
* تعطلت احدى السفن في عرض البحر وفشل عدد من المهندسين في اصلاحها الى ان جاء نيكولا اخرج مطرقته وضرب المحرك ضربة واحدة ليعود الى العمل مجددا .
رأى طاقم السفينة ما قام به الرجل وهو ما دفعهم الى الاعتراض على المبلغ الذي طلبه في الفاتورة انت لم تقم بالكثير حتى تطلب الف دولار هل لك ان ترسل لنا بالتفاصيل فكتب اليهم دولار ثمن الضربة وتسع مائة وتسع وتسعون ثمن معرفة اين اطرق .
حين انتهى عادل النهمي وهو مدرب تنمية بشرية يعرف ما يفعل من محاضرته سألته لما لم يكن أحمد او عبدالله أو حسن أو غيرها من الأسماء هو من قام بإصلاح السفينة بحكم أنها تبحر في بحر العرب – قال ضاحكا إن أي مثال يستخدمه مدرب التنمية لابد ان تكثر فيه الأسماء الأجنبية كي يزداد وقعا لدى المتلقين ويزدادون اقتناعا بحقيقته .
هذا ليس المثل الوحيد الذي يكون بطله أجنبيا أو أبطاله جميعا إنها عادة في التنمية البشرية كما هي في العلوم الأخرى وللأسف إنها حقيقة وليست عادة سنها المدربون كما قال النهمي فجميع القصص التي يبنى عليها نموذج جيد تعود الى خارج الحدود العربية ” بالكاد بدأنا نستخدم ماليزيا كنموذج ناجح للنجاح العام والشخصي وحتى هي للأسف بدأت تتراجع اقتصاديا وأصبحنا غير قادرين على إقناع المتدربين على أنها نموذج أفضل من الدول الأخرى في آسيا عقب نهضة الصين وقبلها اليابان , صاحبة الكم الأكبر في استشهادات التنمية البشرية ” .
تفسير
* هناك تفسير آخر لا يتنافى مع السابق هو أن المؤلفات الخاصة بالنجاح وتقديمه كمادة تعود الى الأجانب ونادرا ما تحدث العرب عن نجاحات لأنها قليلة ولا تحتاج إلى تدوين باستثناء الانتصارات في الحروب وليس في الحياة .
كل المؤلفات التي يعتمد عليها كل مدربي التنمية أجنبية ومثيرة للاهتمام والنماذج الإنسانية لأجانب حتى تلك المؤلفات التي أكثر منها مدرب التنمية البشرية إبراهيم الفقية كانت دائما تدور حول نجاحات أجانب قدموا للبشرية الكثير ولم تكن لنماذج من المحيط العربي وان حاول أن يعيدنا إلى هذا المحيط المحبط في كثير من نواحيه.
نادرا ما تنتهي قصة النموذج العربي بنكسة قللت أو الغت النجاح الذي أراده حتى تلك قصة طيران عباس ابن فرناس كنموذج لمسلم حاول الطيران انتهت بمأساة موته وهذا يجعلها قصة غير مكتملة لتقديمها كمصدر الهام يتم التعلم منها يصعب القول انظروا كيف نجح في التحليق كأول إنسان ليموت بعدها بدقائق إن الحياة أغلى قيمة ويصعب إقناع الناس أنها لا تساوي شيئا أمام الاختراع أو الابتكار لأنهم لا يريدون أن يموتوا وهم يحاولون بل يموتون وقد نجحت محاولاتهم .
قصة لطبيب
* اعرف قصة لطبيب يمني يمكنها ان تلهمنا الكثير حين اكتملنا من اعدادها جاءنا راجيا عدم نشرها احتراما لكرامة أمه المتوفاة لأنها تظهر وهي تعمل وتكافح لاجله في مهن لا يحترمها المجتمع كتنظيف منازل الآخرين وتوقفنا عن النشر لأننا أمام مجتمع لا يقدس العمل الا إذا جاء موافقا لموروثه غير معرض للنقد – هناك تجربة كان تولاها الزميل عبدالعالم بجاش قدم فيها الوجه الذي لا نعرفه لرجال الأعمال الذين لم يكونوا شيئا وأصبحوا اكبر مما حلموا به لكنهم لن يكونوا مصدر الهام مكتمل نظرا للأنشطة التي تمارسها التجارة لدينا والتي تسيء الى التجار انفسهم فهم أول من يقتنص الفرصة للنيل من أضعف المستهلكين وأول من يصنع الأزمة وأول من يهرب من المسؤوليات وهذه صورة نمطية عن التجار في بلادنا ولا تساعد على احترام قصص صعودهم وأن كانت نموذجية .
وهي ذات المأزق التي تتعرض لها أنشطة ما يعرف بتيدكس اليمن فالقصص التي تقدم تخضع لمعايير المجتمع وقيمه وبالتالي تبتعد عن سرد الحقائق كما هي ويضطر أصحابها الى إخفائها أو تغييرها ليحافظوا على الاحترام ولما لا يقوم البعض بالكذب حتى يحافظ على قيمة المجتمع .
إننا نجد صعوبة في قول الحقيقة كيف كانت طفولتنا كيف كنا مختلفين كيف لم نكن نطيع أوامر ابائنا وامهاتنا مثلا لأننا نريد ان نقول أننا كنا مكتملين منذ الصغر وها نحن نحافظ على مزتيا نريد ان نظهر بلا أخطاء وبلا زلات ثم لا نجد تفسيرا لماذا نلعن الشيطان مساء وصباحا وهو عاجز عن اغوائنا مهما كبر عمره وزادت خبراته – كل هذا يجعل قصصنا غير ملهمة لنا أولا وللآخرين .