نساء اليمن: كربلاء وقود كل الثورات..جسَّدتها اليمن بكل تفاصيلها

كربلاء لم تكن موقعة عادية ولكنها كانت ملحمة سجلها التاريخ ويثبتها الصراع بين الحق والباطل

نساء اليمن موقفهن لا يختلف عن موقف أم وهب فقد وهبن أولادهن فداءً لليمن
من ثورة الحسين عليه السلام نتعلم الشجاعة والوقوف بإيمان وثبات لمواجهة الانحراف وإصلاح الأمة

نعيش هذه الأيام ذكرى الأيام العاشورية وكربلاء الإمام الحسين الثورة التي كانت كانت هي وقود كل الثورات ضد الظلم والظالمين ثورة الحق في مواجهة الباطل والتي لاتزال مستمرة حتى يومنا ضد طغاة العصر وأحفاد الأمويين ومنتهجي دينهم وديدنهم في أكل أموال الشعوب وتجويعهم واستغلال الدول لصالحهم وصالح أسرهم، وما نراه في اليمن من ثورة ضد الظالمين قوبلت بعدوان تجمع فيه كل طغاة العالم علينا حرباً وحصاراً فقابلناه بكلمات حسينية “هيهات منا الذلة فالموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة” وصبر كصبر زينب الحوراء في الطف وكل هذا تجسيد لكربلاء الحسين وثورته التي انتصر فيها الدم على السيف ،كان هذا ما أكدته زينبيات اليمن.
المركز الإعلامي للهيئة النسائية بالأمانة استطلع آراء عدد من النساء حول هذه الذكرى الأليمة التي لاتزال تتكرر أحداثها في كل زمان أينما وجد الظلم وأينما وجد محبو الإمام الحسين وكل من نهج نهجه.. نتابع:
الثورة / خاص

بداية عن ما تعنيه كربلاء الحسين- تقول المعلمة حسينة الدريب: كربلاء تعني لنا انتصار الدم على السيف، تعني لنا انتصار الحق على الباطل، تعني لنا قمة الصبر والتضحية بالمال والنفس والولد والأهل في سبيل الله تعالى، تعني لنا تطبيق مقالة سيد الشهداء:
إن كان دين محمد لن ينتصر إلا بدمي فيا سيوف خذيني وحول ما إذا كانت الثورة الحسينية انطفأت بقتل الإمام الحسين؟ نفت الدريب ذلك بقولها: إن ثورة الإمام الحسين(سلام الله عليه) لم ولن تنطفئ فهي شعلة يحترق بها كل طغاة العالم على مدى التاريخ ..
فشهادة الإمام الحسين أحيت النهج المحمدي:
“والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين ماتركته حتى يظهره الله أو اهلك دونه” وأيضا أحيت النهج العلوي: برز الإيمان كله للشرك كله وفضحت مدعي الإسلام الطلقاء أحفاد الوليد وعتبة.. وتواصل دريب حديثها قائلة :
فلو سكت الإمام الحسين لظن الناس مشروعية يزيد ولظن عامة الناس أن الإسلام هو ما يرونه من تشريعات يزيد الفاسد شارب الخمر مع من حوله من علماء السلاطين عبدة الدرهم والدينار لا وتؤكد أن حلقة الوصل بين الحرب العدوانية في اليمن وثورة الإمام الحسين هي أننا كان شعارنا في وجه يزيد العصر المتمثل في حكم السفارات الأمريكية البريطانية:

مثلي لا يبايع مثلك
إن الدّعي سلمان وأسياده وضعونا بين خيارين: خيار السلة بعدوان كوني وتحالف عربي عبري غربي، أو الذلة بالاستسلام للوصاية الصهيوامريكية ونحن اخترنا شعار سيد الشهداء، سيد شباب أهل الجنة: هيهات منا الذلة وتضيف: أنه لولا هذه المواجهة لما افتضح بن سلمان وبن زايد تلك الفضيحة التاريخية المخزية، فضيحة التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني الغاصب ، ومن هم واقفون طابوراً بالصف بانتظار إشارة سيدهم بالتطبيع العلني متى ما اقتضت مصلحة أموية ويهود العصر.
فاجعة كربلاء نتاج مخالفة حديث الولاية بدورها الإعلامية- أفنان السلطان تقول: كربلاء تعني لنا فاجعة ومأساة كبرى حلت على واقع البشرية، وهي لم تكن وليدة اللحظة بل كانت نتيجة للخلل الذي حدث عند مخالفة امر الله ورسوله بتولي الإمام علي، فتم فيها ذبح الكثير من آل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم حفيد رسول الله وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (عليه السلام ).
وتضيف أفنان : فما جرى على أرض الطف يبين لنا الإنحطاط التي وصلت إليه الأمة حتى شهرت سيفها بوجه الحسين وأتباعه ، وما هذا إلا نتاج أنهم لم يتولوا اليد التي رفعها رسول الله في يوم الغدير.
وحول الثورة الحسينية هل انطفأت بقتل الإمام الحسين تجيب السلطان: لم تنطفئ الثورة مطلقاً بل إنها تزداد اشتعالا كلما وجد الباطل لتحرقه وتجعله رماداً وتؤكد أن ثورةُ الحسين وضعت أسساً عن كيفية التحرر من الظلم وإقامة العدل، وإزاحة الباطل ورفع راية الحق وعدم السكوت والخضوع للجائرين والظالمين أشباه يزيد ومعاوية ، وتواصل حديثها:
فاتّباع الحسين لا يكون بالهتافات والشعارات وإنما بالعمل نحو الهدف، والوقوف في طريق الحق، فمادام والباطل موجود فثورة الحسين ستكون حاضرة لتخمد كل باطل وترفع رآية الحق كما فعل اﻷمام الحسين (عليه السلام).
وتقول أفنان : حلقة الوصل وطيدة جداّ فما أشبه الحرب على اليمن بالحرب على الحسين ، حيث أنه تم محاربته ومحاصرته ومُنع عنهم حتى الماء من قبل جيش يزيد فقط ﻷنه مازال على النهج المحمدي القويم الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،ونحن اليوم مازلنا نعاني من أحفاد يزيد فهم يسيرون بنهج سفك الدماء ومبادئ العار واللا إنسانية التي سار عليها يزيد ومعاوية فهم يعيدون كربلاء في اليمن فقتلوا الأطفال ، ومنعوا عنا كل مقومات الحياة، ختمت أفنان السلطان حديثها: حاصرونا في الجو والبر فمن لم يمت بغاراتهم الهمجية مات بحصارهم الدنيء وما ذاك إلا لأننا نحمل نفس المبادئ ونسير على نهج الحسين عليه السلام.

المدرسة الحسينية
بدورها وصفت نوال أحمد ذكرى عاشوراء أنها ذكرى حزينة ، وفاجعة عظيمة وحادثة أليمة، توجع كل القلوب المؤمنة، وتهز كل المشاعر والوجدان والضمائر لما حدث فيها من مظلومية لخيرة أهل هذه الأرض وهم أهل بيت رسول الله صلوات الله عليهم، إن ما حدث من مظلومية للإمام الحسين عليه السلام ولأهل بيته في كربلاء وما حل بهم من ظلم وقتل وذبح وأسر وما أصابهم من حرق لخيامهم وتشريد على أيادي أولئك الظالمين، طواغيت ذلك العصر الذي كان يحكمه بني أمية ويتسلط على الناس فيه ذلك المجرم المسمى يزيد ومن وقف معه في صف الظلم والباطل من المنافقين والمرتزقة آنذاك.
وتتابع حديثها قائلة: ونحن نعيش في هذه الأيام ذكرى عاشوراء ، ذكرى الثورة الخالدة التي كانت مدرسة حسينية عظيمة والتي رسمها للتاريخ وللأمة الإمام الحسين عليه السلام، إننا نحيي هذه الذكرى العظيمة لتحيا بها النفوس الميتة أمام هذا الواقع المرير الذي بلغ ذروته من الانحراف والإجرام والغفلة، نحيي هذه الذكرى لنستنهض بها الضمائر أمام ما يفعله حكام العمالة والنفاق والظلم والفجور الموالين لأعداء الله والذين يتعاونون مع عدو الأمة وعاثوا في هذه الأرض الفساد ، من ثورة الحسين عليه السلام نتعلم الشجاعة والوقوف بإيمان وثبات لمواجهة الانحراف وإصلاح واقع الأمة، نتذكر موقف الإمام الحسين بكربلاء فتشتد بنا العزائم، وتستنهض الهمم، من ثورة الإمام الحسين عليه السلام نستذكر تلك الملحمة العاشورائية، ونحن نعلم أن ما حصل فيها ليس مجرد حادثه مرت وانتهى الأمر، ولكنها كانت أسطورة خالدة لتلك المواقف العظيمة التي سطرها الإمام الحسين هو وأهل بيته وأصحابه في كربلاء.
وتضيف : إنها مدرسة تاريخية نستلهم منها كل معاني الإنسانية والصبر والفداء وكل معاني الإخلاص والوفاء، هي ثورة المظلوم على الظالم ثورة للإصلاح من واقع الأمة، ثورة لنصرة الدين وإقامة الحق والعدل، ثورة لإحياء القيم والمبادئ الإسلاميّة الحقة.
وترى نوال أن ما يحصل اليوم من مظلومية على شعباً اليمني العزيز إنما هو امتداد لمظلومية الحسين عليه السلام، وأن ما يفعله العملاء والخونة من جلاوزة الخليج بني سعود والإماراتيين وغيرهم من الأعراب والمنافقين الذين وقفوا مع الباطل ويعملون مع الشيطان ويقاتلون في صف الباطل ويعتدون على أهل الحق من أجل بقائهم في ذلك الحكم الاستبدادي والقمعي والمستبد لأبناء هذه الأمة، نعرف أن كل ما يفعلونه هو امتداد لذلك الحكم اليزيدي الطاغي، وتواصل حديثها ونحن في هذا العصر ها نحن نواجه الظالمين كما واجههم الإمام الحسين عليه السلام، بثبات وإيمان وصبر ونحن في عز وكرامة وشمال منقطع النظير، نضحي كما ضحوا في سبيل الله ونصرة للمستضعفين، ومن تضحيات شهدائنا ومن كل هذه الدماء الطاهرة الزكية واختتمت حديثها قائلة : ها نحن اليوم نراها قد أثمرت عزا ونصرا وتحررا وكرامة، ونحن نشاهد هذه الهزائم المنكرة التي يتجرعها العدوان على أيادي أبطالنا المجاهدين المؤمنين، وبسلاح الإيمان والثبات والصمود، وبهتاف بهيهات منا الذلة، رأينا انتصار هذه الدماء الطاهرة على السيوف الباغية.

تفاصيل جسدتها اليمن
الناشطة دينا الرميمة بدأت حديثها حول عاشوراء قائلة : لا تزال قوى الطغيان تملأ هذه الأرضَ؛ لتعيثَ فيها الفسادَ وتنشُرُ الظلمَ بطريقة متسارعة وبشعة.
وترى دينا أنه في المقابل القليلَ ممن يثورون ضدَّ هذا الظلم، وتقابَلُ ثورتهم بالخِذلان والوقوف إلى صَـفِّ الظالم، تماماً كما حصل مع الإمَـام الحُسين في كربلاء حين واجه قوى الشر وحيداً مخذولاً مع تلك القلة القليلة ممن ناصروه ووقفوا بجانبه، وفي وقتنا الحالي نرى الكثيرَ من مشاهد كربلاءَ تتكرّر، خَاصَّةً مع تنامي قوى الشر المتمثلة بأمريكا التي ترى الإسْــلَامَ والمسلمين العدوَّ الأكبرَ لها، وبالمقابل نرى الكثيرَ منهم يسقطون في وحل الارتهان لها ضدَّ إخوانهم المسلمين.. ولنا فيما يحدث في اليمن خيرُ دليل.
وتواصل الرميمة حديثها أن هناك اليمنُ التي تقفُ مع شعبها في مواجهة طغاة العصر، كما وقف الإمَـامُ الحُسين -عَلَيْـهِ السَّــلَامُ- في مواجهة الطغيان اليزيدي، وجسّدت صورةً مطابقةً لكربلاءَ وأحداثِ ومشاهدِ يوم الطفّ، وذلك بعد أن خذله الصديق والأخ والقريب، وَفرضوا عليه حصاراً شبيهاً بذاك الذي فُرِضَ على الطفّ.
وهناك الكثيرُ ممن كانت قلوبُهم معنا، ولكن أسلحةَ حكوماتهم كانت علينا، وكان سكوتُهم عن ما يحدُثُ في اليمن وصمةَ عارٍ في جبين الإنسانية.
وتقول الرميمة : رأينا الكثيرَ كعبدالله الرضيع محمولين بأيدي آبائهم والدماء تغطي أجسادَهم، بعد أن اغتالتهم طائراتُ يزيد العصر.
رأينا الكثيرَ ممن كان مصيرُهم هو ذبحَ رؤوسهم عن أجسادهم، لا لشيء إلا لأَنَّهم سلكوا طريقَ الإمَـام الحُسين ووقفوا بصَفِّ اليمن المظلوم ضدَّ الطغاة والمتربصين.
رأينا -كزُهير بن القين- الكثيرَ ممن تركوا الأموالَ والتجارةَ وكلَّ النعيم، والتحقوا بصفِّ اليمن يذودون عنها ويدافعون عن عزتها وكرامتها إلى أن ارتقوا شهداءَ.
رأينا ذاك الشابَّ الذي موقفُه تماماً كموقف وهب الكلبي، الذي ودّع عروسَه وذهب إلى جبهات العِــزَّة؛ كي يدافعَ ويذود عن الأرض والعرض، ولم يعد إلّا وهو شهيد حاملاً يحمل الحياة الأبدية بجوار أصحاب الحُسين.

نساء من اليمن
رأينا من نساء اليمن مَن هي كزينب الحوراء، تلك من استقبلت جثامين عبّاسها وحسينها وجعفرها بكل عِــزَّة وفخر قائلةً: (اللهمَّ إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى يا رب)، وقارعت قوى البغي ولم ترضَ بكل الإغراءات أمام قضيتها.
رأينا الكثيرَ ممن كانت كسكينةَ بنت الحُسين، شهدت مقتلَ والدها ووإخوتها وأعمامها وبكل صبرٍ وشجاعةٍ انتقلت بقضيتها ومظلوميتها تجوبُ الديارَ وتقيم المجالسَ؛ لتُحْييَ دينَ الله الذي كاد يطغى عليه الدينُ الوهابي، وقامت بنشر مظلومية أهلها وتفنيد كُـلّ تلك الشائعات التي تُلفَّقُ لليمن وقادتها الأحرار والمجاهدين.
رأينا كخولةَ ممن فارقت الحياة؛ بسَببِ منع الدواء والغذاء عنها.
رأينا الكثيرَ من نساء اليمن ممن كان موقفُها لا يختلفُ عن موقف أم وهبٍ، جاؤوها برأسِ ولدها فقالت: (ما وهبناه لله لا نسترده)، اعتزازاً بما وهبته لله وفي سبيل الله واليمن.
وبكل اسى تواصل دينا بحديثها : گالطفّ وأهلِ الحُسين، تحاصَرُ الدريهمي وأهلها من الماء والغذاء والدواء، ويموتُ الكثيرُ منهم جُوعاً وعطشاً ولا يصل إليهم إلا قذائفُ العدوان ورصاصاته.
ورأينا أولئك العائدين إلى صَـفِّ اليمن يعتذرون لها ولأهلها عمّا اقترفوه بحقها بعد أن خذلتهم قوى الشر والعدوان، التي انضموا إليها وتبيّن لهم حقيقتهم التي لا تختلف عن حقيقة يزيدَ وعمرَ بن سعد وابنِ مرجانة.
واختمت دينا الرميمة حديثها بأن الكثير والكثير من مشاهد كربلاء تجسدت في اليمن وعايشها أهلها لحظةً بلحظةٍ، وها نحن نرى اليمنَ تنتصر بتلك الدماء التي أروت أرضَها وترابَها وسهلَها وجبلَها على كُـلِّ ذلك الكمِّ الهائل من السلاح الذي دخلوا به اليمن؛ لاستباحتها والقضاء على كرامتها تماماً، كما انتصر دمّ الإمَـام الحُسين على السيف.
وهنا نحن في اليمن نهجنا نهجَ الإمَـام الحُسين وأصحابه ورفضنا أن نذلَّ للطغاة فانتصرنا.

دروس وعبر
وهنا نقف أمام الدروس والعِبَــر من كربلاءِ الطفّ، وكربلاءِ اليمن ومن أهمها: أنه لا يمكن لسلطة الجور الاستمرارَ في طغيانها طالما هناك أُمَّــة تتحَرّك بنهج الحُسين، وتسير تحت قاعدة هيهات منا الذلة، وستبقى تجربةُ الأمس ودروسُ اليوم مدعاةً لبقية أبناء هذه الأُمَّــة ليسيروا في هذا الدرب، ما لم فليبقوا تحت نيران الطغاة والمستبدين غير مأسوفٍ عليهم.

قد يعجبك ايضا