لم يكن مستغربا بالنسبة لي سيناريو الإجرام الصهيوني الوحشي الذي يتم ترجمته على الواقع في حق سكان قطاع غزة ، ، فالكيان الصهيوني المحتل عرف بوحشيته وإجرامه منذ أن تم غرسه في جسد الوطن العربي من قبل بريطانيا بمباركة سعودية ، عرف بنزعته الإجرامية المتوحشة والتي لم يسبقه وينافسه على ارتكاب مثلها سابق ولا لاحق ، مجازر ومذابح يندى لها جبين الإنسانية ، تدمير وتخريب للمنازل والممتلكات العامة والخاصة ، إهلاك للحرث والنسل ، وجرائم إبادة جماعية ، وحصار جائر ، وأزمات اقتصادية متواصلة ، وحالة شبه دائمة من انعدام للأمن والاستقرار في قطاع غزة والضفة الغربية ، على مرأى ومسمع العالم بأسره .
شخصيا لم أستغرب كل هذا الصلف ، فهذا ديدنهم ، وهذه ثقافتهم ، وهذه عقيدتهم ، ولكن ما أثار استغرابي ودهشتي وأصابني بحالة من الذهول هي تلكم المواقف المخزية والمذلة والمهينة والقذرة التي عليها صهاينة العرب ، ممن يدعون العروبة والإسلام ، في بلاد الحرمين ودويلة الإمارات والبحرين في المرتبة الأولى ، ومن ثم مصر والأردن في المرتبة الثانية ، حيث صعقت من البجاحة والجرأة والوقاحة وقلة الدين والحياء وانعدام الرجولة والشرف والغيرة والنخوة العربية في قلوب قادة وحكومات تلكم الدول تجاه العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني على أبناء قطاع غزة والذي وصل إلى حد اغتصاب النساء ودفن المواطنين أحياء ، واستهداف البعض الآخر بالصواريخ أثناء انتظارهم للمساعدات التي سمح هذا الكيان الإجرامي بدخولها ، بغية قتل أكبر عدد منهم لإشباع حالة النهم الإجرامية الصهيونية تجاه الدم الفلسطيني .
في بداية الأمر قلنا قد يكون للضغوطات الأمريكية تأثيرها على مواقف تلكم البلدان ، وتوقعنا مع تصاعد منسوب الإجرام والتوحش الصهيوني أن تتغير مواقف هذه الدول ولو من باب النفاق والاستهلاك و ( الطقطقة) الإعلامية التي يجيدونها بامتياز وخصوصا خلال تعاطيهم في السنوات السابقة مع ملف القضية الفلسطينية ، توقعت بأن تؤثر فيهم مشاهد القتل والتنكيل بحق النساء والأطفال وكبار السن ، أو مشاهد الأطفال وهم يموتون من الجوع والعطش بعد أن أكلوا الأشجار ، ولكن كل ذلك لم يحرك ساكنا لدى هؤلاء الأوغاد الذين كشفوا عن وجوههم القبيحة وصورهم الحقيقية ، وهم يناصرون الكيان الصهيوني ويتحالفون معه ضد اخوانهم في قطاع غزة ، فهذا يساهم في تمويل العمليات العسكرية الصهيونية ، وذاك يشارك بجنوده وطائراته معه ، وآخر يفرض الحصار الخانق على أبناء غزة رافضا دخول المساعدات الإغاثية إليهم ، ويقيم الجدران العازلة للحيلولة دون دخول النازحين الفلسطينيين إلى أراضيه ، أو حتى دخول الجرحى ، أو السماح للمجاهدين للدخول لمناصرة إخوانهم في قطاع غزة ، والبعض ذهبوا لفتح طرق وممرات برية للشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والاستهلاكية للكيان الصهيوني بعد أن فرضت القوات البحرية اليمنية الحظر على السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية وتلك المتعاونة مع هذا الكيان من المرور عبر البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي نصرة لإخواننا في غزة .
البعض منع المظاهرات والمسيرات المتضامنة مع غزة ، والبعض الآخر مارسوا صنوف القمع والاعتقال والتعسف تجاه المتظاهرين الذين كسروا حاجز الخوف وخرجوا للميادين ووصلوا إلى سفارات الكيان الصهيوني في بلدانهم مطالبين بإغلاقها وقطع العلاقات احتجاجا على المجازر والمذابح التي يرتكبها في غزة ، وهناك من سخر وسائل إعلامه وسلط أبواقه ومنافقيه لمهاجمة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة والإساءة إليهم ، خدمة لهذا الكيان الغاصب ، ووصل الإفلاس لدى النظام الأردني للذهاب لإغلاق أحد المطاعم الذي أطلق صاحبه اسم ٧أكتوبر عليه ، وأجبروه على تغيير اللوحة الإعلانية مراعاة لمشاعر الصهاينة ، دونما اكتراث بالمجازر والمذابح التي يرتكبونها يوميا في حق أطفال ونساء قطاع غزة .
بالمختصر المفيد: لقد أثبتت أنظمة التطبيع والعمالة والتصهين أنها أكثر سفالة ووضاعة وقذارة من الصهاينة أنفسهم ، ولم يعد يجديها بعد اليوم استخدام مساحيق التجميل، أو التخفي خلف الصور المقنعة ، لقد فضحهم الله وأخزاهم، وما عليهم سوى انتظار عقوبته النازلة عليهم، والتي لن تكون منهم ببعيد بحول الله وقوته، سيخزيهم ويذلهم الله، وسيرينا ذلك فيهم في الدنيا قبل الآخرة .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .