أربع سنوات من توحش العدوان

أطفال اليمن .. استهداف مباشر حصد منهم الملايين قتلاً ومرضاً وحرماناً

> وزارة حقوق الإنسان: 20300 امرأة وطفل سقطوا ما بين قتيل وجريح نتيجة غارات طيران العدوان
> وزارة الصحة: رصد إصابة 3 ملايين طفل دون سن الخامسة بأمراض معدية خلال سنوات العدوان الأربع الماضية

خلف العدوان السعودي الامريكي على اليمن من خلال استهداف طائراته للمدن والأحياء السكنية آلاف الضحايا من الأطفال ،حيث أزهقت الصواريخ أرواح الآلاف وجرحت الآلاف وقتلت الآلاف بالأمراض فضلاً عن تسببه في ولادة آلاف المرضى والمشوهين شاهد على وحشيته وهمجيته في إزهاق أرواح الصغار والكبار.
وزارة الصحة العامة والسكان أكدت أن السنوات الأربع الماضية كانت كارثية للطفولة في اليمن جراء استمرار العدوان والحصار وتداعياته المباشرة وغير المباشرة على الأطفال في اليمن من جميع النواحي.
صحياً سجلت وزارة الصحة إصابة أكثر من 397 . 303 طفلا بمرض الملاريا، تحتل محافظة الحديدة المرتبة الأولى تليها محافظتي حجة وتعز .. فيما تسجل تقارير دولية “وفاة طفل كل عشر دقائق بسبب سوء التغذية أو أمراض أخرى “حسب تقرير الأمم المتحدة الذي أصدرته في 2018م.

ضحايا بالآلاف
وأوضح تقرير صادر عن وزارة الصحة أن حوالي ألفين و203 أطفال أصيبوا بالحمى المالطية، تأتي ذمار ثم العاصمة على قائمة المحافظات الأكثر إصابات، فيما أصيب نحو الفين طفل بداء الكلب والاصابات مستمرة بشكل يومي ، وتأتي في الصدارة ذمار ثم إب مع شحة كبيرة في الأدوية الخاصة بهذا المرض .
التقرير أشار أيضاً إلى إصابة ألف و133 طفلا بمرض الليشمانيا، تتصدر ذمار ثم الجوف القائمة، وإصابة ألفين و273 طفلا بمرض البلهارسيا وتأتي حجة وصعدة في صدارة قائمة الإصابات بهذا المرض .. لافتا إلى إصابة 430 طفلا بمرض السل الرئوي ثلثهم في عدن.
وأكد التقرير انتشار مرض الجدري من جديد خلال 2018 بأكثر مما كان عليه، وتسجيل إصابة اكثر من 125 ألفا و194 مصابا بهذا المرض، كانت العاصمة ومحافظة صنعاء أكثر المناطق موبوءة بهذا المرض .. ورصد التقرير إصابة 12 ألفاً و995 طفلا بمرض النكاف (إلتهاب الغدة النكفية)، تأتي تعز ثم صعدة والعاصمة على قائمة الإصابات.
كما سجلت وزارة الصحة عام 2018م أربعة آلاف و813 حالة إصابة بحمى الضنك، تأتي الحديدة ثم تعز وأبين ضمن أعلى نسبة مرضية بهذا الوباء فضلاً عن إصابة ألف و 847 حالة بإلتهابات السحايا، تشكل تعز وأمانة العاصمة أكثر حالات الإصابات.
وكشف التقرير عن إصابة 82 الف حالة اصابة مؤكدة .
ولفت التقرير إلى ظهور 102 حالة كزاز وليدي و509 حالات إلتهاب كبد وبائي b & c , وستة آلاف و940 إلتهاب كبد وبائي نوع a&e، وألفين و 147 حالة إصابة بالسعال الديكي ، و15 ألفاً 911 إصابة بالحصبة.
ووفقا للتقرير أصيب 14 ألفاً و691 بالتيفوئيد و45 ألف و650 بالأنفلونزا و958 ألفاً و846 امراض متعلقة بالجهاز التنفسي العلوي و437 ألفاً و100 أمراض متعلقة بالجهاز التنفسي السفلي.
ملايين المرضى
وبين التقرير إصابة اكثر من 911طفلا دون الخامسة بالدفتيريا توفي منهم 55 طفلا تتصدر إب وأمانة العاصمة قائمة هذا المرض .
كما كشف التقرير عن إصابة ثلاثة ملايين و400 طفل ما دون الخامسة بمرض أو عدة أمراض معدية خلال الاربع السنوات الماضية، يضاف إليهم ستة ملايين طفل مصابون حسب إحصائية تراكمية بسوء التغذية بما يوازي 60 ٪ من هذه الفئة ويصنفون تحت خطر الأمراض المعدية والسارية وسوء التغذية بسبب العدوان والحصار.
قتل مباشر
وقالت وزارة حقوق الإنسان إن أكثر من 20300 من النساء والأطفال سقطوا مابين شهيدا وجريح نتيجة غارات التحالف منذ بدء الحرب وحتى مارس 2019م.
وقال بيان صادر عن الوزارة: إن 297 ألف طفل لقوا مصرعهم، من إجمالي 2.5 مليون طفل وامرأة يعانون من سوء التغذية نتيجة الحصار .
وتابع البيان: إن ما يزيد عن 2200 شخص فارقوا الحياة بسبب الفشل الكلوي نتيجة الحصار، بالإضافة إلى 6 آلاف يعانون من انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية لإجراء عملية الغسيل الكلوي.
ويقول الأطباء المختصون: إن ولادة الكثير من النساء الحوامل لأطفال مشوهين إنما يعود لاستنشاقهن الغازات المنبعثة من صواريخ وقنابل العدوان السعودي ومختلف المتفجرات والأسلحة المحرمة دوليا التي أثبتت منظمات دولية استخدامها من قبل الطيران السعودي في قصف المدن والمناطق السكنية في اليمن.
حرمان وإرهاب
الآثار والتداعيات الخطيرة للعدوان على الأطفال في اليمن لم تقف عند حد القتل الجماعي لهم وأمهاتهم وعائلاتهم، بل امتد ليحرم الملايين منهم من التعليم وتلقي الأدوية والرعاية الصحية اللازمة والتي انعدمت وأصبحت في أدنى مستوياتها بسبب العدوان والحصار الجائر.
كما أن الآثار الناجمة عن العدوان تأخذ أشكالاً متعددة ودرجات مختلفة من الشدة وبحسب أخصائيين فان تلك الآثار تبدأ من الإحساس بالإحباط والقلق إلى الاكتئاب وأشكال أخرى من أمراض الأعصاب وقد يصاب بعض الاطفال بخلل في الوظائف العقلية كالذاكرة أو ضعف التركيز أو الإدراك.
تلك وغيرها من الآثار لتعمد العدوان استهداف الأطفال اليمنيين كما يقول سياسيون وأكاديميون من اجل خلق جيل مضطرب غير قادر على القيام بدوره في حياة البلد السياسية والاجتماعية.
ويشير أخصائيو الطب النفسي إلى أن هذه الآثار قد تتحول إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها.
أخطار مستقبلية
ومع تواصل العدوان السعودي الذي أصبح يتعمد استهداف المناطق المدنية والمنازل السكنية، ملحقا المزيد من أطفال اليمن إلى سجل الضحايا، فإن «مستقبل الطفولة بات محفوفا بالأخطار» بحسب وصف منظمة رعاية الطفولة الأممية “يونيسف» فجرائم العدوان الكارثي للأطفال في اليمن لا تجد أي تفاعل أو اهتمام من قيادة العدوان ولأن تلك المنظمات لا تحمله مسؤولية ما يجري بصورة صريحة ومباشرة فإنه يستغل ذلك للإيغال في جرائمه بحق أطفال اليمن .
ويؤكد مسؤولون دوليون أن الأساليب الوحشية التي اتبعها التحالف في حربه على اليمن أدت إلى مقتل المئات من الأطفال الذين كانوا في المدرسة أو في الشارع أو في البيوت كما تسببت تلك الغارات الوحشية في حالات لا تحصى من قتل الأطفال وتشويههم.

قد يعجبك ايضا