كُتّاب وخبراء عرب يتحدثون عن عملية التاسع من رمضان

 

عبدالباري عطوان: الحوثيون المتهمون بـ ” الجهل ” يمسكون زمام المبادرة ويحققون المفاجأة

كيف تهزم طائرة قيمتها 300 دولار صاروخ “باتريوت” تزيد قيمته عن 4 ملايين؟ هكذا تساءل الكاتب عبدالباري عطوان في مقاله التحليلي بعد الضربة الناجحة التي سددها الجيش واللجان الشعبية اليمنية أمس على محطات نفطية وسط السعودية.
وقال: سبعُ طائراتٍ حوثيّة مُسيّرة ومُلغّمة اخترقت الأجواء السعوديّة وأصابت محطّتين لضَخ النُفط غرب المملكة، في مُحافظتيّ الدوادمي، وعفيف، وأشعلت فيهما النّيران، وأدخلت حالة التوتّر المُتصاعدة في مِنطقة الخليج.
وقال عطوان في مقاله على صحيفة ” رأي اليوم ” التي يرأسها: حركة “أنصار الله” الحوثيّة التي يتّهمها خُصومها بـ”الجَهل” و”التخلّف” باتت قادرةً على الإمساك بزِمام المُبادرة، وتحقيق المُفاجآت الواحِدة تِلو الأخرى، بعد أربع سنوات من القصف والحِصار الذي استهدفتها من الجو والبحر والأرض.
كانت المُفاجأة الأُولى عندما قصَفت العاصمة السعوديّة الرياض ومُدن رئيسيّة مِثل جدّة والطائف وجازان وخميس مشيط بأكثر من 120 صاروخًا باليستيًّا، كان تأثيرها معنويًّا فقط لأنّها لم تحمل رؤوسًا مُتفجّرةً، ويسود اعتقاد بأنّ الحال تغيّر هذه الأيّام، ولكن المُفاجأة الثّانية التي تمثّلت في إطلاق طائرات مُسيّرة مُلغّمة هي التطوّر الأبرز والأخطر، لأنّها اصابت أهدافها بدقّةٍ مُتناهيةٍ، وضربت أهدافًا اقتصاديّةً استراتيجيّةً، وأثارت قلق مُعظم العاملين في قِطاع النّفط داخِل المملكة وخارجها، لأنّها خلقت بلبلة في أسواق النفط العالميّة، ورفعت الأسعار بأكثر من 1 بالمِئة، وأغلقت خط الأنابيب السعوديّ المعروف بـ”بترولاين” الذي ينقُل النّفط الخام السعوديّ (1.6 مليون برميل) من منابِعه في الشرق قُرب الخليج إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر غربًا.
وبحسب عطوان يمكن حصر خُطورة هذه الضّربة في عدّة نُقاط أساسيّة:
أوّلًا: ان هذه الضّربة جاءت بعد يومين من تعرّض أربع ناقلات نفط عِملاقة لعمليّات تخريب قُبالة ميناء الفُجيرة في خليج عُمان، من ضِمنها ناقلتان سعوديّتان، وثالثه نرويجيّة، ورابِعة ترفع العلم الإماراتي، وكانت النّاقلتان السعوديّتان الأكثر تضرّرًا.
ثانيًا: أن هذه الطّائرات الحوثيّة المُسيّرة كشفت عن قُدرات تدميريّة دقيقة للغاية، فالأهداف التي قصفتها تبعُد عن الحُدود اليمنيّة أكثر من 1000 كم، فكيف قطعت كُل هذه المسافة دون أن يتم رصدها أو اكتشافها، بالتّالي إسقاطها.
ثالثًا: ثمن الطائرة الواحدة من هذا النّوع من الطّائرات لا يزيد عن 300 دولار بينما يصِل ثمن صاروخ “الباتريوت” الذي يعتبر الوحيد القادر على إسقاطها حواليّ 4 ملايين دولار إن لم يكُن أكثر، وقد يحتاج الأمر إلى إطلاق أكثر من صاروخ، حسب آراء بعض الخُبراء العسكريّين الذين اتّصلنا بهم.
رابعًا: المملكة العربيّة السعوديّة أنفقت مِئات المِليارات من الدّولارات لشِراء أسلحة مُتطوّرة، ولكن تبيّن من خِلال قراءة ما بين سُطور هذه الهجمة أنّ خصمها على قِلّة إمكانيّاته استطاع تطوير بدائل رخيصة تعجز الرادارات الحديثة والمُتطوّرة عن كشفِها وإسقاطها.
خامسًا: مصدر عسكري حوثي أكد لـ”رأي اليوم” القُدرة على إطلاق عشرات الطّائرات المُسيّرة دفعةً واحدةً وفي اللّحظة نفسها، سيكون من الصّعب اكتشافها وإسقاطها، ويُمكن أن يتم استخدامها لقصف أهداف أخرى داخل السعوديّة وخارِجها ستكون العُنصر الأهم في المُفاجأة القادمة، دون أن يُحدّد.

الخبير الاستراتيجي أمين حطيط: الطابع العام للمواجهة قد تغير

قال الخبير بالشؤون الاستراتيجية أمين حطيط في حديثه لقناة العالم: بأن ما قامت به اليوم القوى الوطنية اليمنية يشكل قفزة نوعية للقدرات الدفاعية لديهم ضد دول العدوان، فاللجوء للعمليات النوعية من شأنه أن يؤثر عمليا على المشهد في المنطقة خاصة بعد بلوغ القوى اليمنية مستوى عاليا من امتلاك السلاح وتشغيله.
وقال حطيط بأن الطابع العام للمواجهة قد تغير وانتقل من الميدان اليمني إلى الميدان الاقليمي ما يلقي الرعب في صفوف العدوان ومشغليه ،مشيرا إلى أن السؤال المهم اليوم هو أنه كيف لم تتمكن السعودية بكل اجراءاتها من ان تمنع اليمن من الاستمرار في حربه الدفاعية وامتلاك وتطوير الاسلحة وتوسيع نطاق اهدافه؟
وأضاف حطيط بأن الحرب في اليمن اليوم باتت حربا عبثية ميؤوس منها وكلما ازدادت السعودية عدوانا كلما ازدادت غرقا في رمال اليمن .

الخبير العسكري العربي العميد ناجي الزعبي: مشروع الصماد يتطور باضطراد

٧ طائرات مسيرة بكلفة بضعة آلاف الدولارات تتخطى منظومات الدفاع الجوي وبطاريات الباتريوت ذات الكلف الخرافية وتحدث ضجة عالمية وتستهدف منشآت حيوية وتؤكد ما يلي :
مضي الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه وسيادته واستقلاله الوطني حتى النهاية .
قدرة الجيش واللجان الشعبية المتجددة على اجتراح المعجزات بالإمكانيات الذاتية للتصدي لترسانات أسلحة التي مولت بالمليارات من أموال شعبنا العربي .
القدرة على إيقاع اثر نفسي ومادي نوعي بأبسط الإمكانيات والقدرات.
قدرة الشعب اليمني على استنزاف العدو السعودي والصهيو اميركي بالتضحيات والصمود .
تكريس الثورة اليمنية كقوة إقليمية ولاعب دولي لا يمكن تخطيه على الإطلاق.
اعادة مظلومية الشعب اليمني لواجهة الأحداث الدولية وايصال رسالة للعالم بعبث العدوان عليه.
يملك الجيش واللجان الشعبية عدة أنواع من الطائرات المسيرة.
طائرة التجسس وجمع المعلومات.
طائرات توجيه النيران ( الملاحظة) .
الطائرات الانتحارية كالتي نفذت عملية قاعدة العند.
ابتدأ المشروع اثناء قيادة الشهيد الصماد ولا زال مستمراً ويتطور باضطراد

المحطات النفطية المستهدفة.. الأكثر تطوراً في السعودية

اعترفت المملكة العربية السعودية أنّ محطتَي نفط هما الأكثر تطوراً في البلاد، استهدفتا بطائرات “درون” من دون طيار  تابعة للحوثيين، صباح أمس الثلاثاء، بمحافظة عفيف بمنطقة الرياض.
وقد أوقفت “أرامكو” السعودية الضخ في خط الأنابيب، حيث يجري تقييم الأضرار وإصلاح المحطة، لإعادة الخط والضخ إلى وضعهما الطبيعي، بحسب بيان نشرته “واس”.
ما هي المحطات المستهدفة؟
واستهدفت طائرات من دون طيار محطات الضخ رقم 8 و9 على الخطين النفطيين، إذ تقوم المحطتان بوظيفة دعم انسياب الزيت والغاز عبر هذه الخطوط، وفق ما تشير قناة “العربية” السعودية.
وذكرت القناة أنّ أحد الخطين ينقل سوائل الغاز الطبيعي من مرافق معالجة الغاز في منطقة شدقم، التي تبعد عن ينبع مسافة 1171 كيلومتراً، في حين أنّ خط الأنابيب الآخر، الممتد بطول 1200 كيلومتر، ينقل الزيت الخام من منطقة بقيق.
وأضافت أن خطَّي الأنابيب هما أكثر خطوط أنابيب المواد الهيدروكربونية تطوراً، إذ إن مراقبتهما والتحكم فيهما يكون عن طريق الحوسبة الإلكترونية.
كما كان خط أنابيب الزيت الخام، البالغ قطره 122 سم، قادراً في البداية على نقل 1.85 مليون برميل في اليوم من البترول الخام إلى ينبع لتكريره وتصديره، لكن شركة أرامكو فيما بعد زادت هذه الطاقة لتصل إلى 3.2 مليون برميل في اليوم عن طريق تمديد أنبوب مواز قطره 142 سم (56 بوصة) متصل بمحطات الضخ القائمة.
وأشارت القناة إلى أن توسيع محطة الضخ أواخر عام 1992 أدى إلى زيادة طاقة خط الأنابيب إلى 4.5 مليون برميل في اليوم، كما تضم فرضة الزيت الخام في ينبع 11 صهريج تخزين من ذوات السقف العائم، إضافة إلى خزان سعة 1.5 مليون برميل في اليوم، وهو أكبر خزان في المملكة من حيث القطر.
ويخدم هذا المرفق، الذي دخل الخدمة منذ عام 1981 فرضة تعبئة الناقلات لخطوط الأنابيب المزدوجة التي تنقل الزيت الخام من المنطقة الشرقية إلى ينبع.
يشار إلى أنّ شركة “أرامكو” السعودية، التي أصبحت في مرمى الصواريخ اليمنية عملياً بعد استهداف اثنتين من محطات ضخ النفط في الرياض، هي الأكبر في تصدير النفط بالعالم.
وتتولى الشركة إدارة احتياطي نفطي يبلغ 265 مليار برميل (15 بالمئة من الاحتياطي العالمي)، واحتياطي من الغاز يبلغ 288 تريليون قدم مكعبة.

السعودية والامارات على الخط الزلزالي لأنصار الله

الهجمات التي قامت بها طائرات مسيرة تابعة لأنصار الله اليمنية صباح أمس ضد المنشآت النفطية لمنطقة الرياض السعودية ادت إلى إيقاف ضخ النفط في خط الأنابيب من هذه المنطقة إلى ميناء ينبع کما أنها أظهرت أن البؤرتين السياسية والاقتصادية للسعودية تقعان في مرمى مجاهدي أنصار الله.
استهداف أنصار الله المنشآت الحيوية النفطية لأرامکو وشلّ هذه الشرکة النفطية الکبيرة والعالمية التي تزعم ادارة سوق النفط العالمية أتت تحديا کبيرا لهذه المزاعم قبل أي شيء.
ووفق إحصائية وتقدير فإن عملية أنصار الله هذه جاءت ضربة قاضية ضد 30 الى 40 بالمائة من صادرات السعودية من النفط.
وفي محاولة للرد على عمليات الطائرات المسيرة هذه سعت السعودية في البداية أن تمارس الرقابة على هذه العمليات، الذي صنعته ازاء هجوم وقع قبل أيام على ينبع، لکنها أخيرا وبعد مضي 5 ساعات فقط اضطرت الى توکيدها نظرا لفداحة الأمر.
وتعد سوق البورصات السعودية أکثر المراکز الاقتصادية حساسية وقد أتی رد فعلها تجاه هذه العمليات العسکرية سريعا للغاية وجادا وتمثل ذلك في هبوط مؤشرات الأسهم کما سجلت سوق النفط العالمية طفرة تبلغ 1.5 في المائة في ما يتعلق بأسعار النفط.
والسعودية بعد ما وجدت نفسها مضطرة للإذعان حاولت التقليل من فداحة الموقف لعلها تحتوي الأوضاع لکنها ترکزت في تدويل الأزمة وأعلن وزير الطاقة السعودي أن هذه الهجمات لا تستهدف السعودية فحسب ولکنها تستهدف أمن الطاقة والاقتصاد العالمي على حد سواء.
هذا وإن عمليات أنصار الله اليوم -کما صرحوا بذلك- إنما هو رد فعل ضد احتلال بلادهم من قبل السعودية.
والطريف في هجمات أمس هو الانتباه لوجهات نظر المسؤولين اليمنيين الذين اعتبروا هجمات اليوم محاولة لجلب الأنظار نحو تطوراتهم التکنولوجية على الصعيد الدفاعي من جهة، کما أنهم أعلنوا صراحة أن هذه العمليات تمت في إطار توسيع دائرة الأهداف السعودية الاماراتية وبهدف دفع هذين البلدين الى اعادة النظر في السياسات التي تتبنيانها ضد اليمنيين.
ان هجمات اليوم برهنت على هشاشة الأمن السعودي أمام أنصار الله کما أنها بعثت رسالة خاصة الى الامارات، فضلا عن أنها لفتت انتباه دول المنطقة وسوق النفط العالمية وأخيرا الأسواق المالية الاقليمية الى أن القوات الصغيرة قوية، رغم صغرها ومن ثم يجب الانتباه لمطالبها.
وبالأمس تم استهداف ينبع ، واليوم منطقة الرياض وأرامکو، وأما بالنسبة للهدف أو الأهداف المحددة للغد والأيام المقبلة فيجب أن ننتظر ونرى حيث أن زلزال أنصار الله قد سجل لحد الآن بضعة ریخترات فحسب.

العالم

قد يعجبك ايضا