تقارير أمريكية: اليمن يهدد اقتصاد إسرائيل ويتحدى صورتها كقوة إقليمية

 

هاغاري: المعركة مع قوات صنعاء معقدة وإسرائيل تواجه صعوبات استخباراتية وعملياتية في اليمن
هجمات صنعاء أغلقت ميناء إيلات، ودفعت السفن المتجهة إليه إلى اتخاذ طريق أكثر تكلفة
هروب مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الملاجئ في منتصف الليل، وإبعاد شركات الطيران الأجنبية

قالت تقارير أمريكية جديدة أن ”الصواريخ التي تنطلق من اليمن أثبتت أنها تشكل تهديدًا عنيدًا لإسرائيل.
وبحسب وكالة ”أسوشيتد برس“ الأمريكية فإن تصاعد الهجمات الصاروخية من قبل القوات المسلحة اليمنية باتجاه العمق الإسرائيلي مع الفشل في ردعها، يهدد اقتصاد إسرائيل ويتحدى صورتها كقوة إقليمية.

الثورة / أحمد المالكي

وأكدت الوكالة أن “إطلاق الصواريخ من اليمن يشكل تهديدا للاقتصاد الإسرائيلي، حيث يمنع العديد من شركات الطيران الأجنبية من السفر إلى البلاد، ويمنع البلاد من إنعاش صناعة السياحة المتضررة بشدة”.
وأشارت الوكالة في تقرير حديث نشرته مطلع الأسبوع إلى أن من اسماهم ب “الحوثيين” يصعدون هجماتهم الصاروخية على إسرائيل مما أدى إلى هروب مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الملاجئ في منتصف الليل، وإبعاد شركات الطيران الأجنبية، والحفاظ على ما يمكن أن يكون آخر جبهة رئيسة في حروب الشرق الأوسط.
طريق اطول
وأوضحت الوكالة في تقريرها أن هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر أدت إلى إغلاق ميناء إيلات في أم الرشراش المحتلة، ودفعت السفن المتجهة إليه إلى اتخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة حول أفريقيا إلى موانئ إسرائيل على البحر الأبيض المتوسط”.
وأضافت: “طوال فترة الحرب، أطلق الحوثيون صواريخ وطائرات بدون طيار على إسرائيل، ركزوا في البداية على إيلات ثم وسعوا نطاق هجماتهم لتشمل المراكز السكانية الكبرى ومدينة تل أبيب الساحلية، وقد تكثفت عمليات الإطلاق في الأسابيع الأخيرة”.
فشل
وقالت الوكالة إن “إسرائيل قصفت مرارا وتكرارا الموانئ والبنية التحتية النفطية والمطار في العاصمة صنعاء ، على بعد نحو 2000 كيلومتر، وهدد القادة الإسرائيليون بقتل شخصيات حوثية مركزية وحاولوا حشد العالم ضد هذا التهديد، ولكن “الحوثيين” يواصلون هجماتهم، ففي الأسابيع الأخيرة، تم إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار من اليمن كل يوم تقريبا، بما في ذلك في وقت مبكر ، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في مساحات واسعة من إسرائيل، وفي بعض الحالات، اخترقت الصواريخ والطائرات نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطور”.
ولفتت إلى أن الضربات المضادة الإسرائيلية لم تردع “الحوثيين” بعد، وإن هجماتهم المستمرة تتحدى صورة إسرائيل كقوة عسكرية إقليمية”.
تصعيد
وأشار التقرير إلى أنه “في الأسابيع الأخيرة، صعدت صنعاء هجماتها الصاروخية بعيدة المدى وعالية القوة لتتناسب مع شدة واتساع التهديد الذي كان يشكله شركاؤها في السابق” في إشارة إلى حزب الله في لبنان الذي اعتبر التقرير أن “الحوثيين يستمدون منه الإلهام” حسب وصفه.
ووفقا للتقرير فإن “التهديد الذي يشكله الحوثيون يتفاقم بسبب بعدهم عن إسرائيل، مما يقيد الضربات الجوية، والمعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية المحدودة عن الأهداف المحتملة”، معتبراً أن “الأهم من ذلك هو التشدد الحوثي، وهو مزيج متفجر من معاداة إسرائيل، والحماسة الدينية، والاستعداد الذي لا مثيل له للاستشهاد والتضحية من أجل القضية الفلسطينية”.
التهديد الحقيقي
واعتبر التقرير أنه “في حين يمكن للحوثيين الاعتماد على إمدادات لا نهاية لها على ما يبدو من المقاتلين، فإن التهديد الحقيقي لإسرائيل وغيرها من الدول في المنطقة ينبع من القوة الجوية اليمنية ، والتي تطورت بشكل كبير” مشيرا إلى أن “ترسانتهم الآن تضم صواريخ قصيرة المدى، مما يمكنهم من تعطيل التجارة في البحر الأحمر، فضلاً عن الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية بعيدة المدى (فلسطين)، والتي تعهدوا بمواصلة إطلاقها على إسرائيل حتى انتهاء الحرب في غزة”.
ضغوط لا تجدي
واعتبر التقرير إن الحوثيين “يتبنون أيدلوجية قاتلة، ولا يتراجعون حتى الآن أمام محاولات ممارسة ضغوط عسكرية أو اقتصادية عليهم”.
وقال نايتس إن “الطريقة الأكثر وضوحا بالنسبة لإسرائيل لوقف هجمات” الحوثيين” هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة” بحسب ما نقل التقرير.
ونقلت الوكالة عن داني سيترينوفيتش، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في تل أبيب قوله: “إن الحوثيين هم الوحيدون الذين ينشطون الآن” معتبرا أنهم “يشكلون تحديا من نوع مختلف”، مضيفاً: “لا يوجد حل سريع. وحتى لو انتهت الحرب في غزة، فإن هذا التهديد لن يختفي”.
وأشار تقرير الوكالة إلى إن “اليمن لا تقع على حدود إسرائيل، ولا تستطيع إسرائيل بسهولة أن تنفذ غزواً برياً كما فعلت في غزة ولبنان لتفكيك البنية الأساسية لأعدائها، ويتعين على إسرائيل أن تنظم مهام جوية معقدة للطيران إلى اليمن، وهي مهام مكلفة ومحدودة في ما يمكن أن تحققه”.
اقل انكشافا
وأضاف: “إن مخابئ الحوثيين وأسلحتهم وبنيتهم التحتية أقل انكشافا بالنسبة لإسرائيل، مما يجعل ضرباتها المضادة أقل فعالية إلى حد ما”.
واعترف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن المعركة مع قوات صنعاء معقدة وأن إسرائيل تواجه صعوبات استخباراتية وعملياتية فيما يتعلق باليمن، وهو ما أكده محللون إسرائيليون بينهم مسؤول سابق، وفقا لما نقلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.

قد يعجبك ايضا