العيد في الحديدة.. صمود وعزيمة وفرحة لن تنكسر

الثورة / غمدان أبوعلي
لعيد الأضحى المبارك في محافظة الحديدة نكهته الخاصة ببساطة أبنائه وطيبة قلوبهم وعاداتهم وتقاليدهم المتأصلة منذ القدم وتوارثتها الأجيال جيل بعد جيل تأبى الانكسار والتشظي رغم التصعيد المستمر من قبل العدوان في الساحل الغربي …
ويحرص أبناء الحديدة في مثل هذه المناسبات العيدية على ممارسة طقوسهم العيدية من خلال لبسهم للملابس الجديدة وأداء صلاة العيد كبيرهم وصغيرهم في مصلى العيد، وتتجلى تلك السعادة العيدية بأبهى صورها وبحضور قيادات السلطة المحلية وعلى رأسهم محافظ محافظة الحديدة ومدراء العموم المكاتب التنفيذية والمسؤولين في الدولة وزيارة أرحامهم وأقاربهم لتبدأ معها مراسيم العيد والمعاودة والمصافحة والعناق الحميم بهذه المناسبة الدينية التي حاول العدوان مرارا” كسر إرادة أبنائه والنيل من فرحتهم لكن لم تتحقق أمانيهم..
صحيفة ” الثورة ” حرصت من خلال هذا الاستطلاع السريع على مشاركة أبناء محافظة الحديدة فرحتهم بعيد الأضحى المبارك ونقل مشاعرهم بهذه المناسبة وكيف يقضون أوقاتهم في العيد في الأسطر التالية:
في البداية التقينا بالدكتور عبدالودود مقشر – نائب عميد كلية الآداب بجامعة الحديدة والذي تحدث لنا عن عادات وتقاليد أبناء محافظة الحديدة قائلاً : ” محافظة الحديدة كغيرها من المحافظات اليمنية يبتهج أبناؤها بعيد الأضحى المبارك بالفرحة والسرور المطلق وبعادات وتقاليد تتميز بها عن غيرها حيث تغمر الفرحة والبهجة والسرور على الصغير والكبير حتى إن كل من كان بعيداً أو نزح عن مدينة الحديدة والتي يطلق عليها عروسة البحر الأحمر بسبب الظروف يشتاق للعودة إليها مهما كلفه الأمر لقضاء أيام العيد فيها فللعيد فيها نكهته الخاصة “.
ويضيف مقشر : يعتبر عيد الأضحى العيد الثاني لدى أبناء تهامة بعد عيد الفطر ويحتل مكانة بارزة في نفوس الناس فتشترى له ذبيحة وغالبا” كبش صغير قبل العيد بأشهر أو بعد عيد الفطر مباشرة فيربى ويسمن ويرعى في مراعٍ كثيرة ويقال له كبش العيد وكذلك تشتر لمن لم يشتري في عيد الفطر أو يزاد لبسة أخرى لتلبس في الصباح والأخرى في العصر وتشتر البسكويتات والحلوى والمكسرات وبعضها كما هو حال المدن تعمل الحلويات ليلة العيد وتشتري العطور أو ترسل كهدايا من الخارج وكذلك العود..الكل ينتظر يوم العيد ويسبقه يوم عرفة وأغلب الناس يصومونه ولا يكاد فجر يوم عيد الاضحى يكبر حتى يهرع الصغير والكبير في المدن لأداء الصلاة وتأتي السيارات محملة بالقبائل من أبناء الأرياف مع أبنائهم فيكون يوم الحشر الجميع يشتري حاجيات هذا اليوم وألعاب الأطفال وفرحتهم وفي العصر يكون التخزينة حتى قبيل المغرب فيصلي المغرب الرجل ويأخذ ابناءه الذكور لزيارة الأهل والأقارب ويبدأ غالبا” بالأقرب والأقرب من سكنه وهكذا تعم الفرحة حتى عاشر العيد..
العيد فرحة
ويعبر الحاج علي عمر الريمي من أبناء سوق باب مشرف بالحديدة عن فرحته بعيد الاضحى المبارك قائلا “: العيد فرحة ونسمة وسعادة برفقة الأطفال والأسر حيث حرصنا على الذهاب في أول أيام عيد الاضحى المبارك لزيارة الأقارب وصلة الأرحام وبعدها ذهبنا الى شاطئ الكورنيش للتنزه والابتهاج بالعيد…
وأضاف: إن حديقة الشعب بمحافظة الحديدة أصبحت المتنفس الوحيد لأبناء الحديدة في عيد الأضحى، حيث تجتمع العديد من الأسر والأطفال لقضاء عيد الاضحى المبارك بعد أن حاول مرتزقة العدوان التقدم وسرقة فرحتهم إلا أن أبطال الجيش واللجان الشعبية تصدوا لهم بكل بسالة ولم يتمكنوا من سرقة فرحتهم بعيد الاضحى المبارك..
ويؤكد الشاب حسام حسن عباس من مديرية الميناء بالحديدة بأن عيد الأضحى المبارك في محافظة الحديدة هذا العام له “طعم آخر” بعد أن عاد الغالبية العظمى من أبناء الحديدة للمدينة بعد أن قضوا عيد الفطر الفائت نازحين في محافظات أخرى ومناطق كثيرة جراء النزوح واستغلال المؤجرين لهم وتفاقم معاناتهم جراء الأحداث المؤسفة التي شهدتها الحديدة بعد أن حاول العدوان التقدم نحو الحديدة وتهجير سكان الحديدة جراء اطلاقهم للقذائف بشكل عشوائي لمنازلهم مما اضطرهم للنزوح.
ويتساءل: ماذا تريد السعودية والامارات وعملاؤها من مدينة الحديدة لا نريد ان نتحرر كما حرروا عدن يكفي ما يجري اليوم في عدن من اقتتال داخلي اتركونا في حالنا لا نريد منكم شيئاً ، ويوجه رسالة للسعودية والإمارات ومرتزقتهم عودوا من حيث جئتم فهناك رجال الرجال صامدون ومرابطون في أماكنهم ولن يتزحزحوا ولن يسمحوا لكم أن تسرقوا وتعكروا فرحتنا بالعيد..
ويسانده في الرأي الاخ صلاح سعيد داود والذي تحدث عن عيد الأضحى المبارك والآمال والتطلعات المنشودة في خضم ما عاشته ويعيشه المواطن في محافظة الحديدة الذي يعاني سكانها من ظروف قاسية بشكل عام اثقلت كاهله قائلاً: عيد الأضحى مناسبة دينية عظيمة ونعبر عن سعادتنا بقضاء عيد الأضحى المبارك في منازلنا ومناطقنا بعد أن اضطررنا للنزوح بعد تصعيد مرتزقة العدوان في مدينة الحديدة..
ويضيف: إن العيد في محافظة الحديدة له طعم آخر وأجواء وطقوس وفرحة عيدية لا تضاهى بعد أن حاول عدد من أصحاب النفوس الرخيصة استغلال هذه المناسبة ورفع الأسعار في ظل الارتفاع الذي يطال كل شيء.. الملابس.. الأضاحي.. المستلزمات المنزلية وغيرها في ظل ظروف قاسية يمر بها أبناء الحديدة إلا أننا حاولنا التغلب عليها وممارسة الطقوس العيدية في مدينتنا رغم كل شيء..
ويقول محمد عباس الاهدل ، المقيم في مديرية “الضحي” إن عيد الأضحى في مدينة الحديدة هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية من حيث الامن والاستقرار وبساطة أبنائها ، كما أن أسعار الاحتياجات العيدية من الملابس والحلويات ارتفعت بشكل جنوني، إضافة الى أن الناس محرومين من شراء أضحية العيد نظراً لارتفاع أسعار المواشي الى مستويات تعجيزية ، وكل ذلك يأتي في ظل التصعيد المتواصل من قبل مرتزقة العدوان ،وسوء أحوال الطقس حيث الحر الشديد”.

قد يعجبك ايضا