مواطنون : محـلات بيـع اللحـوم غيـر خاضعـة للرقابـة لذلـك لا نثـق بهـا


■ إدارة المسالخ :قلة الوعي لدى المواطن بأهمية الذبح في المسالخ المركزية أهم الصعوبات التي تواجهنا

يعتبر وجود المسالخ من الضروريات والأساسيات التي تعنى بصحة المواطن وسلامته من حيث اختيار الذبائح السليمة والخالية من الأمراض .. وإن من الأهمية وجود جهات رقابية معنية تتولى مسئولية الدور المناط بها في الإشراف والرقابة والمتابعة على محال بيع اللحوم المختلفة للكشف والتحري عنها قبل وبعد الذبح وما إذا كان الذبح تقليداٍ أو عشوائيا ويصاحبه غش من قبل الكثير إلى جانب التأكد أيضاٍ من سلامة وصحة القائمين على العاملين في تلك المحال والمسالخ من حيث إجراء الفحوصات الدورية لهم وذلك جراء الخطورة التي قد تسببه الذبائح المريضة.
وفي إطار استعداد الكثيرين بزيادة الطلب على ذبح المواشي وأضاحي العيد نسعى لمعرفة إن كانت تلك الأضاحي تخضع للفحص من قبل الطبيب البيطري وهل يلتزم العاملون بالذبح وفقاٍ للاشتراطات الصحية ¿!

قمنا بالنزول الميداني للننقل اليكم الواقع التي تعاني منها مسالخنا أثنا فترة العيد وكذلك أخطأ يرتكبه الكثير من المواطنين حين يقومون بشراء الأضاحي وذبحها أمام المنازل دون إشراف البيطري والتأكد من سلامة الأضحية..
كانت البداية مع المواطن عبد الله الحاج الذي حدثنا قائلاٍ : نشتري الأضاحي كل عام واثناء ذباحتها نستعين بجزار ليقوم بذبحها في منطقة قريبة من البيت حيث نعتمد عليه في ذلك وفق السمعة الطيبة التي يتمتع بها ويضيف :أن المسالخ لا تبيع اللحم وإنما تذبح للجزارين فقط وهنا لا نعرف عن اللحم الذي نشتريه هل ذبح في المسلخ أم لا وكيف وبأي طريقة تم بها الذبح وما إذا كان المذبوح سليماٍ 100% تاركاٍ الأمر على ذمة الجزار ناهيك عن غياب الرقابة الحكومية على محلات بيع اللحوم والذي لم نعد نشاهد وجود ختم على اللحوم المعمول به تحت إشراف المختصين من البلدية والصحة وما إذا كانت صحية وتم الفحص عليها..
ويخالفه الرأي سامي المرادي الذي يقول : ” لا أثق فيما يباع في المجاز العادية من لحوم كونها لا تخضع للرقابة من الجهات المعنية حتى أن هناك كثيراٍ ممن لا ذمة لهم من بائعي اللحوم يستهلك كل المواشي ولم يرجع ذبيحة مريضة أو غير صالحة للاستخدام الآدمي حيث أنه ومن غير المعقول تكون كل الذبائح سليمة على الأقل بنسبة 1% من الذبائح وأرجع السبب إلى العمل العشوائي حيث لا يقومون بفحصها من قبل الطبيب البيطري معتبراٍ أن ما يراه في المسالخ العادية و محال بيع اللحوم عبارة عن ذبح تقليدي وعشوائي يرتكبه الكثير من أصحابها والعاملين فيها وما يزيد الأمر سوء اٍهو عدم الوعي بأهمية وجود الطبيب البيطري ومهامه التي يجب أن يقوم بها للتأكد من سلامة اللحوم .
القصور من الدولة
يونس علي قعيش – بائع لحوم في سوق الروضة – قال : إنه يجب أن يتم فحص الذبيحة من قبل المشتري عند شرائه وليس هم من يقومون بذلك وأن هناك في السوق الذي يعمل فيه طبيب بيطري ولا يتم الذبح إلا بإشرافه والفحص حتى يأمن الناس على سلامتهم وأكد من خلال حديثه أن هناك قصوراٍ من جانب الجهات المعنية في الدولة والتي لا تهتم بمتابعة سلامة اللحوم وختمها أو رصد مخالفات على من يقوم بها واتخاذ إجراءات رادعة ضدهم.
وفي تقرير نشر مؤخرا حول واقع المسالخ في اليمن بما في ذلك أمانة العاصمة والذي أوضح بعدم وجود مسالخ مركزية مناسبة وحتى إن وجد مسلخ فهو تحت مسمى (مركزي) ولا يرقى إلى مستوى المسالخ الصغيرة والعادية في دول مجاورة ولأن المسالخ في بلادنا لا تخضع لرقابة صحية سواء من حيث صحة الحيوانات المذبوحة وصلاحيتها فبعض “الجزارين ” يأتي باللحوم محملة إلى سوق اللحوم من دون أن يعلم المواطن إن كان يشتري لحماٍ مذبوحاٍ وفق الشريعة الإسلامية صحيحاٍ أم مليئاٍ بالأمراض وكذا مستوى نظافة اللحوم المباعة والأماكن التي تباع فيها كما هو حاصل في العديد من المناطق إلى جانب أن هناك جزارين أو بائعي اللحوم في الحارات يعملون بشكل فردي ولا أحد يعلم ما يذبحون أو أين وكيف¿!.. كما وصف بأن الواقع المؤلم والتعاملات العشوائية الغريبة التي تدفع المواطن للتأقلم معها على مضض لعدم وجود البديل الأفضل .
اشتراطات صحية
هناك معايير وشروط يجب الالتزام أو القيام بها من قبل العاملين في المسالخ والذبح أو الإشراف عليه يحدثنا عنها أحمد البهلولي – مدير عام فروع المسالخ في المجلس المحلي بمديرية الصافية بقولة: ” يجب أن يكون هناك إشراف كامل على المذبوحات التي يتم ذبحها في المسلخ أو غيره من المحلات قبل وبعد الذباحة لأن الذبيحة قد تصاب ببعض الأمراض المعدية مما يتوجب إعدامها جزئياٍ باستئصال المرض أو الجزء المصاب وذلك لعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي ويتم تحت فحص وإشراف الطبيب البيطري كما يجب التأكد من الاشتراطات الصحية لأدوات النظافة والمطهرات التي تستخدم بعد وأثناء الذباحة ليقوم العاملون على تنظيف ما ذبح “.
وعن مدى تواجد الأطباء البيطريين في المسالخ أو المجزرة العادية يقول البهلولي : من الضروري تواجدهم في جميع الفروع والمسالخ إلا أنهم يواجهون مضايقات تصل للتهجم وهذه الظاهرة بدأت منذ أحداث العام 2011م من الجزارين إذا بادروا بالاعتراض على أي من المذبوحات أو اللحوم كونها تحتوي على مانع للاستخدام الآدمي سواء كان مرضاٍ أو غيرهويضيف البهلولي : كما أن الجهات المعنية بالضبط لا تقوم بدورها وضبطهم وإلا لكان البيطريون متواجدين بشكل متواصل على جميع المسالخ بإشرافهم الصحي وأن هناك الكثير من المخالفات التي ترتكب من أصحاب المسالخ العادية والذين يقومون بالذباحة في المحل الخاص بهم دون إشراف أو رقابة وأضاف مدير فروع المسالخ : حين نقوم بتحرير ورفع إشعار أو محضر ضبط نصل لطريق مسدود حين يقرر وكيل النيابة بمنع الحبس أو الحجز مع العلم بأنه لا يوجد لديهم ترخيص بالذبح في المحل أو ترخيص مزاولة مهنة وقال :لكن البعض يشكك بعملنا وأنه غير شرعي وأننا لسنا من المحسوبين على الدولة في حين نحن جهة إشرافية لخدمة المواطنين .
قلة وعي
وأردف البهلولي بقوله : إن من أبرز الصعوبات التي تعترضهم هو قلة وعي المواطنين بأهمية المسالخ ورفض الكثيرين الذبح في المسالخ المركزية واعتمادهم على جزارين من الأسواق التي اعتادوا شراء اللحوم منها كما يرفضون إخضاع الحيوانات التي يذبحونها للكشف الصحي كون أن هناك الكثير من الذبائح لا تخضع للفحص ومخالفة للاشتراطات الصحية والذين يهاجمون فيها الطبيب البيطري بالإهانات وأحيانا الاعتداء عليه من قبل بائعي اللحوم المخالفين كما لا نجد ضبطاٍ من الحكومة لهؤلاء.
وعن مدى الالتزام بوضع الختم على اللحوم الذي يؤكد صحتها يقول: إنهم لا يستخدموه إلا في (المسلخ المركزي) وأما المحلات العادية فلا يتم العمل به وذلك للأسباب عديدة منها رفض الكثير من المواطنين وأصحاب المحلات لذلك .
سلامة الذبيحة
ويوافقه الرأي كمال الحزمي–مشرف قسم اللحوم في المؤسسة الاقتصادية الذي أضاف : بأن هناك اشتراطات صحية مشددة يجب أن تتوفر في الذبيحة أو الماشية للتأكد من سلامتها من حيث الشكل الخارجي وهناك دكاترة بيطريون يشرفون على سلامة الذبيحة قبل وبعد الذبح وأنه في حال أثبت تقرير الدكتور البيطري أن اللحوم مصابة أو غير صالحة للاستخدام الآدمي فيتم فوراٍ إعدامه وإتلافه في المسلخ وختم حديثه بأن هناك مواطنين على ثقة بما تقدمه محلاتنا من لحوم ذات جودة وهو ما ينعكس على ما يشترونه ويتذوقونه مقارنة بالغير .

قد يعجبك ايضا