–
يحتفل به سنوياٍ في ٣٢ مارس
إعداد/ نبيل نعمان
❊ .. تحتفل اليمن ودول العالم أعضاء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية البالغ عددهم 189 ومجتمع الأرصاد الجوية على نطاق العالم باليوم العالمي للأرصاد الجوية في 23 مارس من كل عام وشعار هذا العام «الطقس والمناخ والماء زاد المستقبل».
والاحتفال بهذا اليوم هو تخليد لذكرى بدء سريان اتفاقية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي أنْشئت بموجبها المنظمة في ذلك التاريخ من عام 1950 م وبعد ذلك بعام أي في عام 1951م سْميت المنظمة وكالة متخصصة في منظومة الأمم المتحدة.
ونورد هنا أهمية الطقس والمناخ والماء في الحياة على كوكب الأرض والترابط بينهما لتعزيز جهود حماية البيئة والموارد الطبيعية وإرساء التنمية المستدامة ورفاه الانسان والمادة أدناه حول المناخ والماء والطقس مستقاه من موقع المنظمة العالمية للأرصاد .
المناخ
المناخ من الموارد الطبيعية الحيوية لرفاه الإنسان وصحته ورخائه. والمعلومات التي تقوم المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا NMHSs بجمعها وإدارتها وتحليلها بتنسيق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وبالتعاون مع منظمات وبرامج إقليمية ودولية أخرى تساعد صانعي القرارات ومستخدمي هذه المعلومات على تخطيط أنشطتهم ومشاريعهم وتكييفها مع الأحوال المتوقعة. وبذلك يمكن اتخاذ ما يلزم من قرارات عند التخطيط للحد من المخاطر وتحقيق أفضل الفوائد الاجتماعية الاقتصادية الممكنة.
ويؤثر المناخ على حياة الناس وسبل العيش في كل مكان. والاحترار العالمي يهدد المجتمع بطرق شتى فزيادة الجفاف وطول أمده يمثل خطراٍ مباشراٍ على ملايين البشر. ويؤثر انخفاض المحاصيل الزراعية والأسماك على ملايين أخرى من البشر. وتسببت موجات الحرارة التي شوهدت مؤخراٍ لاسيما في المناطق الحضرية في وفاة الآلاف من الناس وبوجه خاص المسنين والمصابين بالعجز. ويعتمد اقتصاد كثير من البلدان لاسيما البلدان الجزرية الصغيرة على السياحة. وهذه البلدان تتأثر بشدة بارتفاع مستوى سطح البحر وتآكل السواحل وتسرب المياه المالحة ونقص المياه الصالحة للشرب وتدمير البيئة الطبيعية وجميع الآثار الضارة الناجمة عن تغير المناخ. وفي شتاء 2007 -2006م تكبدت منتجعات رئيسية كثيرة في جبال الألب الأوروبية خسائر مالية بسبب نقص الثلوج الناجم عن دفء الطقس.
ويوفر المناخ أيضاٍ مصادر للطاقة المتجددة وغير الملوثة: الطاقة الشمسية والطاقة الريحية. ويمكن أن يساعد فهم المزارعين والصيادين وسكان الغابات للنظام المناخي في زيادة محاصيلهم ومخزوناتهم. وتدعم المنظمة المنتديات الإقليمية للتوقعات المناخية التي يلتقي فيها أخصائيو علم المناخ من أجل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن التنبؤات المناخية الفصلية ثم تجمع المنظمة مجموعات مختلفة من المستخدمين في مجالات الوقاية من الكوارث والصحة والزراعة والحراجة ومصائد الأسماك والسياحة والطاقة من أجل مناقشة التأثيرات المحتملة. وثمة عدد كبير من الجهات العالمية المنتجة للتنبؤات المناخية وأكثر هذه التنبؤات دقة تلك التي تستند إلى التنبؤات بظاهرة النينيو.
وتنسق المنظمة الجهود الرامية إلى تلبية الاحتياجات من المعلومات المناخية مثلاٍ لمراقبة المناخ وإدارة البيانات المناخية والكشف عن تغير المناخ والتنبؤات المناخية التي يتراوح مداها بين النطاق الفصلي ونطاق ما بين السنوات وتقييم آثار تغير المناخ.
ويعزز البرنامج العالمي للتطبيقات والخدمات المناخية WCASP في إطار برنامج المناخ العالمي WCP التطبيق الفعال للمعارف والمعلومات المناخية لصالح المجتمع وتقديم الخدمات المناخية بما في ذلك التنبؤ بالتقلبات المناخية الهامة الطبيعية منها والناجمة عن الأنشطة البشرية على السواء. ويتناول مشروع خدمات المعلومات والتنبؤات المناخية CLIPS تطبيق الخدمات المناخية على نطاق العالم. والغرض من المشروع هو الاستفادة من قواعد البيانات الحالية ومن المعارف المناخية المتزايدة ومن تحسين قدرات التنبؤ من أجل الحد من التأثيرات السلبية لتقلبية المناخ كما أن الغرض منه هو تعزيز أنشطة التخطيط استناداٍ إلى تطور قدرات العلوم المناخية.
وعملية مراقبة المناخ حاسمة الأهمية لمواصلة تعميق فهمنا لتعقد النظام المناخي وإمكانية التنبؤ به. والاطلاع على البيانات والمعلومات المناخية المرتبطة بها والتي يتم جمعها ونشرها على المستخدمين يبقي أصحاب المصلحة على علم بحالة المناخ والبيئة الطبيعية. وتؤدي برامج الرصد مثل النظام العالمي لرصد المناخ GCOS والنظام العالمي لرصد المحيطات GOOS دوراٍ رئيسياٍ في تحسين جمع البيانات اللازمة من أجل تطوير التنبؤات المناخية والكشف عن تغير المناخ.
وتعزز المنظمة WMO وشركاؤها من خلال البرنامج العالمي للبحوث المناخية الفهم العلمي الأساسي للنظام والعمليات الفيزيائية اللازمة لتحديد إلى أي مدى يمكن التنبؤ بالمناخ وإلى مدى تأثير الإنسان على المناخ. وتقوم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC التي أْنشئت في عام 1988م والتي تشارك المنظمة في رعايتها بتقييم المعلومات العلمية والفنية والاجتماعية الاقتصادية المتصلة بفهم مخاطر تغير المناخ الناجم عن فعل الإنسان وتأثيراته المحتملة وخيارات التكيف معه والتخفيف من آثاره. وتعد المنظمة أيضاٍ بياناٍ سنوياٍ عن حالة المناخ.
وتساعد أنشطة إنقاذ البيانات المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا NMHSs وبوجه خاص المرافق الوطنية في البلدان النامية على النفاذ إلى البيانات التاريخية لأغراض مختلفة.
الطقس
كل واحد منا يهتم بالطقس. ففي كثير من البلدان تمثل النشرة الجوية أوسع البرامج التليفزيونية مشاهدة. ويحتاج الناس في مختلف أنحاء العالم إلى معرفة حالة الطقس اليوم أو غداٍ بغية معرفة مدى إمكانية قيامهم بعمليات البذر أو الزراعة أو الحصاد أو الإبحار أو القيام بغير ذلك من الرحلات أو التأهب للمخاطر الطبيعية المحدقة مثل الأعاصير. فهم يريدون معرفة الأحوال الجوية للمناسبات الرياضية الخارجية أو الأنشطة الترفيهية أو ببساطة لمعرفة ماذا يرتدون وهل يأخذون معهم مظلات أم لا.
وتقوم المرافق الوطنية للأرصاد الجوية في إطار المراقبة العالمية للطقس التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO برصد الطقس والمناخ على مدار الساعة وفي جميع أنحاء العالم لكفالة استمرار تدفق البيانات التي تْنقل بعد ذلك إلى شتى أنحاء المعمورة لأغراض التنبؤ والتخطيط. إنه نظام فريد ذلك النظام الذي يتألف من شبكة تضم محطات للرصد تابعة لمراكز وطنية وإقليمية وعالمية وتعمل على مدار الساعة في الوقت الحقيقي وتقدم للمستخدمين النهائيين والجمهور بيانات واردة من سطح الأرض ومن الفضاء لأغراض التنبؤات والإنذارات.
إن الطقس لا يعرف حدوداٍ وطنية. فالعمل الذي يضطلع به أخصائيو الأرصاد الجوية والذي كثيراٍ ما يكون بعيداٍ عن الأنظار من أجل مصلحتنا وسلامتنا هو إلى حد كبير جهد جماعي. ومن هنا جاء شعار المنظمة العالمية للأرصاد الجوية «العمل سوياٍ في مجالات الطقس والمناخ والماء».
ويشغل أعضاء المنظمة WMO شبكات الرصد الخاصة بهم وينسقونها في إطار النظام العالمي للرصد GOS الذي يوفر بيانات ومعلومات رصد أساسية وفريدة عن حالة الأرض وغلافها الجوي. والنظام GOS هو أهم نظام عالمي تشغيلي لرصد الأرض يتمتع بقدرة شاملة.
وتقوم نظم الرصد في إطار هذه الشبكات بجمع بيانات الأرصاد الجوية والبيانات المناخية والهيدرولوجية والبحرية والأقيانوغرافية من أكثر من 15 ساتلاٍ و 100 محطة عائمة رأسية و 600 محطة عائمة منساقة و 3000 طائرة و 7300 سفينة ونحو 10000 محطة أرضية القاعدة. وتستخدم الحواسيب العملاقة نماذج رياضية تستند إلى قوانين فيزيائية لإنتاج الخرائط والنواتج الرقمية والتنبؤات بالطقس وبجودة الهواء والتوقعات المناخية وتقييمات الأخطار وخدمات الإنذار المبكر. وتبث سواتل الأرصاد الجوية معلومات الطقس في الوقت الحقيقي عدة مرات يومياٍ إلى أكثر من 1000 موقع.
وتساعد الرصدات والبيانات على وضع نواتج وتنبؤات يجري نشرها بعد ذلك على النطاق العالمي من خلال النظام العالمي للاتصالات GTS التابع للمنظمة WMO وبذلك يتمكن الأعضاء من تقديم خدمات موثوقة وفعالة في مجال الطقس لدعم سلامة الأرواح والممتلكات فضلاٍ عن الصالح العام والرفاه العام للسكان. ومن الأمثلة على ذلك سلامة عمليات الطيران وانتظامها وكفاءتها والزراعة ومصائد الأسماك والأمن الغذائي والنقل البحري والسلامة في البحار weather.gmdss.org ومراقبة موارد المياه والإنذار المبكر بالمخاطر الطبيعية والتأهب المجتمعي.
وفي المتوسط فإن موثوقية التنبؤ بالطقس لمدة خمسة أيام في الوقت الراهن يعادل موثوقية التنبؤ لمدة يومين منذ 20 عاماٍ.
وبالرغم من التقدم الكبير في المجالين العلمي والفني لاتزال ثمة تحديات كما أن دقة التنبؤات الفردية بالطقس تتباين تبايناٍ كبيراٍ. وتتضمن تلك التحديات تحديد سمات أوجه عدم التيقن في التنبؤات الفردية والإبلاغ عنها والنهوض بمهارات التنبؤ في مناطق يتعذر فيها إحراز تقدم (مثل هطول الأمطار الغزيرة ونشوء الأعاصير المدارية وكثافتها وهيكلها).
ويؤدي البرنامج العالمي لبحوث الطقس WWRP التابع للمنظمة WMO دوراٍ رائداٍ في التصدي لتلك التحديات مع التركيز على الظواهر الجوية التي لها تأثيرات كبيرة على المجتمع والاقتصاد والبيئة. وتغطي الجهود التي يبذلها البرنامج WWRP نطاقات زمنية تتراوح ما بين الساعات والأسابيع وحتى الشهور في بعض الحالات. ويتمثل أكبر نشاط للبرنامج WWRP في تجربة البحوث الخاصة بنظم الرصد وبإمكانية التنبؤ THORPEX التي تهدف إلى التعجيل بتحسين دقة التنبؤات بالطقس الشديد التأثير من مدة يوم واحد إلى أسبوعين وتحسين استخدام تلك التنبؤات.
الماء
يعتبر الماء مادة أساسية للحياة ولتوليد الكهرباء وللري وتلبية الاحتياجات المنزلية. وتشجع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من خلال برنامج الهيدرولوجيا وموارد المياه على تقييم موارد المياه وهي توفر التنبؤات اللازمة للتخطيط لأعمال تخزين الماء والأنشطة الزراعية والتنمية الحضرية. كما تدعم المنظمة اتباع نهج متكامل متعدد التخصصات إزاء إدارة موارد المياه.
وتقوم المرافق الوطنية للهيدرولوجيا بتوفير قياسات المتغيرات الهيدرولوجية بما في ذلك قياس المياه السطحية والمياه الجوفية كماٍ ونوعاٍ فهذه المتغيرات أساسية لإدارة موارد المياه بصورة فعالة ولتبادل بيانات الهيدرولوجيا. وتمثل الفيضانات في كثير من أنحاء العالم مشكلة كبيرة مما يجعل الحاجة ماسة إلى إدارة الفيضانات إدارةٍ سليمة بهدف تخفيف تأثيرها. وتعتبر السهول التي تغطيها الفيضانات أراضي خصبة تفيد التنمية البشرية كما أن الفيضان نفسه يعتبر ظاهرة طبيعية من ظواهر النظام الطبيعي لنهر ما. وعلى هذا فإن لممارسات إدارة الفيضانات دوراٍ هاماٍ تؤديه لحماية الناس وتنميتهم الاجتماعية والاقتصادية من الفيضانات وآثارها.
وتعلق أهمية كبرى على مسألة دقة البيانات وإمكانية الاعتماد عليها في صوغ إستراتيجيات الإدارة المتكاملة لموارد المياه. وقد عمدت المنظمة إلى وضع برنامج النظام العالمي لرصد الدورة الهيدرولوجية WHYCOS وذلك لمساعدة البلدان على الحفاظ على نظم الحصول على المعلومات المتصلة بالماء لديها وعلى إيصال هذه المعلومات إلى صانعي القرار وإلى مختلف الجهات المعنية. وتوفر المنظمة الدعم للأعضاء ولاسيما البلدان النامية لإقامة قاعدة معرفية دقيقة حسنة التوقيت ومتاحة تمكيناٍ لها من تحقيق التنمية المستدامة لمواردها من المياه العذبة.
ولنظم الإنذار أهمية حيوية بالنسبة للوقاية من الأخطار الطبيعية التي تنشأ من المحيطات من قبيل الكوارث الطبيعية وأمواج السنامي وعرام العواصف الناتج عن الأعاصير. وتعمل المنظمة مع شركائها على تحسين نظم الإنذار هذه في مختلف أنحاء العالم.
كما تقدم المنظمة خدماتها تدعيماٍ لسلامة الحياة والممتلكات في أعالي البحار ولحماية البيئة البحرية ولإدارة الموارد البحرية بكفاءة وذلك على أساس بيانات الأرصاد الجوية البحرية والإقيانوغرافيا التي يْلتزم بحسن التوقيت في جمعها وتوزيعها.