التحرر الاقتصادي في فكر الشهيد القائد (66)

 

وترمى دول العالم الثالث في مصيدة الدين الربوية حيث برزت مؤخراً مشكلة دولية تسمى ديون العالم الثالث “الدول النامية” التي ازدادت من العقدين الأخيرين، حيث أن تلك الدول شرعت بالاستدانة منذ استقلالها، وتقوم دول الغرب الرأسمالية بإغراء دول العالم الثالث بطلب القروض الربوية، بل وتجبرها أحياناً كما كانت تفعل أمريكا في الخمسينيات من القرن العشرين، ووفقاً لإملاءات المنظمات الدولية “صندوق النقد الدولي” تستعمل الدول المقترضة تلك القروض إما لتمويل مستورداتها من السلع الاستهلاكية، سواء من الدول المقرضة، أو غيرها، أو تستخدمها في مشارع كمالية وترفيهية، أو ما يسمى بمشاريع البنى التحتية غير الإنتاجية، وعندما يحين موعد السداد تلجأ الدول إلى البحث عن مزيد من القروض الربوية، أو إلى جدولة القروض الحالية فتزداد الأقساط والفوائد، أي ما يسمى بخدمة الدين، لأنهم في النظام الرأسمالي يعتبرون الفوائد منفردة، ويتضح ذلك بجلاء في عدم قدرة الدول النامية على سداد شيء من قروضها، ولا حتى فوائد القروض.
وبعد ذلك يتدخل صندوق النقد الدولي ببرامجه المعتادة فيقضي على كل أمل في قدرة الدولة على السداد تماماً غير أن كل تدخلاته تنتهك سيادة الدول، وتجبرها على تنفيذ إجراءات يرفضها الأغلبية العظمى من المواطنين، لا سيما بكونه على مستوى العالم الملاذ الأخير للتزود بالسيولة، لذا ليس على حكومات الدول المأزومة في كل الأحوال غير القبول بشروط الصندوق وما يترتب على ذلك من الدخول في فخ المديونية، وبالرغم من عدم استفادة تلك الدول من هذه القروض الربوية إلا أنها وجدت نفسها عاجزة عن تسديد قروضها بعد أن أصبحت الفوائد الربوية تشكل الجزء الأعظم من ميزانياتها السنوية.
الكاتب والباحث/ أحمد يحيى الديلمي

قد يعجبك ايضا