
والدة فيصل وأكرم: أفكر بقتلهم وقتل نفسي لأرتاح
■ اختفى سبع سنوات وعاد إلى مجنونا
إلى كل المترفين .. الغارقين في ملذات النعيم .. إلى القانطين العابسين المتضجرين .. على نفس الأرض التي تعيشون عليها تسحق رحى الحياة أحلام البسطاء المكبلين بأصفاد الفقر والعجز والمرض .. في وصفهم تعجز الكلمات عن تجسيد ما يلاقون من ويلات ونوائب أسرة لم أدرك حجم مأساتها إلا حينما دخلت بيتها الذي يفتقر لأبسط مقومات العيش الآدمي على الباب استقبلتني الأم بحفاوة أخجلتني وكأنها تعرفني منذ زمن وأدخلتني إلى أول غرفة لأجد أبنها البالغ 40 عاما منزويا بأحد الأركان يتمتم بصوت خفيف ثم أخذتني إلى الغرفة المقابلة لأرى شابا لم يتجاوز 23 ربيعا ملقى على الأرض جثة هامدة لا حراك فيها ولا حياة إلا من نفس يعلو ويهبط.
■ تقول والحديث لها: قبل أحد عشر عاما حدثت مشكلة بين ولدي فيصل أحمد عبده وأهل زوجته فطالبوه أن يعيد ذهب زوجته واحتكموا إلى أحد المشايخ وهناك أمام الحاضرين احتدم النقاش وتعالت الأصوات واعتدى أهلها عليه بالضرب بحضور الشيخ ولم يستطع الدفاع عن نفسه لكثرتهم فاختفى من ساعتها ولم يظهر له أثر بحثنا عنه بكل مكان سألنا القاصي والداني ولا جدوى كدت أن أفقد بصري بكاء وحزنا عليه مرت السنة تلو الأخرى والأمل لا زال بقلبي في عودته أصبحت فريسة للأمراض وبعد سبع سنوات عاد إلى المنزل بصورة مخيفة وحالة مزرية أشعث أغبر متهرئ الملابس شعره يصل إلى كتفيه وكأنه خارج من معتقل لم يهمن شكله بعد أن عاد إلي فقال لي خبئيني وظل يتلفت وراءه ويوصد الأبواب ويقول بأن هناك من يطارده ويريد قتله وتعذيبه شعرت أنه يعاني من حالة نفسية وعندما سألني عن زوجته وأبنه أخبرته أن أهلها طلقوها منه في المحكمة فترة غيابه وأخذوا الولد فطار عقله وجن جنونه فكان يصيح يماه لا مرة ولا أين ولا عمل فظل لا يكلم أحدا ولا يخرج من المنزل لمدة عام كامل وبعدها ساءت حالته وصار يكلم نفسه ويتصرف تصرفات غريبة فكان يضع البسباس في السيجارة ويشربها ويجمع البطانيات ويحرقها ويذهب إلى القمامة في الشارع ويعود بجمجمة خروف ويحرقها بالغرفة وحين يقوم الصباح يشتمني ويتهمني أنني أعذبه وأسكب فوق رأسه البترول والأسيد والديزل ويظل يصيح ويبكي وقلبي يتقطع عليه لا أدري ماذا أعمل له وحين يزداد عليه المرض يضربني وأنا في هذا السن لا أقوى على مقاومته وعندما يعود له عقله يقول: إن الناس يتربصون به ليؤذوه ويعذبوه ويربطوه بين الشمس ويحاربوه في رزقه.
لم تستطع الأم مغالبة دموعها حين سألتها عن أبنها أكرم فانفجرت باكية وقالت كان سليمان معافى يشهد له الجميع بأخلاقه وطيبته وكان يعمل ليل نهار ليجمع ما يعينه على الزواج وعندما أكمل المبلغ نصب عليه أحدهم فأخذ المال والضمار وشقا العمر وبدأ بعدها ينزوي ويكلم نفسه فترك المنزل وعاش في أماكن القمامة يأكل منها وظل عاما على هذا الحال وعندما عاد لم يكن يكلم أحدا ويعتدي بالضرب على إخوته وأكثر من مرة يباغتني من خلفي يريد أن يطعنني بالسكين ولولا ستر الله لقتلني ومن يومها جمعت السكاكين والآلات الحادة ووضعتها عند جارتي وفجأة منذ ثلاثة أشهر لم يعد يتحرك أو يحرك يدا أو رجلا ولا يتحكم بنفسه كالطفل الصغير أو حتى يسمح لي أن أغير له ملابسه أو أقص شعره وأنظفه وفي مرضه الشديد عملت أن أبنتي المتزوجة مريضة جدا فسافرت لأزورها وبقيت عندها عشر أيام تاركة والدتي العجوز ترعاهم فاتصلت لي أحد الأيام قائلة الحقي أبنك أكرم امتلأ رأسه وجسمه بالكتن عدت وطلبت من جيراني الدخول لحلق شعره وتغيير ملابسه فقاومهم بشدة لكنهم غلبوه.
تقول والعبرة تخنقها لم أعد استطع التحمل أنا امرأة مريضة أتقيا دما وأعاني من آلام الكلى ولا أقدر عليهم حين أراهم أموت في اليوم ألف مرة وأطلب من الله أن يسخر من يرق قلبه لحالهم ومن يتكفل بعلاجهم في مستشفى الأمل للأمراض النفسية أو بأي مستشفى متخصص.. سدت أمامي جميع الأبواب فلا مال يساعدني ولا عافية تسندني وصرت مهددة في ليلة وضحاها أن نبيت في الشارع فزوج أبنتي يريد ذهبها الذي أكملنا به المنزل الذي نعيش فيه ولا ألومه فابنتي تعاني من مرض في القلب وتحتاج إلى عملية عاجلة وإلا ستفقد حياتها والآن يضغط علي بأن أبيع المنزل لأعيد ذهبها كي تستطيع إجراء العملية وما بين أولادي وابنتي علي أن اختار وهذا مالا أحتمله تعبت ولا أحد يشعر بما أعانيه لدرجة أني صرت أفكر بأن أقتل ولدي وأقتل نفسي لأرتاح ولا يردني إلا الخوف من الله.
لمساعدة الحالتين
الاتصال على الرقم : 701492964
التواصل عبر البريد الالكترون:
Samia5072Gmail.com