في ذكرى استشهاد السيد القائد.. أبناء محافظة عمران لـ”الثورة”: المشروع التحرري للشهيد القائد أعاد للأمة عزها وكرامتها

عمران / صفاء عايض
تعد الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه مناسبة عظيمة ومحطة هامة للامة وذلك لأخذ العظة والعبرة من هذه الشخصية العظيمة .. فقد كان الشهيد القائد شجاعا في زمن الذل وقويا في زمن الضعف ..نشأ في بيئة فقيرة ومع ذلك كان كريما سخيا ،،إنها شخصية استثائية, قدم مشروعه القرآني كمنهج رباني في عصر وصلت فيه الامة الى أدنى مستويات التخلف والذل والهوان فالشهيد القائد مدرسة بحد ذاتها للأجيال ونموذج حقيقي للمؤمن الحر, مشروعه القرآني لم يكن حكراً على فئة من الناس بل للإنسانية جمعاء، هذا المشروع ينبذ الفكر الوهابي التكفيري المتطرف واطلق شعار الصرخة ليكون لنا موقف من الاعداء.. “الثورة” التقت بعدد من المسؤولين والمشائخ والمثقفين فإلى الحصيلة:
الشخصية استثنائية
في البداية تحدث الشيخ جبران مرفق- رئيس مجلس التلاحم القبلي بعمران قائلاً: الحديث عن الشهيد القائد رضوان الله عليه هو حديث عن الانسان الذي جسد كل معاني الانسانية في حياته، حديث عن الرجل الذي تجلت فيه أسمى آيات الرجولة ،حديث عن الشجاعة التي أذهلت الجميع حديث عن الاباء والعزة الايمانية، حديث عن القيم والمبادئ السامية وعن السمو في أمثلته العليا، هو حديث عن القرآن الكريم ببصائره وبيناته وهداه وأنه شخصية استثنائية قدم مشروعه القرآني كمنهج رباني في عصر التخلف والهوان ولذلك على الامة أن تتحرك بحركة الشهيد القائد وان تحول التحديات الى فرص وان تقدم التضحيات في سبيل حريتها وعزتها ونهضتها وكرامتها واستقلالها..أما نحن فإننا على خطى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي سائرون مهما كانت التضحيات والتحديات حتى يحقق الله نصره ويعز أولياءه ويمنحهم الغلبة على أعدائه وما ذلك على الله بعزيز وصدق الله القائل (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
واضاف قائلاً: كلما تحدثنا عن الشهيد القائد رضوان الله علية نحن لن نوفيه حقه في ما سنقول حتى لو تحدث المثقفون الخبراء أو الاكاديميون والباحثون فالأمر أكبر مما هو حاصل اليوم ، ولهذا أقول ان الشهيد القائد رضوان الله عليه هو رجل هذه الامة الرباني العظيم، هو القرآن الناطق الذي يمشي على الأرض، هو المدرسة الراقية العليا لتحديد مسار هذه الامة..كيف لا وقد بشر القرآن الكريم به حين قال المولى عز وجل لنبيه (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)..صدق الله العظيم ولذا ومن خلالكم فإنني أدعو الجميع لزيادة وتكثيف الحمد والشكر والثناء لله عزو وجل أن من علينا بهذا القائد الرباني العظيم ، من بعد أن استحوذت علينا غمائم الضلالة والباطل وعبر ثقافتهم المستوردة المغلوطة وبعد أن اكلت الاخضر واليابس…كنا لا نعرف من هذا الدين إلا اسمه وقليلا من الاحاديث والروايات المكذوبة والمغلوطة لذا من الله علينا عز وجل بهذا الرجل والذي من خلاله استطعنا استعادة الدين الاسلامي الحنيف استطعنا استعادة كل ما يتعلق بأمورنا الدينية والدنيوية وهذا عبر هذا المشروع القرآني الشامخ…الكلام كثير والامر واسع مما كان أو ما سيكون فسلام الله عليك يا سيدي حيا وسلام الله عليك شهيدا.
طريق نجاة
* المهندس/ زيد الحوثي تحدث قائلاً: ان الشهيد القائد وكما أجمع الجميع عليه بأنه رجل استثنائي وجاء في مرحلة استثنائية وجاء في وقت ابتعادنا عن المنهج الصحيح الإسلامي، اتى هذا الرجل رضوان الله عليه ليحيينا من جديد وأعادنا الى كتاب الله وهو القرآن الكريم وله الفضل من بعد الله سبحانه وتعالى في ارشادنا الى طريق الحق والنور.. وأضاف قائلا: ان الذكرى السنوية هذه نستعيد فيها مواقف السيد حسين ليكون لنا معلما وقدوة في مواجهة هذه التحديات الكبيرة ونحن نخوض أكبر معركة في مواجهة قوى الشر والكفر والطغيان والنفاق في هذا العالم ونؤكد للعالم أنه لا طريق لخلاصه إلا عبر ما قدمه الشهيد القائد رضوان الله عليه من ضرورة العودة الى الله من خلال كتابه الكريم ومنهجه القويم والذي تحرك على أساسه وضحى بروحه ليبقى خلاصا للامة وطريق النجاة.
مدرسة للأجيال القادمة
من جهته تحدث الشيخ /نايف علي الحايطي- مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة عمران قائلاً: كان سلام الله عليه مدرسة في الاخلاق حيث رسخ الثقافة القرآنية منهاجا ولم يحصرها في منطقة بعينها أو بلد بعينه وإنما أراد لها أن تمتد لتشمل الأمة الإسلامية بل لتشمل الإنسانية كلها، والدليل على ذلك أن فكرة الشعار تضمنت عناصر معينة، العنصر الأول هو القرآن الكريم والعنصر الثاني هو الكرة الأرضية ثم هناك يدان احداهما تتناول الكتاب والأخرى تقدمه إلى العالم بما يعني أن رؤيته هذه كان يحملها منذ البداية منذ أن كان شاباً، وقد تجلى هذا العمق في رؤيته بعد ذلك في المشروع الحضاري الذي حمله إلى الأمة بأكملها والذي نتج عنه بعد ذلك أن أحيا الله به أمة وبعث به فكرا امتد ليتجاوز الحدود اليمنية الى العالم الإسلامي بل وإلى العالم اجمع، لقد لاحظت أن هناك من يحمل الفكر الذي يتبناه السيد حسين بدرالدين في بقاع مختلفة من العالم منها أوروبا، بل إن المدرسة التي أسسها السيد حسين صار ينسب إليها عدد من الناس الذين لا يعرفونه وليسوا على صلة باليمن ولا بالقيادة التي تسير حركة أنصار الله وهي الحركة التي أسسها السيد حسين حالياً، ولكنهم يحملون نفس الفكر ويحملون نفس الرؤى وبالتالي فإنهم يصنفون بأنهم من اتباع هذه المدرسة المجددة.
وأضافت قائلاً: السيد حسين أعتبره مجدداً لأنه يقدم الثقافة القرآنية وفقاً للمفاهيم المعاصرة، يقدم معاني للقرآن الكريم لم يقدمها من قبله أحد، استوعب الحاضر ومعطياته، استوعب ما يجري واستوعب الثقافات المتعددة ثم نظر إلى القرآن فوجد أن هذا القرآن وفقاً لعمق رأيه وفكره يجسد الواقع، بمعنى أنه أنزل اليوم وكأنه يتحدث عن الواقع الآن فهو من فهمه بهذه الطريقة، وذلك بالرغم من أننا كنا نتلو القرآن وكان أسلافنا أيضاً يتلون القرآن ولكنهم لم يفهموه بالطريقة التي فهمه بها السيد حسين بدرالدين الذي فهمه وفقاً للعالم المعاصر والمجتمعات المعاصرة ووفقاً للأنظمة العالمية المعاصرة.
فهمه برؤية جديدة وقدم رأيه فيه بشكل جديد وبلغة يفهمها العامي ويفهمها المتعلم ويفهمها المثقف، فمن يطلع على محاضراته أو يسمعها فإنه يستطيع فهم ما يقصده السيد حسين بدرالدين، ومن يسمعه من المثقفين والأكاديميين يفهم أيضاً نفس الفهم الذي فهمه العامي من هذه المحاضرات، بمعنى أنه استوعب بخطابه كل مستمعيه بمختلف ثقافاتهم وبمختلف أفكارهم، وهنا أذكر في هذا المجال أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: “لقد أوتيت جوامع الكلم” فكان النبي عندما يتكلم يفهم كلامه الناس جميعاً، وهكذا كان الأمر بالنسبة للسيد حسين بدرالدين لأنه يسير على نهج القرآن وفقاً للفهم النبوي، وبالتالي فإنه يقدم القرآن بشكل جديد وبرؤية جديدة يفهمها كل من يستمع إليه.
ومن هنا أجدد التأكيد على أن ما قام به السيد حسين بدرالدين هو إحياء لمدرسة جديدة في فهم القرآن والثقافة القرآنية تقوم على نصرة المستضعفين ومكافحة المبطلين والوقوف أمام الجبارين والمتكبرين وإقامة العدل.
قائد رباني
المهندس /مجاهد دهقم – مدير فرع الهيئة للموارد المائية بعمران تحدث عن هذه المناسبة قائلاً: السيد الشهيد القائد قائد رباني أحيا الله به أمة كادت ان تنسى دينها ونبيها ونفسها، اعاد لمفهوم الشهادة في سبيل الله ألقها ورونقها ورفع راية الجهاد في سبيل الله عالية في وجه قوى الشر والاستكبار والطغيان في العالم وعلى رأسها أمريكا الشيطان الأكبر والكيان الصهيوني وبريطانيا…وكل قوة تسعى الى استعباد البشر وامتهان كرامتهم…
مناسبة هامة
وتحدث الاستاذ التربوي /محمد الورفي- القطاع التربوي بعمران حيث قال: تعد الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، مناسبة ومحطة هامة للامة وذلك لأخذ العظة والعبرة من هذه الشخصية العظيمة، كان الشهيد القائد شجاعا في زمن الذل وقويا في زمن الضعف، كان يناقش هموم المجتمع، لديه رؤية اقتصادية وذلك من خلال ما نقرأه في دروسه و ملازمه، ولم يكن بعيدا عن الجانب السياسي وهيمنة امريكا واسرائيل على العالم الذي لا يمتلك أي قرار سياسي مبني على ضرورة الوعي لدينا وان تكون لنا عين على القرآن وعين على الاحداث ،وأطلق شعار الصرخة ليكون لنا موقف من الاعداء ونعلن البراءة من اليهود، مشروعه القرآني لم يكن ضيقا لفئة من الناس أو لأمة بذاتها هذا المشروع ينبذ الفكر الوهابي التكفيري المتطرف، لم يكن مشروع الشهيد القائد رضوان الله عليه مشروعا حزبيا او طائفيا أو ارهابيا رغم محاولة الاعداء وأد هذا المشروع من الداخل والخارج ولكنهم فشلوا (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) ها نحن الآن نحتفل بهذه الذكرى العظيمة في كل ربوع الوطن الحبيب وفي كل عام لتكون لنا عزما على المضي قدما في مواجهة كل الصعوبات والتحديات وكل طواغيت الشر كل في مجاله العلمي والعملي، ونحقق شعار “يد تبني ويد تحمي”.
مشروع حطم المؤامرات
* كما يقول الاخ /الحسن المأخذي.. عضو رابطة علماء اليمن بعمران: إن الشهيد القائد محقق حلم اليمنيين، في زمن شنت فيه امريكا هجمتها الشرسة على الإسلام وتسلطت على ثرواتنا بجبروت وغطرسة واستكبار قل نظيره في التاريخ.
فلقد كان الوطن العربي على موعد مع مؤامرة كبرى لتغييره بشرق اوسط جديد وتغيير هويته العربية وتشويه إسلامه واستعماره واخذ ثرواته ولاحظنا في الفترة الأخيرة تركيز أمريكا وبريطانيا على اليمن” ففي عهد الرئيس بوش وغزوه للعراق برز منافسه جون كيري قائلا:- لو كنت مكان الرئيس بوش لتركت العراق ولما بدأت إلا باليمن ثم بدأ يحتج بوجود داعش والقاعدة في اليمن”.
حينها انبرى الشهيد القائد من بين الشعاب والجبال بمشروعه القرآني العجيب والمذهل الذي بدوره حقق حلم اليمنيين في ان تكون لهم دولة قوية لديها كل عوامل القوة وتجعلها ذات قيمة واعتبار بين جميع دول العالم، دولة جاءت لتحافظ على شعبها وعلى ثرواتهم وعلى هويتهم وإسلامهم وإيمانهم بعدما بيعت هذه الأمة بالتافه من قبل الزعماء والعملاء والحكام الخونة.
وأضاف قائلاً: ما يجري في عدن وسقطرى والمهرة “وما جرى قبل في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا لهو كفيل بمعرفة عظمة السيد القائد وعظمة مشروعه القرآني الذي دفع عن هذا الشعب الخطر العظيم المحتوم والمخطط والمعد لإيقاعه فيه “ولكن المخططات والمؤامرات والأخطار تحطمت بحمد الله أمام المشروع القرآني وأمام أعلام الهدى الذين استنقذنا الله بهم من عظيمات الردى فلله الحمد والمنة ان تحققت أمنياتنا في دولة مدنية حديثة وقوية تقوم بكل واجباتها تجاه هذا الشعب” ابتداء بخدمته ومرورا بالمحافظة على دينه وثرواته وانتهاء بالدفاع عنه وعدم تركه لقمة سائغة كما فعلت الأنظمة السابقة.
احيا فينا روحية القرآن
وتحدثت الاستاذة /إشراق حميد- بالوحدة التربوية بعمران قائلة: نعزي أنفسنا والامة الاسلامية بفقدان هذا العلم الذي نذر حياته لإحياء أمة جدة..فالشهيد القائد نعتبره مجددا لأنه يقدم الثقافة القرآنية وفقا للمفاهيم المعاصرة يقدم معاني للقران الكريم لم يقدمها من قبلة أحد، فقد مثل قول الله تعالى (ولكل أمة هاد)…نعم أحيا فينا روحية القرآن الكريم التي ارادها الله للناس بعد أن كان القرآن للتلاوة فقط وكما فهّمنا علماء الوهابية أن الحرف بعشر حسنات فجعلوا من القرآن الكريم مصنعاً للحسنات، جاء الشهيد القائد بعد أن كان الناس قد انحرفوا عن المسار الصحيح لكتاب الله، جاء في زمن الانبطاح والذل جاء بروحية القرآن, احيا فينا الشجاعة والصمود بإعلان البراءة من اليهود والنصارى الذين كان يخافهم العالم وبدأ بالصرخة حتى أن البعض تخوف واعتبروا ما قام به انتحاراً, من هنا استلهمنا القوة، وما نحن فيه اليوم من نماذج البطولات والتحدي والتضحية التي يقوم بها رجال الرجال في كافة الجبهات بعض مما عمله لهذه الامة, فهو نموذج يقتدى به، فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم نلقاه.
مشروع عزة وكرامة
وأضاف الاستاذ /أحمد شايع جتوم /فرع الهيئة للموارد المائية: الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي مناسبة هامة خاصة ونحن في ظل هذه الاوضاع الصعبة من الحرب والحصار، فالاحتفال بهذه المناسبة رسالة قوية للعدو، لأن هذه الشخصية المتميزة أعادتنا الى الحق من خلال المسيرة القرآنية التي اسسها الشهيد القائد، وهو مشروع نابع من كتاب الله ومشروع عزة وكرامة وحرية واستقلال من الهيمنة التي كانت تفرضها دول الاستكبار بحق شعوب هذه الامة..الشهيد القائد أسس مدرسة من القادة ومن العظماء الذين سيعيدون لهذه الامة هويتها بفضل هذا المشروع القرآني ونحن على خطاهم صامدون في مواجهة العدوان للتحرر من حالة الذل والخنوع ومواجهة هيمنة قوى الاستكبار العالمي امريكا واسرائيل.
رجل مقدس
وتحدثت الاعلامية /أماني عامر قائلة: السيد حسين -رضوان الله عليه- من وجهة نظري رجل مقدس بكل ما تعنيه الكلمة، رجل ترك المناصب و ترك المال و ترك كل الإغراءات التي كانت تعرض عليه ليترك هذه المسيرة المباركة و يكتم شعار الحق “الصرخة” التي اطلقها في وجه اليهود لكنه رفض كل ذلك و لم يكترث أيضا للتهديدات التي كان البعض يهدده بها لعلمه بأحقية هذا المشروع وأنه مشروع الله, ولو كان مشروعا غير إلهي لانتهى باستشهاد السيد حسين رضوان الله عليه، ولكن هذه المسيرة هي مسيرة القرآن الكتاب الخالد الذي تعهد الله بحفظه إلى يوم القيامة و هذه المسيرة هي تطبيقية لما جاء في كتاب الله من الحق.
وأضافت: السيد حسين- رضوان الله عليه- عندما صرخ كان وحيدا والآن باتت هذه الصرخة تردد حتى في دول عربية و غير عربية..
و في هذه الذكرى المؤلمة التي فقدنا فيها شخصا عزيزا عظيما كهذا الشخص نستشعر مدى خبث الأعداء وحقارتهم الذين لم يهنأوا حتى بمقتل الشهيد القائد- رضوان الله عليه- بل لازالوا إلى الآن يقاتلون من هم سائرون على نهجه، و في هذه الذكرى ايضا عندما نرى الملايين من اليمنيين يحييون هذه الذكرى بالفعاليات والقوافل والتجنيد والإعداد للعدو نرى أن السيد حسين- رضوان و سلامه الله عليه -لازال حيا بيننا..
إعادة ثقافة الجهاد
من جهتها تحدثت /الكاتبة والاعلامية فاتن الفقيه قائلة: لم يكن السيد حسين مجرد رجل قرأ القرآن وفسره أمام جمعٍ من الناس في المسجد.. لقد نسف جهود مئات السنين التي اوغلت فيها الوهابية نخراً في معالم الدين الإسلامي حتى اوصلته إلى حالة الخنوع الماثلة اليوم.. لقد أعاد للإسلام روحه التي اختفت منذ زمن بعيد ، بنى جيلا تمسك بحبل الله و بكتابه الذي لا ينفك يرتبط بالنبي الكريم ، والذي حاولت الوهابية النكراء تفكيكه، هذا الرباط الوثيق بين القرآن ورسول الله ، بل و لعبوا بأكثر الأحاديث حتى شككوا الأمة في دينها بأحاديث غريبة مختلقة جعلوها راسخة.
فإذا بالرجل المراني يهدم كل صوامع الشر والمؤامرة الدنيئة التي وضعها اليهود بأيدي الوهابية، فأعاد إلى الأمة ثقافة القرآن وثقافة الجهاد والاستشهاد التي عملت الوهابية على حذفها من قواميس مناهجنا وثقافتنا وحياتنا..
ورفع قواعد العمل بالقرآن الذي كان مجرد حسنات لمن يقرأه، وجعله منهاج حياة في كل صغيرة وكبيرة، فهو الذي ذكره المولى بقوله: ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ )
وأضافت: لقد أعادنا السيد حسين بدر الدين الحوثي إلى إسلام ما قبل بني أمية ، إسلام زيد والحسن والحسين وعلي الذي هو من إسلام جدهم الأكبر النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، بعد أن شُوه وجهه وأصبح غريبا بين أهله ، بل أصبح من يحمله رمزا للإرهاب وذبح الرقاب..
قدَّم السيد حسين بعلمه ما عجز عن تقديمه كثير من علماء هذه الأمة وبالأخص علماء المملكة السعودية حاضنة الإسلام ، وعلماء الأزهر..
وأردفت: فقدنا رجلا يحمل منهلا عظيما من العلم لم نهنأ بمعرفته كله بسبب اغتيال هذا العلم الكبير..
اليوم وبعد زمن من استشهاد السيد حسين لابد لنا من أن نستكمل مسيرته الجهادية وفاء لذلك الدم الذي جرف عروش الطغاة..وددت لو يعلم السيد حسين أي وضع وصلنا إليه بعد سنوات من استشهاده ، فهو الذي ضحى بحياته لأجل أن يعيد للأمة ثقافة القرآن فقُتل لذلك ، وظن قاتلوه أنهم سيمحون أثره وأثر ثقافته، وها هي ملازمه اليوم تقرأ في كل مكان و تنتشر على الملأ.
وددت لو يفتح عينيه ليرى الحشود من الملايين يرددون صرخته المدوية ليس فقط في اليمن بل وصلت إلى دول أخرى كما تحدَّث تماما في ملازمه بإن هذه الصرخة “لن تردد هنا فقط أصرخوا وستجدون من سيصرخ معكم” في حين كان من يرددها يُعتقلون ويُعذبون في السجون.
بعد عقد من الزمن علينا ألا نضيع جهوده التي جعلت منا أعزة كرماء ، وأن نسير على نهجه الذي صحح مسار الأمة الذي انحرف بعد موت رسول الله حتى يومنا هذا ، وكما قال السيد حسين ( نحن لم نأتِ بجديد بل نشكو من الجديد).
فقدان شخصية عظيمة
وتحدث الطالبة بكلية التربية بعمران مارية حمدين ، حيث قالت: نتقدم بالتعازي للامة العربية والاسلامية بشكل عام والسيد القائد عبد الملك حفظه الله بهذه الذكري المؤلمة ذكرى فقدان شخصية عظيمة ربما لا تكفي الكلمات لوصفها او الحديث عنها هو رجل جسد العطاء بكل ما تعنيه الكلمة..قدم نفسه وماله وأولاده من اجل اخراج الامة من هيمنة اليهود امريكا واسرائيل والمضي بها إلى الرقي والازدهار والهدى..
رجل رأى ما تعانيه الامة من ذل وخزي وعار، من فقر وتجويع وتعذيب فعز عليه ذلك فاتجه إلى تحريك الامة لرفض الذل والعذاب بأنواعه وجعلها أمة قرآنية تتمسك بكتاب الله وبأعلام الهدى..
الشهيد القائد مثل نموذجاً حقيقياً للاقتداء مجسداً القرآن في كل تحركاته وسكناته.. قدم الشهيد القائد منهجاً كبيراً وواسعاً من الثقافة القرآنية التي تجعل القارئ لها مؤمناً كما اراد الله , فسلام الله على الشهيد القائد والسلام على دمه الطاهر.. سلام الله عليك يوم ولدت وأيام عشت ويوم استشهدت.
رجل المرحلة
الاعلامية والكاتبة أمل مطهر تحدثت عن هذه المناسبة فقالت: الحديث عن هذه الذكرى يحتاج الى مؤلفات، لكنني سأحاول احتواءها في هذه الاسطر..
فالشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي- سلام الله عليه – كان رجل المرحلة، لأنه كان يعي ما تمر به الأمة من هبوط في كل مجالات الحياة، لذلك تحرك من موقع المسؤولية أمام الله تعالى، تحرك بإخلاص وصدق وشجاعة وثقة مطلقة بنصر الله له ولقضيته التي اصبحت الآن ايقونة لكل الثوار الأحرار ومنهجية كل المستضعفين الواعين..
وها نحن نرى الآن كيف اثمرت دماؤه الطاهرة عزة وكرامة ونصرا.
ها نحن الآن نكمل ثورة الحسين ابن البدر ضربات تنكل بالعدو وصرخات تزلزل الطواغيت وتنمية وفكراً وعملاً يبني وطننا بناء قويا على أسس قرآنية ثابتة وأرض إيمانية صلبة لا تزعزعها أعتى واقوى العواصف.
ها نحن الآن كما أراد لنا شهيدنا القائد نعرف من نحن ومن هو عدونا.. ها نحن نحيي ذكرى استشهاده ونقول لكل العالم: نحن انصار الله وجنده الغالبون، هكذا أرادنا الله وهكذا سنكون..
* وتحدثت الاستاذة /ابتسام الشهاري رئيسة الهيئة النسائية الثقافية بمحافظة عمران بأن الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي مهمة جدا لأنه هو الذي أسس مسيرة عظيمة هي المسيرة القرآنية.. وأضافت :إن سيرة وحياة الشهيد القائد تعلمنا الدروس والعبر في الصمود والثبات في مواجهة العدوان والتحرر من حالة الذل والخنوع ومواجهة هيمنة قوى الاستكبار العالمي امريكا وإسرائيل، وقد اطلق الشهيد القائد شعار الصرخة ليكون لنا موقف من الاعداء ونعلن البراءة من اليهود.
* العقيد/محمد احمد القراحي نائب مدير عام الاحوال المدنية للشؤون الفنية م/عمران تحدث قائلاً: مناسبة استشهاد القائد السيد/حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه- والحديث عن هذه المناسبة هو حديث عن انسان جسَّد كل معاني الانسانية في حياته، وهو حديث عن رجل تجلت فيه اسمى آيات الرجولة والشجاعة والصدوع بالحق في وجه الباطل، فقد صرخ في وجه دول الاستكبار امريكا واسرائيل في زمن الذل والخنوع، كما تميز بالتواضع والاخلاق الفاضلة والإباء والعزة الايمانية والمبادئ السامية والقيم العظيمة، ومهما تحدثنا وانتقينا من العبارات لسرد مناقبه وشرح سيرته ومسيرته القرآنية فلن نفيه حقه لأنه رجل استثنائي كان له نظرة واعية وحكيمة في كل مجالات الحياة، وكان يتطلع الى بناء امة قرآنية تكون منطلقاً للتغيير الشامل على مستوى الامة التي هي ضحية للعقائد الباطلة والثقافات المغلوطة، فعمل جاداً من اجل ايجاد امة تعمل بالقرآن وتقدم الدين كاملاً وشاملاً لجميع شؤون حياتها، وظل هذا هدفاً لا يفارقه إلى أن لقي ربه شهيداً، رضوان الله عليه.

قد يعجبك ايضا