ارتفاع الأسعار يبدد أفراح أبناء إب بعيد الأضحى.. ويضاعف من معاناتهم



* مواطنون:المؤسسة الاقتصادية والجهات الرقابية بالمحافظة لم تكبح جماح جشع التجار..

لا تكاد تسأل أرباب الأسر المعدمة بمحافظة إب عن أجواء عيد الأضحى المبارك وما سبقها من استعدادات حتى تشعر بأنك قد جنحت باتجاه استفزازهم وإثارة حنقهم عليك. حنقاٍ من الواقع ومن الظروف ومن التجار الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة!!
أسواق تعج بالملابس على مختلف أنواعها وجيوب بطاقة لا تستطيع أن تواجه أعباء ومتطلبات العيد.. تلوك الحسرة وتمضغ مرارة الشعور بخيبة الأمل التي تصيب أبناءهم أين هي الدولة سؤالهم دائماٍ¿ ولماذا لا توفر للفقراء خيارات تتيح لهم الوقوف على حاجتهم من العيد ولو في حدودها الدنيا¿ أسئلة كثيرة تجدونها في ثنايا الاستطلاع التالي:

لتكن البداية مع المواطن فاروق هادي الخولاني حيث قال: يْكابد المواطن اليمني العادي شظف الحياة وبؤسها طوال العام ليوفر ما يحتاجه وأسرته من متطلبات العيش الكريم ولكنه في مواسم الفرحة يجد نفسه غير قادرُ على رسم البسمة على وجوه أسرتهº لما يكلفه ذلك من المال المعدوم من يده فتجده يتمنى عدم قدوم أيام الأعياد أو عدم وجوده بين أسرته وأولاده في تلك الأيام التي يسعد فيها الناس ولعل رحى الأسعار وتتابع ارتفاعها هو الذي يطحن سعادة المواطن العادي ويحمله هماٍ إلى همه ويزيده شقاوة وسخطا على من حوله .
ضعف الرقابة
ويضيف: ولعل ارتفاع وغلاء أسعار الاحتياجات الاستهلاكية للمواطن قد تأثرت بعدد من الأمور كارتفاع أسعار المشتقات النفطية وما صاحبها من موجة عنف وتعطيل لمصالح الناس العامة والخاصة وبالرغم من تراجع سعر المشتقات النفطية إلا أن الأسعار لم تتراجع وهذا ملاحظ من قبل فأي شيء ارتفع سعره لا يمكن تراجعه بسبب ضعف الرقابة من الجهات المختصة إضافة إلى غياب الرقابة على ما يباع في الأسواق وجهل المواطن بقيمة ما يشتريه لعدم وجود قائمة بأسعار المبيعات معتمدة من الغرفة التجاريةº وكذا غياب دور المؤسسة الاقتصادية في توفير المتطلبات والاحتياجات للمواطن وبأسعار مناسبة.
واختتم بالقول: إن من أهم ما يزيل فرحة عيد الأضحى من قلوب كثير من الأسر غياب المال من أيديهم لشراء ما يحتاجونه من أضاحي وملابس واحتياجات ضرورية ليوم عيدهم وأيام التشريق ويمكن تدارك هذا بالرقابة التامة على أسعار الأضاحي وتوفير اللحوم في المؤسسة الاقتصادية للمعوزين خاصة بسعر رمزي ويدعم هذا التوجه من المجلس المحلي لتخفيف عناء المواطن العادي كما يجب تعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي والتراحم بين الأغنياء والفقراء ولو أن كل غني تكفل بأسرتين فقيرتين لما وجد محروم من فرحة العيد..
ارتفاع الأسعار
أما الأخ عارف العامري فيقول :
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا … تنطبق هذا البيت الشعري على الوضع الراهن خصوصاٍ حين نتذكر الماضي و نصطف جميعا في وجه الغلاء الفاحش وما يصاحبه من أزمات سياسية واقتصادية ومشاكل متعددة تشهدها البلاد وعند عجز الدولة عن مواجهة المشاكل خصوصاٍ الاقتصادية منها بادرت إلى رفع أسعار المشتقات النفطية التي أسهمت في رفع أسعار احتياجات المواطن الضرورية في حين يتراجع مستوى دخل الفرد فالراتب البسيط لا يلبي احتياجات الموظف العادي في ظل ارتفاع الأسعار والغلاء المعيشي.
وأضاف نستقبل عيد الأضحى المبارك وما يصاحبه من احتياجات ومتطلبات من أضاحي وملبوسات ونفقات عيديه وزيارات وغيرها بخوف وحسرة ونحن من أصحاب الدخل المحدود فما بالك بالمواطن البسيط والعادي الذي ليس له دخل سوى جهده وبعضهم يفتقر إلى لقمة العيش بالإضافة إلى الأسر المعدمة أو من لا عائل لها كالأيتام والأرامل وغيرهم فكيف لنا أن نستقبل العيد و نبتسم ونحن في حالة يرثى لها..فالعيد يأتي باسمه فقط ورغم ان العيد شعيرة سماوية إلا أن غلاء الأضحية والملابس والاحتياجات والأوضاع المتردية غيبت عنا فرحة العيد والحنين إلى أجوائه الفرائحية التي كنا نعيشها وعموما نلاحظ عزوف العديد من الأسر هذا العام عن شراء ملابس العيد لأطفالهم لظروفهم الاقتصادية الصعبة من ناحية ونتيجة للأحداث السياسية وما نتج عنها من سقوط ضحايا الفترة الأخيرة وإغلاق وتدهور محلات بيع ألعاب والأطفال أتمنى أن لا ننسى الفقراء والمحتاجين بهذه المناسبة وان نسهم في إدخال الفرحة عليهم .
-ومن جانبه تحدث الأخ عبدالله الحجافي بالقول:
يستقبل المواطنون عيد الأضحى المبارك لهذا العام بعد أن سْدت في وجهه كثير من نوافذ الفرحة والسرور التي كانت المتنفس له في كل عام خصوصا البيوت التي لا يزورها الخروف إلا في السنة مرة حديث المواطن الذي يسبق عيد الأضحى بأيام قليلة عن الغلاء الفاحش في أسعار المواشي والملابس واحتياجات العيد لا يختلف كثيراٍ عن الهم الذي لازم الناس تجاه متطلبات عيد الفطر المبارك فترتان متقاربتان لا يفصل بينهما غير شهرين فقط لا تسمح للمواطن في إب في هذا الوقت العصيب والظرف المحدقة بالوطن وقاطنيه أن يسترد أنفاسه من جديد. مشهد الحزن والغبن والأسى الذي رأيناه في شهر رمضان الفائت لطفل يقول لأمه بعد منتصف ليلة من ليالي الشهر الكريم: متى سنفطر يا أمي ¿ فترد عليه عندما نسمع صوت أذان المغرب… سيتكرر هذا المشهد في هذا العيد ولكن بصورة أخرى.
فقر مدقع
الأخ بندر العنسي إعلامي يقول:
لم يعد المواطن بمحافظة إب يشعر بفرحه العيد مثلما كان بالسابق لا لشيء وإنما نتيجة للأوضاع الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها الوطن والمواطن على حد سوى والتي جعلت الكثير من الأسر لا تستطيع شراء أضحية العيد وكذلك شراء الملابس لأطفالها ناهيك عن أن هذه الظروف جعلت المواطن بعيدا جدا عن صلة أرحامه وزيارة أقاربه وأصدقائه وعموماٍ رغم الملاحظ في الفترة الأخير زيادة الأسواق والمولات والمراكز التجارية الكبيرة لبيع الملابس ومستلزمات الأسرة في عاصمة المحافظة غير أننا نلاحظ عزوف المواطنين عنها وفي حال وجد هناك من يقوم بالتسوق فانه يقوم بشراء الملابس ذات الماركات المقلدة رخيصة الثمن نتيجة عدم قدرة الكثير على شراء تلك الماركات غالية الثمن وفيما يخص الأضاحي فاني أتذكر انه قبل 10 سنوات كان يتم شراء أضاحي العيد في القرى الريفية قبل حلول العيد بشهر أو أكثر ويقوم المواطنون بالاهتمام بها حتى يتم ذبحها في أول أيام العيد وهذا يدل على أن الناس كانت ظروفهم المعيشية جيدة وبالتالي كانت الفرحة موجودة دائما وتلاحظ استعداد الناس وحفاوتهم بالعيد وفرحته بعكس هذه الأيام التي نستقبل قدوم العيد ببؤس حينما نتذكر متطلبات العيد واحتياجاته في الوقت الذي لا نملك فيه المال الكافي لتغطية النفقات .
تدهور الوضع الاقتصادي
أما الأخت غناء الحميري رئيسة جمعية الطموح للمعاقين ذهنيا.. تقول:
يمكن القول بان المقولة المعروفة (العيد عيد العافية) أضحت شعاراٍ لاستقبال العيد عند الكثيرين من أبناء المجتمع ومما لا شك فيه أن الجميع يتشوق لأفراح وبهجة العيد ويتطلع إلى توفير كل أساسيات وكماليات حياته ولعل الحديث عن استقبال العيد لهذا العام في بلادنا يبدو أكثر لغطاٍ ويبعث على الإحباط لان الوضع المعيشي وغلاء الأسعار يفتك بالأحلام ويبدد الفرحة لدى كثير من الأسر الفقيرة التي يزداد فقرها وفاقتها تزامنا مع تدهور الوضع الاقتصادي بالبلد العيد في اليمن تحضره السعادة والفرحة رغم الفاقة والظروف ونصنع من القليل فرحه لا تضاهى وسعادة يعيشها الكبار والصغار ما يجب التأكيد عليه هو أن هذا العيد يطغى عليه الجانب الديني والحرص على الالتزام بالشعائر الدينية والتراحم والمبادرات الطوعية والمشاريع الخيرية التي تسهم في تخفيف جزء من هموم واحتياجات الأسر الفقيرة لقد أصبح من الواجب على الحكومة تحمل مسئوليتها حيال إيجاد الحلول الممكنة للإصلاحات الاقتصادية الجادة للحد من زيادة معدل الفقر..وما الحظه عزوف وتراجع عدد من الأسر عن شراء الملابس في هذا العيد لظروفهم المعيشية الصعبة.. وأصبح من أولوياتهم توفير أضحية العيد قبل أي احتياجات أخرى .وفي الختام أدعو الله أن يحفظ اليمن وأهله فالعيد لا يطيب إلا بوطن امن مستقر معافى .
استغلال المناسبة
وفي ذات السياق تحدث الأخ/ حاميم الرفاعي قائلاٍ: إن الأيام التي سبقت أيام عيد الأضحى المبارك لم تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين لشراء احتياجات ومتطلبات العيد كما كان معهوداٍ في الأعوام الماضية وهذا الشيء متوقع نظراٍ للوضع المعيشي والأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلد ما أدى إلى زيادة نسبة الفقر وارتفاع نسبة البطالة والكثير من الناس لم يتمكن من شراء احتياجاته إما لأنه لازال ينتظر الراتب أو الأجور بالنسبة للموظفين والبعض ينتظر فرصة تخفيض الأسعار كما يزعم البعض وما لا حظناه قبل قدوم العيد هو ارتفاع أسعار الأضاحي بشكل كبير واستغلال الفرصة من قبل تجار المواشي كونها فرصتهم الوحيدة طوال السنة حيث أن موسم عيد الأضحى فرصة سانحة لذلك لن تتكرر إلا بعد مرور عام كامل حتى تأتي هذه المناسبة التي سيتجرع فيها الكثير المرارة من أجل شراء أضحية للعيد .
دخل محدود
الأخ /علي محمد العديني يقول:
رغم علم ويقين جميع موظفي الدولة بأن الراتب لم يعد يكفي لتوفير احتياجات ثلث الشهر فإن أحلامهم التي يطمئنون بها نفوسهم هي الوحيدة تبقي لهم الآمال منتعشة في قلوبهم فهم يرون أن الأحوال ستتغير ويكون الراتب في يوم ما كافيا لحياة مستقرة لهم ولأسرهم ..فانا منذ دخول شهر ذي الحجة وأنا افكرفي كيفية الحصول على أضحية العيد لأسرتي ولم أتوصل حتى الآن إلى حل لهذه المشكلة لان دخلي محدود ولا يفي بالمتطلبات الأساسية وإذا لم أتوصل إلى حل لموضوع الأضحية ربما الجأ للحصول على أضحية بشرائها من المؤسسة عن طريق قروض يتم استقطاعها من رواتبي بفوائد.
ويرجع ذلك إلى صعوبة الوضع المعيشي للمواطن اليمني “مرتب الموظف محدود ولا يكاد يفي بالاحتياجات الأساسية في الأيام العادية فكيف في مثل هذه المناسبات الدينية واستفسر كيف الحال بمن ليس لديه راتب” أما بالنسبه لأسعار الأضحية فذلك ناتج عن غياب الرقابة تخيل بان الضحية المستوردة تصل إلى أكثر من 40 ألف ريال..

قد يعجبك ايضا