الإجرام الصهيوني يسعى لإبادة أكثر من مليوني شخص على أرض غزة الصامدة الصابرة بعد أن ضمن دعم وإسناد صهاينة العرب والغرب؛ الأبرياء يتساقطون بالآلاف بسبب الحصار الخانق ومنع دخول المساعدات الغذائية والدوائية والقتل المتعمد لكل من يذهب لاستلام المساعدات .
العالم شرقا وغربا تحرك يستنكر جرائم الإبادة الجماعية من خلال التجويع المتعمد ومنع دخول المساعدات والإبادة باستخدام القنابل والصواريخ والاقتحامات وتفجير المنازل والقنص لكل شيء حي على أرض غزة.
ملوك وزعماء ورؤساء الأمتين العربية والإسلامية لم يستنكروا كعادتهم تلك الجرائم ولم يستطيعوا إرسال المعونات لإنقاذ الأرواح البريئة التي يستأسد عليها الإجرام والإرهاب العالمي؛ بل وصل الحال بمعظمهم إلى مساعدة الإجرام من أجل القضاء على أهم غزة وإبادتهم.
اليمن ومحور المقاومة رفضوا كل الإغراءات من أجل الوقوف في صفوف المجرمين واختاروا الدعم والإسناد المباشر للمستضعفين وأعلنت اليمن منع كل السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال وأرسلت الصواريخ والمُسيّرات إلى قلب الكيان في الأراضي المحتلة حتى يتم إيقاف حرب الإبادة الإجرامية وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية الغذائية والدوائية.
مجموعة لاهاي غادرت مربعات الخوف والخذلان واتخذت خطوات أكثر فعالية من الأنظمة العربية والإسلامية وأقرت عقوبات على كيان الاحتلال ووضعت حدا لإفلاته من العقاب، حدث هذا في المؤتمر الذي نظمته كولومبيا ومن إجمالي ثلاثين دولة، لم تشارك سوى ثلاث دول عربية هي (العراق وليبيا وسلطنة عمان ) وخرج المؤتمر بالقرارات الآتية:-
1-وقف تصدير الأسلحة ومنع مرور السفن المحملة بها من موانئها المتجهة إلى كيان الاحتلال.
2-مراجعه الصفقات لمنع أي دعم مالي أو مؤسسي للاحتلال.
3-تسهيل التحقيقات الدولية في الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في أرض فلسطين.
في مقابل ذلك تشير الأخبار إلى أن هناك أكثر من 47 شركة عربية من مصر والمغرب والإمارات والأردن، وهذا ما ظهر، تزود كيان الاحتلال بكل ما يحتاجه من المواد الغذائية، بالإضافة إلى الأسلحة التي تأتي من القواعد الأمريكية فيها.
تحالف الإجرام يراهن على إبادة أكثر من مليوني إنسان، هذه المرة من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية والدوائية، بعد أن فشلت كل الجرائم في فرض شروطه وبعد أن استنفد كل الوسائل في التدمير ولم يبق شيء يمكن أن يلحقه التدمير، فقد حوّل الكيان المجرم وداعموه غزه إلى مستنقع للموت دمروا كل وسائل ومقومات الحياة ودمروا كل المرافق والخدمات .
حليب الأطفال ممنوع ومحظور وذلك حسب تصريح د.جيمس سميث بريطاني الجنسية (بهدف إبادة الأطفال حديثي الولادة في سياسة متعمدة تنتهجها إسرائيل لقتلهم ببطء في إبادة واضحة ضد شعب كامل).
سلموا المساعدات الإنسانية للمخابرات الأمريكية والصهيونية، كما سلموا الأمن بعد احتلالهم العراق إلى شركة بلاك ووتر التي قتلت واغتصبت وحملت الإجرام الأمريكي ولكن هذه المرة سلموها (الأعمال الإنسانية) وحاربوا كل المؤسسات الأممية التابعة للأمم المتحدة وهو أسلوب لا يقل إجراما عن إلقاء القنابل والصواريخ على بقايا أطلال المنازل والخيام المهدمة التي يأوي إليها الناجون من الموت .
عضو البرلمان الأوروبي الإسبانية ايرين مونيتيرو صرحت قائلة (كيان الاحتلال يستخدم نقاط التوزيع فخاخا يحرسها الجيش الإسرائيلي وشركات أمن خاصة يستغلون التجمعات لإطلاق النار على المدنيين حتى بالدبابات في عملية مدروسة بعناية ؛يستخدمون فيها المساعدات سلاح حرب لتهجير السكان وجعل حياتهم غير قابلة للعيش)، وهو الأمر ذاته الذي أكدت عليه المحامية الايرلندية في مرافعتها أمام محكمه العدل الدولية بليني غرلاي بقولها (تسعى إسرائيل لتدمير الفلسطينيين كمجموعة من خلال فرض ظروف معيشية معدة تؤدي إلى فنائهم، تستولي على مزيد من الأراضي وتحول غزه إلى أراضٍ قاحلة غير صالحة للسكن).
أحرار العالم من الرؤساء والزعماء والملوك قالوا: لا المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية سماحه السيد على خامنئي حمل المسؤولية كل الحكومات الإسلامية وقال إن العار الأبدي سيبقى وصمة عار عليها إن هي قدمت الدعم لكيان الاحتلال بأي نحو وبأي ذريعة أو منعت تقديم العون لفلسطين .
الرئيس التشيلي غابريل يوريك، قطع كل العلاقات مع كيان الاحتلال وأكد أن ذلك نتيجة ارتكابه جرائم الإبادة والتطهير العرقي وارتكاب جرائم الإبادة من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية والدوائية مما سيؤدي إلى إبادة الآلاف بسب المجاعة الممنهجة والمتعمدة مجرمي وقال “إن من يقومون بارتكاب تلك الجرائم ومن يغضون الطرف عن ذلك يعتبرون مجرمي حرب ستحاسبهم الإنسانية بطريقة أو بأخرى” .
ملك بلجيكا قال: إن ما يجري في غزة عار على البشرية ودعا إلى وقف فوري للكارثة الإنسانية.
من المبرارات التي تحدث عنها الإعلام المتصهين الداعم للإجرام أن المقاومة تستولي على المساعدات وسرقتها، لكن مديرة برنامج الأغذية العالمية التابعة للأمم المتحدة سيندي ماكين نفت كل الأكاذيب الصهيونية وحذرت من تفاقم الكارثة الإنسانية، مما سيؤدي إلى موت الآلاف من المواطنين .
كاثرين راسل- المديرة التنفيذية لليونيسف اشتكت من الحرب الإجرامية التي تتعرض لها وكالات الأمم المتحدة في فلسطين من قبل الإجرام الصهيوني ودعت إلى إنقاذ أطفال غزة قبل أن يموتوا جوعا في إبادة جماعية ممنهجة ومتعمدة.
الحصار الإجرامي ومنع دخول المساعدات يتم بدعم ومشاركة دول الطوق العربي، فمصر أغلقت معبر رفح وسمحت لكيان الاحتلال بالسيطرة عليه وقصفه أكثر من مرة واشترطت نزع سلاح المقاومة كما صرح وزير إسرائيلي، كان بإمكانها فتحه في اتجاه واحد لإدخال المساعدات الإنسانية والدوائية، لكنها لا تريد؛ كما فعلت الأردن حين فتحت مجالها الجوي للطائرات والصواريخ الصهيونية لعبور أجوائها لتصل إلى كل مكان، لكنها منعتها من الوصول إلى الكيان .
شحنات الأسلحة لم تتوقف عن الوصول إلى كيان الاحتلال، سواء عبر السفن السعودية أو الطائرات الإماراتية وحتى البوارج المصرية ترافقها إلى الموانئ الصهيونية، العالم الإجرامي يريد القضاء على غزة ويقدم كل الدعم المادي والمعنوي وحتى الإعلامي، بريطانيا العظمى لاحقت منظمة سلمية تدعم فلسطين وصنفتها بأنها منظمة إرهابية وحاربت فرقة فنية نادت بالموت للجيش الإجرامي والإرهابي الصهيوني وسجنت المتظاهرين لدعم فلسطين وأدخلتهم السجون وأمريكا أيضا ومعظم الدول الغربية وقادة الانظمة والعربية المتصهينة الذين سبقوهم بكثير، فقد أبادوا المعارضين وزجوا بهم في السجون وسلموا مقاليد السلطة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى العملاء والخونة والداعمين للإجرام الصهيوني .
الخذلان والتآمر أديا إلى سقوط الآلاف من الشهداء الأبرياء ومازالت الأرقام في تصاعد ولن ينجو من الآثم وسوء العاقبة إلا من فعل ما بوسعه ويكفي أن يحمَّل ناطق المقاومة الأمة المسؤولية (أنتم خصومنا أمام الله عز وجل، خصوم كل طفل يتيم وامرأة ثكلى وكل نازح ومشرد ومكلوم وجريح ومجوع ؛رقاب الأمة مثقلة بدماء هؤلاء المسلمين الذين خذلوا بسبب صمت الأمة فالإجرام الصهيوني لم يكن ليرتكب هذه الإبادة على مسمع ومرأي الأمة إلا انه قد أمن العقوبة وضمن الصمت واشترى الخذلان؛ ولا يعض أحد ولا استثناء من المسؤولية عن تلك الدماء التي نزفت ومازالت ولذلك لا بد من التحرك كل بحسب قدرته وتأثيره).
غزة اليوم والأمة كلها تتفرج وكأن الأمة لم تتعلم من دروس التاريخ شيئاً، فعندما هاجم التتار العواصم الإسلامية كانت الأمة تتفرج حتى وصلوا إليها والى عاصمة الخلافة ومثلما حدث في مواجهة الحملات الصليبية اليوم يتكرر الأمر مع التحالف الصهيوني الصليبي والفرجة مازالت هي الأمر والحقيقة المفروضة.