
• «لصوص الحياة» هذا هو توصيف المشهد السياسي في بلادنا.. سلبوا كل مشاهد حياتنا.. رياضيا.. ثقافيا.. اجتماعيا.. لدرجة تحولوا فيها إلى شغلنا الشاغل في وسائل الإعلام.. في مقائل القات.. في النادي.. المطعم.. الشارع.
• أليس من حقنا أن نحظى ببعض الترفيه¿.. بعيدا كل البعد عن السياسة.. وما أحدثته من إرهاق ذهني وبدني ومعيشي كئيب.
•سألت نفسي: لماذا لا نستمتع بمشاهدة رياضية بحتة¿
• ربما مشاهدة منتخبنا للشباب وتشجيعه مثلا سيشكل فرصة جيدة لنا¿.. لكن مع الأسف فقد تحول الحدث الرياضي إلى فكرة سياسية كما هو اتجاه مجريات حياتنا اليومية.
•«هدف داعشي» جملة رياضية لكن بلغة النكتة السياسية.. هدف الفوز الذي سجله لاعب منتخبنا في مرمى المنتخب الإيراني..
•مشهد آخر في حوار ساخن بين شخصين منتميين لحزبين متخاصمين.. بدأ وديا.. وبموضوع رياضي لكن عندما تخلله اسقاطات سياسية كاد يفضي إلى اشتباك بالأيدي بعد كم هائل من الشتائم.
•ليس الغريب أن السياسة والرياضة -في معظم دول العالم- يستغل كل منهما الآخر بقدر ما يحتاجه كل منهما.. لكن الأغرب مشاهدتنا لكل حدث رياضي.. أو ثقافي.. وحتى اجتماعي بعيون مشهدنا السياسي المتجهم.
•نحتاج حقا منح أنفسنا فرصة للخروج من هذه الدائرة التي حبسنا بداخلها والتي أغلقت علينا كل منفذ يمكننا التسرب منه للترفيه.
•إذا.. ما رأيكم هذه المرة أن نستمتع حقا بمشاهدة رياضية بحتة¿
•فالدوري الإسباني ومباراة الكلاسيكو بين (الريال والبرشا) المرتقبة.. والحدث الرياضي القادم في بطولة كأس الخليج 22 بعد أقل من شهر من الآن.. مشهدان رياضيان مميزان يحظيان دائما بنسبة كبيرة من المتابعة.. وبالتأكيد سيمثلان فرصة رائعة للخروج من هذه الدائرة.
هل يمكننا -مثلا- مشاهدة الدوري الإسباني.. ومباراة الكلاسيكو دون الجدال حول أزمتهم السياسية الحادة.. ودون محاولة إسقاطه محليا¿
•هل يمكننا الاستمتاع بمباريات خليجي 22.. قطر السعودية الإمارات وغيرها من الدول الخليجية التي شاركتنا المشهد السياسي.. وستشاركنا هذا المحفل الرياضي البهيج..
• هل يمكننا تشجيع اللعبة الجميلة.. والنقلة الساحرة.. والهدف المعجزة.. لأي فريق دون إسقاطات سياسية على واقعنا اليمني.. وما يعيشه من تعقيدات وتحالفات مربكة¿
•لنحاول الهروب.. أجل.. وإن يكن هروبا مؤقتا.. فخير وسيلة للدفاع عن حقنا في الترفيه والاستمتاع هو الهروب إلى الرياضة.. فلا تقلقوا سنعود لاحقا إلى واقعنا.. لنكمل عقوبتنا التي فرضتها النخب السياسية علينا.. وبتعسف مفرط.
• سنعود.. لكن على الأقل بعد أن حصلنا على جرعة ترفيهية تساعدنا على تحمل هذه العقوبة في حقنا وحق وطننا.. فقط حاولوا أن تحظوا ببعض الترفيه كي لا تموت أرواحنا كبتا.. فقط حاولوا…!!