السيد نصر الله: محور المقاومة يلتقي على رؤية استراتيجية.. و”إسرائيل” وضعت على طريق الزوال

الثورة نت../

أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، أن “محور المقاومة يلتقي على مفاهيم ورؤية استراتيجية واضحة، الأهداف واضحة والأعداء محددون وأين مصلحة شعوب المنطقة وأين تكمن مصلحتها وسيادتها وفي الرؤية للمشروع الصهيوني”.

جاء ذلك في كلمة للسيد نصر الله خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء اليوم الأربعاء،.

وقال السيد نصر الله: “لكن كل حركة مقاومة حيث هي تقرر هذا الموقف أم غيرهم حسب رؤيتها الوطنية وانسجاما مع الرؤية الاستراتيجية ولا يأمر أحدا أحد نتشاور ونستفيد من تجارب بعضنا البعض ولكن كل طرف يأخذ القرار الذي يراه مناسبا”.

وأضاف: “الأكثر حضورا في محور المقاومة كان الشهيد الحاج قاسم في كل مراحل عمل المقاومة في مختلف الساحات من فلسطين الى لبنان الى العراق، وهو كان الشخصية المركزية في دعم المقاومة وأن تقوم علاقات وثيقة بين كل حركات المقاومة من لبنان الى فسلطين والعراق واليمن”.

وتابع قائلا: “ما نتحدث عنه في كل المنطقة اليوم يحضر معنا الحاج قاسم سليماني، واليوم بشهداء كرمان يذكروني بكلمة للإمام الخامنئي يقول بأن قاسم الشهيد يخيف العدو اكثر من قاسم سليماني الحي”.

واستطرد قائلا: “اليوم نرى أنهم يلاحقونه حتى ضريحه، هو الأكثر حضورا رغم استشهاده في بنادقنا وصواريخنا وعبواتنا وفي دموع الأطفال ودعوات النساء والصبر الأسطوري وكل ما نراه اليوم من ثمار تضحيات هذا القائد الكبير على مدى سنوات طويلة”.

ولفت السيد نصر الله إلى أن “الحاج قاسم كان يركز على دعم حركات المقاومة، ونهجه كان هو التالي بأن يدعم حركات المقاومة عدة وعديدا وتصنيعا ومن علامات الاخلاص لديه أن تصل كل حركات المقاومة الى الاكتفاء الذاتي لتعتمد بعد الله على قدراتها وامكاناتها وعلى مدربيها وعلى عقولها وستغني حتى عن العون الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية الايرانية”.

وقال السيد نصر الله: “على سبيل المثال كل ما يحصل اليوم في غزة هو وليد عمل بالحد الأدنى لـ20 عاما”.. مشيرا إلى أن “الحاج قاسم كان أمينا على هذا العمل والنموذج والمدرسة والثقافة ولم يدخل فيه شيئا من هوى النفس بل كان ذائبا في الاسلام والمعذبين والمستضعفين لذلك كان مسار هذه الحركات مسار انتصار”. وأضاف: “هذا النموذج تُعلّق عليه الآمال الكبيرة لصنع الانتصارات وبالفعل يصنع الانتصارات وهذا النموذج اليوم في محور المقاومة هو نموذج فريد في تاريخ البشرية”.

وشدد السيد نصر الله على أنه “بتجربة محور المقاومة لا يوجد عبيد فلا يوجد الا السادة الشرفاء الذين يصنعون النصر لأمتهم”.

ولفت السيد نصر الله إلى أنه “عندما نرى حجم النتائج والانجازات التي تحققت حتى الآن وأضفنا اليها ما يمكن أن يتحقق لاحقا عندها سندرك وسنزداد تسليما ورضى بحجم التضحيات في كل الساحات”.. مشيرا إلى أن “حركات المقاومة قامت بخطوات مهمة باستهداف الكيان الصهيوني والقواعد الأمريكية لكن كانت الخطوة النوعية هو التحدي في البحر الأحمر فهي خطوة شجاعة وعظيمة ومؤثرة الى أبعد الحدود”.

وأوضح أن “التجلي الأهم لمحور المقاومة والتحدي الأخطر كان في هذه الاشهر القليلة الماضية في موضوع طوفان الأقصى”.

وذكر أن “الصمود الاسطوري في اليمن وسوريا هذه كلها من بركات هذا المحور وهذا النهج وهذه الثقافة”.

ورأى السيد نصر الله أنه “أمام هول ما جرى في غزة فانقلب السحر على الساحر فاستطلاعات الرأي الأمريكية تقول أكثر من 50 في المائة من الشباب الأمريكي يقول يجب تفكيك الكيان الصهيوني وإعادة كل أرض فلسطين للشعب الفلسطيني”.

كما أوضح أنه “من نتائج عملية طوفان الأقصى وما بعدها سقوط صورة إسرائيل في العالم التي عمل عليها الإعلام الغربي وجزء من الإعلام الرسمي العربي ولهذه النتيجة تأثير كبير على معادلات الصراع في المنطقة”.. لافتا إلى أنه “من نتائج عملية طوفان الأقصى وما بعدها ارتفاع مستوى التأييد لخيار المقاومة داخل الشعب الفسطيني وعلى مستوى الأمة”.. واعتبر أن عملية “طوفان الأقصى” أثبتت أن هذا الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى شعبه ومقدساته وتاريخه”.

وأكد السيد نصر الله أنه “من نتائج عملية طوفان الأقصى إعادة احياء القضية الفلسطينية بعد أن كانت تُنسى وتُصفّى وفرض البحث من جديد في كل انحاء العالم عن حلول”.

وذكر السيد نصر الله أنه “توضّح للعالم أن “اسرائيل” لم تحترم أي قرار دولي”.. مشددا على أن “طوفان الأقصى وما بعده وجه ضربة قاصمة لمسار التطبيع”.

ولفت إلى “شعب الكيان الصهيوني انعدمت ثقته بالجيش الصهيوني والاجهزة الامنية عندهم وهذا يمس بأساس وجود “اسرائيل”، لأنها دولة إذا فقدت الأمن لا يمكن أن تبقى لأن الصلة بالأرض هي صلة منافقة كاذبة، وبالتالي طوفان الاقصى وضعت إسرائيل على طريق الزوال”.

وقال السيد نصر الله: “طوفان الأقصى وما يجري على كل الجبهات أسقط نظرية مفهوم الملجأ الآمن للصهاينة الذي على أساسه تقوم هجرة ملايين اليهود الى “اسرائيل” وقد بدأت الهجرة المعاكسة”.. مضيفا: :إسرائيل كيان مصطنع وصلة شعبها بهذه الأرض قائمة على الأمن وعندما يفتقد الصهاينة الأمن ينتهي الأمر ويجمعون حقائبهم ويرحلون وهذا هو المشهد الآتي ومن نتائج طوفان الأقصى وما يجري في كل محاور القتال انعدام ثقة شعب الكيان بالجيش والأجهزة الأمنية والقيادات السياسية”.

وأشار إلى “ثلاثة أشهر في غزة لا يوجد أحد في الكيان الصهيوني يدّعي أن أمامه صورة نصر حتى الآن”.. مؤكدا أن “المقاومة في لبنان عندما فتحت هذه الجبهة لم تكن مردوعة وهي اليوم أكثر جرأة واستعدادًا للاقدام”.

وشدد على أن “من نتائج طوفان الاقصى تهشيم الردع الاستراتيجي الذين قالوا أنهم يعملون على اعادة ترميمه”.

وأكد السيد نصر الله أن “هناك مشهد قوة في غزة رغم المظلومية الهائلة”. وتابع: “هذه التجربة تقول إن كنت ضعيفًا لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان فإن كنت قويًا تفرض احترامك على العالم”.

ولفت إلى أن “ما حصل في غزة أثبت أن النظام الدولي والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي ليس قادرا على حماية أي شعب وهذا عبرة لنا جميعا”.. مشيرا إلى أن “طوفان الأقصى من أهم نتائجه أنه دمر الصورة الأمريكية التي تم الترويج لها وقدمها بأبشع حقائها لأن اليوم الذي يقتل في غزة هو الأميركي ويمنع وقف الحرب على غزة”.

وشدد السيد نصر الله على أن “من نتائج الحرب الفشل في تحقيق أي من الأهداف فالأمريكي عندما يقول للاسرائيلي أن ينسحب من المدن لانه يخاف عليه فيما من الممكن ان تكون رغبة المقاومة بقاء الصهاينة للنيل منهم”.

وأوضح أن “كيان العدو يعاني من مئات الآلاف من النازحين والهجرة العكسية والأوضاع النفسية للصهاينة والاقتصاد المتدهور”.. مؤكدا أن “أرض فلسطين من البحر إلى النهر هي فقط للشعب الفلسطيني”.

وقال السيد نصر الله: “من نتائج طوفان الأقصى وما يجري على كل الجبهات كسر صورة دولة اسرائيل المقتدرة”.. لافتا إلى أن “طوفان الأقصى وضع “اسرائيل” على طريق الزوال أما العروش العربية فلتحفظ نفسها”.

وأشار الى ان “ما جرى وضع “اسرائيل” على طريق الزوال الذي سنشهده جميعا أن شاء الله ولن يستطيع ان يحميها أحد”.

من جهة ثانية، قال السيد نصر الله “يجب ان نقدم تبريكنا وتعازينا بشهادة اصحاب المناسبة الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفاقه من الايرانييين والشهيد الكبير الحاج ابو مهدي المهندس ورفاقه من الاخوة العراقيين الذين استشهدوا معه، لعائلاتهم الشريفة نجدد تعازينا لفقد الأحبة وتبريكنا لحصولهم على هذا الوسام الالهي الرفيع”.

وأضاف: “تعازينا أيضا لما جرى في كرمان من استهداف لمن يحيي هذه المناسبة، هؤلاء هم شهداء نفس الطريق والمعركة التي كان يقودها الحاج قاسم سليماني”.

وتابع: “في أيامنا تختلط أفراحنا بالاتراح، وهنا نبارك للجميع وخاصة المسيحيين بعيد ميلاد السيد المسيح بشارة الخلاص لكل المظلومين في هذا العالم، ونبارك بحلول العام الميلادي الجديد ونتمى للجميع ان يقضوا هذا العام افضل من الاعوام السابقة”.

وقال السيد نصر الله: “أيضا أبارك للمسلمين وخاصة السيدات مولد السيدة الزهراء والتي كانت وستبقى سيدة نساء العالمين وسيدة نساء اهل الجنة”.. مضيفا: “أيضا أتوجه بالتعزية لفقداننا لاخ عزيز فقيد الجهاد والمقاومة والمسيرة الإيمانية والجهادية الاخ محمد ياغي، ولكل أهلنا في البقاع وخاصة عائله برحيله”.

وأضاف:”أيضا نتقدم بالتبريك والتعزية باستشهاد السيد رضي الموسوي هذا الشهيد التقي الرضي عرفناه منذ اكثر من 30 عاما وكان يحب أن يقال له أنه خادم هذه المقاومة وهذه المسيرة، نتقدم للإمام الخامنئي وللشعب الايراني المضحي بالتعزية والتبريك”.

وتابع السيد نصر الله: “أيضا نتوجه بالتبريك والتعزية بالشهيد الكبير نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورفاقه الذين استشهدوا بالامس في عدوان صهيوني فاضح على الضاحية الجنوبية لبيروت، أتوجه الى الاخ اسماعيل هنية وكل اخوانه في حماس والقسام والشعب الفلسطيني والعائلة الشريفة للشيخ صالح والعائلات الشريفة لكل الشهداء، بالتبريك والتعزية واتوجه الى الله ان يتقبلهم”.

وأكد أن “الشيخ صالح أمضى عمره في الجهاد والمقاومة والعمل والتقال والاسر والهجرة وختم الله سبحانه بهذه الشهادة العظيمة”.

وقال السيد نصر الله: “نعزي بكل الشهداء ونبارك لهم من غزة من المدنيين من نساء واطفال وصغار الى المقاتلين البواسل الى شهداء الضفة الغربية ، الى شهداء العراق جراء العدوان الأمريكي، الى سوريا من الشهداء المدنيين والعسكريين، إلى شهداء اليمن إلى شهداء البحر وعظمتهم عند الله، إلى لبنان وكل شهدائه من كل الفصائل وشهداء الجيش اللبناني، لكل هؤلاء الشهداء وعوائلهم نتقدم بالتبريك والتعزية لما يقدموه من تضحيات وثبات وصبر وما نشاهد من هم من التوكل والتسليم والرضى والاستعداد للتضحية والاعتزاز والافتخار بهؤلاء الشهداء، والتحية لكل النازحين من القرى الامامية للتضحيات التي يقدمونها ولكل المقاومين عند الحدود”.

وتابع قائلا: “نؤكد ان نتائج هذه التضحيات لن يكون لها إلا النتائج المحمودة على فلسطين وكل المنطقة”.

قد يعجبك ايضا