مع اقتراب امتحانات الشهادة .. الكهرباء تلعب بأعصاب الطلبة

● سماع شكاوى أبنائنا الطلاب والمشاكل التي يتجرعونها جراء انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خاصة أثناء فترة المساء أمر محزن خاصة في ظل غياب الحلول الملموسة على أرض الواقع من قبل الجهات المختصة وكأن المشكلة تخص الطلبة أنفسهم وعليهم أن يجدوا الحلول المناسبة لها وهنا نناقش غياب الكهرباء وأثر ذلك على نفسية الطالب وتحصيله الدراسي بالإضافة إلى عجز الجهات المختصة في الوصول إلى بعض الحلول للتخفيف من حدة الظاهرة من خلال هذا التحقيق فإلى التفاصيل:
تبدي ولاء عبدالسلام طالبة ثالث ثانوي قسم أدبي استياءها الشديد من الانقطاع المتكرر للكهرباء خاصة والامتحانات على الأبواب مما أدى إلى إعاقتها عن مراجعة دروسها وهذا الأمر سوف يجعلها تفقد درجات كثيرة بسبب تلك الانطفاءات التي أضاعت لها ساعات المذاكرة في الليل وهي أوقات ليست بالقليلة كما تقول.
فيما يتساءل الطالب محمد عبدالله ثالث ثانوي علمي كيف أننا أصبحنا في عصر التكنولوجيا والحاسوب وفي بلادنا نعود للخلف لأننا نذاكر بالطرق البدائية كاستخدام الشموع والفوانيس واللمبات التي تعتمد على الشحن وهذا الأمر لا يشجع الطلاب نفسياٍ على المذاكرة ويزيد مخاوفهم من عدم الاستعداد للامتحان بالشكل المطلوب.
تعاني الطالبة هدى عبدالواحد طالبة في الصف التاسع الأساسي من ضعف في النظر وهي لا تستطيع المذاكرة على ضوء الشموع أو اللمبات الكهربائية التي تعمل بالشحن الكهربائي لأن ذلك يؤثر على نظرها بصورة مباشرة ووقت النهار كما تصفه لنا لا يكفي للمذاكرة ومن غير المعقول أن تضيع 8 ساعات يومياٍ من أوقات الليل بدون مذاكرة في ظل انعدام الكهرباء.. ولهذا فهي تناشد وزارة الكهرباء مراعاة ظروف الطلاب ونفسيتهم وإعادة التيار الكهربائي وأقلها خلال فترة الامتحانات ليتمكن الطلاب من الاستذكار واستغلال أوقاتهم فترة المساء وبعدها ليفعلوا كيفما أرادوا ولو بقيت الكهرباء طوال اليوم غائبة.
تزايد نسبة القلق
يعبر الطالب عبدالواحد القباطي ثالث ثانوي علمي عن سخطه من معاناته مع الكهرباء ويتمنى لو أن بأمكانه مذاكرة دروسه ساعة أو ساعتين ليلاٍ استغلالاٍ للوقت ويقول غياب الكهرباء في جانب وأصوات المواطير في جانب آخر فحين تنطفئ الكهرباء تبدأ أصوات المواطير بالارتفاع وأشعر حينها بأني أذاكر وسط إحدى المصانع وهذه الأصوات تسبب لي ألماٍ في الرأس بصورة دائمة.
ويتساءل: كيف أذاكر بلا ضوء ولا هدوء¿ وأضاف: ربنا يستر من نتائج هذا العام العصيب.
تشاطره الرأي الطالبة وفاء السامعي طالبة ثالث ثانوي أدبي التي تقول هذا العام أصعب من كل الأعوام في أوقات المذاكرة والاستعداد للامتحان وذلك في عدم قدرتنا الكاملة على التركيز والمراجعة في أوقات المساء بسبب الانقطاع المتكرر وغير المألوف للكهرباء مقارنة بالأعوام الماضية.
فيما تتحدث الطالبة أروى عبدالقادر ثالث ثانوي علمي وعيناها مليئة بالدموع وتسرد أسئلة المعاناة بالقول: ألا تدرك وزارة التربية والتعليم والمختصون في الدولة بأن الثانوية العامة تعني بالنسبة لنا تحديد مصير ألا يكفينا تخوفنا من الامتحانات الوزارية والتفكير في كيفية ونوع الأسئلة ومستوى النماذج الأربعة ألا يدركون أننا بحاجة ماسة لكل دقيقة للمذاكرة خاصة والامتحانات على الأبواب لماذا يحرموننا من الكهرباء ويضيعون أوقاتنا في المذاكرة أثناء الفترة المسائية.. أليس في قلوبهم رحمة ألسنا أبناؤهم.
أستياء وتمني
أولياء الأمور أبدوا أستياءهم الشديد لما آلت ألية الأمور في بلادنا من أزمات ومنها أزمة البترول والديزل وانقطاع الكهرباء المتكرر لساعات طويلة من الليل وهذا الأمر يعرقل مجالات الطلاب للمذاكرة والاستعداد للامتحانات بالشكل المطلوب والمتوقع.
عبدالرحمن العريقي ولي أمر لولدين أحدهما في الثانوية العامة والآخر في الصف التاسع اضطر إلى شراء ماطور من المؤسسة الاقتصادية بالتقسيط لكي يتمكن أبناؤه الذين سوف يتقدمون للامتحانات هذا العام من المذاكرة أثناء الليل ورغم ذلك فهو متخوف من انعدام البترول وصعوبة الحصول عليه لتشغيل الماطور .. ويتمنى لو أن وزارة التربية والتعليم والكهرباء تضعان الحلول المناسبة للمشكلة فمخاوف الطلبة تزداد مع أزدياد الانطفاءات المستمرة للكهرباء وكذلك أسرهم.
عبدالجبار مقبل ولي أمر لديه أبنة تدرس في الصف الثالث الثانوي علمي هو الآخر ذهب لشراء مولد كهربائي للحد من هذه المشكلة وتمكين ابنته من المذاكرة ليلاٍ وقال: هذه المشكلة طال أمدها ولا نعلم متى ستنتهي.
وكذلك فعل أولياء أمور آخرون كلفوا أنفسهم شراء مواطير كهربائية للحد من ظلام الليل وتمكين أولادهم من المذاكرة أثناء فترة المساء للتخفيف من مخاوفهم وتمكينهم من الحصول على معدلات مشرفة هذا العام.
راعينا الوضع
مدير عام الامتحانات بوزارة التربية والتعليم شكري الحمامي أكد أن الوزارة هذا العام راعت ظروف الطلاب بالنسبة لانطفاء الكهرباء المتكرر ولساعات طويلة من الليل وقال هذه المشكلة يعاني منها الطلاب المتقدمين للامتحانات الوزارية هذا العام في كافة المحافظة خاصة المناطق الريفية.. موضحاٍ بأن الوزارة وضعت أسئلة امتحانات مناسبة لهذا الوضع الذي يعاني منه الطالب جراء انقطاع التيار الكهربائي المتكرر لمحاولة التخفيف من حدة المشكلة لدى الطلبة والتقليل من مخاوفهم.
الأزمة مستمرة
وحول مشكلة الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي وما يسببه ذلك من قلق وإرباك للطلبة أثناء استعدادهم للامتحانات صرح مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء فضل عدم ذكر اسمه بأن مشكلة الكهرباء ليست مرتبطة بفترة الامتحانات ولكنها مستمرة نتيجة العجز في التوليد الذي تعاني المنظومة الكهربائية منه وقال تعتير وزارة الكهرباء ضحية لوزارة المالية والنفط حيث يتوفر لدينا 400 ميجا فقط من الخدمة وبدل من الإضاءة كانت لمدة 24 ساعة الآن لا يمكننا سوى الاستمرار في الإضاءة لمدة 12 ساعة.. وبرر ذلك العجز بالمديونية التي للكهرباء لدى الجهات الحكومية والتي تبلغ 50 ملياراٍ ولدى المواطنين 50 ملياراٍ أي مائة مليار مؤكدا أنه إذا توفرت هذه المبالغ يمكن أن تحل الوزارة بها إشكالية الانطفاء المتكرر للكهرباء مضيفا بالقول هذا بالطبع إلى جانب الاعتداءات المتكررة على الكهرباء في ظل عجز في فرق الصيانة التي هي بحاجة إلى دعم من وزارة المالية.
تشتت وإرباك
على الصعيد النفسي يرى علماء النفس التربوي أن انقطاع الكهرباء سوف يؤثر سلباٍ على الجوانب السلوكية والنفسية لدى الطلبة ويؤدي إلى تشتت النظام اليومي للطالب والمنزل كما أنه يؤدي في الوقت نفسه إلى تراجع مستوى التحصيل العلمي للطلبة في المنازل وعدم قدرة الطالب على مراجعة واستذكار دروسه بالشكل الجيد وأكدوا أن عدم وجود التيار الكهربائي يقود إلى الشعور بعدم الاستقرار النفسي وهذه قضايا تؤثر سلباٍ على الطالب ولا نستطيع الحد منها إلا بتوفير الكهرباء وتمكين الطلبة من المذاكرة في أجواء مناسبة.

قد يعجبك ايضا