الاحتراف الشكلي

أحمد الظامري

منذ أكثر من خمسة أعوام تقريبا انتقدت هرولة اتحاد الكرة نحو الاحتراف (الشكلي) الذي طال أجزاء محدودة من منظومة كرة القدم اليمنية ولم تطل كل مفاصلها بما فيها الإدارة أهم ركن أساسي في هذه المنظومة وكتبت في صحيفة الرياضة من خلال عمودي الأسبوعي كل أحد أن الاحتراف الحقيقي يبدأ من مبنى الجراف وليس من عقود اللاعبين التي تضخمت حتى وصلت لإفلاس كثير من الفرق منها أندية اليرموك وحسان وأهلي تعز واتحاد إب والبقية ستأتي.
أي عاقل يمكن أن يعقد مقارنة بين مداخيل الأندية من وزارة الشباب والرياضة وبين ما تنفقه على عقود اللاعبين والمدربين يمكنه إدراك استحالة استمرار هذه الأندية في الإنفاق على عقود اللاعبين والمدربين ما لم تتغير كثيرا من الأنظمة والقوانين بخصوص خصخصة الفرق للمؤسسات الوطنية العملاقة أو وضع (كوابح) لعقود اللاعبين بما يتناسب مع مداخيل هذه الفرق أو على الأقل وضع آلية لانتقال اللاعبين تضمن للفرق الصغيرة بالحفاظ على لاعبيها ولعل نادي حسان نموذج حي لوضع ناد أفرغه الاحتراف الوهمي من كل مواهبه.
بالأمس القريب قرع أكثر من نادي (جرس) الإنذار لوزارة الشباب واتحاد الكرة من خلال تلويحه بالانسحاب من دوري الأولى الذي صعد إليه بعد رحلة طويلة من الكفاح والعرق بسبب المال وقبله فتح أهلي تعز باب التبرع لدعم ميزانيته ومنذ ساعات من كتابة هذا المقال هاتفني أحد جماهير اتحاد إب للتحذير من ما وصل إليه الأتي الذي نافس على مقدمة الدوري في الموسم الماضي لكنه لم يتمكن هذا الموسم من دفع مرتبات مدربه إذا المشكلة أكبر من أن تحل بتبرع أحد الداعمين لنادي كما يفعل مشكورا احمد العيسي أو علي جلب أو عدنان الكاف أو شوقي هائل أو يحيى صالح.
في تصوري الشخصي أن هناك حالة ملحة لعقد اجتماع طارئ وسريع بين أندية الأولى والثانية ووزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة وأهل الشأن للبحث في الطرق المناسبة للخروج من هذه المشكلة التي تهدد مستقبل الكرة اليمنية.. ومن وجهة نظري المتواضعة أن اتحاد الكرة معني بالتحضير لعقد مثل هذا الاجتماع على اعتبار أن الحفاظ على الكرة اليمنية من صلب أعمال أي اتحاد محلي.
أعتقد أن الوقت يبدو مناسبا للغاية لعقد مثل هذا الاجتماع خلال توقف الدوري ما بين مرحلة الذهاب والإياب لحل كثير من الصعوبات والعراقيل التي تعترض الأندية وتصحيح مسار الاحتراف الذي اخترعه اتحاد الكرة لكنه ليس بمقاس كرتنا اليمنية أو واقعها.
أرى من الضرورة بمكان إعادة النظر بأسعار اللاعبين ووضع سقف أدنى وأعلى لهم وإعادة النظر في مسألة تواجد التسويق في الأندية وما دون ذلك سنجد أن الدوري سيشهد تراجعا كبيرا من موسم لآخر وان أندية عريقة سوف تذهب إلى غياهب النسيان ولنا في حسان وأهلي تعز عبرة لمن لا يعتبر.
…………………………
عدنان الكاف وعارف المنصوب وعلي جلب أسماء في كرة القدم اليمنية تستحق التكريم أما لماذا¿¿ لأنهم يدعمون الرياضة اليمنية من دون أن يكون لهم صفة رسمية في أي نادي أو اتحاد رياضي ويقدمون للشباب ما لم يقدمه اتحاد أو نادي انه العشق للعطاء من دون انتظار أي مقابل أو ثناء من احد.

قد يعجبك ايضا