مجلة “ذي لانسيت”: الصين تنجح في مكافحة كورونا

 

لندن/
نشرت مجلة “ذي لانسيت” البريطانية مقالا افتتاحيا جاء فيه: إن الصين باعتبارها دولة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، وتناهز مساحتها كل قارة أوروبا أو الولايات المتحدة، قد سيطرت على وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بشكل كبير وفعال في المرحلة الحالية.
وذكر المقال أن الصين خصصت أموالا كثيرة في البحوث العلمية الخاصة بالصحة العامة وإكمالها خلال 10 أعوام الماضية، الأمر الذي جعل الصين مستعدة بشكل أفضل لمواجهة كوفيد-19 بالمقارنة مع ما كان عليه في مواجهة متلازمة الجهاز التنفسي الحادة (سارس) حينذاك.
ولفت المقال إلى أنه عندما اندلع مرض سارس عام 2002م، كانت الصين غير مستعدة لمواجهته، خاصة أنها لم تستطع تحديد مصدر المرض في البداية. ولكن عندما انكشف فيروس كورونا الجديد في ديسمبر الماضي، سرعان ما كشف العلماء الصينيون نوع الفيروس، وشاركوا المجتمع الدولي بيانات التسلسل الجيني في 11 يناير الماضي، وأوضح الأطباء من بر الصين الرئيسي ومنطقة هونج كونج الخصائص السريرية للفيروس وحذروا العالم من خطره بواسطة نشر أطروحات بحثية في مجلة “ذي لانسيت”.
وتعتقد الافتتاحية أن الصين كانت دائمًا في طليعة أبحاث اللقاحات، من خلال التعاون المحلي الوثيق، تم إجراء البحوث ذات الصلة بسرعة وبصورة صارمة، وفي مايو ويوليو، تم الإعلان عن نتائج تقدم الاختبار لتطوير الصين المبكر للقاح جديد لفيروس كورونا في مجلة “ذي لانسيت”.
وقالت الافتتاحية إن تجربة الصين تظهر أنه من المهم للغاية الاستثمار في نظام الصحة والبحوث الوطنية، وهذا هو أساس استجابة الصين السريعة والفعالة لحالات الطوارئ الصحية والأمن الصحي العالمي، هذا أمر يستحق أن تتعلم منه سائر الدول ، وخاصة البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، بالإضافة إلى ذلك، تثبت تجربة الصين أنه على أساس البحث القوي، يجب أن يكون هناك حكم قوي وعلمي لاتخاذ قرارات صحيحة، بحيث يمكن السيطرة على الوباء بشكل فعال، وأكدت الافتتاحية أنه يجب على الحكومة وقادتها احترام العلم وفهم قيمته والتصرف ضد الوباء بأكثر الطرق فائدة للمجتمع، وأشارت الافتتاحية، انه على سبيل المثال، أرسلت لجنة الصحة الوطنية الصينية ثلاث مجموعات من خبراء الأمراض المعدية إلى ووهان في المرحلة المبكرة من تفشي الوباء للتحقيق في خطر الفيروس وانتشاره. وقدم عمل المجموعات الأساس لقرار الرقابة الصارم لووهان في 23 يناير؛ وفي نفس الوقت، تمت السيطرة على الوباء بسرعة بفضل مشاركة الجماهير أيضا.
وشددت الافتتاحية أخيرًا على أن الاستجابة لحالة طوارئ صحية عالمية تحتاج إلى تعزيز التعاون بين البلدان المختلفة.

قد يعجبك ايضا