
تحقيق / أمين الجرموزي –
تعتبر الأعياد الدينية عيد الفطر وعيد الأضحى بالنسبة لبعض التجار والباعة المتجولين غنيمة السنة والتي يسعون من خلالها إلى جني الكثير من الأرباح من خلال بيع العديد من المواد والمنتجات المقلدة وقريبة الانتهاء , وتشهد الأسواق الشعبية حالياٍ مع حلول عيد الأضحى المبارك تكدس الكثير من الأصناف والعينات من السلع والمواد البلاستيكية والمنتجات وبالذات العطور المقلدة والزائفة والتي تنتشر في الأسواق بكثرة نظراٍ لرخص ثمنها والذي يصل سعر العلبة الواحد إلى 500 ريال وأيضاٍ تقليدها لماركات عالمية غالية الثمن , مما دفع الكثير من المواطنين لشرائها والتهافت عليها .
وتعتبر هذه العطورات المقلدة سماٍ قاتلاٍ بالغ الخطورة على الإنسان كونها تحتوي على العديد من المواد الضارة بنسبة 90% من تركيبها ومن هذه المواد مادة الكحول الميثلي أو الميثانول والتي ثبتت الدراسات والأبحاث أنها تستخدم في الوقود والمبيدات الزراعية وهي سبب رئيسي للعديد من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي كالربو وضيق التنفس وفقدان التركيز وتؤدي أيضا إلى أمراض جلدية منها سرطان الجلد . “الثورة ” بحثت في صلب الموضوع وخرجت بالحصيلة التالية :
يذكر رياض المسوري أحد بائعي العطور على العربيات في شارع باب اليمن – أحد الأسواق الشعبية التي تمتلئ بالبضائع الرخيصة الثمن – أن التجارة في مجال العطور الرخيصة أصبحت منتشرة في الاسواق والسبب الإقبال الكثيف من قبل المواطنين عليها كونها رخيصة وتلبي طلباتهم وخصوصاٍ مع فترة عيد الأضحى والذي يتسابق الكثير من العمال وأصحاب الفرشات على الطريق والعربيات بعرض العديد من الماركات المقلدة وبأسعار رخيصة ومغرية تصل إلى 500 ريال للعلبة الواحدة .
إقبال عجيب!!
ويستغرب المسوري تدافع البعض من المواطنين على شراء هذه العطور مع علمهم المسبق بأضرارها التي يمكن أن تصيب الشخص جراء الاستنشاق المستمر لهذه العطور وحين يبادر بسؤالهم لماذا ¿ يردون عليه بأن الوضع المادي لا يسمح لهم القيام بشراء العطور ذات الماركات العالية وذلك لغلاء ثمنها والتي تصل حد الجنون حد قولهم , مضيفاٍ أن قيمة الماركات الأصلية مرتفعة جداٍ وتحافظ على أسعارها لفترة طويلة وتصل أسعار بعض الماركات من 10 آلاف إلى 20 ألف ريال وتزداد القيمة إلى أكثر من ذلك على حسب الماركة المصنعة للعطر وحجم إعلاناتها وتسويقها في الشرق الأوسط .
أضرار عديدة
يقول خبراء وأخصائيون إن العطور الصناعية المقلدة تختلف عن العطور الأصلية و الطبيعية حيث إن المكونات الأساسية للعطر ثلاث مواد هي روح العطر والماء المقطر والكحول وبالنسبة للكحول فهو نوعين كحول المثيلي والكحول الأثيلي ويعد الكحول الأثيلي هو النوع الأكثر استخداما في العطور ولذلك يكون سعره غالي الثمن ويستخدم في صناعة العطور ذات الجودة العالية ,وأما العطور المقلدة فيستخدم معها الكحول المثيلي والذي يؤثر على صحة الإنسان كونه يصنع من العديد من المركبات الكيميائية بنسبة 95 % وهذه المركبات لا تخضع لأنظمة أو قيود الشركات العالمية المصنعة , وتتسبب المخاطر الناتجة من استنشاق العطور الصناعية في إحداث اضطرابات في الجهاز العصبي ودوار وغثيان ونعاس وتهيج في الفم والحنجرة والعينين والجلد والرئتين والمعدة وفشل في الجهاز التنفسي.
تحذيرات
وحذر الخبراء وأخصائيو أبحاث النباتات الطبية من خطورة المواد التي تنبعث مع العطور التي يستنشقها الإنسان , وأن أثرها يظهر لاحقا في المستقبل بعد تراكم تلك المواد في جسد الانسان عن طريق الدم والجلد, مضيفين أنه تم تصنيف خطورة تلك العطور في العالم بمرتبة خطورة دخان السجائر في أضرارها لا سيما الأشخاص المحيطون بها وخاصة فئة الأطفال كونهم أكثر عرضة من الكبار لأنهم يتميزون بارتفاع معدلات تنفسهم ورقة بشرتهم وعدم قدرتهم على التحمل . ودعو
الآباء والأمهات إلى عدم استعمال تلك العطور التي تتسبب بتسمم الهواء الذي يتنفسه أطفالهم وأن كثرة تعرضهم لها قد يجعلهم يعانون من صعوبة في التركيز أثناء التعليم وتخلف في النمو ونوبات مرضية مستعصية .
غش عبر الانترنت
ومن الملاحظ في الفترة الاخيرة تطور تجارة العطور المقلدة والمزيفة ودخولها مجال التسويق عبر الانترنت مما أفسح المجال أمام تكاثر التجار في هذا الجانب , ويرى أحمد عثمان أحد هواة العطور وصاحب محل انترنت أنه لاحظ في السنوات الأخيرة من خلال تصفحه للعديد من مواقع البيع والشراء الإلكترونية كثرة الاعلانات عن العطور المركبة والمقلدة وانتشارها والتنافس بين البائعين لها بأثمان بخسة تغري الكثير من التجار والزبائن على شرائها , مضيفاٍ: إن تركيبات تلك العطور تحتوي على مواد مجهولة إضافة لاحتوائها على الميثانول بدلاٍ من الايثانول ويعرف الكحول الميثلي أو الميثانول بأنه سائل عديم اللون ذو رائحة نفاذة ويستخدمه مركبو العطور كمذيب بسبب رخص ثمنه ويعتبر مادة سامة تستخدم في الوقود والمبيدات ولها تأثير بالغ الخطورة على صحة الانسان وهي سبب للكثير من الأمراض منها سرطان الجلد وأمراض الجهاز التنفسي كالربو وبعض الأمراض الجلدية,مؤكداٍ أن خطرها يكمن في كون تأثير تلك المواد لا يظهر إلا بمرور الوقت وأن الدول المتقدمة تحظر استعمالها ويقتصر استخدامها فقط في بعض المنتجات الكيميائية والبتروكيميائية بعكس الدول العربية التي تمتلئ أسواقها بالعطور المقلدة والمركبة من تلك المواد السامة الخطيرة ومنها بلدنا اليمن والذي اصبح مؤخراٍ مأوى للكثير من البضائع المزيفة والمقلدة والمغشوشة .
ودعا عثمان المواطنين وبالأخص البسطاء من الناس إلى الابتعاد عن تلك العطور المغشوشة وأن لا يقعون ضحية سهلة لجلب الأمراض إليهم وإلى عائلاتهم حرصا على صحة الجميع في تجنب الأمراض المصاحبة للتعرض لمثل هذه العطورات الزائفة .
