مشروب الشعير المحلي.. التلوث سيد الأدلة


■ تحقيق /وائل الشيباني –
عندما تعجز الجهات المختصة عن القيام بواجبها سواء بتقصير ذاتي أو لأسباب خارجية فْرضت عليها فإن النتائج غالباٍ ما ستكون سلبية .. هذا تماماٍ ما حدث ومازال يحدث لأقسام الصحة البيئية داخل مديريات العاصمة صنعاء وهذا ما ساعد المخالفين على التمادي في مخالفاتهم التي تضر بصحة الإنسان وتساهم في انتشار الأمراض … مشروب الشعير المصنع محلياٍ في معامل بدائية غير صالح للشرب ويجب وقف تداوله ومصادرته من الأسواق هذا ما أكده المختصون لنا … وفي التحقيق التالي نبحث عن مكونات هذا الشراب وطرق تصنيعه والمخاطر المحتملة بعد تناوله خصوصاٍ من متعاطي القات الذي يقبلون عليه بنهم وأصبح لدى أغلبيتهم طقساٍ يومياٍ.

ياسر منصور سائق تاكسي يقول: كنت مدمناٍ على شراء الشعير من أصحاب البقالات بصورة شبه يومية خاصة وأن العلب التي يباع فيها مشروب الشعير جديدة ومختمة حتى أتى اليوم الذي لاحظت فيه التلاعب في تاريخ الإنتاج فالشعير الذي اشتريته من البقالة المجاورة لبيتي كان يحمل تاريخ إنتاج لم يأت بعد وهذا ما أضحكني كثيراٍ وقتها وتساءل ممتعضاٍ: كيف يعقل أن أثق بعبوة لم يأت بعد موعد تصنيعها, تصورت وقتها أن الأمر محض صدفة ولكني تفاجأت حين أخبرني صديقي أن هذا يحدث أكثر من مرة رجعت بعدها إلى صاحب البقالة وسألته هل تعرف المصنع الذي يقوم بتعبئة هذا الشعير فقال لي وقتها أنه لا يوجد مصنع يقوم بذلك وأن من يقوم بذلك هو معمل في حي شميلة ومن وقتها وأنا أخاف من تناول هذا المشروب الذي يعبأ في معامل ويضع تاريخاٍ مزوراٍ على العبوات التي يبيعها .
ياسر منصور ليس الوحيد الذي توقف عن شراء مشروب الشعير الذي يباع في البقالات تحت اسم يحصب والسعيدة وغيرها من المسميات فأسامة الجاكي -مصمم جرافكس- امتنع هو الآخر عن شرائه وقال إنه كان يحب شرب الشعير وكان غالباٍ ما يذهب إلى باب اليمن لتناوله ولكنه لاحظ وجوده عند صاحب البقالة القريبة من منزلة فرح وقتها أسامه وداوم على شرائه من البقالات المجاورة لمنزلة لكن بعد أسبوع واحد عندما أشترى علبة الشعير وتفاجأ بأن طعمها قد تغير وأن الشعير أصبح لزجاٍ ورائحته قد تغيرت حاول أسامة إعادته إلى صاحب البقالة وأخذ قيمة الشعير ولكن دون جدوى ومن وقتها لم يشتر أسامة هذا المشروب المغشوش, كما وصفه.
بقالات ترفض بيعه
العزي -صاحب إحدى البقالات في شارع بغداد- يؤكد أن مشروب الشعير الذي يبيعه للمواطنين غير جيد وأنه يشتري الشعير إذا أراد من سوق القاع ولكنه في نفس الوقت يقول: الزبائن يأتون إلي يريدون شراء الشعير المختم كما يقولون وأنا أبيع لهم وليس لي دخل إن كان هذا الشعير جيداٍ أو غير ذلك فكل ما أهتم به هو البيع وتوفير ما يطلبه الزبائن الذين يفضلون بدورهم هذا المشروب خاصة وأن بقالتي تقع بالقرب من سوق القات والزبائن يقومون بشرائه وشربه أثناء تناولهم القات.
وعلى العكس تماماٍ من العزي فإن الشرعبي -صاحب بقالة- يرفض تماماٍ فكرة بيع هذه المشروبات خاصة بعد أن صادرتها البلدية منه بحجة أنها مخالفة للمواصفات الصحية وينصح أصحاب البقالات الأخرى بالامتناع عن بيعها فهي كما يقول غير صحية وإلا لما صادرتها الجهات المختصة.
شراب رديء
العم صلاح كما يطلقون عليه صاحب محل لبيع شراب الشعير أمام مستشفى الثورة العام يؤكد أن هذه المشروبات رديئة وأنها تحتوي على السكر وبعض النكهات والقليل من الشعير لتصبح ذات طعم جيد وأنها تخدع الناس باللاصق والعلب البلاستيكية ذات المنظر الجميل كما أوضح أن هذه المشروبات تصنع في محطات المياه في حي شيراتون وشميلة وفي أماكن غير مناسبة وأن هذه المشروبات ممنوعة بدليل مصادرتها من بعض أصحاب البقالات. ويضيف: أنا أستغرب عندما يقول الموزعون إن هذا الشعير طبيعي 100% وإنه صالح للشرب لمدة أربعة أيام فالشعير إذا كان طبيعياٍ فإنه يتخمر في اليوم التالي أو الذي يليه لذا فأنا أقوم بتصنيعه كل يوم ولا أبقيه أبداٍ لليوم الثاني .
مشروب ملوث
شراب الشعير الذي باع في البقالات ملوث وعلى المواطن أن يتجنبه وأن لا يخدع بشكله ولا بالأسماء الجديدة التي تتغير بين فترة وأخرى هذا ما أكده المهندس محمد البيضاني -نائب مدير قسم الصحة البيئية. يضيف: قمنا بفحص هذا المشروب وتبين لنا أن المياه التي تستخدم لخلط الشعير ملوثة وغير معقمة وأن الشعير ملوث وكذلك العلب البلاستيكية التي تعبأ فيها هذه المشروبات وقسم الصحة البيئية قدم إشعار مخالفة وتم تحويله إلى النيابة للتعامل مع مصادر هذه المشروبات المخالفة التي تقع بداخل محطة شيراتون كما أكد لكاتب التحقيق وفي حي شميلة أيضاٍ وهو منتظر أن تتخذ النيابة الإجراءات القانونية وحول الدور الرقابي لصحة البيئة قال: يعمل على مصادرة هذه العينات إذا ثبت تواجدها في إحدى البقالات إذا تعاون صاحب البقالة مع الجهات المختصة أما في حالة رفضه ذلك فقسم الصحة البيئية لا يستطيع مصادرة العينات بالقوة إلا إذا تعاون معه أفراد الأمن بالمديرية وهذا لا يحدث وإذا حدث فإن أفراد الأمن يريدون مبلغ ثلاثة آلاف ريال لكل كمية مصادرة وهذا هو السبب الرئيسي لتواجدها في بعض البقالات لأننا لا نستطيع مصادرة هذا المشروب المخالف من السوق .
ويتمنى البيضاني أن يعمل الجميع داخل المديرية بشكل جماعي وأن يساعد رجال الأمن المندوبين الذين يبثعهم قسم الصحة البيئية لمصادرة هذه المشروبات وغيرها بدون مقابل مادي فالميزانية التي تحدد لهذا القسم قليلة برغم أهميته.
مشيراٍ إلى أنه “إذا لم توفر لنا الميزانية الكافية للنزول الميداني والحماية اللازمة من قبل الجهات الأمنية في المديرية فإن المخالفات ستستمر بل ستزداد في الفترات القادمة”.

قد يعجبك ايضا