الرئيس: علينا أن نلملم جراحاتنا ونتطلع إلى المستقبل بروح وطنية وحدوية


الوطن يتسع للجميع وبناء مستقبله مسؤولية عظيمة يتحملها أبناؤه بشراكة وبروح الانتماء الكبير للوطن من صعدة إلى المهرة
احتفالات شعبنا بأعياد الثورتين المجيدتين في هذه الظروف الاستثنائية تأكيد واستحضار لذاكرته التواقة للحرية ونبذ القهر والاستعباد
بتماسك الشعب ومقاومته للفتن الطائفية شكل الجهاز المناعي للوطن اليمني حين أوشكت بعض القوى على السقوط
سنعيد بناء دولتنا وجيشنا وسنحافظ على معنوياتنا وتوحدنا

خْذلنا ممن لم يعرفوا أبداٍ في الوطن سوى مصالحهم وستكشف لنا ولكم الأيام يوماٍ بعد يوم ما حدث

لن يقبل شعبنا بإضعاف مؤسسات الدولة وتدميرها بعد أن نبذ كافة خيارات العنف وفضل الحلول السياسية

اتفاقية السلم وثيقة متكاملة والمدخل الحقيقي لتطبيقها هو الاعتراف بالسيادة الكاملة للدولة وتسليم المؤسسات والأسلحة المنهوبة
انتصار الشعب بتحقيق اتفاقية “السلم والشراكة” هدية قيمة لثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين
على القوى السياسية أن تعي بأن تصفية الحسابات المسكونة بالثأر لا يمكن أن تبني الدولة ولا مؤسساتها الدستورية
أجدد شكري لأشقائنا وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وأخي خادم الحرمين وقادة دول مجلس التعاون الخليجي
أدعو أبنائي الشباب إلى الخروج من أثر الصدمة لحماية مكتسات ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر
نجدد لحفيدات بلقيس وأروى التزامنا الصادق بالدفاع عن كل المكتسبات التي حققنها ولن نسمح لأي كان بالالتفاف عليها

دعا الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية جميع أبناء شعبنا اليمني العظيم بلا استثناء ومن خلالهم كل القوى السياسية وممثلي المجتمع المدني إلى أن يكونوا صفاٍ واحداٍ كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضاٍ ويداٍ واحدة تبني وتعمر تنبذ الفرقة والخصومة والعداوة وتؤثر الحب والوئام والسلام.
وأكد الأخ الرئيس في خطاب وطني هام وجهه مساء أمس إلى جماهير شعبنا اليمني في الداخل والخارج بمناسبة احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية المباركة ” 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر ” على أهمية أن تكون احتفالات شعبنا بأعياد الثورتين المجيدتين 26 سبتمبر و 14 أكتوبر المقترنة بعيد الأضحى المبارك مناسبات يتوحد الجميع في رحابها وفي ظلال الوطن الذي يتسع للجميع بلا اعتبار لانتماءاتنا الحزبية والعقائدية والمذهبية والمناطقية والقبلية لينصهر الجميع في بوتقة واحدة عنوانها الوطن وقدسيتها اليمن.
وقال:” حان الوقت الآن أن يتعظ الجميع ويدركوا أن الوطن يتسع للجميع وليس حكراٍ على أي طرف كان وأن بناءه ومستقبله أمانة ومسؤولية عظيمة يتحملها أبناؤه بشراكة وبروح الانتماء الكبير للوطن من أقصى صعدة إلى أقصى المهرة”.
وأضاف الأخ الرئيس :” يتعين علينا الآن وفي المرحلة اللاحقة أن نلتزم بتنفيذ الاستحقاقات الوطنية المترتبة على اتفاقنا وخيارنا وجنوحنا للسلم والشراكة معاٍ بلا أي نكوص أو تلكؤ استشعاراٍ منا بالمسؤولية الوطنية الكبرى التي يتعين علينا جميعاٍ أن نكون أهلاٍ لها بجدارة وبلا خسارة”.
وعبر الأخ رئيس الجمهورية عن ثقته بأن العقلاء في كل القوى السياسية على قناعة بأن تصفية حسابات القوة العمياء المسكونة بالثأر لا يمكن أن تبني الدولة ولا مؤسساتها الدستورية ولا يمكن أن تؤسس لسلم اجتماعي بين كل مكونات المجتمع.. مجددا دعوته للجميع لاستغلال هذه الفرصة التاريخية لشراكة حقيقية بين كل أبناء الوطن من خلال تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية والانطلاق بشكل حقيقي وفاعل لحماية مكتسبات ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين وتفعيل مخرجات الحوار الوطني الشامل.
واستطرد الأخ الرئيس قائلا :” علينا أن نلملم الجراح وأن نتطلع إلى المستقبل بروح وطنية وحدوية تمحو الماضي وما كسبه وتصنع ملامح جديدة يتوق إليها شعبنا وتتمثل في بناء دولة مدنية حديثة تسود في ظلها العدالة والمساواة والشراكة في السلطة والثروة وتتجسد مبادئها في وثيقة الحوار الوطني التي أجمعت عليها كافة القوى السياسية الوطنية كخارطة طريق للانتقال السياسي السلمي وتطبيق تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية على قدم وساق”.وفي ما يلي نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق نبي الرحمة خاتم الأنبياء والمرسلين وهادي البشرية إلى سواء السبيل:
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل وفي المهجر
يا صناع مجد الثورة وخريطة المستقبل ..
أيها الإخوة والأخوات:
أحييكم من أعماق القلب تحيةٍ حارة وأشد على أيديكم اعتزازاٍ بكم وبأدواركم عبر كل مراحل التاريخ والمحطات والدروب ففي هذه اللحظات التاريخية والهامة في تاريخ شعبنا اليمني ووطننا الكبير اليمن آثرت أن أخاطبكم من القلب إلى القلب.
وعزمت الأمر كما عاهدتموني وعاهدتكم أن أكون معكم على الدوام في السراء والضراء دون أن أتخلى عنكم والمسؤولية الكبيرة التي أودعتموها في ذمتي وأمانتي ومسؤولياتي الجسيمة.
إنني فخور بكم ومعتز بأنكم مصدر قوتي وهمتي باعتبارنا نمثل جميعاٍ في هذا الظرف الصعب صفاٍ واحداٍ متراصاٍ برغم كل تبايناتنا واختلافاتنا وذلك من أجل ما هو أكبر من مصالحنا واختلافاتنا من أجل اليمن الواحد المستقر الآمن.
وها نحن اليوم نقف سوياٍ في هذه اللحظات التاريخية الهامة من تاريخ شعبنا ووطننا اليمني الكبير إحياءٍ وتبجيلاٍ للذكرى الثانية والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والذكرى الحادية والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدتين واللتين مثلتا قبلة الخير والعزة والكرامة الوطنية والإنسانية وطي صفحة سوداء من عمر سنوات الجهل والغبن والكراهية والقهر والاستبداد والتخلف .
فلقد مثلت ثورتا السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر المجيدتين ثورةٍ اجتماعيةٍ ساوت بين الأفراد وعملت على إزالة الفوارق بين الطبقات لإرساء أسس المواطنة المتساوية كما كانت ثورةٍ سياسيةٍ غيرت النظام السياسي وتوجهات وانحيازات الدولة وبنت جيشاٍ وطنياٍ من أبناء الشعب.

يا أبناء شعبنا اليمني العظيم:
لعلكم تدركون عن يقين أن احتفالات شعبنا ووطننا بأعياد الثورتين المجيدتين السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر في هذه الظروف الاستثنائية التي مرت على بلادنا وشعبنا هي تأكيد واستحضار لذاكرة الوطن والشعب التواقة للحرية والحياة الحرة الكريمة ونبذ كل صنوف القهر والاستعباد والذل والتوحد في كيان واحد للبناء والتنمية والرقي والازدهار والاستقرار في ظل الشراكة الوطنية للجميع بلا استثناء أو إقصاء.
فرغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد والتي أصابتكم بالصدمة والخذلان تماسكت الدولة ولم يتحقق الانهيار فصنعاء الصمود والعزة تْسقط كل المؤامرات ولا تِسúقط وهي التعبير عن الذات اليمنية الحقة وعن تاريخ الإنسان اليمني الحضاري الممتد والشعب بتماسكه ومقاومته العظيمة للفتن الطائفية والفوضى شكل وما يزال الجهاز المناعي للوطن اليمني حين أوشكت بعض الأجهزة والقوى على السقوط وبشعب يزخر بالرجال الشرفاء والنساء العظيمات والشباب المخلصين الصادقين الذين لم توهنهم فداحة ما حصل سنعيد بناء دولتنا وجيشنا والأهم قبل كل ذلك حفاظنا على معنوياتنا وتوحدنا وإيماننا بحلمنا الذي سنحققه لا محالة.
لقد قلت لكم سابقاٍ أننا خذلنا من قبل من لم يعرفوا أبداٍ في الوطن سوى مصالحهم ولم تتطهر أرواحهم باسم اليمن فأكلوا من كبده الطرية وثأروا منه معتقدين أنهم يثأرون لأنفسهم فتخلوا عن مسؤولياتهم وتبرأوا من التزاماتهم وستكشف لنا ولكم الأيام يوماٍ بعد يوم ما حدث.

يا أبناء شعبنا اليمني الأبي والعظيم :
إنني لا أريد أن أعيد ما قلته في خطابي قبل يومين بصدد الأيام الصعبة التي عانيتم منها وكان قلبي يقطر ألماٍ لمعاناتكم ودون أن أتردد بصرامة وحزم أن أوقف جر البلاد إلى المصير المجهول بسبب النزعات والثأرات والحسابات والاستقطابات التي لا تخدم المصالح الوطنية العليا للجميع وإنما لخدمة المصالح الأنانية الشخصية التي لا ترمي إلى ما يطمح إليه الشعب ويتوق إليه في بناء مستقبل جديد للوطن على أساس العدالة والشراكة والمساواة في السلطة والثروة بلا تمييز وبلا مفاضلة ولا إقصاء.
فلقد أرادت بعض القوى التي تخلط بين المنطق الثوري والدافع الثأري أن تربح حتى لو كان ثمن مكاسبها سقوط اليمن في دوامة الفوضى والتشظي وإنني لأتساءل إذا كانت مكافحة الفساد وبناء الدولة تتم بنهب البيوت والمعسكرات ومؤسسات الدولة فكيف يمكن أن يكون الفساد والتخريب¿ وهل من يريد بناء الدولة المدنية الحديثة أن ينتهك حرمات البيوت وأن يهاجم مؤسسات الدولة بغية نهبها وإضعاف علاقتها وصلتها بالشعب فلا يمكن أن نقبل بإضعاف مؤسسات الدولة بل وتدميرها معنوياٍ ومادياٍ ولا يمكن أن يقبل شعبنا بذلك بعد أن نبذ كافة خيارات العنف وفضل السلام والحلول السياسية. شعبنا الذي اختار الدولة المدنية الحديثة والمواطنة المتساوية والسلمية في التعبير عن كافة خياراته متعظاٍ مما حدث في العراق وليبيا وسوريا.
إن اتفاقية السلم والشراكة وثيقة متكاملة والتعامل بانتقائية معها وبما يناسب أهواء طرف دون الأهواء الأخرى يشكل بذرة لعدم نجاحها وخروجها عن الإجماع الوطني.
فالمدخل الحقيقي والشرعي لتطبيق هذه الاتفاقية هو الاعتراف بالسيادة الكاملة للدولة على كافة أراضيها ومناطقها وفي مقدمة ذلك عاصمتها صنعاء وتسليم كافة المؤسسات والأسلحة المنهوبة.
ولعل الأهم بالنسبة لنا في هذا الإطار من الناحية الاستراتيجية هو الجانب الاقتصادي فبالإضافة لأهمية الجوانب الأخرى المتعلقة بالقضايا الأمنية والعسكرية أو المتعلقة بقضايا الشراكة الوطنية فقد آن الأوان لأن نبعد الاقتصاد وقضاياه عن المزايدات السياسية وأن نولي جميعاٍ هذا الجانب ما يستحق من رعاية واهتمام وذلك لإدراكنا الواعي بأن أبناء شعبنا تواقون لمزيد من الاهتمام بالإصلاحات الاقتصادية والمالية وبالإدارة الرشيدة وبما يحقق الحياة الكريمة لكل أبناء الشعب مدنيين وعسكريين لذا نتطلع لمخرجات الفريق الاقتصادي المعول عليه الخروج برؤية اقتصادية تحقق إصلاحات حقيقية .
ولعلها مناسبة ذات خصوصية تاريخية هامة في تاريخ شعبنا ووطننا اليمني لأن أدعوكم جميعاٍ بلا استثناء ومن خلالكم كل القوى السياسية وممثلي المجتمع المدني أن تكونوا صفاٍ واحداٍ كالبنيان المرصوص يشد بعضكم بعضاٍ وأن تكون احتفالاتنا بأعياد الثورتين المجيدتين سبتمبر وأكتوبر المقترنة بعيد الأضحى المبارك مناسبات نتوحد في رحابها وفي ظلال الوطن الذي يتسع للجميع بلا اعتبار لانتماءاتنا الحزبية والعقائدية والمذهبية والمناطقية والقبلية لينصهر الجميع في بوتقة واحدة عنوانها الوطن وقدسيتها اليمن.
وحان الوقت الآن أن يتعظ الجميع أن الوطن يتسع للجميع وليس حكراٍ على أي طرف كان وأن بناءه ومستقبله أمانة ومسؤولية عظيمة يتحملها أبناؤه بشراكة وبروح الانتماء الكبير للوطن من أقصى صعدة إلى أقصى المهرة.
ويتعين علينا الآن وفي المرحلة اللاحقة أن نلتزم لتنفيذ الاستحقاقات الوطنية المترتبة على اتفاقنا وخيارنا وجنوحنا للسلم والشراكة معاٍ بلا أي نكوص أو تلكؤ استشعاراٍ منا بالمسؤولية الوطنية الكبرى التي يتعين علينا جميعاٍ أن نكون أهلاٍ لها بجدارة وبلا خسارة.

يا أبناء شعبنا اليمني العظيم:
لا يستطيع أحد أن ينكر أنكم صبرتم على الكثير وأن ما يجري الآن يصيبكم باليأس والإحباط وهنا أخاطب العقلاء في كل المكونات السياسية لكي يكفوا عن توظيف معاناة الناس وتطلعاتهم المشروعة خاصةٍ بعد أن رأى الشعب مآلات الأمور وكيف تم توظيف معاناتهم ونضالاتهم وشرف تضحياتهم السامية باقتحام حرمات البيوت وانتهاك سترها الذي أمرنا الباري عز وجل ألا ندخلها إلا بإذن أهلها وأنا سعيد أن ذلك كان موضع نقد ورفض من كل أبناء المجتمع اليمني وفي المقدمة منهم الناشطون الحقوقيون والسياسيون والإعلاميون.
أكرر دعوتي الصادقة والمخلصة لاستغلال هذه الفرصة التاريخية لشراكة حقيقية بين كل أبناء الوطن من خلال تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية فما يجري الآن يفقد المواطنين الثقة في كثير من الشعارات التي كانوا يسمعونها وآمن بها بصدق وإخلاص الكثير من البسطاء والأنقياء من أبناء شعبنا .
أنا على ثقة بأن العقلاء في كل القوى السياسية على قناعة بأن تصفية حسابات القوة العمياء المسكونة بالثأر لا يمكن أن تبني الدولة ولا مؤسساتها الدستورية ولا يمكن أن تؤسس لسلم اجتماعي بين كل مكونات المجتمع.

أبنائي الشباب بناتي الشابات:
خاطبتكم في خطابي السابق وأعيد مخاطبتكم هنا.. فأنتم روح هذه البلاد وأنتم سند الوطن ورافعته الأساسية نحو تطلعاته في التنمية والحرية والعدالة لذا أدعوكم هذه المرة للخروج من أثر الصدمة التي أصابت بعضكم والانطلاق بشكل حقيقي وفاعل لحماية مكتسبات ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين وتفعيل مخرجات الحوار الوطني الشامل أدعوكم لأن تحموا بقلوبكم الطيبة وأفكاركم الخلاقة ومبادراتكم الحية دولتنا اليمنية فليس هذا وقت النكوص ولا العزوف ولا الاستسلام. فأنتم أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير وعليكم التهيؤ بكل ما لديكم للدفاع عن مساره.
واعلموا أننا جادون صادقون في استكمال بناء الدولة اليمنية الجديدة وفقاٍ لمخرجات الحوار الوطني تلك الدولة القائمة على المساءلة والمسؤولية وعلى الشفافية والحكم الرشيد.
أيتها المرأة اليمنية العظيمة يا حفيدات بلقيس وأروى :
أؤكد لكن بأنه قد كان لتضحياتكن ونضالاتكن عظيم الأثر فيما توصلنا إليه في كل مرحلة من مراحل العملية السياسية الانتقالية وبأنكن قد كنتن بصدق المعبر الحقيقي للضمير الجمعي لكل أبناء اليمن ولتطلعاتهم المشروعة في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة وفي هذا الصدد نجدد لكن التزامنا الصادق في الدفاع عن كل المكتسبات التي حققتنها في مؤتمر الحوار الوطني وبتوافق كل القوى الوطنية ولن نسمح لأي كان بالالتفاف عليها إلا أنه في الوقت ذاته عليكن أن تكن من اليقظة والحرص لكي لا تسمحن لأي كان بالتراجع عما تحقق من مكاسب مشروعة وبأن تكن كما كنتن دائماٍ الرافد الحقيقي للمشروع الوطني الجامع البعيد عن أي استقطابات ضيقة .

يا جيل أبناء سبتمبر وأكتوبر العظيم:
بقدر ما يشكل هذا العيد مناسبةٍ شعبيةٍ لتذكار عبق تلك الثورة الزكية بقدر ما يشكل مناسبةٍ خاصةٍ لكم أنتم.
فمكتسبات الثورتين كانت لكم وتحققت بعضها على أيديكم وشهدتم لحظات تخلقها وأنتم أكثر من غيركم من يسعى للحفاظ عليها .. أنتم وجيل الوحدة من الشباب الذين لم يعرفوا إلا وطناٍ واحداٍ ممتداٍ من الشمال إلى الجنوب.

يا أبناء شعبنا اليمني العظيم:
علينا أن نلملم الجراح وأن نتطلع إلى المستقبل بروح وطنية وحدوية تمحو الماضي وما كسبه وتصنع ملامحاٍ جديدة يتوق إليها شعبنا وتتمثل في بناء دولة مدنية حديثة تسود في ظلها العدالة والمساواة والشراكة في السلطة والثروة وتتجسد مبادئها في وثيقة الحوار الوطني التي أجمعت عليها كافة القوى السياسية الوطنية كخارطة طريق للانتقال السياسي السلمي وتطبيق تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية على قدم وساق.
فمن قال أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية قد ولت بغير رجعة¿ وهي من أدخلته للحياة السياسية وليست البندقية ولا الدبابة وهي من أنتجت مؤتمر الحوار الذي يطالب الجميع بتنفيذ مخرجاته هي وقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة والتي تستند إليها وثيقة الحوار الوطني في كل فصولها وضماناتها التي توافقت عليها جميع القوى المشاركة بالمؤتمر دون استثناء.
إن وثيقة الحوار ليست اسماٍ للمزايدة بل برنامجاٍ فعلياٍ لإنقاذ اليمن عبر بناء دولة الحرية والعدالة والديمقراطية والمواطنة المتساوية كما نؤكد في هذا السياق أن كل ما يحدث لن يحول دون حل القضية الجنوبية العادلة التي نشدد على مركزيتها وفق الأسس والقرارات التي تضمنتها وثيقة الحوار ونثمن عالياٍ موقف أبناء شعبنا في المحافظات الجنوبية الذين استقبلوا حلول وضمانات القضية الجنوبية بروح الصدق والصفاء والتفاعل البناء الذي سمعناه ولمسناه من المواقف المعلنة لعدد كبير من قيادات الحراك الجنوبي السلمي بل من عموم المواطنين التواقين للحياة الكريمة وللعزة في وطن واحد قائم على المساواة والشراكة .

يا أبناء جيشنا الوطني البطل يا أفراد قواتنا المسلحة والأمن :
أدعوكم كما دعوتكم قبلاٍ باسم الوطن وشعبنا اليمني العظيم وشرفكم العسكري بألا تتخلوا عن مهامكم فعليكم الاعتماد لكي تكونوا على قدر المسؤولية في التماسك والحفاظ على كل موجودات الدولة وحماية مؤسساتها من كل عبث فلا تخيبوا الظن فيكم ولا تتوانوا عن القيام بمسؤولياتكم غير منحازين لفئة على حساب أخرى وغير ناظرين إلا لمصلحة الوطن العليا على حساب المصالح الضيقة الزائلة.
إن الوطن في أبسط تعريفاته هو أعين أبنائكم اللواتي تتطلعون إليها كل يوم إنه مستقبلنا الذي نحرص جميعاٍ على حمايته لكي لا تلعننا أجيال المستقبل إنه منزلنا الذي نسكن فيه وهو بحارنا وسهولنا وجبالنا التي شهدت على عظمة هذا الإنسان اليمني عبر العصور.

الإخوة والأخوات:
أصارحكم بصدق وبتجرد وبلا أدنى مواربة أنه يحز في نفسي كما يحز في أنفسكم معاناة شعبنا اليمني منذ عقود طويلة منصرمة منذ قيام ثورتينا المجيدتين في سبتمبر وأكتوبر وهو يستحق السعادة والهناء مثل غيره من شعوب الدول التي اختطت طريقها بلا خوف أو قلق.
إنني بهذه المناسبات بأعياد الثورة وعيد الأضحى المبارك الذي يقف الجميع من أبناء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية سواسيةٍ في التضرع إلى الله عز وجل مبتهلين إليه وبين يديه في حج عرفة أن أدعو كل أبناء شعبنا اليمني العظيم في كل أرجاء الوطن الكبير أن يكونوا يداٍ واحدة تبني وتعمر تنبذ الفرقة والخصومة والعداوة وتؤثر الحب والوئام والسلام.
فقد حرصت وباصطفاف من أبناء شعبنا على انتهاج التوافق مع كل القوى مدخلاٍ وطنياٍ في هذه المرحلة الحاسمة الذي شكل في كثير من الأحيان عائقاٍ أمامي لاتخاذ قرارات ضرورية وحاسمة ومنتظرة من الشعب إلا أنه أرسى في الوقت ذاته مفهوماٍ جديداٍ وقيمةٍ مهمةٍ لشراكة وطنية واسعة في مرحلة هامة يتم فيها إعادة صياغة عقدنا الاجتماعي وبناء الدولة على أسس اتحادية جديدة من خلال بناء الأقاليم التي ستوفر أساساٍ حقيقياٍ للمشاركة في كل أنحاء اليمن والتي تعد جذر التحول التاريخي الذي اهتدى إليه اليمنيون بعد طول معاناة .

يا أبناء شعبنا اليمني العظيم :
إن انتصاركم العظيم والمبارك والمشهود له محلياٍ وعربياٍ ودولياٍ بتحقيق اتفاقية السلم والشراكة الوطنية ضد الحرب الأهلية والاقتتال هو هدية قيمة لثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين في ذكراهما الخالدتين وتضحياتكم العطرة عبر كل مراحل التاريخ ووسام رفيع على صدر شهداء الثورة من الشباب والنساء والشيوخ والأطفال ورجال الأمن الأفذاذ.
وبهذه المناسبة أجدد شٍكري لأشقائنا وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وأخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وإخوانه من قادة مجلس التعاون الخليجي والذين أكدوا دائماٍ وقوفهم إلى جانب اليمن وللمجتمع الدولي الذي أكد مراراٍ وتكراراٍ دعمه لليمن وانتصاره للتغيير على حساب أعدائه.

يا أبناء شعبنا العظيم:
بوركتم وبوركت تضحياتكم ودماؤكم الزكية الطاهرة وبورك صمودكم وصبركم وإصراركم على المضي قدماٍ نحو استشراف آفاق مستقبل اليمن الجديد.. الذي يتسع للجميع ولا يستثني أحداٍ ولن يبقى بعد الآن حكراٍ على أحد.
اللهم احفظ اليمن وأهله
المجد والخلود لشهدائنا
المجد والخلود لثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر الخالدتين
العزة والكرامة لشعبنا الأبي .
والسلام عليكم ورحمة الله.

قد يعجبك ايضا