الفتح الموعود والجهاد المقدس

يكتبها اليوم / زيد الشُريف

 

“الفتح الموعود والجهاد المقدس” ليس مجرد عنوان مقال صحفي ولا اسم كتاب أو مجلد بل اسم وعنوان أطلقه السيد القائد عبدالملك الحوثي يحفظه الله، لمعركة بدأت بالفعل بين اليمن بجيشه وشعبه وبين الأمريكان والصهاينة وحلفائهم، معركة اشتعلت في البحر الأحمر وباب المندب مع الأمريكان والصهاينة بشكل مباشر من خلال المشاركة الجهادية العسكرية تضامنا مع الشعب الفلسطيني المظلوم وإسنادا للمقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة والتي بدأت من خلال ضرب وقصف القوات المسلحة اليمنية للعمق الصهيوني المحتل بالصواريخ والطائرات اليمنية المسيّرة التي قصفت المستوطنات الصهيونية المحتلة ومنها أم الرشراش (إيلات)، وكذلك من خلال ما تقوم به القوات البحرية اليمنية من استهداف للسفن الصهيونية والسفن المتجهة إلى الموانئ الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب، وهذا الموقف اليمني الجهادي أثمر بشكل كبير جداً واستفز الأمريكان وخنق الصهاينة اقتصادياً فكان ولا يزال أعظم موقف جهادي إسلامي مساند لشعب فلسطين في غزة.
كان الموقف اليمني الشجاع والحكيم والقوي جداً في البحر الأحمر فاعلاً ومؤثراً بشكل واسع وعميق على الصهاينة ما استفز أمريكا التي تدعم إسرائيل وتحميها ودفعها إلى إرسال بارجاتها وسفنها الحربية إلى المياه الإقليمية المحاذية للمياه اليمنية بهدف منع اليمن وإعاقته من الاستمرار في مساندة غزة من خلال استهداف السفن الصهيونية والأخرى المتجهة إلى موانئ العدو الإسرائيلي، وارتكبت أمريكا في الأسبوع الماضي حماقة كبرى وتورطت في استهداف الزوارق اليمنية وهي تؤدي مهامها الجهادية مناصرة لغزة ما أدى إلى استشهاد عشرة من مجاهدي القوات البحرية اليمنية، فسالت الدماء اليمنية وسط مياه البحر الأحمر جراء العدوان الأمريكي غير المبرر واشتعلت شرارة نيران معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس) بسفك العدو الأمريكي لتلك الدماء الطاهرة بدون وجه حق وبدون أي مبرر سوى حماية إسرائيل ومصالحها وهذا ما آثار حفيظة اليمن قيادةً وشعباً وجيشاً، متوعداً أمريكا وقواتها بالرد على هذا العدوان ومؤكداً على استمرار الموقف اليمني المساند لغزة مهما كلف الثمن ومهما كان حجم المواجهة.
في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة الموافق 4 يناير 2024م، وجه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي نداءً وبياناً للشعب اليمني المجاهد، دعا فيه للخروج الجماهيري المليوني في صنعاء وبقية المحافظات، كموقف يؤكد فيه الشعب اليمني استمرار موقفه الشامل المساند لشعب فلسطين في غزة عقب العدوان الأمريكي وبعد التهديدات الأمريكية السياسية والإعلامية التي تهدف إلى منع اليمن من مساندة غزة في البحرين الأحمر والعربي حماية لإسرائيل وكان من أهم وأبرز ما ورد في بيان ونداء السيد القائد – الذي حظي باستجابة شعبية أذهلت العالم – هو إعلان السيد عن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.. مؤكداً أن دماء شهداء القوات البحرية جراء العدوان الأمريكي دشنت هذه المعركة مع طواغيت العصر الحديث وعلى رأسهم أمريكا، وفي يوم السبت الموافق 6 يناير الجاري، ترأس الرئيس المشاط اجتماعا للقيادات العسكرية والأمنية في الحديدة أعلن فيه عن بدء معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وقال فيه بالحرف الواحد (إذا كانت أمريكا ملتزمة بحماية إسرائيل فنحن نؤكد أننا ملتزمون بنصرة إخواننا في غزة وجاهزون لكل الاحتمالات، والخيارات مفتوحة، وأكد أن أي سفينة مرتبطة بالكيان الصهيوني لن تمر من البحر الأحمر مهما كان الثمن)، وهذا يعني أن المعركة بدأت بالفعل وقائمة بالفعل بين اليمن وأمريكا، كما هي قائمة بين اليمن وإسرائيل من منطلق الجهاد في سبيل الله في مواجهة الطواغيت والمجرمين ومساندة للشعب الفلسطيني المظلوم.
معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس هي معركة الحق ضد الباطل ومعركة العدل ضد الظلم ومعركة الحرية والعزة والكرامة في مواجهة الاستكبار والهيمنة والاستعمار، وهي المعركة التي لا بد منها لتخليص هذه الأمة من الهيمنة الأمريكية والاحتلال الصهيوني، وهي المعركة التي تعبر فعلاً عن الجهاد الحقيقي في سبيل الله تعالى الذي يهدف إلى نصرة المظلوم ضد الظالم وإلى تحرير الأمة وشعوبها ومقدساتها وثرواتها من الوصاية والهيمنة والاستعمار الغربي الأمريكي الصهيوني الذي يفتك بالأمة ويرتكب أبشع الجرائم بحقها بدون أي مبرر ولا شرعية، معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس هي معركة شاملة بين النور والظلام وبين الإسلام والشرك وبين أهل الكتاب وأمة القرآن، ولا شك أن هذه المعركة ستؤتي ثمارها في واقع الأمة نصرا وعزة وحرية واستقلالا وفتحا مبينا، وصدق الله تعالى القائل (فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ).

قد يعجبك ايضا