معالم وآثار إسلامية

جامع ابن علوان معالم دينية في اليمن

 

الثورة نت| متابعات..

يبقى جامع ابن علوان القائم منذ مئات السنوات في إحدى القرى الريفية بمحافظة تعز ذا خصوصية متفردة ومميزات لا تتواجد إلا في جنبات مبناه الذي يحظى بشهرة واسعة وظل منذ زمن بعيد محل جدل دائم لم يتوقف حتى اليوم.. جامع ابن علوان الذي يقع في منطقة يفرس بمديرية جبل حبشي إلى الجنوب الغربي لمدينة تعز، يظل واحدا من أبرز المعالم التاريخية والدينية في اليمن ومنطقة شبه الجزيرة العربية ،فهو يحتضن ضريح الشيخ أحمد ابن علوان بن عطاف وهو أحد الأولياء الصالحين الذين عاشوا في عصر الدولة الرسولية في القرن الـ13 الميلادي وحظي بشهرة واسعة بين أوساط الناس.
تاريخ البناء
مدينة يفرس، حيث يوجد مبنى جامع ابن علوان، وهي حاليا مركز مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز، منطقة تاريخية ذات معالم أثرية عديدة تعود لعدد كبير من الملوك والسلاطين الذين مروا عليها عبر فترات متعاقبة من التاريخ اليمني القديم وفي عصور ما بعد الإسلام.. وتقول المصادر التاريخية: إن الملك عامر بن عبدالوهاب أصدر أمره ببناء المسجد في العام 921هجرية على مقربة من ضريح الشيخ ابن علوان لتقام فيه الصلاة وذلك بعد سنوات طويلة من بناء الضريح ،كما أمر الملك ابن عبدالوهاب أيضاً ببناء قبة على ضريح الشيخ أحمد ابن علوان مستقلة عن الجامع وباب خاص بالقبة بالإضافة إلى بناء الصرحة الصغيرة المجاورة لضريح الشيخ الصوفي الكبير والذي وصفه البعض بـ”جوزي اليمن”.
ويجمع المؤرخون على أن الشيخ أحمد ابن علوان هو إمام الصوفية وفيلسوفهم في العصر الرسولي حيث نشأ في أحضان الرئاسة والعلم وكان والده في خدمة السلطان وكاتبا لدى الملك “صلاح الدين ابن الكامل الأيوبي ،فعاش في ترفٍ كما كان عليه أولاد الكتَّاب.. لكنه لم ينتهج طريق والده في العمل في بلاط الحكم بل تحوَّل إلى طريق التصوف ولزم العبادة والزهد واشتهر بحسن الوعظ ، كان يسلك في وعظه طريقة ابن الجوزي حتى لُقِّب بجوزي اليمن وله رسائل كثيرة ومؤلفات جمعت في مجلدات منها كتاب (الفتوح المصونة والأسرار المخزونة)، وبعد أن توفي صارت لضريحه مكانة مقدسة بل وتقام زيارة سنوية له في منتصف شهر ربيع الأول من كل عام، سمتها المصادر التاريخية باسم (يوم الجمع المبارك) ويعد هذا الضريح من الآثار الإسلامية المتميزة في طرازها المعماري والزخرفي.
وقد تم تشييد الجامع وقبة الضريح على ربوة مرتفعة من الأرض ويصعد إليه من الجهة الغربية بواسطة درج من السلالم الحجرية ويمكن الدخول إليه عبر ثلاثة مداخل.. ويقول المختصون في البناء التقليدي اليمني :إن المخطط الهندسي الذي اُتبع في تشييد بناء الجامع حينها جاء على نظام تخطيط المدارس الذي ساد في العصر الرسولي.
أساطير مستمرة
لم تتوقف الأساطير والحكايات التي يتداولها الناس عن جامع وضريح ابن علوان يوما، ويؤكد الباحث والمؤرخ اليمني عبدالجبار نعمان أن تلك القصص عن كرامات الشيخ ابن علوان بدأت في الانتشار في المجتمع اليمني القديم بعد سنوات من وفاته لكنها لم تتوقف أبدا وظلت في مسار تصاعدي إلى يومنا.
وعلى الرغم من أن من تلك القصص ما يمكن تصنيفه في إطار الأساطير والخرافات إلا أنها تحظى بشعبية وإيمان كبيرين في صفوف كثيرين من البسطاء اليمنيين.
وبصرف النظر عن الجدل القديم المتجدد الذي أثير قديما ولايزال حول جامع ابن علوان، يظل هذا الصرح أحد أبرز المعالم الأثرية والدينية والسياحية التي بلغت شهرتها الآفاق على مستوى اليمن والمنطقة عموما.

الثورة 

قد يعجبك ايضا