رئيس الوزراء الليبي يتهم الجماعات المتطرفة بزعزعة أمن البلاد

طرابلس/وكالات –
حمل رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني أمس بشدة على المتطرفين متهما اياهم بمحاولة فرض سيطرتها على ليبيا عبر الميليشيات المسلحة الظلامية والتكفيرية التي عاثت فسادا وتدميرا في البلاد.
وتأتي اتهامات الثني بالتزامن مع إعلان التكفيريين الذين يسيطرون على مدينة درنة بشمال شرق ليبيا ولاءهم الكامل لتنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا والذي بدأ يتوسع غربا في اتجاه مصر وليبيا وتونس والجزائر.
وقال رئيس الوزراء الليبي في تصريحات تلفزيونية إن الميليشيات الإرهابية “تعمل من خلال السلاح والقتل على فرض أجندة الإخوان المسلمين بعد أن فشلوا في الانتخابات النيابية الأخيرة”.
واعتبر الثني أن قوات “فجر ليبيا” الموالية لجماعة الإخوان التي تنتشر في العاصمة طرابلس “تنتهج سياسة التدمير وترتكب انتهاكات فاقت في فظاعتها تلك التي شهدتها البلاد في عهد العقيد الليبي معمر القذافي”.
وتابع أن قوات “فجر ليبيا” تسعى إلى تدمير البلاد مشددا في نفس الوقت على أن كل مجموعة تسعى إلى قتال الميليشيات الإرهابية “مرحب بها بشرط أن تنضوي تحت لواء الشرعية وتخضع لسلطة وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة للجيش بقيادة اللواء عبدالرزاق الناظوري”.
وتأتي اتهامات الثني لجماعة الإخوان والميليشيات المسلحة التي تدور في فلكها بالسعي إلى تدمير البلاد في الوقت الذي أعلن فيه التكفيريون الذين يسيطرون على مدينة درنة الليبية والتي أعلنوها “إمارة إسلامية” منذ مدة ولاءهم الكامل لتنظيم “الدولة الاسلامية” وذلك في تطور خطير تتجاوز تأثيراته الداخل الليبي لتشمل دول الجوار.
وذكر رفيق الشلي المدير السابق للأمن الرئاسي التونسي والأمين العام الحالي للمركز التونسي لدراسات الأمن الشامل في تصريحات بثتها في وقت سابق إذاعة “أكسبرس أف أم” المحلية التونسية إن أطرافا معروفة بدعمها للميليشيات المسلحة في ليبيا وفرت الإمكانيات اللوجستية لعودة الجهاديين الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا حيث تم خلال الأشهر القليلة الماضية رصد أكثر من 196 رحلة جوية وبحرية من تركيا إلى ليبيا لنقل أولئك الجهاديين.
ولفت إلى أن عدد هؤلاء الإرهابيين المتمركزين في ليبيا ارتفع بشكل ملحوظ حيث تقدر التقارير الاستخباراتية أنه أصبح يتجاوز 5 آلاف مسلح لهم خبرة قتالية اكتسبوها في سوريا.
وأشار الشلي إلى أن سيطرة العناصر الجهادية التكفيرية “على الوضع في ليبيا هي مؤشر خطر على الأمن القومي التونسي”.
وقالت مصادر محلية في درنة (شمال شرق طرابلس) إن أمير المجموعة التي تطلق على نفسها اسم “مجلس شورى شباب الإسلام” أعلن عصر الجمعة على الملأ في الساحة الرئيسية بالمدينة مبايعته لـ”الدولة الاسلامية” وأميرها أبوبكر البغدادي.
وأشارت إلى أن أتباع هذه الميليشيا التكفيرية “نظموا عرضا عسكريا حيث ظهروا في موكب يضم نحو خمسين سيارة مجهزة بمدافع متوسطة ومضادات للطائرات وهم يجوبون عدة مناطق في درنة وذلك في تحد سافر للسلطات الليبية والمواطنين الليبيين”.
وينظر إلى هذه المبايعة العلنية بكثير من القلق باعتبارها تؤشر إلى أن تنظيم “الدولة الاسلامية” أصبح يتمتع بفرع رسمي له خارج حدوده الجغرافية المعتادة أي العراق وبلاد الشام.
ولا تخفي السلطات الشرعية في ليبيا خشيتها من تنامي حجم هؤلاء الإرهابيين حيث توعد الجيش الليبي أول أمس بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ردا على تلك المبايعة لـ”الدولة الاسلامية”.
ووصف العقيد أحمد أبو زيد المسماري الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة لرئاسة أركان الجيش الليبي تلك المبايعة والعرض العسكري الذي نفذته الميليشيات التكفيرية في مدينة درنة بأنه عرض مستفز للجيش الوطني الليبي ولليبيين وأيضا للمجتمع الدولي.
وأضاف “نحن نتوقع أي شيء من هذه المجموعات الإرهابية وبحسب خبرتنا السياسية خلال السنوات الماضية فهم يبحثون عن راع رسمي لهم لقد شاهدنا كيف يتحولون من مثوى إلى آخر من تنظيم القاعدة إلى الجيش الإسلامي”.
وأكد في المقابل أن الجيش الليبي الذي شن غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع هؤلاء الإرهابيين ومخازن أسلحتهم سيستمر في عملياته ضدهم للقضاء عليهم.

قد يعجبك ايضا