حصاد الخيبة.. بعد خمس سنوات من العدوان على اليمن (2 – 2)

– هيئة الأركان المشتركة لقوى العدوان شنت على اليمن أكبر حرب نفسية عرفها تاريخنا الحديث 
– هآرتز: إسرائيل وضعت كل خبراتها في الحرب النفسية تحت تصرف تحالف العدوان السعودي
– كشف شعبنا عن قدرات متميزة في مواجهة الحرب النفسية ونجح في شن حرب نفسية مضادة
– باعتمادها على قيم الصدق والحقيقة .. نجحت الآلة الإعلامية الوطنية الموضوعية في تفكيك العقل العسكري والإعلامي لقوى العدوان
– الإعلام الوطني لم يكن نداً فحسب بل ألحق الضرر بوعي حكام السعودية وأحيا من جديد هواجس بقاء مملكتهم
– العقل السعودي الأمريكي أغفل حقيقة الإيمان الواعي بالله لمقاتلي الجيش واللجان وإيمانهم العميق بالقيمة العظيمة للاستشهاد

أحمد الحبيشي
تأسيسا على ما تقدم في الحلقة الماضية ، يمكن القول إن الحرب النفسية التي استخدمها تحالف العدوان على اليمن خلال السنوات الخمس الماضية استهدفت تحطيم الروح المعنوية للشعب والمدافعين عن السيادة والاستقلال من خلال استخدام أساليب دعائية مختلفة ، أهمها:
1. الإشاعة : وهي عبارة عن كلام صادر من جهة ما ، يقصد به نشر أشياء موجودة فعلا ، وغير مرغوب في سماعها ، وتعميمها على البسطاء من الناس لتتداول بشكل عفوي، حتى تصير كلاما موثوقا به ويصدّقه حتى مروجو الإشاعة.
2. الدعاية : بمعنى استخدام أي وسيلة من وسائل الإعلام العامة أو الشعبية بقصد التأثير في عقول وعواطف أفراد المجتمع والمدافعين عن السيادة والاستقلال في مواجهة العدوان والاحتلال.
3. غسيل الدماغ: وهو عملية تطويع المخ وإعادة تشكيل التفكير، وتغيير الاتجاهات النفسية والقيم السلوكية، بحيث يتم هذا التغيير بطريقة التفجير الذي يُوجَّه الفكر الإنساني أو العمل االاجتماعي ضد مصالح وإرادة أفراد المجتمع ، أو ضد ما يتفق مع أفكارهم ومعتقداتهم وقيمهم، بمعنى أنه عملية إعادة تعليم باتجاه التخلى عن الأفكار التي كان الأفراد يؤمنون ويسترشدون بها ، وصولاً إلى الإيمان بنقيضها.
4. استخدام الطابور الخامس في إضعاف الجبهة الداخلية وشق الصف الوطني ، وتشكيك الجماهير في قدرة قيادتها السياسية والعسكرية على الصمود في وجه العدوان ، وكسر شوكته.
وبوسعنا القول إن جرائم الحرب على اليمن لم تقتصر فقط على سلاح العدوان في المجالات التي سبق الإشارة إليها ، بل إن الحرب الإعلامية والنفسية التي كانت تقودها هيئة الأركان المشتركة لهذه الحرب في مبنى وزارة الدفاع السعودية بالرياض ، كانت بمثابة كتائب عدوانية متقدمة وشرسة ، حيث تم الاستعانة بأعداد كبيرة من الصحفيين والإعلاميين والمثقفين والمهاجرين الانتهازيين والقادة السياسيين المأوزومين وبعض الجواسيس المحليين في شن أكبر حرب نفسية عرفها تاريخنا الحديث ، بموازاة أخطر وأطول عدوان على اليمن ، استهدف إلحاق أكبر قدر من الأذى والضرر بالإنسان والهوية والشجر والحجر والطير والسابلة والتاريخ والحاضر والمستقبل.
اللافت للنظر أن قوى العدوان لم تحصل فقط على دعم لوجيستي أميركي وبريطاني وإسرائيلي في المجال الحربي والاستخباري ، بل وفي مجال الدعاية السوداء والحرب النفسية، حيث تم توظيف أموال ضخمة لإنتاج حملات إعلامية مباشرة وبرامج حوارية استهدفت استخدام وسائل وأدوات وأساليب حديثة ، لتحقيق أهداف غير تقليدية ، والتأثير على الوعي الشعبي الاعتيادي وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية في الداخل ، وممارسة التضليل وتزوير الحقائق على المستوى الخارجي ، وتوفير الفرص الاستراتيجية التي تساعد جيوش التحالف السعودي على تحقيق نصر سياسي وعسكري سريع ، الأمر الذي أكسب الحرب الإعلامية والنفسية للعدوان السعودي على اليمن شكلا ومضموناً جديدين.
إن المقاربة الموضوعية لخبرة شعبنا في التصدي للحرب الإعلامية والنفسية الشرسة التي رافقت العدوان السعودي على اليمن أثبتت قدرته على الصمود ليس فقط في وجه العدوان ومنعه من تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية في أسرع وقت ممكن، بل إنه تمكن أيضا من الصمود في وجه الحرب النفسية التي شنها العدو بموازاة أسلحته الحديثة والمتطورة ، حيث كشفت خبرة شعبنا في مواجهة الحرب النفسية للعدو نجاحه في شن حرب نفسية مضادة ، بما يجعل التعاطي معها ينطلق من الحاجة إلى فرض الإرادة الوطنية للتحكم في أعمال العدو بوسائل غير عسكرية.
تأسيساً على ما تقدم ، بوسعنا رصد المحطات التالية في الحرب الإعلامية والنفسية التي شنّها العدوان السعودي بموازاة عمليانه العسكرية الميدانية في مختلف الجبهات العسكرية :
* جبهات القتال في محيط محافظتي صنعاء والحديدة.
* جبهات القتال في عدن والمحافظات الجنوبية.
* جبهات القتال في تعز.
* جبهات القتال في مارب والجوف.
* الجيوب العميلة للعدون في محافظات إب والضالع والبيضاء.
* الجيوب الاستخبارية العميلة للعدوان في أمانة العاصمة و بقية المحافظات.
تقنيات وأدوات الحرب الإعلامية النفسية
تميزت عمليات الحرب الإعلامية و النفسية في مختلف الجبهات باستخدام عدد كبير ومتنوع من وسائل وأدوات التأثير المعنوي على المقاتلين والمواطنين ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
1. القنوات الفضائية.
2. الإذاعات.
3. الإعلام الإليكتروني.
4. وسائل التواصل الاجتماعي.
5. الطابور الخامس.
وكان لافتاً حرص العدوان على استخدام بعض التقنيات الحديثة التالية في الحرب الإعلامية والنفسية ، من خلال الوسائل المذكورة آنفاُ :
• مقاطع فيديو.
• مقاطع صوتية.
• ألعاب البلاي ستيشن.
• الخدعات السينمائية والتلفزيونية.
• الصور الفوتوغراقية المدبلجة بتقنية الفوتو شوب.
• الاستعانة بمقاطع أو لقطات مصوّرة لوقائع سابقة في بلدان أخرى.
• منشورات ومُلصقات.
• الشائعات بمختلف أنواعها.
• الدعاية بمختلف أنواعها.
فيما كانت الأهداف الرئيسية لكل وسائل وأدوات الحرب النفسية تتمثل في ما يلي :
* العزل الإعلامي.
* بث الذعر وروح التخاذل في قلوب المقاتلين والمواطنين.
* تشويه وتزييف الحقائق.
* غسيل المخ ونشر ثقافة الكراهية من خلال استبدال الوعي الوطني والديني باللا وعي العنصري والطائفي (عدن وتعز نموذجاً).
* بث اليأس وزعزعة الإيمان بالصمود والنصر.
* شق وإضعاف الصف الوطني والجبهة الداخلية.
* إثارة القلق والتوتر.
* الإغواء والتضليل.
* الادعاء بتوالي سقوط المحافظات بسرعة ( تعز وإب والحديدة) نموذجاُ.
خبرة التصدي للحرب النفسية
كان واضحاً أن إسرائيل شاركت بخبراتها في الحرب النفسية ، ووضعتها تحت تصرف قوات التحالف العدواني السعودي، وهو ما كشفت النقاب عنه صحيفة (هآرتز) الإسرائيلية مؤخراً. (1)
وقد حرصت دول العدوان منذ بداية الحرب على توسُّل النصر السريع من خلال تسويق صورة نمطية عن “التفوُّق المطلق” لأسلحة دول العدوان المتطورة للجيش السعودي التي قيل إنها ستكسب المعركة بصورة مطلقة خلال أيام قصيرة ومعدودة ، وهو ما يفسِّر حالة الارتباك والإحباط التي أصابت حملات الحرب النفسية للعدو ، حيث لم تُخفِ وسائل الإعلام التابعة للعدو خيبتها من فقدان مصداقيتها لدى مشاهديها في السعودية والإمارات وبلدان الخليج ، بسبب بث أخبار وتحليلات وتوقعات كاذبة وغير ممكنة التحقيق.
من نافل القول أن الآلة الإعلامية المتواضعة للقوى الوطنية المناهضة للعدوان تمكنّت من قراءة وتفكيك العقل العسكري والإعلامي لدول تحالف العدوان التي تتباهى بامتلاكها أحدث الطائرات والدبابات والأسلحة الإلكترونية المتطورة دونما حاجة إلى الالتحام المباشر في ساحة المعركة.
في هذا السياق نجحت القوى الوطنية المناهضة للعدوان في خلق وتعميق حالة انفصال بين البيئة الواقعية والبيئة التكنولوجية ، وتوظيف الانتصارات التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات القتال ، والتوغل داخل العمق السعودي وتدمير آلياته وثكناته العسكرية ، لوضع عقل المقاتل المعتدي خارج دائرة الواقع.
والحال أن العدو بالغ في استخدام النموذج الأميركي للحرب الأليكترونية عن بُعد بما فيها تقنيات ألعاب البلاي ستيشن القتالية ، حيث يتم تغليب حسابات القوة على حسابات الحق ، من خلال استخدام الكثافة الناريّة بالوسائل الإليكترونية ، للحيلولة دون وقوع خسائر في صفوف الجنود والآليات العسكرية ، ما أدّى إلى افتقار جنود دول العدوان ومرتزقتها روح المبادرة والقدرة على الالتحام والإقدام.
نجح الإعلام الوطني المُقاوم ، وبضمنه الإعلام المرئي في الاستفادة من الانتصارات العسكرية في جبهات القتال والصمود البطولي في مواجهة الحصار الاقتصادي ، وتوظيفها من أجل صياغة استراتيجية ميدانية للحرب النفسية أتاحت للإعلاميين إمكانية التحوُّل إلى جنود ميدانيين سواء في جبهة الإعلام المرئي والحربي ، أو في جبهة مواجهة الحرب النفسية.
في هذا السياق شنّت الآلة الإعلامية للقوى الوطنية المناهضة للعدوان هجمات مضادة تعتمد الطابع التفكيكي على حملات العدو الذي لجأ إلى ممارسة الخداع السينمائي والتلفزيوني ، والتحايل في استخدام صور مستنسخة لوقائع حدثت في بلدان أخرى ، حيث قام الإعلام الوطني بفضح هذه الهجمات الإعلامية وإبراز حيلها وأكاذيبها ، بوسائل تقنية ومهنية اعتمدت على مبادئ وقيم الصدق والموضوعية والحقيقة.
الشائعات السوداء والرمادية
مما له دلالة أن العدوان السعودي خاض ـــ إلى جانب معاركه الجوية والبرية والبحرية في مختلف جبهات القتال ـــ حربا نفسية شرسة ومعقدة روّجت في جانب منها لاغتيال عدد من قادة المقاومة الوطنية وعلى رأسهم السيد عبدالملك الحوثي ، واحتلال مدينة صنعاء وتفريغها من السكان ، حيث ضخت آلة الدعاية السوداء للعدوان سيلا ضخما من الشائعات السوداء والأخبار التي زعمت قرب زحف قوات العدوان ومرتزقتهم من ذمار إلى العاصمة صنعاء.
كانت قوات العدوان السعودي الإماراتي بعد عجزها عن حسم المعركة تراهن على تشغيل مفاعيل الشائعات السوداء التي تسهم في تحقيق انهيارات معنوية عنقودية بين صفوف المدنيين والمدافعين عن سيادة واستقلال الوطن ، في حال نجاح الطابور الخامس في تسويق إكذوبة مقتل العديد من قادة المقاومة الوطنية وفي مقدمتهم السيد عبدالملك الحوثي.
استندت حملة الحرب النفسية السعودية إلى الفرضية القائلة بأن الحرب النفسية يمكن أن تساعد قوات التحالف العدواني السعودي على إلحاق الهزيمة بالجيش واللجان الشعبية بأقل جهد وبأسرع وقت.
بيد أنّ الآلة الإعلامية للقوى الوطنية المناهضة للعدوان السعودي الإماراتي نجحت في قيادة ناصية الحرب النفسية المضادة وتوسيع نطاقها، ولم تقف إزاء العدوان السعودي موقفا تنافسيا أو نديا فحسب، بل إنها أربكت موقف النظام السعودي وأضرّت بوعي حكامه ، وأحيت من جديد هواجس بقاء مملكتهم.
ولسوف يأتي يوم يتعمق فيه الباحثون والدارسون في الجانب الخفي من هذه الحرب النفسية التي تعرض لها اليمنيون وتعاملوا معها بروح الصمود والتصدي ، سواء من ناحية الأدوات والوسائل والأشكال والأنواع ، أو من ناحية مواجهة الأساليب الملتوية التي استخدمها العدو مثل الدعاية السوداء والشائعات السوداء والرمادية ، والضغوط الاقتصادية والمناورات السياسة والاغتيالات والاستعانة بالجماعات الإرهابية ، وفتح بؤر داخلية للتمرد والتخريب وتسليحها وتمويلها ، وصولا إلى عمليات غسل الدماغ وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية.
وبوسعنا القول ـــ بعد مرور خمس سنوات من العدوان السعودي الإماراتي المدعوم من قبل أميركا وبريطانيا وإسرائيل ـــ إن صمود الجيش واللجان الشعبية ، وما رافقه من انتصارات بطولية وتضحيات عظيمة كان له تأثير كبير على تعزيز قدرات الآلة الإعلامية الوطنية في إطلاق مفاعيل الحرب الإعلامية و النفسية المضادة ، وزرع البلبلة والشك في نفوس جنود العدو ومرتزقته إزاء قادتهم السياسيين والعسكريين.. ولعل من أبرز مظاهر هذا التمكين امتلاك الآلة الإعلامية الوطنية خطابا إعلاميا يتميّز بالموضوعية والمصداقية.
لا ريب في أن السلاح الرئيسي للآلة الإعلامية الوطنية هو سلاح الصدق والحقيقة ، وهو أحد شروط الحرب النفسية الظافرة ، الأمر الذي أربك العقيدة العسكرية للعدو السعودي وأصابها بالاستلاب ، لجهة الوهم بأن انتصار العدو أمرٌ سهلٌ ومضمونٌ خلال فترة قصيرة ، بفضل التسليح الإليكتروني المتطور للقوات السعودية والإماراتية الغازية ، مدعوما بسياسة شراء الذمم بالأموال المدنّسة.
ومن نافل القول أن النتائج العكسية لمسار العدوان الخارجي بدءاَ بالعجز عن الحسم العسكري خلال بضعة أسابيع انتهاء بدحر مرتزقة وقوى العدوان والاحتلال من نهم والجوف ومعظم جبهات محافظة مارب أدّت إلى وضع العقل العسكري السعودي الإماراتي الأميركي في حالة انكشاف ، لأنه انطلق في هذا العدوان من استخفاف واضح بالشعب اليمني وإرادته الوطنية وقدراته وتقاليده الكفاحية.
كما أن العقل السعودي الأميركي الذي خطط للعدوان على اليمن أغفل أيضا حقيقة أساسية هي الإيمان الواعي بالله والإيمان الروحي والنفسي العميق لمقاتلي الجيش واللجان الشعبية بالقيمة العظيمة للاستشهاد.. كما أن وسائل الإعلام الوطنية أنجزت دوراً أساسيا في إحباط مخططات العدو من خلال ضخ روح الحماسة بواسطة الصور والزوامل والأناشيد والشعارات الدينية والوطنية.
لا ننسى التأثير السلبي للمجازر الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبها العدوان ضد المدنيين وفي مقدمتهم الأطفال ، حيث كانت تلك الجرائم جزءا من الحرب النفسية التي شنها العدو بهدف توليد مشاعر الرعب والذعر والخوف والإحباط في أوساط الشعب والجيش واللجان الشعبية ، لكنه تحوَّلَ إلى شعور وطني عارم بالغضب والإصرار على مواصلة الكفاح وعدم التفريط بدماء الشهداء ، ما رفع الثقة بقوة المقاومة وقدرتها ، وأفقد العدو واحدةً من أهم أوراقه في الحرب النفسية التي يخوضها ضد شعبنا منذ اليوم الأول للعدوان.
وقد أسهم الإعلام الحربي أثناء العمليات العسكرية التي قام بها الجيش واللجان الشعبية في الساحل الغربي والعمق الجنوبي للعدو السعودي وجبهات نهم والجوف وصعدة وحجة ومارب والبيضاء في كسر الحصار الإعلامي الذي فرضته دول العدوان من أجل إخفاء جرائم الحرب والجرائم المعادية للإنسانية التي ارتكبتها في اليمن ، بالإضافة إلى تصوير المعارك والدبابات الأميركية المتطورة التي دمّرها أبطال الجيش واللجان الشعبية ، وبث صورها على وسائل الإعلام المحلية والعالمية ،الأمر الذي إسهم في سقوط أحد أبرز نقاط القوة والغطرسة لقوى العدوان ، وإجهاض مختلف عناصر االتفوق المادية للحرب النفسية التي رافقت العدوان السعودي على اليمن ، حتى أصبحت وسائل الإعلام العالمية تتناول صورا عن جرائم الحرب والتجويع في اليمن ، والاحتجاجات المدنية في مختلف بلدان العالم مطالبة بوقف الحرب ومحاسبة المشاركين فيها والداعمين لها.. على النقيض من صورة الإعلام الخارجي خلال الفترة 2015 ــ2016م ، حيث حاولت رباعية العدوان فرض تعتيم شامل على تداول أي معلومات أو صور عن الحرب العدوانية على اليمن ، باستثناء ما تبثه ماكنة العدوان الإعلامية.
كما أسهم المجتمع المدني والقطاع الخاص في تكوين شبكة واسعة من الإذاعات المحلية والمواقع الإخبارية الإليكترونية ، وبقدر ما لعبت هذه الإذاعات المحلية والمواقع الإخبارية دورا كبيرا في تعبئة الرجال والشباب والطلاب والنساء وبضمنهم ربات البيوت ضد العدوان والاحتلال ، و مواكبة بطولات وتضحيات المدافعين عن السيادة والاستقلال ، بقدر ما أسهمت في إكساب العاملين والعاملات فيها مهارات وخبرات إعلامية حديثة في العمل الإعلامي والنشاط الدعائي ومكافحة الحرب النفسية.
ما تيسّر عن الإعلام المرئي المقاوم
لا نبالغ حين نقول إن الإعلام الوطني المرئي المقاوم للعدوان السعودي الإماراتي نجح في نقل الأفكار والصور والأخبار ضمن حملة سياسية وإعلامية تهدف إلى التأثير في سلوك الأفراد والجماعات أو الشعوب والمجتمعات والدول.
وبوسعنا القول إن الإعلام المرئي نجح رغم الصعوبات والتحديات الكبيرة في جمع وتحليل ومعالجة البيانات والمعلومات والصور والحقائق والرسائل والتعليمات من كافة المصادر عن أنشطة الجيش واللجان الشعبية ومختلف مكونات المجتمع المدني والبيئة السياسية ، والتأكد من مصداقيتها وصياغتها بأسلوب يتقبله المجتمع ، ونشرها محليا وخارجياً وذلك بهدف تزويد الشعب والمقاتلين والعالم الخارجي بالمعلومات الصحيحة، وإحباط نوايا الحملات المضادة للعدو وطابوره الخامس مع التأكيد على قيم الولاء الوطني.
تميزت خبرة الإعلام المرئي المقاوم للعدوان بالحرص على دقة وصحة أخبار المعارك في مختلف الجبهات ، وضمان وصولها إلى المتلقي في التوقيت الصحيح والسرعة العاجلة ، بهدف توصيل المعلومات إلى المتلقي في وقت حدوثها ومن مصدرها الحقيقي وبكل حقائقها وتفاصيلها الميدانية قبل أن تُشوّه من خلال وسائل إعلام دول العدوان ومرتزقتها.
في هذا السياق اكتسب الإعلام المرئي المقاوم للعدوان ديناميكيته من خلال الحرص على التكامل والتنسيق مع وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والإليكترونية ، بما يحقق له دوره الوطني في إطار منظومة العمل الإعلامي للقوى الوطنية المناهضة للعدوان والاحتلال.
كما حرص الإعلام المرئي على التنوع في أداء رسالته من خلال برامج متنوعة تغطي الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية والرياضية للمجتمع ، والاعتماد على معطيات ميدانية تُوفَّرها شبكة واسعة من الصحفيين والمصورين والمراسلين والمتخصصين بشؤون الحرب وتغطية أخبار جبهات القتال ، وتحليل هذه الأخبار والمعلومات وتوثيقها ، وصولاً إلى استخدامها في البث المباشر.
يقيناً أن الإعلام المرئي المناهض للعدوان كان وسيظل مرآةً عاكسةً للتحديات والمتغيرات اليومية في مختلف جبهات المواجهة العسكرية والسياسية مع العدو ومرتزقته ، حيث أثبت قدرته على أن يكون وسيلة اتصال بالداخل والخارج بشكل غير محدود، على الرغم من صعوبة وخطورة ظروف العمل اليومي ليلا ونهاراً.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) هآرتز ــ 27 يناير 2019م

قد يعجبك ايضا