
تعودنا أن نرى الجميل والرائع في عالم كرة القدم قادما من هناك .. من الجنوب .. وتحديدا من محافظة أبين التي تعتبر منجم الذهب وتصدير نجوم الساحرة المستديرة .. فمحافظة أبين تنثر عبيرها الكروي الدائم بلاعبين من طينة الكبار .. وتؤكد دائما أنها المحافظة الولادة التي لم ولن تتوقف عن إنجاب النجوم.
وتأكيدا على ذلك .. فقد انجبت فارسا جديدا ليقود رياضتها في دوري أندية الدرجة الأولى .. واوجدت فريق فحمان أبين ليكون خير خلف لخير سلف “حسان” .. وبوجود فحمان ردت أبين اعتبارها في دوري الأضواء بعد ان غابت لسنوات عقب تهاون فريق حسان وسقوطه الغريب.
جدارة واستحقاق
خمس جولات قطعها فارس أبين الجديد بكل جدارة واستحقاق في الدوري حتى الآن .. حقق فيها الجميل .. ورسم كل ما يريد .. وأخرس ألسنة المنتقدين .. الذين قالوا انه سيكون (نقطة عبور) لجميع الفرق .. وان مرماه سيكون ( الأثقل ) استقبالا للأهداف وأول العائدين لدوري اندية الدرجة الثانية .
لكن نجوم أبين حققوا سبع نقاط واحتلوا المركز الخامس في سلم الدوري من فوزين وتعادل وخسارتين بنتيجة معقولة .. حيث فجر مفاجأة أولى وفاز على فريق اليرموك حامل لقب الموسم قبل الماضي بهدف وحيد على ملعب المريسي في صنعاء ومن ثم خسر امام شباب الجيل في عدن بهدف وحيد وتعادل مع الهلال في الحديدة بهدف لمثله واكتسح بعده اتحاد إب بثلاثية نظيفة في عدن وخسر لقائه الأخير بهدف وحيد أمام فريق شعب حضرموت في ملعب بارادم بالمكلا.
الاختبار الحقيقي
بعد مضي الخمس الجولات .. أصبح فريق فحمان مطالبا بحصد مزيد من النقاط ومواصلة نهجه في الدوري بخطى ثابتة لكن الجولات القادمة ستكون اكثر سخونة من سابقاتها وستشهد انتفاضة العديد من الفرق الأمر الذي يحتم على (نجوم أبين) المقاتلة بشراسة أكثر وتأكيد أن تميزه في الجولات الأولى لم يكن محظ صدفة وانه قادر على البقاء في الدوري العام لموسم آخر .. ففريق فحمان تميز بحماس وإصرار لاعبيه لكن 26 جولة في الدوري لا يكفيها الاصرار والحماس وإنما اللعب وفق تكتيك معين يتناسب مع قدرات الفريق.
شهاب الدين .. علامة فارقة
لكل نجاح قائد .. وقائد فريق فحمان هو المدرب السوداني المغمور شهاب الدين الذي صنع فريق شباب الجيل واعاده لدوري اندية الدرجة الأولى بعد طول غياب .. شهاب الدين رحل بصمت (الكبار) من شباب الجيل بعد الخلاف الذي دار بينهم .. فذهب إلى فحمان أبين .. لأنه احب مهنة صنع الابطال .. وبدأ عمله بخطى ثابتة مدركا إمكانيات فريقه البشرية والمادية وتفوق منافسيه عليه في هاتين الصفتين اللتين تعتبرا الأهم لأي نجاح .. فشهاب الدين علامة فارقة تظل في مصلحة النادي الأبيني.
ولا ننسى كذلك الدور الكبير الذي قدمه المدرب الوطني المعروف الكابتن محمد حسن البعداني مع نادي فحمان في دوري اندية الدرجة الثانية ليسجل التاريخ انه المدرب الذي صعد بفريق فحمان إلى دوري الكبار للمرة الأولى في تاريخه.
قيادة ابين .. هل تتعظ
قيادة أبين الرياضة والسياسية .. هل تتعظ بما حل بفريق حسان .. وتفرح بأن فحمان اعاد للكرة الابينية هيبتها دون أن تكلفهم شيء .. فقط (نامت واستيقطت ) على وقع قرع الطبول وتأهل فحمان للدوري مع ان الجميع كان يراهن على فشله .. هل ستهتم وتدعم القيادة فحمان .. أم أنها ستكتفي بدور المتفرج كما فعلت مع الفارس (حسان).
حسان .. انتهى
عند الحديث عن نادي أبيني يتبادر دائما ذكر نادي حسان إلى الأذهان .. ولا نستطيع القول أي شيء عنه حاليا سوى انه انتهى .. تبخر .. اختفى .. اندثر بين الاطلال.