الترجمة العملية (وطنياً ووحدوياً) لخطاب الرئيس المشاط

 

عبدالفتاح حيدرة

إن ترجمة خطاب فخامة الرئيس مهدي المشاط بمناسبة ذكرى 22 مايو ويوم القدس العالمي وعيد الفطر المبارك ، توجب علينا أولاً وقبل كل شيء أن نعيد المعادلة الوطنية لصحيح وضعها ، باعتبارها ثنائية (الاستقلال و الحرية) لا ثنائية (الاستبداد والفوضى) ولا ثنائية (التقسيم والتبعية) ، خاصة وأن ثنائية (الاستقلال والحرية) التي في صنعاء هي من بدأت ومنذ أول يوم لها في تنفيذ آليات عملية وميدانية وعلى أرض الواقع في مواجهة الغزو والاحتلال والاستبداد والتبعية والارتهان..
كلمة فخامة الرئيس المشاط توضح وبجلاء أن الوضع الطبيعي اليوم هو التمعن الفكري والثقافي والسياسي والاجتماعي في انكشاف وتعري وهزيمة وفشل كافة مشاريع الخيانة والعمالة والارتزاق والارتهان ، وما يقابله من سمو ورفعة وانتصار ونجاح للثقافة الوطنية للهوية اليمنية الايمانية ، التي عملت وضحت وثبتت وصمدت وتحدت من اجل التحرر والاستقلال وبناء الدولة اليمنية القوية وبشكلها الحديث..
لذلك علينا أن لا نركن بعد اليوم لهشاشة التنظيمات الحزبية والكيانات السياسية والمجالس الانتقالية ، الموبوءة بعشرات التناقضات الموضوعية وغير الموضوعية فيما بينها ، ليقفا حجر عثرة أمام تأسيس جبهة وطنية على قاعدة الوحدة والصراع ضد دول العدوان ، ولذلك ودون الدخول في تفصيلات معقدة ، فإن الحل الوحيد هو تأسيس حركة شعبية جماهيرية واسعة وفضفاضة ، على شاكلة حركة انصار الله ، تعبر عن الهوية اليمنية الإيمانية ، و لا تعبر عن الأحزاب والجماعات ولا تتناقض معها ، وتستدعي موارد كل القوى السياسية وتديرها بشكل جماعي وشفاف مبني على أساس واحد هو التحرر والاستقلال..
إن التحرك العملي الوطني اليوم هو أن تنتشر الحركة الوطنية اليمنية في أرجاء اليمن الواحد الموحد ، شمالا وجنوبا ، لتمارس كافة أشكال المقاومة للعدوان ، وتسقط كل متاريس الغزو والاحتلال والاستبداد ، وتعلن حربا سياسية وقانونية وإعلامية ضد كل الكيانات المرتزقة وأحزاب العمالة وأفراد الخيانة ، وتنتزع بزخمها الشعبي وفيضان حركتها وحيويتها ومرونتها كل الحقوق الوطنية للحرية والاستقلال وبناء مؤسسات الدولة اليمنية القوية والمهابة والعادلة..
لنفهم جيداً أن أخطر ما ابتكرته قوى الغزو والاحتلال في ذهنية الناس في المحافظات اليمنية القابعة تحت نير الغزو والاحتلال هي فكرة بناء كيانات ارتزاق ومجالس مناطقية وحكومات سياسية لإدارة عقول وموارد المجتمع لإشباع الحاجات المادية لنفوذ نخب سياسية ومناطقيه ودينية معينة، ومع مرور الزمن أصبح رجال النفوذ والحكومة أو الكيانات المناطقية عند البعض سلطة قمعية تمارس نفوذها الطبقي والمناطقي لصالح فئة ضئيلة بكل أساليب الخيانة والعمالة والارتزاق والاستبداد..
لذلك أن بناء الدولة والمجتمع الوطني اليمني الموحد والواحد هو ما سيجعل الوضع مختلفا ، فلم تعد الدولة اليمنية ممثلة في شخص الحاكم ، تقوم بقيامه وتسقط بسقوطه ، بل أصبح الحاكم جزءا من منظومة مجتمعية وطنية كبرى لإدارة الدولة ، يذهب ويأتي غيره وتبقى الدولة لخدمة المجتمع دون أية مشكلة ، وهذا ما ترحب وتبحث وتدعو للسلام معه حركة انصار الله ، لتخرج هذه القوى والكيانات الهشة من حيز فوضى التبعية الذي يغذيه العدو بجشع الارتزاق والعمالة من أجل الحصول على سلطة إما تملك كل شيء ولا تعترف بأي قوة حرة ومستقله ، أو تبقى معارضة مسلحة لمقاومة التحرر والاستقلال وتخدم أجندة العدو في قتل الشعب اليمني وحصاره وتجويعه..

قد يعجبك ايضا