في صميم تعاليم الإسلام وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، نجد دعوةً مستمرةً إلى الخير والطاعة، ولكن الدعوة لا تقتصر فقط على العمل الصالح بل تشمل أيضًا ثبات واستمرارية الإنسان في تلك الأعمال. فليس من المكافحين في الطريق إلى الله من يقوم بأعمال صالحة مرة واحدة ثم يتركها، بل الأمر يتطلب استمرارية في العمل الصالح، حتى لو كانت هذه الأعمال قليلة.
تأملًا في قول النبي عليه الصلاة والسلام: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل”، نجد أن هذا الحديث يحمل في طياته فلسفة عميقة للحياة الدينية والمعنوية، إنه يرسخ في نفوس المؤمنين فكرة أن قيمة العمل الصالح لا تكمن فقط في كثرته، بل في استمرارية أدائه وثبات الإنسان عليه، إنه دعوة للثبات والاستمرار في الخير، حتى لو كانت جهود الإنسان قليلة.
الاستمرار في الخير يعكس إرادة الإنسان الحقيقية نحو الله، وثقته بقيمة أعماله الصغيرة في نظر الله، فليس من المهم فقط أن نبذل الجهد في بادرة واحدة من الخير، بل يجب علينا أن نستمر في العمل الصالح ونحافظ على استمراريته، إن ثبات الإنسان على الخير يساهم في تطوير شخصيته وتحسين علاقته بالله وبالآخرين، كما أنه ينمي روح المثابرة والتفاني في سبيل الله.
الحديث الشريف يشجعنا أيضًا على عدم الاستسلام للإحباط أو الإرهاق، بل على مواصلة الجهود والعمل الصالح رغم قلته، إنه يعلمنا أن الله يرى الجهود ويقدرها، وأن الثبات على الخير حتى لو كان قليلًا يمكن أن يكون له أثر كبير في عين الله.
لذا، دعونا نحافظ على ثباتنا في الخير واستمرارنا في العمل الصالح، بعد شهر رمضان المبارك، حتى ننال رضا الله ومحبته، ونكون من المحسنين والمصلحين في هذه الدنيا والآخرة، إن الله يعلم ما في قلوبنا ويقدر قيمة جهودنا، فلنكن ممن يتمسكون بالخير والصلاح في كل لحظة من حياتهم.
Next Post