الثورة / وكالات
ارتكب العدوان الصهيوني خلال 200 يوم من العدوان على قطاع غزة الاف المجازر بحق أهالي غزة ودمر مساكن المواطنين والبنى التحتية للقطاع بشكل شبه كامل وأسفرت غاراته وتوغلاته حتى 22 أبريل 2024 عن 34 ألفا و183 شهيدا و77 ألفا و143 مصابا، جلهم من الأطفال والنساء. كما أجبر العدوان الغاشم أكثر من مليوني شخص على النزوح، إضافة إلى خسائر اقتصادية أولية تقدر بـ30 مليار دولار.
ويتزامن اليوم الـ200 مع تهديدات متكررة يلوّح بها رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو بشنّ هجوم بري على مدينة رفح في أقصى جنوب غزة، حيث لجأ أكثر من 1,5 مليون فلسطيني.. مؤكدا ضرورة القيام بذلك للقضاء على آخر معقل رئيسي لحركة حماس في القطاع.. حسب زعمه.
ونشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، صباح امس، تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني على قطاع غزة لليوم الـ200.
وقال المكتب: إن جيش العدو الصهيوني ارتكب 3025 مجزرة أسفرت عن استشهاد وفقدان حوالي 41 ألفًا و183 مواطنًا.. مشيرًا إلى وصول 34 ألفًا و183 شهيدًا إلى المستشفيات، وتسجيل سبعة آلاف مفقود.. مضيفاً: إن حرب الإبادة أدت إلى استشهاد 14 ألفًا و778 طفلًا، و9752 امرأة، و485 من الطواقم الطبية، و67 من الدفاع المدني، و140 صحفيًا.
وأوضح أن حرب الإبادة أدت إلى إصابة 77 ألفًا و143 مواطنًا.. مشيراً إلى أن هناك 11 ألف جريج بحاجة للسفر للعلاج لإجراء عمليات.
كما أفاد المكتب الحكومي بوجود عشرة آلاف مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة إلى علاج.. مؤكداً تسجيل مليون و90 ألف حالة إصابة بأمراض معدية نتيجة النزوح.
وادى النزوح إلى تسجيل ثماني آلاف حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي.. محذرًا من أن هناك 60 ألف سيدة حامل مُعرَّضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية.. كما حذر من أن هناك حوالي 350 ألف مريض مزمن معرضون للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية.
بدوره استعرض المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان له العواقب الكارثية لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة. بعد 200 يوم من العدوان . مؤكداً أن العدو الصهيوني يواصل هجومه بذات الوتيرة والممارسات المروعة، متجاهلاً المطالبات المتصاعدة بوقف إطلاق النار؛ ومتسلحاً بحماية أمريكية وأوروبية ومواقف دولية لا تتجاوز في أحسن الأحوال بيانات الإدانة.
وأبرز المرصد أن معدل القتل اليومي بلغ 212 فلسطينيًّا، فيما تقتل “إسرائيل” يوميًّا 79 طفلًا و50 امرأة، وهي أرقام مُرعبة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني وفي سياق الحروب المعاصرة.
ولفت الأورومتوسطي إلى بروز ظاهرة المقابر الجماعية لأول مرة في تاريخ الصراع بهذا الحجم والشكل، بحيث وثق أكثر من 140 مقبرة جماعية أو عشوائية أو مؤقتة في مناطق متفرقة من قطاع غزة، وفي حالات عديدة تم توثيق حالات دفن نفذتها القوات الإسرائيلية لأشخاص أعدمتهم ميدانيًّا.
وذكر أن المقابر الجماعية المكتشفة في المستشفيات، خاصة في مجمع الشفاء الطبي في غزة ومجمع ناصر الطبي في خانيونس، تثير شبهات بأن جيش العدو الصهيوني نفذ إعدامات خارج نطاق القانون بحق أشخاص معتقلين ومحتجزين ثم أقدم على دفنهم.
وتشير التقديرات -بحسب بيان المرصد- إلى أن العدو الصهيوني أسقط أكثر من 70 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، إلى جانب عمليات التجريف، بما في ذلك عمليات التدمير التي طالت جميع المباني بعمق يصل إلى كيلومتر واحد شرق وشمال القطاع بهدف إقامة منطقة عازلة، وكذلك التدمير الواسع الذي رافق شق جيش العدو الصهيوني طريقًا يربط شرق القطاع بغربه جنوبي مدينة غزة، والذي يأتي في إطار خطة إسرائيل لفصل مدينة غزة وشمالها عن وسط القطاع وجنوبه.
وذكر المرصد أن الحصيلة الأولية غير النهائية تشير إلى تدمير 131,200 وحدة سكنية كليًّا على الأقل في قطاع غزة، وإلحاق دمار جزئي بـ281,000 وحدة أخرى، فيما دمرت قوات العدو الصهيوني آلاف الكيلومترات من شوارع قطاع غزة وحولتها إلى طرق ترابية مليئة بالركام، من دون وجود ضرورة عسكرية.
كما دمر العدو الصهيوني غالبية المباني العامة في قطاع غزة، بما في ذلك مئات المعالم الحضارية والمباني الخدماتية وآبار المياه، و103 مدارس ومؤسسات تعليمية بين كلي وجزئي، وجميع جامعات غزة تقريبًا، و241 مسجدًا بشكل كلي و318 مسجدًا بشكل جزئي إلى جانب ثلاث كنائس.
وبموازاة ذلك نفذ العدو الصهيوني أكبر وأوسع عملية تهجير قسري في التاريخ الحديث، حين أجبر بأوامر إخلاء عسكرية وتحت وطأة القصف والقتل مليوني فلسطيني على النزوح والعيش في مراكز إيواء وخيام، حيث يتركز أكثر من نصفهم في مدينة رفح الحدودية التي تتعرض في الأيام الأخيرة لعمليات قصف مكثفة وتهديدات متصاعدة باجتياحها.
وبحسب تقرير صادر عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فقد اُستشهد ما لا يقل عن 408 نازحين وأُصيب 1,406 آخرون في 349 حادثًة أطلقت فيها الذخائر تجاه مراكز إيواء.. وشهدت أكثر من 85 في المائة من هذه الأحداث إطلاق الذخائر، حيث أسفر ما لا يقل عن 160 حادثة عن إصابات مباشرة، فضلًا عن ذلك، اُستشهد 178 موظفًا من موظفي الأونروا في قطاع غزة جراء الهجمات الصهيونية.
ويؤكد خبراء الأمم المتحدة أنّ الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها العدو الصهيوني بحقّ الفلسطينيين في أعقاب اعتداء السابع من أكتوبر، لا سيما في غزة، تشير إلى وقوع إبادة جماعية غير مسبوقة
ويدفع المدنيون الفلسطينيون ثمنًا باهظًا وغير مسبوق بفعل استهداف قوات العدو الصهيوني لهم بشكل ممنهج ومتعمد في إطار عملية عقاب جماعي، تهدف فيما يبدو إلى إنهاء الوجود الفلسطيني بالقتل والتشريد، مستخدمة شتى أنواع الذخائر والصواريخ والقنابل، بما فيها ذخائر أمريكية وصلت تباعًا لمخازن جيش العدو الصهيوني.. وعلينا أن نُقر مُجدداً بأن هذا العالم المنافق واللامبالي والعديم الروح لن يعود أبدًا إلى ما قبل السابع من أكتوبر، وسيبقى هذا اليوم كما هو، حتى بعد مرور 200 يوم.