الشتاء كابوسٌ يُلاحق النازحين في غزة

 

الثورة /
بات فصل الشتاء يؤرق النازحين الفلسطينيين، ويثقل كاهلهم كونهم يعيشون في خيم متهالكة. ‎إذ يتعرض هؤلاء بشكل دائم، ولا سيما مع فصل الشتاء وموجات الصقيع، لقصف “إسرائيلي” مستمر.
في ظل تضييق المساحة الإنسانية إلى 10% من مساحة القطاع البالغة 365 كيلو مترًا مربعًا ، اضطرّ محمد عفانة النازح من سكان شمال قطاع غزة إلى نصب خيمته في وادي السلقا، في مدينة دير البلح وسط القطاع. ويقول عفانة لموقع “العهد” الإخباري: “نحن هنا، في مخيم أبو الروس، وهي أرض طينية بتسبب الحساسية وأمراض جلدية وضيق في التنفّس”. ويضيف: “نقترب من فصل الشتاء، وهذه المنطقة كونها منخفضة تغرق في الشتاء، خاصة أن “إسرائيل” تقوم بفتح السدود”.
ويتابع “المنطقة هذه ستغرق، وسترتفع المياه إلى ما يقارب متراً إلى متر ونصف عن الأراضي الموجود فيها النازحون”، ويُشير الى عدم وجود أماكن لنصب الخيم بعد تضييق الجيش “الإسرائيلي” للمناطق الإنسانية. ويناشد عفانة الجهات المختصة بدعم النازحين لحماية أنفسهم من فصل الشتاء، ويقول “خيامنا كلها لا تتحمل شتاءً.. نحن جالسون على “شوية” حرامات”.
بدورها، تشتكي أم إياد كحيل من الرائحة الكريهة في مراكز الإيواء وخيم النزوح، وتتساءل: “أين نذهب؟ لم تبقَ أماكن يمكن أن نتوجه إليها سوى منازلنا”. وهي تحذّر عبر “العهد” من ضياع جبل كامل لإغلاق المادري في غزة بسبب استمرار الحرب.
من جهته، يقول المهندس حازم خليل مدير مياه الصرف الصحي، في دير البلح، إن وادي السلقا يعدّ أحد المناطق الصعبة التي يُتعامل معها خلال فصل الشتاء. ومجرى وادي السلقا يبلغ نحو 4 كيلو وهو مؤمن من خلال السواتر الترابية التي تنهار في حال ارتفاع سيل المياه. ويصبّ وادي السلقا في منطقة البركة. وهذه المنطقة منخفضة، تعبرها المياه بشكل كامل على مساحة تزيد عن 30 دونمًا بإرتفاع مترين ونصف إلى 3 أمتار.
ويُصرّح خليل لـ”العهد”: “لا يوجد مخرج لتصريف مياه وادي السلقا؛ لذلك أطلقت البلدية، خلال الأيام الماضية، تحذيرًا وإشعارًا للنازحين والسكان الموجودين في ساحة البركة والمجاورين لمجرى الوادي لإشعارهم بخطورة الأمر”. ويُضيف: “وضعت البلدية مع المؤسسات الدولية والداعمة كلها وذات العلاقة من أجل الاطلاع على مشكلة وادي السلقا والمساعدة ومحاولة التخفيف من الآثار التي قد تترتب نتيجة جريان مجرى وادي السلقا”.
ويتابع: “نحن بحاجة إلى تعزيز السواتر الترابية على جانبي الوادي على طول مجرى الوادي، وخصوصًا من شارع صلاح الدين شرقًا وصولًا إلى البركة نحو 2.5 كيلو مترًا، كذلك بحاجة إلى تنظيف مجرى الوادي من المخلفات، وإلى تنظيف العبّارات حتى لا تتراكم النفايات فيها، ما قد يحدث فيضانًا في منطقة أخرى بغير المسار في وادي السلقا”. ويستطرد: “كذلك نحن بحاجة إلى إخلاء النازحين في صحن البركة؛ لأن حياتهم معرضة للخطر نتيجة حدوث تجمع للمياه، واحتمال غرق معظم النازحين الموجودين في المكان”.
ويختم خليل: “طبعًا؛ ليس بإمكان البلدية توفير أماكن بديلة، لكنّنا تواصلنا مع المؤسسات الدولية، من اليونيسيف والصليب الأحمر، من خلال المؤسسات الدولية المعنية بالأمر. وهناك تواصل، على مدار اليوم معهم، من أجل إيجاد أماكن بديلة للمساعدة في نقل هؤلاء النازحين من صحن البركة إلى أماكن أخرى أكثر أمنًا”

قد يعجبك ايضا