مهارات العمل التليفزيوني وتقنياته

الثورة –
تظل الكتابة للصورة الهم الرئيس والشغل الشاغل للصحافيين التليفزيونيين والجميع يعترف بأنها مهارة ليست هينة وإتقانها والتمكن منها يحتاج عملاٍ دؤوباٍ لسنوات.
ورغم تعدد وتنوع طرق بناء الموضوعات الصحافية وإدخالها في السياق الجذاب للمتلقينº فإن عالم الصحافة التليفزيونية يظل محكوماٍ لحسن الحظ ببعض المعايير الموحدة التي يساعد الإلمام بها على تسهيل مهمة الصحافيين التليفزيونيين الجادين في إيصال الحقيقة بصورة مبتكرة.
ثمة أشكال خبرية عديدة تظهر على الشاشة أو يقرأها المذيع ولكل شكل من هذه الأشكال سمات تحريرية مختلفة والسطور التالية تتناول بعض ما يظهر على الشاشة من مادة يتم تحريرها بصورة مسبقةº وهي:
– الأخبار المقروءة فقط (مذيع فقط من دون أي صور)
– الأخبار المصاحبة لصور ثابتة أو جرافيكس
– الأخبار المصاحبة للصور والتي يقرأها المذيع
هي ظاهرة ربما تنفرد بها التليفزيونات العربية. فمهنتنا مهنة الصورة وكل ما هو من دون صورة يعني تلقائياٍ أنه غير تليفزيوني. لكن عادة ما يلجأ الصحافيون التليفزيونيون إلى هذا النوع من الأخبار في حالة الأخبار العاجلة أو الأخبار التي يضطرون إلى التعامل معها كالأخبار الرئاسية أو السيادية والتي ترد في اللحظات الأخيرة بحيث لا يتسنى في الوقت المتاح إعداد مادة فيلمية أو جرافيكس مناسب لها. إن اضطررت إلى تحرير هذه النوعية من الأخبار عليك الانتباه إلى أن هناك ثلاثة عناصر: المذيع الذي سيجد نفسه متورطاٍ في الظهور أمام الكاميرا ليقرأ فترة طويلة من الزمن من دون توقف. والمشاهد الذي سيمل مشاهدة المذيع وقد يفقد الاهتمام بالمشاهدة لأن التليفزيون قد تحول إلى إذاعة. والرسالة التي فقدت فرصة الوصول بطريقة أكثر جاذبية. لذلك عليك بالاختصار فيجب ألا تزيد مدة أي من هذه الأخبار بأي حال عن 25 ثانية أي 50 كلمة باللغة العربية.
لا تختلف هذه النوعية من الأخبار كثيراٍ عن السابقة في أنها أخبار تناقض بطبيعتها العمل التليفزيوني القائم على استخدام المادة الفيلمية. غير أن معظم الإخباريين التليفزيونيين في العالم لا يجدون مفراٍ من اللجوء إلى استخدام هذه الأخبار في عدد من الحالات التقليدية:
– أخبار الزيارات المتوقعة أو المؤتمرات الصحافية المهمة جداٍ والتي لم تحدث بعد. فمن المنطقي إن أردت إبرازها في نشرة الأخبار أن تستخدم صورة الأشخاص المعنيين بالزيارة أو المؤتمر الصحافي.
– تصريحات صحافية أدلى بها أشخاص لهم علاقة رئيسة بخبر كبير فتحولت تصريحاتهم أخباراٍ. لكنهم كانوا قد أدلوا بهذه التصريحات للصحافة المكتوبة أو لوكالة أنباء وليس للتليفزيون. من المنطقي إن اضطررت إلى إبراز هذا الخبر أن تستخدم صورة الشخص الذي أدلى بالتصريح.
– الأخبار المهمة المتعلقة بمناطق نائية لايسهل ولن يسهل الحصول منها على صور ولا يمكن إغفالها. وهنا تْستخدم عادة خريطة المنطقة.
– الأخبار العاجلة التي يْتوقع وصول صور لها لكن لا يمكن انتظارها مثل الانفجارات أو الحرائق الكبرى أو حوادث سقوط الطائرات أو اختطافها.
التصنيف السابق يحدد معظم حالات اللجوء إلى الجرافيكس في خبر يْقرأ من جانب المذيع. ولكن رغم منطقية اللجوء إلى الجرافيكس فهناك فرصة لأن تجعله أكثر جاذبية وأن تقلل من حجم الضرر الناتج عن استخدام الصورة الثابتة في التليفزيون.

قواعد استخدام الجرافيكس :
– الجرافيكس هو بديل المادة الفيلمية وبالتالي يجب أن يكون واضحاٍ ومحدداٍ لينجح.
– أن يكون مرتبطاٍ بشكل مباشر بالخبر وبالتحديد بالكلمة التي سيظهر عندها. فليس من المنطقي أن تقول كلمة نيويورك في وقت تظهر فيه صورة لمبنى الأمم المتحدةº إذ إن العقل الباطن للمشاهد يتوقع في هذه اللحظة أن يرى خريطة نيويورك. كما أنه ليس مفيداٍ أن تستخدم خريطة جمهورية مصر العربية للحديث عن انفجار في مصنع بالسويس فالمشاهد يتوقع من الجرافيكس أن يضيف إلى معلوماته لا أن يرى من خلاله خريطة صماء بينما محل الخبر غير واضح. اجتهد لتوضح مدينة السويس ولتجعل الجرافيكس أكثر تفصيلاٍ.
– الالتفاف على خبر تصريحات مهمة بأن تقوم بإبراز نقاط رئيسة من هذه التصريحات مكتوبة على الشاشة بجوار صورة الشخص المعني ومعها عنوان يلخص الخبر. احرص على أن يتوافق ظهور كل نقطة مع قراءة المذيع للنص المتعلق بها.
– حوادث سقوط الطائرات أو اختطافها من الحالات النموذجية لاستخدام الجرافيكس. حاول فوراٍ التأكد من المعلومات وتحديد موقع إقلاع الطائرة ونوعها وإلى أي خطوط تنتمي والمدينة التي كانت متوجهة إليها والمدينة التي سقطت أو اختْطفت بالقرب منها. كل هذه العناصر تجعل من الخبر جاهزاٍ كي يظهر على خريطة متحركة تبرز المعلومات للمشاهد. في الواقع حتى بعد وصول صور حطام الطائرة أو صور الطائرة المخطوفة رابضة على أرض أحد المطاراتº يظل استخدام الجرافيكس لتوضيح المعلومات الأولية أمراٍ حتمياٍ حتى ترضي فضول المشاهد. (Out Of Vision /or/ Live Voice Over) وتسمى في بعض التليفزيونات العربية فيديو.
هي النوعية الأكثر شيوعاٍ في كثير من التليفزيونات العربية. ربما لا يدرك القائمون على تحرير هذه الأخبار أنها أحياناٍ أصعب بكثير من إعداد التقارير التليفزيونية. فالخبر كي يصبح فيديو أو (OOV) جيدا يجب أن تنطبق عليه مجموعة من الشروط:
– ألا تزيد مدته (المقدمة مع الفيديو) على 35 ثانية أي 70 كلمة عربية.
– ألا يتم تكرار الخبر مرتين مرة في المقدمة ومرة في جسم الفيديو.
– أن يكون الربط بين الجزئين سلساٍ من دون استخدام كلمة : “فقد…”.
– أن تعبر كلمات الجزء الثاني عن الصور لا أن تصفها.
– أن يتم إبراز عنصر خبري أو اثنين فقط بشكل واضح.
– أن يتم انتقاء صور الجزء الثاني بعناية لتعبر عن الحدث.
– مراعاة تعديل الصور قليلاٍ بعد عدد من النشرات إن كانت القناة تعمل على مدار الساعة.
– ألا تْترك الصور على الهواء بعد انتهاء النص أي يجب القطع على المذيع مباشرة.

قد يعجبك ايضا