اليمن بالمستوى المنخفض في التصنيف العالمي للتنمية البشرية للعام 2014م


حلت اليمن في تقرير التنمية البشرية للعام 2014م الصادر الأسبوع الماضي عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في المرتبة 154 من بين 185 دولة .
ووضعت الأمم المتحدة بلادنا بالمستوى المنخفض في التنمية البشرية مع دول مثل جيبوتي والسودان وموريتانيا وجزر القمر.
وتحتاج اليمن وفقا لخبراء لعمل شاق للنهوض بالتنمية البشرية وهذا مرتبط بسير العملية التنموية في البلد ويحتاج لفترة زمنية ما بين متوسطة وطويلة نسبيا لأن هناك صعوبة في أن تخرج هذا العدد الهائل من السكان من دائرة الأمية إلى دائرة القراءة والكتابة.
وعلى الرغم من التقدم الطفيف هذا العام نظرا لتعديل جدول الترتيب ليشمل 185 دولة بدلاٍ عن 174 دولة شملها العام الماضي وجاءت فيها بلادنا في المرتبة 160 لكن اليمن تفقد منذ سنوات العديد من المراتب منذ صدور أول تقرير في منتصف التسعينيات نتيجة لأسباب عديدة أهمها تراجع نصيب الفرد السنوي من الدخل القومي الإجمالي إلى 2200 دولارا.
تصدرت قطر قائمة الدول العربية في تصنيف التنمية البشرية للعام 2014م واحتلت المركز الـ31 عالميا تلتها السعودية في المركز الثاني عربيا والـ34 عالميا ثم الإمارات العربية المتحدة.
الـ36 عالميا في حين تذيل الترتيبِ عربيٍا السودان (161) وموريتانيا (161) وجزر القمر (159) ثم اليمن (154).
وأشار التقرير إلى أن المنطقة العربية تضم ثلاث دول في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة جداٍ هما قطر والسعودية والإمارات وثماني دول في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة هي البحرين (44) والكويت (46) وليبيا (55) وعمان (56) ولبنان (65) والأردن (77) والجزائر (93).
وجاءت ست دول في مجموعة التنمية البشرية المتوسطة هي فلسطين (107) ومصر (110) وسوريا (108) والعراق (120) والمغرب (129). كما جاءت خمس دول في مجموعة التنمية البشرية المنخفضة هي اليمن وجيبوتي والسودان وموريتانيا وجزر القمر وبقي الصومال خارج التصنيف.
ووفقاٍ للتقرير فقد حلت دولة النرويج في المرتبة الأولى عالميا من حيث مؤشر التنمية البشرية 2014 تلتها استراليا وسويسرا وهولندا في المراتب التالية.
سياسات
تؤكد الأمم المتحدة أن انتهاج سياسات خاطئة وانعدام المساواة وضعف المشاركة السياسية ثلاثة عوامل من شأنها أن تعيق التقدم وتزيد الاضطرابات ما لم تسارع الحكومات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة” في تحسين وضعية التنمية البشرية.
وشددت على أن النمو الاقتصادي وحده لا يكفي لتحقيق التقدم في التنمية البشرية وأضافت أن السياسات التي تركز على الفقراء والاستثمار في القدرات البشرية في مجالات التعليم والتغذية والصحة ومهارات العمل جميعها توسع فرص الحصول على العمل اللائق وتعزز التقدم المستدام.
ويعرف التقرير أن مؤشر التنمية البشرية هو قياس موجز لتقييم التقدم الطويل الأمد في ثلاثة أبعاد أساسية في التنمية البشرية: حياة طويلة الصحة الوصول إلى المعرفة ومستوى معيشي لائق.
وبحسب ما ورد في التقرير فإن هناك أسبابا كثيرة جعلت دول المنطقة العربية باستثناء القليل منها في مراكز متأخرة في تصنيف الدول وفقا للتنمية البشرية ومنها ضعف تمثيل المرأة في البرلمانات والفوارق بين الجنسين في المشاركة في القوى العاملة.
وذكر التقرير أن المخاطر التي تواجه المنطقة العربية من نزاع وبطالة في صفوف الشباب وعدم مساواة إذا ما بقيت من غير معالجة يمكن أن تعطل مسيرة التنمية البشرية اليوم وفي المستقبل.
رؤية
من الأسباب التي تضع اليمن في هذا المستوى بالتصنيف العالمي للتنمية البشرية مؤشرات التعليم الذي تراجع الإنفاق عليه إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي كما يبلغ إنفاق اليمن على الصحة نحو 5.6%” أما التدفقات الصافية للاستثمارات الأجنبية فتقدر بحوالي 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي وتبلغ المساعدة الإنمائية الرسمية الصافية المتوفرة حوالي 2% من الناتج المحلي الإجمالي فيما تقدر التحويلات الواردة بنسبة 4.4% من الناتج المحلي الإجمالي.
كما أن حوالي 32.4% فقط من سكان اليمن الذين يقدر عددهم بحوالي 24.8 مليون نسمة يقطنون في المناطق الحضرية.
كما يعود للكثير من الأسباب بحسب أستاذ إدارة الأعمال بصنعاء الدكتور أمين البديهي ” أهمها ارتفاع الأمية لمستويات عالية جدا في اليمن وكذا متوسط دخل الفرد المتدني مقارنة بالكثير من بلدان العالم إلى جانب المؤشرات المتعلقة بالنوع الاجتماعي ومساهمة المرأة في التنمية ما تزال محدودة ولذلك فإن مثل هذه المؤشرات تؤثر على التصنيف العام.
حسابات
منذ تقرير العام 2010م حدث تغيير في المنهجية أهمها انه تم استخدام الوسط الحسابي المركب بدلا عن الوسط الحسابي البسيط الذي كان يتم العمل به في التقارير السابقه
إلى جانب مؤشر التنمية البشرية المتعلق بدخل الفرد تم تغيير منهجية هذا المؤشر حيث كان من فترات سابقة هناك حد أدنى في حدود مابين 300 دولار إلى 40 ألف دولار لكن إلآن يتم احتساب أعلى دخل للفرد مثلا ما يحوزه الفرد في دولة مثل الإمارات والذي يصل لحوالي 100 ألف دولار واقل فرد يحوزه أي فرد من الدول.
كما أن تغيير هذه المعايير وخصوصا في الدخل أثرت على وضع اليمن وعلى هذا الأساس تراجعت اليمن في التقارير الصادرة خلال الأعوام الثلاثة الماضية .
انخفاض
يرى الدكتور البريهي أن أسباب هذا التراجع والانخفاض في التنمية البشرية يعود إلى الانعكاسات والآثار السلبية لما حدث في البلاد خلال الأعوام الثلاثة الماضية حيث توقفت معظم المشروعات بما فيها مشاريع التعليم والمشاريع المتصلة بالتنمية البشرية سواء في مجال الصحة أو التعليم أو في مجال توليد فرص عمل للدخل وبالتالي هذه هي أهم الأسباب.
ويؤكد أن اليمن متأثرة فيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية البشرية وأهداف التنمية الألفية بشكل عام وهذا ناتج عن قصور في الأداء وفي حجم الموارد المتاحة التي تخصص وتوفر لهذا الجانب.
أيضا مناهج التنمية البشرية تتغير من فترة لأخرى وبالتالي هذا يؤثر على ترتيب الدول ومنها اليمن.
ويشير إلى أن أهم الأسباب يرجع إلى الدخل الفردي السنوي للفرد اليمني ونظرا لارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم وانحدار فرص العمل هذا كان له الأثر البالغ في تراجع دخل الفرد والذي يعتبر من المقاييس الرئيسية للتنمية البشرية.
بناء الإنسان
يؤكد الدكتور عادل باحميد مدير مؤسسة العون للتنمية أهمية بناء الإنسان والاهتمام بالكفاءات وبناء الطاقات الإدارية في هيكل الدولة في القطاع العام أو الخاص حيث ان بلادنا بحاجة لثورة حقيقية لتطوير حقيقي نحتاج لبناء قدرات الاستثمار في الإنسان اليمني مشيراٍ إلى أن الإهمال الكبير للتنمية البشرية يؤثر على خلق هيكل إداري مؤسسي حديث .
ويؤكد على أن التنمية البشرية من أساسيات تطور المجتمعات لأن مفهومها ومحورها وركيزتها الأساسية هو الإنسان وتعتبر مهمة جداٍ بالنسبة لليمن باعتبارها الطريق الصحيح لانتشال المجتمع من المشاكل التي يعاني منها.
ويرى ان هناك نظره قاصرة تجاه هذا الموضوع تحد من تطوير التنمية البشرية وأهم أسباب انخفاضها لأن النظرة الشاملة المتكاملة لبرامج التنمية البشرية تجعلها أكثر نفعاٍ وتأثيراٍ وأكثر تحقيقاٍ للأهداف التنموية المنشودة ويقيها من أن تتحول إلى مجرد بقعُ متناثرة عبر دورات هنا وأخرى هناك تتشتت بها الجهود وتبدد فيها الأموال والطاقات.

قد يعجبك ايضا