الدولة المدنية .. حلم شعب .. طال انتظاره



لا يزال المواطن اليمني يحلم منذ نصف قرن بدولة مدنية يسودها القانون تقوم على العدل والمساواة بين أبناء الوطن .. دولة خالية من المظاهر المسلحة والنزاعات الطائفية والمذهبية والقبلية .. دولة تعتمد على البناء والتعليم وتأهيل الأجيال واستغلال ثرواتها للنهوض بالبلاد الذي أنهكته الصراعات والخلافات السياسية والمناطقية .
الدولة المدنية .. حلم يكبر مع مرور الأيام .. منذ تحقيق ثورة 26 سبتمبر عام 1962 ومازال هذا الحلم مستمر حتى الآن .
صحيفة الثورة .. انتهزت فرصة العيد السبتمبري لتجديد مطالب الشعب المشروعة والتي تهدف إلى الرقي بالبلاد ورصدت في هذه الصفحة مطالب الشباب وطموحاتهم حتى نرى الدولة المدنية .

الدولة المدنية تعني الشفافية والمساواة ونزع السلاح
الأخ محمد عبدالله الغيثي قال : لكي تصبح اليمن دولة مدنية يجب أن يتم فيها التوزيع العادل للسلطة والإدارة والمال وأن نضع كل قضايانا على الطاولة ونتعامل مع كل القضايا بشفافية عالية وموضوعية دون استثناء بعيدا عن المشاحنات والاتهامات فنحن نسعى لدولة مدنية بكل ما تعني الكلمة لأن الدولة المدنية تعني حماية كل أبناء المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية أو الدينية أو الفكرية والمساواة في الحقوق والواجبات وان نرى سلطة الدولة كيانا قويا لا يمكن لأحد أن يتدخل فيه حتى يضمن للمواطنين المساواة وحصولهم على جميع حقوقهم .
ولفت الغيثي إلى أن اليمن أصبحت على وشك الانهيار الشامل فقد ازداد تمترس الأطراف السياسية وراء مواقفها وعدم القبول بالحلول الوسط غير مدركين أن استمرار واتساع هذه الأزمة السياسية تفاقم من الأزمات الحياتية للمواطنين البسطاء ويؤثر عليهم بشكل كبير وستعصف بهم وتدخل البلاد في دوامة المجهول وستدفع بملايين إضافية من اليمنيين إلى خانة الفقر والمجاعة وإذا لا سمح الله إلى حدوث حرب أهلية والتي يعتبر وقوعها قائما وممكنا في أية لحظة .

تغليب مصلحة الوطن .. والتخلي عن الصراعات
محمد جمال التركي موظف في صندوق النشء والشباب قال: لن تكون اليمن دولة مدنية حديثه إلا بتكاتف جميع الطوائف والأحزاب وتغليب مصلحة الوطن على كل شيء بالإضافة إلى التخلي عن الصراعات والنزاعات الطائفية والحزبية ونبذ العنف .. مشيرا إلى صعوبة وجود الدولة المدنية في الوقت الراهن بسبب الفساد الذي يعم أرجاء البلاد ومازال منتشر في جميع المرافق الحكومية .
وأضاف قائلا : علينا أولا أن نحد من ذلك ومن ثم نتكلم عن الديمقراطية التي نرجوها وهي التي تعني أن يعيش فيها أبناء الشعب كافة تحت سقف المساواة والعدالة والإنصاف وأن يتم النظر إلى جميع أبناء اليمن كافة بعين واحدة بالإضافة إلى التخلي عن المناطقية والمحسوبية والشللية والتمييز والعنصرية .
وتمنى محمد أن يرى الوطن آمن ومستقر يعمه الخير والرخاء والإخاء وان يكون زاهيا متطورا متقدما كباقي البلدان الأخرى .
أما عن خروج اليمن من الأزمة الراهنة فيرى ضرورة تغليب مصلحة الوطن والإخلاص له بعيدا عن أي مصلحة ذاتية وأن تعمل كافة الأحزاب على خدمته للرقي به إلى أعلى مستويات التقدم والتطور والازدهار.

القضاء على النزاعات المذهبية والمناطقية طريقنا للدولة المدنية
أما الشابة منار عبدالحكيم طالبة جامعية في كلية الشريعة تقول أن اليمن تحتاج للعمل الكثير حتى تتحول إلى دولة مدنية فيجب عليها أولا القضاء على الأزمات والنزاعات المناطقية والمذهبية التي تتصدر المشهد الآن وهي التي ترجعنا إلى الوراء وتهدف إلى تدمير اليمن وتخريبها .
وأشارت إلى أن هذه الأزمات مفتعلة منذ العام 2011 ومازالت تتواصل. وأضافت قائلة : حتى نصل لدولة مدنيه نعيش فيها بسلام ورخاء يجب علينا تقوية القضاء وعدم التفريق بين مواطن أو شيخ أو أي مسئول وكذلك الاهتمام بمنظمات حقوق الإنسان وعدم تجاهلها والاعتماد على القوة والعشوائية .
وترى منار أن الشباب مازال بيدهم عمل الكثير فمثلما خرجوا للمظاهرات وطالبوا بالثورات في الوقت الراهن عليهم اختزال طاقاتهم وتحديد أهدافهم في كيفية النهوض بهذا الوطن والوقوف ضد السلاح لأي جهة كانت باستثناء الدولة لأنها المخولة الوحيدة بذلك وعلينا أيضا أن نقوم بنصح الشباب وتوجيههم وخصوصا غير المتعلمين الذين يتعرضون للتضليل وغسل عقولهم بكلام مغلوط عن الدين والدولة.

نزع السلاح .. العدالة
حارس المنتخبات الوطنية ونادي أهلي صنعاء لكرة القدم الكابتن علي العنسي قال أنه لا يمكن التحول إلى دولة مدنية إلا بعد نزع السلاح بمختلف أنواعه وإنهاء كافة المليشيات المسلحة سواء كانت مذهبية أو قبلية أو حزبية مشيرا إلى ضرورة وجود قانون يتساوى فيه الجميع ويكفل حرية الدين والفكر والتعبير بالإضافة إلى وجود سلطة تستطيع تنفيذ هذا القانون لأن الدولة المدنية ستخلق التكافؤ بين أفراد المجتمع مما يتيح لهم المنافسة في الحصول على الوظيفة العامة وفقا لمبدأ الكفاءة والتي لن تنتج إلا عن طريق التعليم والتدريب والذي بدوره سيعمل على ازدهار البلاد .
وتمنى العنسي أن يرى وطنا آمنا يتسع للجميع وأيضا أن يحقق انجازات رياضية في مجاله لعكس صورة حسنة عن اليمن الذي تضررت سمعتها خارجيا بسبب الأحداث الراهنة . لافتا إلى أن دور الشباب والرياضيين هو توعية كل متعصب بأن مصلحة الوطن تفوق مصلحة أي شخص كائنا من كان وأن الوطن فوق الجميع وأن يكون أسلوب التوعية يناسب كل العقليات المراد إقناعها بأن مصلحة الوطن فوق الجميع .

الأمن والأمان والاستقرار
ابتهال المحاقري ـ طالبة في كلية المحاسبةـ قالت : للأسف لم يعد أمامنا حاليا التفكير في كيفية بناء دولة مدنية او لا .. فكل همنا حاليا هو الأمن والأمان والاستقرار والذي نحتاجه في الأيام الحالية أكثر من احتياجنا لأي شيء آخر .. فاليمن تمر بأزمة استثنائية منذ سنوات ولم نخرج منها حتى الآن فعلينا أولا توحيد الكلمة والصفوف فيما بيننا من مختلف محافظات الجمهورية للحفاظ على اليمن موحدا حرا وعصيا على أيدي الغادرين به
وعن أهمية الدولة المدنية في تحقيق حلم اليمنيين من الاستقرار والازدهار قالت : كم أتمنى أن أرى اليمن دولة مدنية بما تعنيه الكلمة .. بعيدة عن النظام القبلي وكذلك المناطقي .. يمن يسوده النظام العام الذي يضرب بيد من حديد ويتساوى فيه جميع المواطنين بدون وجود مميزات شخص على آخر .. وفي حالة تحقق ذلك سنرى بلادنا تتقدم كثيرا إلى الأمام فلدينا ثروات هائلة لم نستغلها وهي تائه بسبب العشوائية السائدة التي أوجدتها الانقسامات والنزاعات والأطماع الخارجية على بلادنا المليئة بالخيرات والثروات .
وطالبت ابتهال جميع شباب اليمن بالتوحد وعدم الانزلاق بعد الجماعات التي تفرق البلاد وأن يجعلوا الدين والعلم هو قائدهم للحقيقة ليكون هناك جيل قادر على التغيير والتعبير بحرية أكبر خصوصا وأن شريحة الشباب هي الأكبر في هذا الوطن .

الدولة المدنية تعني العدالة..
ويرى الأخ بدر احمد صالح موظف في الأحوال المدنية أن الدولة المدنية تعني العدالة وهي من توفر الأمن والأمان والاستقرار والمساواة لجميع أبناء الوطن فبهذه الشروط تتحقق الدولة المدنية مشيرا إلى أن بلادنا مليئة بالمكونات الحزبية والتيارات المختلفة ولن تتفق أبدا ولن تجتمع إلا في ظل وجود دولة علمانية مشيرا إلى أننا لن نحصل على دولة مدنية إلا ببناء جيش وطني غير متحزب
وأضاف قائلا : طموحاتنا في الوقت الراهن معروفة وموحدة لدى الجميع وهي إيقاف الاقتتال في مختلف المحافظات بين أبناء الوطن وان يعلم هؤلاء المضلل بهم أنهم يلعبون دور الكومبارس لدول إقليمية لا هم لهم سوى تمزيق ما تبقى من أوصال هذا الوطن متمنيا في ختام حديثه الاستقرار الاقتصادي للبلاد ومن ثم سيأتي الباقي تباعا بعد ذلك .

مساعدة الدولة
الوالدة امة الرحمن العاقل بائعة في جامعة صنعاء سألناها عدة أسئلة كونها كبيرة في السن حيث قالت : ولدت قبل ثورة 26سبتمبر بثلاث سنوات .. والحمد لله لاحظت الفرق الكبير الذي أصبحنا فيه الآن فصحيح أننا لم نصل إلى ما نتمناه وهذه بسبب المصالح الشخصية لفئة على فئة .. لكن اقول الحمد لله وعلى شباب اليوم أن يعوا النعمة التي هم فيها الآن .. فهم الآن يتعلموا في الجامعات والمعاهد ولديهم الكمبيوتر ونحن لم نعرف كل هذا.
عليهم الآن عدم الاحتجاج والشكى والبكى على الوضع الراهن .. فبأيديهم كل شيء لأنهم أمل هذا الشعب ومستقبله وعلى أيدي الشباب تنهض الأمم فأطالبهم بمساعدة الدولة والتفكير الإيجابي والتنازل عن مطالبهم الثانوية حتى يستقر وضع البلاد أولا ومن ثم عليهم السعي لإيجاد دولة مدنية خالية من السلاح وخالية من العنصرية والمذهبية حتى يؤمنوا مستقبل أولادهم كما أمنا لهم مستقبلهم الذي هم فيه عليهم أن يفكرا في الجيل الذي سيأتي من بعدهم ليجد التعليم أكثر رقيا وفائدة فأتمنى أن أرى الخدمات متوفرة أكثر في المستشفيات وفيها أطباء يمنيين متخصصين وليسوا أجانب كما هو الآن وقادرين على إجراء جميع أنواع العمليات حتى نتلقى علاجاتنا في بلادنا ولا نضطر للسفر إلى الخارج واذا ظل الشباب ينتقدون الوضع ولم يعملوا أي شيء ويتقاعسون عن واجباتهم تجاه الوطن فلن يتغير شيء .. وسنظل كما نحن .

إرساء النظام والقانون
الأخ سامي خالد ناصر من محافظة عدن موظف في هيئة استكشاف النفط قال: النظام السابق جعل الوطن والمواطنين في آخر سلم الاهتمامات وأعطى حيزا أكبر للقبيلة وجعلها تنمو على حساب دولة النظام فيجب عليا من الآن تحديد أولوياتنا للمرحلة القادمة في ظل انهيار الأوضاع الاقتصادية الأمنية وغياب دولة المؤسسات والقانون مما سمح للفساد أن يتغلغل في كافة مفاصل الدولة حتى أنه سلبنا القدرة على الإفلات من فك الفساد .
وأشارت إلى أن المهمة شاقة ولا تقبل بأقل من التضحية في سبيل إرساء النظام والقانون وتجفيف منابع الفساد وإيلاء جل اهتمامنا بجودة التعليم ومخرجاته ولم ينس سامي الإشارة إلى الآثار السلبية من تعاطي القات معتبرا إياها بالآفة التي تهدر طاقات الشعب اليمني بأكمله .
وعن طموحاته قال : الطموحات كبيرة جلها في الخروج من حالة اللا استقرار والصراعات الحزبية التي تعيق التنمية والمناكفات التي تتشدق بالحرص على الوطن لذا علينا أن نتدارك الوطن قبل انهياره وتفككه وواجبنا جميعا أن ننطلق من الحاجة لتجاوز الماضي بكل سلبياته وليكن صراعنا في جوانب التنمية والاقتصاد .

قد يعجبك ايضا