هو وهي.. أم هم وهن ؟!

 

عبدالملك سام

وكأنهما اجتمعا ليفترقا.. كانا معا لمدة طويلة قد لا تتعدى العام، أصبحت فجأة تلك المشاكل الصغيرة التي اعتادا أن يضحكا منها عصية على الحل! وتقرر الطلاق من كلا الفريقين المتناحرين وليس على الأولاد سوى التنفيذ فقط.. فتحمل هي لقب مطلقة الذي له وقع يشابه الفضيحة، بينما هو يكون عليه أن يفكر بطريقة لجمع المال اللازم ليشتري واحدة أخرى!
سنظل ندور للأبد حول أنفسنا كالجمل في معصرة الزيت، نشكو من الفساد والانحلال الأخلاقي، نشكو من الحرب الناعمة والهجمة الشرسة التي تستهدف الشباب، نشكو من الشباب أنفسهم الذين أصبحوا مثل صفيحة البنزين التي لا تحتاج سوى لشرارة صغيرة حتى تشتعل، ونظل نشكو ليل نهار دون أن نخرج بحل ناجع..
لماذا لا نقولها صريحة.. نحن نشن على أنفسنا أكبر وأقوى حرب ناعمة؟! لماذا لا نعترف أننا سبب البلاء وغير صحيح أن اللوم كله ملقى على الخارج؟! لماذا نتهرب من مسؤوليتنا عن ضياع شبابنا وانتشار العديد من الأمراض الاجتماعية؟! نعم.. نحن السبب وأرجو أن تستمعوا لبقية الكلام قبل أن تكيلوا التهم..
أولا.. هو وهي..
عن طريق لجنة الخبراء يتم اختيار العروسة للعريس، طبعا هم يسألون العريس عن رأيه في فتاة لم يراها في حياته والأمر لا يعدو عن رفع عتب فقط، أما هي فلا رفع عتب حتى؛ «مبروك أتاكي عريس».. طبعا هناك من سينتقد هذه النقطة ويتهمني بكذا وكذا وكل ما استطيع قوله هو أسألوا العلماء عن الموضوع وانظروا ماذا تطبقون في الواقع من كل ذلك!
أما المصيبة الكبرى هو عندما يتدخل الأهل لتفريق بين الزوجين، وهذه طامة كبرى سواء من أهله أو أهلها الذين يفترض أن لديهم خبرة ويعرفون الكثير مما يمكن أن يجمع بين الأزواج المتخاصمين بينما الأبناء يفتقدون هذه الخبرة ويحتاجون للتوجيه الصحيح الذي يحصلون عليه من مخزون الحكمة لدى الأهل والمجتمع..
ثانيا.. هم وهن..
ابتداء بالمهر المرتفع وصولا للمحاكم الأسرية، هذا هو الطريق باختصار لما يقارب 80% من حالات الطلاق.. المهر المرتفع الذي يجعلك تتباهى أمام الناس هو ذاته المسمار الأول والأخطر في نعش العلاقة الزوجية، وطالما ونحن متمسكون بمبدأ أن المهر المرتفع ضروري وهام فلا حل للفساد ولا للمشاكل الاجتماعية ولنعلم أننا بهذا ننفي عن أنفسنا أتباع الطريق القويم في الشريعة الإسلامية السمحاء، ولسنا بشرا حتى نمتلك حسا إنسانيا بل نحن نشبه موظف البورصة الذي يتعامل مع الناس بالأرقام، فلا تلوموا أحد ولوموا أنفسكم، الله حذرنا من الفتنة والتي تعني المشاكل الاجتماعية والانحلال ما يؤدي بالتالي لفناء الأمم، فمن نعاند؟! ولا تنسى عزيزي الأب قبل أن تشترط مهرا مرتفعا أنك أصبحت أبا واستمرت حياتك إلى هذا اليوم فقط لأنك دفعت مهرا معقولا!! أليس كذلك؟!
أما العشرون بالمائة المتبقية فهي تتعلق بتدخل الأهل في حياة الأبناء والزوجات اللائي لم يحظين بتربية سليمة والمشاكل الاقتصادية والثقافة التربوية والحوادث والصحة والإدمان …..الخ وكلها تحتاج للوعي فقط.
ثالثا الحكومة..
لابد للحكومة أن تتحرك بدلا عن تقمصها لدور الأبله الذي لا يعرف ماذا يفعل! هذه مسألة أمن قومي وأقسم على ذلك، دعكم من مسألة الحرية الشخصية فنحن نتكلم عن مئات الإجراءات التي يمكن بها ضبط المسألة ابتداء بحملات التوعية وانتهاء بحملات الاعتقال، والجنون الحقيقي أن نضحي بمستقبل أمة بأكملها فقط لكي لا يقال عنا كذا..
أخيرا.. الضمير مجددا..
لنعد لضميرنا وفطرتنا وديننا وأخلاقنا الأصيلة، زوجوهم وضعوا أنفسكم مكان أبنائكم، اتقوا الله في فهؤلاء المساكين الذين لا يطلبون سوى أن يعيشوا بهدوء وسكينة كأي كائن بشري طبيعي، هؤلاء ليسوا كائنات من كوكب آخر وأنتم تفسدون حياتهم وأخلاقهم والوضع سيرتد عليكم عاجلا أم آجلا.. لقد سمعنا قصصاً مؤسفة انتهت في فترة لا تتعدى الشهر أحيانا! وأنتم من ستحملون الوزر والمعاناة بسبب يوم واحد فقط تتباهون فيه أمام الناس متناسين أن هذا يجعلكم محط سخط من الله والناس، واعملوا ما يليق بنا كأمة أراد الله أن تكون خير الأمم.. زوجوهم ودعوهم يعيشون بسلام..

قد يعجبك ايضا