مواجهة النظام السعودي

مطهر الأشموري

 

لعل حرب الإجرام والإبادة الجماعية على غزة- ومشاركة اليمن الفاعلة في مناصرة غزة والشعب الفلسطيني- مثلت أولوية مقنعة وطنياً وشعبياً، ومع ذلك لنا أن نتساءل: ماذا لو لم تحدث هذه الحرب العدوانية الإجرامية على غزة؟..
كيف كان علينا التعامل مع واقع ما بعد العدوان السعودي الأمريكي؟..
منذ حوارات الكويت، وأمريكا تنفذ ما هددت به وهي الحرب الاقتصادية والنظام السعودي يتطابق مع هذه الحرب وأهدافها في اليمن وإن يقل غير ذلك أحياناً على طريقة أنه مع الحل الواقعي والمنصف للمشكلة في اليمن، ولكن أمريكا وبريطانيا يرفضان ويفرضان ما يريدانه من تموضعهما الدولي وبما لديهما من صلاحيات ربطاً بقرارات دولية..
ما عرفت بالتهدئة والهدنة ووضع اللاسلم واللاحرب هو إلى مأزق الصعوبة ومستوى من العجز في التعامل مع مسألة الاقتصاد في ظل حرب أمريكية سعودية لمنع استقرار اليمن كاستقرار إيجابي في الجانب الاقتصادي تحديداً..
فهذه الحرب الاقتصادية هي بمثابة جريمة وهي بمثابة إبادة جماعية في استهدافها للشعب اليمني..
إذا أمريكا كانت واضحة في الإعلام خلال مفاوضات الكويت في تفعيل الحرب الاقتصادية كإبادة جماعية تجاه الشعب اليمني.. فأين نكون نحن قد أخطأنا في مواجهة ذلك..
في تقديري أننا أخطأنا بقبول هدنة مخطط لها أمريكياً- سعودياً لأن ذلك حقق سلماً وأمناً للسعودية وهي نقطة الضعف لأمريكا في موازاة إسرائيل وبالتالي فأمريكا والنظام السعودي سارا في أقصى وأقسى تفعيل للحرب الاقتصادية ولم يعد بمقدورنا الدفع إلى حل لواقع اليمن والشعب اليمني كحل سياسي ولا أن نطالب بالحقوق والتعويضات المشروعة والمستحقة من نظام آل سعود، وكأن المراد هو دفعنا لاستجداء تخفيف الحرب الاقتصادية..
عدم القبول بهدنة ممددة وممططة وعدم الانصياع لفرض أمر واقع “اللاسلم واللاحرب” هو أفضل ما كان سيوصل للحلول والحلحلة بالحد الأدنى من الإنصاف..
أمريكا التي هددتنا من الكويت بحرب اقتصادية لا تبقي ولا تذر تعترف بانكساراتها وعجزها بحرياً أمام اليمن لكنها تردد وتؤكد أن نقطة ضعف “الحوثي أو الحوثيين” هي الاقتصاد..
هذه هي الحروب الأمريكية الأهم وبالذات بعد انتهاء حرب غزة وكأنها تعد لانفجار شعبي ضد أنصار الله وضد حزب الله من متراكم حروبها الاقتصادية وهذا ما يفترض وضعه أمام أعيننا لنجد مخارج أو تكتيكات تعيننا..
عدونا المباشر في عدوان السنوات التسع وعدونا المباشر في الحرب الاقتصادية هو النظام السعودي حتى وإن قال ـ وسيقول ـ غير ذلك..
وفي هذا الصدد لا يعنينا مصالح أو سقف مصالح أكانت أمريكا أو حتى روسيا أو الصين أو غيرهما، لأن ما هو لنا كحقوق مشروعة يظل فوق قياسات ومقاسات هذه البلدان من منظور مصالحها..
لا نحتاج للارتكاز بالضرورة على الحروب والصراعات الداخلية وهي في صلب مخططات أمريكا والنظام السعودي معاً..
فالتصويب لخطأ أو خطيئة الهدنة الممططة لا يكون ولم يعد ممكناً إلا من خلال مواجهة مع النظام السعودي وأياً كانت وأياً جاءت النتائج ستظل أفضل من القائم وما يرتبط به في القادم، أكانت مواجهة الحروب الاقتصادية أو البناء أو التغيير كمسمى للحكومة، فكل ذلك يبدأ وينتهي بمواجهة النظام السعودي..
لقد أثبتت اليمن أنها على مدى بعيد وأبعد هي العمود الأهم في محور المقاومة ولكنه بدون مواجهة مباشرة وتصفية الحسابات مع النظام السعودي لن تكون كذلك فلا تتركوا للعداء والأعداء أن يعيدوا تركيع الشعب اليمني وواقع اليمن لألعابهم وأهوائهم واستراتيجية التغيير والبناء يفترض أن ترتكز على المواجهة المباشرة مع النظام السعودي وبدون ذلك سنظل في مأزق وفخوخ تلاحقنا وتتلاحق علينا من حيث ندري ومن حيث لا ندري..
مع ثقتي الكاملة بما طرحت وما ذهبت إليه فلعلي أتمنى أن أكون أخطأت ومثلما كنت أطرح حول الهدنة المطاطية الممددة “الزمن بيننا”، فإني لا أملك أن أقول عما طرحته إلا أن الزمن بيننا أيضاً.

قد يعجبك ايضا