موقف اليمن تجاه فلسطين وقضيتها العادلة والمشروعة وما يتعرض له أبناء قطاع غزة من حرب إبادة شاملة مصحوبة بحصار غير مسبوق ومنع لدخول المساعدات الإغاثية والإنسانية، لا علاقة له باستعراض العضلات ولا العروض المسرحية ولا لكواليس الأفلام الهوليودية والبوليودية كما يحاول شذاذ الآفاق من مماسح وأدوات وأذرع السعودية والإمارات وعبيد أمريكا وبريطانيا وخدام كيان العدو الصهيوني الإسرائيلي، ومن دار في فلكهم من أبواق العمالة والارتزاق على المستوى المحلي والعربي والإقليمي والدولي.
موقف القيادة الثورية والسياسية اليمنية الحكيمة الذي تترجمه عمليا على أرض الواقع القوات المسلحة اليمنية، موقف إيماني في المقام الأول انطلاقا من قول الرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه وآله من لم يهتم بأمر من أمور المسلمين فليس منهم، ما يميزنا عن غيرنا أننا نمتلك قيادة متسلحة بالإيمان، قيادة دستورها ومنهجها القرآن، قيادة قرارها يحمل صبغة يمن الحكمة والإيمان، قيادة لا ترتهن للسعودية ولا الإمارات ولا إيران، قيادة حملت على عاتقها مقارعة قوى الغطرسة والإجرام والتوحش والطغيان، قيادة مواقفها ظاهرة وماثلة للعيان، قيادة أدركت جيدا خطورة المشروع الذي يستهدف المنطقة من قبل الصهاينة والأمريكان.
قيادة هالها ما عليه أطفال ونساء وأبناء غزة من معاناة جراء العدوان والحصار، من قبل الصهاينة بدعم وإسناد من الشيطان الأكبر أمريكا، فكان الخيار الصائب والقرار الحكيم، بالتدخل العسكري من خلال توجيه ضربات نوعية بواسطة القوة الصاروخية اليمنية وسلاح الجو المسير اليمني صوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليتطور الأمر بالذهاب للضغط الاقتصادي على هذا الكيان من خلال منع السفن الإسرائيلية وتلك المتعاقدة مع هذا الكيان من الإبحار عبر مضيق باب المندب، وهي خطوة اتخذتها القيادة الحكيمة نصرة لغزة وأهلها، بعد أن أمعن الصهيوني في غيه وإجرامه وتوحشه بتأييد ومشاركة ومباركة أمريكية، وهو قرار لم يتخذ واليمن يتعرض للعدوان والحصار، لأنها تؤمن إيمانا مطلقا بأن فلسطين هي المحور، وقضيتها هي قضية كل العرب والمسلمين، وأن الحرب على قطاع غزة ما هي إلا مقدمة لتوسيعها لتشمل بقية الدول المجاورة وفي مقدمتها دول محور المقاومة، وان ما يجري في غزة هو جزء لا يتجزأ من المؤامرة التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين في الشرق الأوسط .
وبذلك دشن اليمنيون فصلا جديدا من فصول الجهاد اليماني المقدس نصرة لغزة، من خلال معركة النصر الموعود التي تخوضها بلادنا قيادة وحكومة وجيشا وشعبا ضد تحالف البغي والعدوان بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى في تحالفها الإجرامي التآمري الخيار الأنسب لنصرة كيان العدو الصهيوني بهدف الضغط على القيادة الثورية والسياسية اليمنية الحكيمة، للدفع بها نحو التخلي عن الإجراءات العملية التي اتخذتها نصرة لغزة وأهلها، ولكنها أخطأت في تقديراتها وتعاملت بحماقة ورعونة مع القضية، فالأمر كان يتطلب أن تطلب من ربيبتها إسرائيل إيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإغاثية كحق مكفول في ظل الصراعات والحروب، ولكن الأمريكي فضل التدخل العسكري المباشر مستعينا بالبريطاني وبقية شلة حسب الله، وعليه أن يتحمل تبعات هذه الحماقة، وأي حماقات قد يذهب لارتكابها مستقبلا، لأننا لن نتراجع عن نصرة غزة، ومن يريد أن تصل السفن الإسرائيلية إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، عليه أن يبدأ بإدخال المساعدات عبر معبر رفح إلى قطاع غزة .
بالمختصر المفيد، حاضرون بكل قوة في معركة النصر الموعود، وجاهزون لكل الخيارات والقرارات التي تتخذها القيادة الثورية والسياسية الحكيمة في هذا السياق، ولن يخيفنا قصف أمريكا وتهديداتها، كلنا غزة، ولا تراجع عن ذلك، وعلى الله توكلنا واعتمادنا، نعم المولى ونعم النصير.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .