نساء رائدات صنعن من المعاناة إنجازاً

 

إعداد /المركز الإعلامي للهيئة النسائية بالأمانة
تولد جميع النساء نساء إلا نساء اليمن يولدن جبالاً شامخات حملنّ الهَم والأثقال، هَم الوطن والمجتمع حتى صرنّ نموذج مشرفاً ورائدات لكل نساء العالم؛ لأنهن صنعنّ من المعاناة إنجازاً يستحق التكريم والإشادة، فقد واجهنّ كل التحديات والظروف الصعبة التي تمر بها بلادهن اليمن من عدوان جائر وحصار خانق، وأوضاع اقتصادية صعبة فكنَّ شريكات الرجال في تحمل هَم الوطن وتحسين الوضع الاجتماعي وتخفيف أعباء الحياة ، فقمن بإنشاء مبادرة “العفاف لتجهيز العروس من الخف إلى فستان الزفاف” كمشروع تطوعي خيري هو الأول في اليمن سنتعرف عليه أكثر من خلال الحوار مع بعض القائمات عليه.
الأخت أم الشهيد أيمن الغيثي تحدثت عن أهداف المبادرة قائلة: بدأ مشروع “مبادرة العفاف لتجهيز العروس من الخف حتى فستان الزفاف” في شهر اثنين عام 2018 ، أهداف هذا المشروع الخيري التطوعي أهداف خيرية اجتماعية جاءت لتخفيف أعباء ومعاناة الأسر المستضعفة فقد بدأ هذا المشروع الخيري بجهود ذاتية من عاملات الهيئة النسائية لأنصار الله، لذلك سعينا بقدر المستطاع لتجهيز العروس، حيث تم تجهيز خمسين عروساً من وإلى، من ملابس وكوافير وميكاب إلى آخره .
ثم واصلت حديثها قائلة: قمنا بإنشاء هذه المبادرة الخيرية إيماناً منا بصعوبة الظروف الاقتصادية على أغلب فئات المجتمع مما يصعب عليهم بتوفير لقمة العيش حيث أن الشباب يعانون الأمرين؛ بسبب ارتفاع تكاليف الزواج وعدو الله يحاصرنا من كل اتجاه قاصداً سد منافذ الحياة على هذا الشعب المظلوم ، فما أحلى أن نرسم البسمة على وجه عروس أو عريس مستضعف أثقلت كاهله ظروف الحياة الصعبة ومنعته عزة نفسه من مد يد الحاجة.
وتحدثت الأخت أم الشهيد محمد الغيثي عن سبب تسمية الجمعية بهذا الاسم قائلة: جاءت تسمية المبادرة بهذا الاسم مستوحى من موقف إحدى العرائس التي جسدت أكمل معاني العفاف في أعلى معانية حيث كانت من أسرة كان ربها من أهل الستر والغنى، ولكن الحال لم يدم حتى دق كوابيس الفقر والحاجة بابهم؛ بسبب هذا العدوان الأمريكي السعودي الجائر ولكن هذا الأب لم ينتقم من العريس فقد شرط على زوج ابنته شرط من خاف من جهنم ما احتدم ، شرط عليه مائتين وخمسين ألفاً قاطع مقطوع، فجاءت إلينا العروس بكل خجل وحياء عرضنا عليها الملابس لتأخذ منها حاجتها وبالكميات التي تريدها ، فاشرورغت عيناها بعبارات مليئة بالحزن والخجل ليس على حالها بل على حال أهل اليمن وإلى أين أوصلهم هذا العدوان، فأخذت إلا القليل جداً من الملابس، وقلنا لها زيدي خذي حاجتك ولكنها وقفت وكأن أصاب يديها الشلل ظناً منها أنها الوحيدة التي جاءت تتكسى لزفافها من عندنا، الموقف هذا هزني وأثر فينا ومنه استوحينا التسمية.
كما تحدثت الأخت أم عبدالله النونو عن بداية انطلاقة مشروع العفاف ومعوقاته قائلة: بداية العمل في المشروع كان العمل متعباً؛ لأن الملابس كلها كانت في أكياس بلاستيكية فكنا نفرز الملابس المستعملة التي مازالت شبه جديدة ثم نضعهن في أكياس أخرى خاصة لكل نوع مثلا الفساتين في كيس والبنطلونات في كيس والبلوزات في كيس وهكذا، وكان المكان ضيقاً مما أعاق تنظيم العمل وترتيبه، ولكن اليوم الحمدلله بعد توسيع المكان وشراء سلالم الملابس تم فرز الملابس وترتيبها وتنظيمها على السلالم، وقد ساعدنا في العمل الجانب الرجالي حيث كان لهم دور كبير في جلب وحمل الملابس الواردة من القرى والمحافظات والأماكن البعيدة، وأخذ الملابس للمغسلة لغسلها وكويها، فمن ضمن الصعوبات السابقة أننا كنا نخرج نحن لكساء العروس وتقديم الملابس لها إلى كل مكان حاملات أكياس الملابس الثقيلة وفرزها للعروس ثم حملها من جديد، ولكن اليوم العروس تأتي إلى الجمعية لاختيار ماتشاء من الملابس حسب حاجتها .
لم نتلقَ أي دعم من تجار أو شركات، فكل الدعم والبذل كان من الأسر المستضعفة فدائماً لا يقام حق ولا ينتصر الدين إلا على أيديهم، فالمشروع مازال من وإلى المجتمع ، فهناك أياد خفية ساعدت في إنجاح هذا المشروع جزاهم الله كل الخير وكتب الله أجرهم.
وتحدثت أيضاً الأخت رضية الديلمي عن أقسام المشروع قائلة: بعد تنظيم العمل تم تقسيم المشروع إلى عدة أقسام منها قسم التعديل والخياطة وأنا المسؤولة عنه كوني مخيطة أقوم بتجهيز الفساتين وتعديلها إذا احتاجت إلى تطريز أو تركيب أكمام أو تركيب أزرار أو تفسيح أو تضييق أو أي شيء ناقص، طبعاً معظم الملابس التي تنفق تكون شبه جديدة،
كما أن هناك قسم للكوافير فالمسؤولة عليه الأخت بلقيس الحواتي والتي تقوم بتجهيز العروس من نقش وميكاب وتسريحة وبأسعار رمزية تقريباً من خمسة آلأف إلى سبعة آلاف بالرُغم من أن الأخت بلقيس تجهز العرائس خارج المشروع بخمسة عشر ألفاً ، وقد خرجت إلى عدة أماكن لتجهيز العرائس ، كذلك يوجد لدينا قسم للغسيل والكوي فمثلاً فستان الزفاف نأخذ عليه ثلاثة أو أربعة آلاف كمبلغ رمزي قيمة غسله وكويه، وإذا كانت بعض الأسر غير قادرة فلا نأخذ منها أي مبلغ .
وتحدثت الأخت أم الشهيد أيمن الغيثي عن كيفية تنظيم العمل فقالت: العمل تم تنظيمه وترتيبه والحمدلله بعدة أقسام كما تحدثت عنها الأخت رضية ، ويوجد أيضاً لدينا قسم المحاسبة الذي يتم فيه تنظيم العمل الحسابي من خلال صادرات وواردات مؤرخة بالتاريخ وضمن تحديد فترة زمنية محددة ، كذلك فالعمل في المبادرة يتم عبر منسقات العزل والأحياء للتأكد من أن أهل العروس من الأسر المستضعفة بطريقة غير مباشرة حفظاً لماء وجه الأسر المستضعفة، وبعد إعطائنا التقرير بأنهم مستضعفون يتم التواصل معهم وكتابة الاسم وأخذ البصمة؛ لأن مال سبيل الله أمانة في أعناقنا ومنعاً للاحتيال؛ لأن إحدى النسوة احتالت علينا وادعت أنها أم عروس وأخذت الملابس ثم اكتشفنا أنها شخصية وهمية وكاذبة قامت بالاحتيال، لذلك حرصنا على أخذ كل الاحتياطات وحتى يكون العمل على أعلى مستوى من التنظيم والدقة والحرص ويستوعب جميع الأسر المستضعفة في كافة محافظات الجمهورية .
كما قدمن العاملات على مشروع ” مبادرة العفاف لتجهيز العروس من الخف حتى فستان الزفاف” عدة رسائل للمجتمع منها : إن قيمة المرأة في ذاتها وشخصها ودينها وأخلاقها وليس قيمتها بالمال، فالمرأة ليست سلعة تُباع وتُشترى فاتقوا الله في الشباب فلا ترفعوا المهور ، لقد حان الوقت بأن نكون لبعضنا البعض كالبنيان المرصوص يشد بعضه الآخر امتثالاً لقول رسولنا الأعظم:”المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ”
“الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه” ، فلا سبيل لنا اليوم على التغلب على ظروفنا الصعبة إلا بالتعاون والتآخي والبذل السخي من أجل أن نحظى برضا الله عندما نلقاه ذلك اليوم ، لذلك علينا أن نتكاتف جميعاً لنقهر عدونا ونتغلب على حصارنا.

قد يعجبك ايضا