حب الوطن.. مشكاة البناء والعطاء


مع “ارتداد الطرف” تضمحل الأحقاد وتتلاشى الضغائن وتلتئم الشروخ الواهنة فليس غريباٍ على حكمة مقرونة بإيمان شعب شهد له الصادق الأمين بلين القلوب ورقة الأفئدة أن تستمر خلافاتهم حتى “يقوم الجالس من مقامه”
وطن مشهود له بفتح باب التشاور وإبداء الرأي على مصراعيه منذ الأزمنة الغابرة ليتواصل الحال ذاته حتى وقتنا الحاضر بابتداء الحوار بـ(بسم الله) وعدم دخول وطننا الغالي في لجة التشرذم والتناحر بعون ومشيئة الله ليصبح بناء “الصرح الممرد بالقوارير” مرهوناٍ بالإصرار والعزيمة على البناء مقروناٍ بتكاتف كل أبناء وطننا الحبيب.
واذا ما كان في القديم “نملة” أنفذت قومها وموطنها من التحطم فإن في بلادنا اليوم ملايين وهبهم الحكيم ألباباٍ واعية هم أشد حرصاٍ على الحفاظ على أنفسهم ومكتسباتهم ووطنهم بأفيائه الوارفة الظلال التي تنشر أجنحتها فوق هاماتهم الشامخة فتسمو مشرئبة الأعناق نحو المعالي.
فلنصنع من تكاتفنا نحن أبناء هذا الوطن الغالي عنواناٍ زاهياٍ ملؤه التفاني في بنائه والنهوض به ومثالاٍ يحتذى به في حبه وإخلاص الجهود من أجل تقدمه ورفعته وصرحاٍ شامخاٍ نباهي بانتمائنا إليه.
في الأسطر التالية معاني وضاءة تترنم اعتزازاٍ بانتمائنا لوطننا الحبيب “اليمن” والمغالاة في حبه فإلى التفاصيل…

يقول (عبدالرحمن المقطري): من عميق حبنا لوطننا واستشعار المسؤولية في النهوض به وتنميته تنبع أهمية حمايته والحفاظ عليه وضرورة العمل من أجل عبور هذه المرحلة نحو آفاق مشرفة يسودها الاستقرار والأمن والأمان لكل أبناء الوطن الواحد من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربة تظللهم راية الوحدة المباركة التي جمعت قلوب كل اليمنيين وجهودهم لصناعة مرحلة مضيئة تنطلق نحو المعالي ولا تعرف النكوص أو التوقف مطلقاٍ .
تغليب مصلحة الوطن
“من ضمن معاني حب الوطن والرقي به تشجيع وتطوير الإعلام الإيجابي لأن فيه شحذاٍ للهمم وتوضيحاٍ لمكامن الخلل من أجل معالجتها فحين يجد المبدع في مجال ما كالمجال (الرياضي أو الثقافي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو غيره أنه في موضوع اهتمام رسمي وفي محل إعجاب وتقدير من أبناء مجتمعه فإنه سيقدم الكثير والكثير لوطنه وأبناء وطنه وحين تصبح مكامن الخلل في مرمى وسائل الإعلام فإنها بمعالجتها مرة واحدة لن تعاود الرجوع إلى ما كانت عليه مرة أخرى”.
هكذا استرسل (أحمد عبده سلطان) في حديثةه وأضاف قائلاٍ: من خلال التوجه الرسمي يرفده الإعلام في إبراز المواهب الشبابية بالتشجيع والدعم وفتح مجالات المشاركة الشبابية في الأنشطة المجتمعية الهادفة للبناء والتنمية من أصغر مساحة في قرية أو مديرية حتى أكبر مساحة من خلال ذلك سيصبح الوطن بأكمله ورشة عمل دائمة وكخلية نحل تنتج أغلى المنجزات مهما كانت صغيرة بإصرار وعزيمة نابعين بتلقائية مطلقة من وجدان كل فرد ينبض فؤاده بحب الوطن وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الذاتية الأخرى.
الوطن نبض قلوبنا
فيما يقول ( أمجد سليمان أحمد): الوطن بإنسانه وترابه وجباله ومياهه من أقصاه إلى أقصاه كل هذا بمجمله نحتفظ له في قلوبنا بمجلدات حب ووفاء وعرفان منقوشة في فؤاد ووجدان وضمير كل مواطن يؤمن بأن وطننا الحبيب “اليمن” هو الحضن الدافئ الذي يجمعنا ويحفظنا والشجرة الخضراء المثمرة التي تظللنا وتمنحنا أطيب الثمار والهواء النقي الذي نتنفس طيب عبيره فنشعر بالسلام والاطمئنان إنه نبض قلوبنا التي تهتف بحبه ومنبع كرامتنا وفخرنا وعزتنا ونور أبصارنا التي لا تبصر إلا إلى فيض عطائه ووافر أفضاله ومن هذا المنطلق فإن من حق وطننا علينا أن نصدح بحبه ونزهو ونفتخر بانتمائنا إليه ونحميه ونحفظه ونبنيه ونباهي العالم بعراقته وأصالته وتاريخه المشرف.
وجه مقارنة
وأوجز (عبدالوهاب علي الحيدري) حديثه قائلاٍ: في هذه الأيام المباركة لنا في حجيج بيت الله الحرام موعظة ومثال فلنقارن أنفسنا بهم فهم مع اختلاف ألسنتهم وجنسياتهم يجتمعون على صعيد واحد ويرتدون ملابس موحدة ولهم هدف واحد هو عبادة الله سبحانه وتعالى وطلب رضوانه بقلوب صافية نقية ولنقتدي بهم فنحن يضمنا وطن واحد وبقلوب صافية لنا هدف واحد هو رضوان الله من خلال عبادته على أكمل وجه وحب وطننا وحمايته وبنائه فقد قيل ” حب الوطن من الإيمان”.
التزام بالواجبات
يقول (معين محمد): حين يكون حب الوطن موجوداٍ في كل بيت فإنه يتدفق إلى شتى الشوارع والساحات والميادين والمرافق العامة والخاصة وبكل تأكيد فهذا موجود لدى كل اليمنيين ومن المؤكد أيضاٍ أنه بتبني سياسات توعوية مكثفة للمواطنين بجوانب قد تكون غائبة عنهم مثل الاهتمام بالجانب الجمالي للمنطقة السكنية فالشارع والمدينة بأكملها وغرس حب الالتزام بواجباتهم والالتزام بالنظام في شتى أعمالهم اليومية وعدم الإساءة لبيئتهم ولا لمدينتهم برمي المخلفات إلا في أماكنها المخصصة بعد أن تكون الجهات المعنية قد وفرت ما يلزم لذلك ترجمة واقعية لحب المواطن لوطنه.
وطن يحب السلام
لا خير في شعب يلبس مما لا يصنع ويأكل مما لا يزرع, هكذا ابتدأ (هلال سيف) حديثه مستطرداٍ بالقول: من أجل ذلك فإن في توفير احتياجات الفرد حماية وحفاظاٍ على الوطن وبلادنا وفيرة العطاء بما حباها الله من مميزات سياحية وزراعية واقتصادية عظيمة وهنا يكمن حب الوطن من خلال بذل جهود فردية ومجتمعية وعلى مستوى البلاد بأكملها من أجل زيادة دوران عجلة الإنتاج في هذه الجوانب بوتيرة عالية متزامنا مع التكاتف الوطني بالاهتمام بالمجال الزراعي إلى جانب إبراز الوجه الحضاري والتاريخي لبلادنا بشتى الوسائل والترويج له سياحيا واجتثاث ذلك الغول الذي أساء لتاريخ وعراقة بلادنا وهو التطرف والإرهاب وإظهار أصالة شعبنا وحبه للسلام.
حلل المجد
إنه الوطن بأفضاله الجمة العظيمة حتى حين تفترش ترابه الطاهر وتلتحف سماءه الحنون فإن في ذلك أسمى معاني التمازج الروحي والوجداني الذي يدفعك لتوطيد عرى الانتماء والوفاء والعرفان بينك وبين حبيبك الوطن ومنه حينئذ أبهى انطلاقة بناءة للارتقاء بوهج ذلك التمازج نحو ذرى البناء والعطاء وفي برهة لمعان البرق يتوجك المجد حلل المعالي والتقدم والازدهار وتغدو في مقدمة الصفوف.

قد يعجبك ايضا