لا تزال اليمن كغيرها من الدول العربية والصديقة عرضة للإرهاب وأرض خصبة للمخربين والطامعين والمعقدين باسم الدين , أو الانتماء وتلك الخصوبة أعطت هؤلاء القدرة على التواجد والتكاثر والتسلح دون أدنى رقابة ووضع حد لانتشار نشاطات هذه الجماعات التخريبية وايقافها عند حد السيطرة وليس التغاضي عن إرهابها وما تقوم به من ترهيب الناس في مدنهم وشوارعهم وداخل بيوتهم .
إذا كنا لا نزال حتى الآن بعد تلك الخسائر العديدة من أرواح الأبرياء من المواطنين والشرفاء من العسكريين , إذا كنا لم نعاقب الجناة الذين تتوعدهم الدولة دائما بالثأر والانتقام وتخليص الشعب من شرورهم , فمتى سيحتوينا ذلك الأمان الذي بات بعيدا كلما خطونا خطوة نحو المستقبل .
متى سيخرج أبناؤنا من منازلنا إلى مدارسهم أو شوارعنا وهم في مأمن ¿
حتى الأشخاص العاديين يخرجون من منازلهم قلقين مرعوبين يتوقعون الموت في أي لحظة , سواء من بندقية مجهول أو معلوم , فلم تعد القضية هي من القاتل وإنما إلى متى تستمر الجرائم ترتكب في حق الأبرياء من الشعب اليتامى ¿
وخروج الجماعات المتطرفة بين الحين والآخر , ألا يضع تساؤلات حول حقيقة إحكام القوات المسلحة على زمام الأمور والحفاظ على السكينة العامة التي عاثت تلك الجماعات فيها ضلالا وفسادا .
نتساءل مرارا : أين الامن من كل ذلك ¿ وهل تعددت ساحات القتال حتى فقدنا السيطرة على أمن المواطن ¿
لماذا نتحرك في اللحظة الأخيرة بعد وقوع الحدث المروع ¿ ما قصة السكوت والتواطؤ واللامبالاة في سرعة السيطرة وإحكام أمورنا بحكمة العقل اليمني الذي عودنا على حنكته وحكمته في تناول قضايا عديدة كانت ولا تزال تؤرق الكثير من سكان المعمورة .
نقول لكل الطوائف والأحزاب والمعتقدات , كفى …!
اليمن غير قادر على تحمل ضغوط أخرى , ما الذي ستجنونه من كل ذلك¿ ملكا لا يبلى. أم جنة عرضها السماوات والأرض اعدت للمتقين الذين لا يفسدون في الأرض.
دعونا نكمل ما تبقى لنا على هذه الأرض في أمن وأمان لنا ولكم , لأجيالنا وأجيالكم , لأنفسنا وأنفسكم , وعودوا لضمائركم التي عفا عليها المال وتذكروا أن هذه أرضكم فلا تقيموا فيها جسرا ممردا لأعدائكم الطامعين في أرضكم وإخراجكم منها ولو بعد حين , كونوا أحرص على مستقبل بلدكم الذي تمتد إليه أيدي الغدر والخديعة متجاوزة كل الأخلاقيات والشعارات والمبادئ , لأن أهدافها لا تنبع إلا من ثقافة السيطرة والانتقام بشتى أساليبه ومسبباته , وأطماعها تطوقها أجندات خارجية بقيت سنوات عديدة تخطط في فرض سيطرتها ولم تيأس من تكرار المحاولة لأن المستعمر ينظر لمدى واسع ويخطط لمدى أبعد وأخطر مما تتوقعونه أو لم تتوقعوه .
فليحفظك الله يا بلادي ولتبقي دائما وأبدا مقبرة الغزاة الطامعين , وليبق أبناؤك المخلصون حمى لك ودروعا تأمنك من كيد العدو الغاصب ولتدومي قبلة لنا ولأجيال عديدة بإذن المولى عز وجل.
Prev Post
قد يعجبك ايضا