● هناك من اللاعبين مهما طال به الزمن في الملاعب يلعب وكأنه ابن العشرين ربيعا ولا ترى فيه التعب ولا الإرهاق أو التقدم التصاعدي في السن ..وبالرغم من خضرمته في المونديال ومشاركاته التي لا تحصى ولا تعد في المباريات الدولية إلا أنه أول ما ينزل إلى أرضية الميدان وكأنه لأول مرة يشارك ولأول مرة يرتدي قميص منتخب بلاده ..ولاعبنا الاعظم {كلوزه } واحد من هؤلاء إن لم يكن في صدارتهم .. أشركه المدرب وفريقه خاسرا المباراة .وعمره فوق الستة والثلاثين عاما ولكنه عندما وطأت أقدامه أرض الملعب لعب وقدم عرضا كرويا مبهجا وقاد فريقه إلى التعادل الثمين وحرم المنافسين من تسجيل فوز تاريخي على الماكينات الألمانية يحدث لأول مرة ..كنت أتوقع أن يتسرب اليأس والقنوط إلى نفسية اللاعب إلا أننا وجدنا تدفقا معنويا كبيرا تتزاحم في كيان هذا اللاعب وإصرارا لو وزع على فريق بأكمله لجذب النصر لهم ..وحرص عميق على إخراج منتخب بلاده من تلك الكبوة التي تعرض لها الفريق أمام الفريق الانيق والرشيق والعميق المنتخب الغاني ذلك المنتخب الذي نستطيع القول عنه إنه الفريق غير المحظوظ الذي سرقت منه الولايات المتحدة الأميركية الفوز في مباراة الافتتاح وسلبت منه المانيا تعادلا ظالما كان يجب ان تنحني النقاط الثلاث له لولا الحظ أولا ومن ثم التحكيم .. ومن شاهد كلوزه العجوز أتحداه أن يقول إنه ابن السادسة والثلاثين وهو يقود فريقه إلى التعادل الذي حفظ للألمان كرامتهم وصدارتهم للمجموعة التي يلعبون بها …كلوزه أشركه المدرب في النزع الأخير من المباراة باعتباره آخر الأوراق الالمانية الملعوبة لإعادة المباراة إلى نصابها الألماني وما هي إلا دقائق حتى أحدث العاصفة والهدف التاريخي الذي عادل به منافسه الكبير رونالدو البرازيل وهدف التعادل لألمانيا وبحركة استعراضية لا يفعلها إلا أولئك الذين يمتلكون مهارات عالية ولياقة أعلى ليكون قادرا على موازنة الزحلقة للهدف والتركيز في ايداع الكرة في المكان المناسب ..إضافة إلى الأذهان حركته البهلوانية الدائمة التي يتخذها كتميمة له عند إحرازه للأهداف ..,كاد ان يحرز هدف الفوز لفريقه ألمانيا لو لا حسن القدر الذي أبى أن يحرم الغانيين نقطة التعادل .
كلوزه عادل رقم رونالدو وما أدراك ما رونالدو البرازيل ..وكلوزه خطف نقطة ثمينة لبلاده .. كلوزه قد يلعب مساء الليلة أمام الأميركان ليدخل الباب الكبير في كؤوس العالم باعتباره الأكثر بصما للشباك المونديالية ..ولم يزل صغيرا بعمر السادسة بعد الثلاثين ربيعا ..هل لديكم أقوال أخرى …لا أعتقد¿.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا
