرمان الكثير من عامة الناس أبسط مقومات الحياة, مع الحاجة الشديدة التي كانت تعصف بالسواد الأعظم من الرعية, ولقد روى التاريخ صوراً عن ثراء خلفاء بني أمية عموماً وثراء الطاغية هشام وعبثه وغناه الفاحش على وجه الخصوص, فقد جمع من الأموال ما لم يجمعه خليفة قبله.
ونوهت أمل في حديثها بأن منطلقات ثورة الإمام زيد عليه السلام منطلقات جامعة, حيث كانت ثورته محل إجماع من الأمة الإسلامية بمختلف مذاهبها, وهذا ما يدلل على أن فكر ونهج الإمام زيد عليه السلام هو نقطة الاجتماع والتوحد التي تلم شمل الأمة الإسلامية وتوحد فرقتها وشتاتها، لقد أخذت ثورة الإمام زيد عليه السلام مسارين، مسار فكري ومسار عسكري, فبدأ أولاً بالتحرك في المسار الفكري, فتحرك في أوساط الأمة ثقافياً وفكرياً, لمواجهة الأفكار الضالة التي حاول بنو أمية نشرها بين المسلمين.
وحول الربط بينها وبين ثورة الإمام الحسين عليه السلام أكدت أمل الحملي أن الزخم العطائي لثورة الإمام الحسين عليه السلام عطاء مستمر ودائم على مختلف العصور والدهور والأجيال، فهي بمثابة المشعل الذي ينير الدرب للثائرين, في سبيل رسالة الحق، الرسالة الإسلامية الخالدة.
واسترسلت في حديثها: وفي نفس الوقت تحرق الهياكل الوهمية المزيفة التي بنت دعائهما على عروش وكراسٍ من الشمع، سرعان ما تذوب بحرارة الثورة الحسينية المقدسة الثورة على حكم يزيد بن معاوية إقامة الشريعة الإسلامية وتطبيقها مقام المخالفات التي أشاعها الحاكم آنذاك، فثورة الإمام الحسين عليه السلام هدفت في قيامها إلى هذين الخطين: تغيير الجهاز الحاكم، وتطبيق الشريعــة الإسلامية.

قد يعجبك ايضا