بسبب الأمطار والسيول.. عشرات القتلى والمفقودين ومئات النازحين وخسائر مادية كبيرة في محافظات الحديدة وحجة وتعز
الثورة / متابعة/ حمدي دوبلة
تسببت الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة الناجمة عنها عن خسائر كبيرة في الأرواح والبنى التحتية في محافظات الحديدة وتعز وحجة.
وتصدرت مدينة الحديدة وعدد من المديريات فيها قائمة المناطق الأكثر تضررا وخصوصا في عدد الوفيات ومرافق البنى التحتية والمنازل والأراضي الزراعية والطرقات.. فيما لا تزال الجهات المختصة في مركز الأرصاد الجوية والدفاع المدني توجه التحذيرات للمواطنين في تلك المناطق ومختلف محافظات الجمهورية بتوخي أعلى درجات الحيطة والحذر والابتعاد عن مجاري السيول بسبب استمرار عدم الاستقرار حالة الطقس وتواصل هطول الأمطار الغزيرة.
الرئيس يوجه بإغاثة المتضررين
ووجه الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى خلال اتصالات هاتفية أجراها مع كل من نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال لشؤون الخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي ولجنة الطوارئ، ومحافظي الحديدة، وتعز وحجة ببذل المزيد من الجهود في أعمال الاغاثة ومساعدة المتضررين.. كما وجه فخامته في وقت سابق بتشكيل لجنة رئاسية طارئة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء لشئون الخدمات والتنمية للنزول إلى القرى والمناطق المتضررة من السيول.
نزوح 500 أسرة جراء السيول
وبحسب حصيلة أولية للضحايا والأضرار في ممتلكات المواطنين جراء سيول الامطار الجارفة في المحافظات الثلاث فقد تم تسجيل 30 حالة وفاة و5 مفقودين ونزوح أهالي أكثر من 500 منزل إضافة إلى تقطع العديد من الأودية نتيجة السيول في الحديدة.
كما تسببت السيول الجارفة بتهدم عدد من المنازل ما أدى لوفاة سكانها، وجرف أكثر من 7 سيارات سحبتها السيول إلى جانب تضرر ومحاصرة بعض المنازل ناهيك عن الاضرار في الاراضي الزراعية ومرافق البنى التحتية مخلفة خسائر مادية تقدر بملايين الدولارات.
وباشرت اللجنة الرئاسية لقاءاتها مع السلطات المحلية وقيادة المنطقة العسكرية الخامسة قبل تنفيذ النزول الميداني برفقة ممثلي الجهات المختصة إلى القرى والمناطق المتضررة.
وتقديم المساعدات الاغاثية الطارئة للتخفيف من معاناة المتضررين ولإيصال المساعدات والخيام للأسر المتضررة جراء السيول في حجة والحديدة
وبدأت لجنة الطوارئ المكلفة من رئيس المجلس السياسي الأعلى أمس مهامها في معالجة أضرار السيول جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على المحافظة.
وعقدت اللجنة اجتماعا مع قيادة السلطة المحلية والجهات والمكاتب والمؤسسات المعنية، لمناقشة المهام التي سيتم اتخاذها لمعالجة الأضرار وعودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي تضررت من السيول.
وحددت اللجنة مسار النزول إلى عدد من القرى والمناطق المتضررة جراء الأمطار غير المسبوقة التي شهدتها الثلاثاء وأدت إلى تدفق السيول في بعض الأدوية بعد انقطاعها خلال العقود الماضية ما أدى إلى وفاة وفقدان العشرات وأضرار في الممتلكات.
وشدد نائب رئيس الحكومة ومحافظ الحديدة محمد قحيم على الفرق الميدانية والقيادات المعنية، سرعة معالجة الأضرار في البنى التحتية والمنازل والطرق والممتلكات، ومساعدة المتضررين ورفع التقارير أولا بأول.
وفي هذا السياق باشرت فرق الطوارئ أعمال فتح الطرقات وإيواء الأسر المتضررة من السيول، في حين بدأت الفرق الميدانية رفع المخلفات من الطرق المتضررة وعمل معالجات لقنوات تصريف السيول وفتح الانسدادات وتنفيذ التدابير لتذليل حركة مرور المركبات في مدينة الحديدة والمديريات المتضررة.
الفرق الميدانية تعمل لفتح الطرق وإيواء الأسر
وأوضح المحافظ قحيم، أن الفرق الميدانية تعمل بوتيرة متواصلة من أجل فتح الطرق وإيواء الأسر، التي تضررت منازلها جراء السيول.
ولفت إلى أن رئيس المجلس السياسي الأعلى وجه بتشكيل لجنة برئاسة الدكتور مقبولي للنزول إلى القرى والمناطق المتضررة..
في سياق صعيد متصل قام وكيل المحافظة المساعد لشؤون المديريات الشمالية غالب حمزة وقائد المحور الشمالي اللواء فاضل الضياني ومدير مكتب التربية بالمحافظة عمر بحر، بالنزول الميداني إلى مديريات الضحي والقناوص والزيدية للإشراف على أعمال فتح الطرق وصيانة العبارات، وإيواء الأسر المتضررة في عدد من المدارس.
وفي محافظة تعز تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على مديرية مقبنة في وفاة وفقدان 15 شخصاً وجرف أراضي زراعية وطرقات وممتلكات وأشجار نخيل ومانجو.
وبحسب تقرير للمجلس المحلي بالمديرية، فإن 120 أسرة تضررت منازلها، وبلغ عدد من قضوا وفقدوا 15 شخصاً، في حين طمرت السيول 87 بئراً يدوياً وتضَرَر بئران ارتوازيان وجرفت 50 مضخة وست منظومات طاقة شمسية مخصصة للقطاع الزراعي. وأشار التقرير إلى أن السيول أدت إلى تضرر ستة مشاريع مياه، و12 محلا تجاريا ومسجدا، وجرف 25 سيارة و32 دراجة نارية، ونفوق 65 رأس ماشية وفقدان أكثر من 500 متر من الأنابيب التابعة لفرع هيئة مشاريع مياه الريف.
فيما أوضح تقرير صادر عن مكتب الأشغال العامة والطرق بالمحافظة، أن السيول التي شهدتها مديرية مقبنة شملت عزل «الكرابدة وبني سيف والسواغين ومحرقة وبيدحة واخدوع أعلى وأسفل».
ولفت إلى الإجراءات التي اتخذها مكتب الأشغال بالتنسيق مع الوحدة التنفيذية والمعنيين بالمديرية، ومنها فتح الطرق والمسارات المغلقة الرئيسية والفرعية وإعادة تأهيل وإزالة الأضرار بشكل أولي
وأفاد التقرير بأن الأضرار شملت معظم الطرق الرئيسية والفرعية والأراضي الزراعية والموارد المائية من آبار جوفية وسطحية وممتلكات المواطنين.
وأكد أنه تم فتح الطرق الرئيسية بمسافة تصل إلى ٣٠ كيلو مترا ويجري العمل بوتيرة عالية لفتح الطرق الرئيسية كمرحلة أولى، ومن ثم فتح الطرق الثانوية وتلمس احتياجات المواطنين وتوفير الخدمات التي أدت السيول إلى تضررها.
وكان القائم بأعمال محافظ تعز أحمد المساوى قد وجه المكاتب الخدمية والمجلس المحلي بمديرية مقبنة بفتح الطرق ومعالجة أضرار السيول وتسخير معدات الأشغال والطرق والوحدة التنفيذية والزراعة في مواجهة الأضرار الناجمة عن السيول.
الأرصاد الجوية والإنذار المبكر استمرار هطول الأمطار الغزيرة
إلى ذلك توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية والإنذار المبكر، استمرار هطول الأمطار الغزيرة المصحوبة بالرعد على عدد من المحافظات خلال الـ 24 ساعة القادمة.
وذكر المركز في نشرته الجوية أنه من المتوقع استمرار هطول الأمطار المتفاوتة الغزارة المصحوبة بالعواصف الرعدية تصاحبها رياح هابطة وتساقط حبات البرد على مرتفعات وسواحل تهامة ومحافظات: صعدة، حجة، المحويت، ريمة، إب وأجزاء من ذمار وتعز.
ويتوقع كذلك هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة قد يصحبها الرعد أحياناً على أجزاء من محافظات: عمران، صنعاء، الضالع ولحج وأمطار متفرقة على محافظات الجوف ومأرب، البيضاء، مرتفعات أبين، شبوة، حضرموت والمهرة وأجزاء من السواحل الجنوبية.
وأوضح المركز أن كمية الأمطار التي هطلت خلال الـ24 ساعة الماضية وتم قياسها في بعض محطات الرصد الجوي بلغت في الحديدة: 95.9ملم، حجة: 30.5، ذمار: 22.4، المحويت: 19، صنعاء: 19.5، ريمة: 16.6، إب: 15.1ملم.
وهطلت أمطار رعدية متفاوتة الشدة داخل وخارج نطاق محطات الرصد على مناطق من المرتفعات الجبلية الغربية والهضاب الداخلية وأجزاء من مرتفعات أبين وشبوة حضرموت.
ودعا المركز المواطنين في المناطق المتوقع هطول الأمطار عليها، إلى أخذ الحيطة والحذر من التواجد في بطون الأودية ومجاري السيول أثناء وبعد هطول الأمطار ومن العواصف الرعدية والرياح الشديدة الهابطة وتساقط حبات البرد.
وأنذر سائقي المركبات من التدني في مدى الرؤية الأفقية نتيجة هطول الأمطار وتشكل السحب المنخفضة على الطرقات الجبلية ومن الانهيارات الصخرية ومن عبور الجسور الأرضية أثناء تدفق السيول.
وأهاب المركز بالجهات الرسمية ذات العلاقة، اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات ومتابعة النشرات والتقارير الصادرة عنه.
مصلحة الدفاع المدني تحذر
من جانبها جددت مصلحة الدفاع المدني تحذيرها من التواجد أو العبور من ممرات السيول والمصبات المائية أثناء هطول الأمطار وعدم المجازفة بعبور الأودية والشعاب أثناء جريانها لما يشكل ذلك من خطورة على الحياة، داعية جميع سائقي وسائل النقل إلى توخي الحيطة والحذر أثناء هطول الأمطار بسبب تدني مستوى الرؤية، كما دعت جميع المواطنين إلى إطفاء التلفونات والأجهزة الكهربائية في المناطق التي تشهد هطولاً للأمطار
في سياق متصل دعا أمين عام المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي، إبراهيم الحملي، امس، المنظمات الأممية والدولية والمحلية، إلى سرعة التدخل العاجل لمواجهة أضرار السيول في المحافظات المتضررة
وأشار أمين عام المجلس الأعلى إلى أهمية الاستجابة لمواجهة الكوارث من خلال توفير التدخلات العاجلة من مساعدات غذائية وايوائية ونقدية وتعزيز قدرة الدفاع المدني على الاستجابة .
جاء ذلك في اجتماع أمين عام المجلس الأعلى، مع المنسق المقيم للأمم المتحدة – منسق الشؤون الإنسانية جوليان هارنيس، لمناقشة أضرار السيول والتدخلات الإنسانية العاجلة لمتضرري السيول.
و استعرض الحملي، في اللقاء الذي حضره، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية -الأوتشا- باليمن ماركوس فيرني، الخسائر البشرية والمادية وأضرار السيول في عدد من المحافظات، منها محافظة الحديدة وحجة وتعز. ودعا المنظمات الأممية والدولية والمحلية إلى سرعة تقديم المواد الإغاثية و إيوائية للأسر المتضررة، بالتنسيق مع المجلس الأعلى وفروعه بالمحافظات.. مؤكدا أهمية تحمل الجميع لمسؤولية تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين في جميع المحافظات. وأشار أمين عام المجلس الأعلى إلى أهمية الاستجابة لمواجهة الكوارث من خلال توفير التدخلات العاجلة من مساعدات غذائية وايوائية ونقدية وتعزيز قدرة الدفاع المدني على الاستجابة .
ولفت إلى ضرورة الإسراع في تقديم المساعدات الإغاثية اللازمة للمتضررين من سيول الأمطار التي يشهدها الوطن هذه الأيام، معلنا حالة الطوارئ.. موضحا أن هناك مئات الأسر المتضررة جراء سيول الأمطار .
من جانبه، أكد المنسق الأممي أنه سيعقد اجتماعاً عاجلاً مع المنظمات الأممية لعرض الأضرار وحشد التدخلات وتجهيز ما يمكن تقديمه من مساعدات.