طوال شهر رمضان المبارك ينبغي أن نتذكر قيم الرحمة والمودة، التي أرادها الإسلام لكل أسرة لكي تنعم بالاستقرار والطمأنينة، ويسعد كل أفرادها بالحب والتعاون والتكافل وكل المعاني والقيم الإنسانية النبيلة .
وفي أجواء الشهر الفضيل تعيش الأسرة العربية في أمان واستقرار إلى حد كبير، حيث تؤكد دراسات اجتماعية عديدة انخفاض معدلات الطلاق في شهر رمضان، وانخفاض معدلات خلافات ومشاجرات الزوجين، وانخفاض مظاهر عقوق الوالدين.. فضلاً عن انخفاض خلافات الجيران .
إحدى هذه الدراسات الاجتماعية التي أجريت في كلية الدراسات الإنسانية بالأزهر قالت: إن هذا الشهر الفضيل يغرس في نفوس الأزواج معاني البذل والتضحية والمحبة لبعضهم البعض، والصيام تدريب عملي على ضبط النفس وكبح جماح الشهوات والإحساس بالآخر، ففي رمضان غالبا ما يمسك كل طرف لسانه عن التجريح في الطرف الآخر .
واكد عدد من العلماء أن أعظم ما يميز شهر رمضان أنه شهر ترتقي فيه المشاعر الإنسانية وتتهذب فيه النفس، ويصفو فيه القلب وتنبعث منه أنوار الإيمان، يعيش فيه المسلمون ثلاثين يوما تحت مظلة الروح الهادئة المتلقية لأسمى التجليات وأصدق الإلهامات، وفي أجواء من الشفافية الإيمانية التي تحرك مكامن الخير في نفوسهم فتجدهم مندفعين لفعل الخيرات والتزود من الصالحات .
هدنة سنوية
وأضافوا: إن الحالة الإيمانية التي يعيشها الصائم والناتجة عن تقربه إلى الله سبحانه وتعالى تنعكس على سلوكه وتصرفه لتظلله حالة من السكينة والاطمئنان فيتحول رد فعله تجاه الانفعالات والمؤثرات والضغوط إلى رد عقلاني هادئ بعيد عن الانفلات، أي أن أعصابه تصبح تحت السيطرة، وهكذا يجعل حياته كلها بصفة عامة تسير في حركة متزنة غير مضطربة.
ونصحوا كلاً من الزوجين إذا تملك أحدهما الغضب أن يتعوذ بالله من الشيطان ويكثر من ذكر الرحمن وعليه أن ينهي أي نقاش من الممكن أن يصل إلى مرحلة الشجار، فإن لم يذهب الغضب فليتوضأ ويصلي .
كما نصحوا الزوجات باختيار الوقت المناسب لمناقشة الخلافات، خاصة خلال هذا الشهر الفضيل، فلا يصح مناقشة الجائع ولا المتعب ولا المهموم فقد ثبت أن حالات الطلاق تحدث غالبا عند عودة الرجل من العمل متعبا وجائعا فتقابله الزوجة بالمشكلات والهموم والأزمات
الصيام يمنح الإنسان قدرة على التحمل وضبط النفس، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم، وفي ذلك تذكير للنفس وللغير بحرمة الصيام.