النادي الأهلي الصنعاني من أعرق الأندية اليمنية وأقواها وملهم لها، وهو صاحب الجولات والبطولات والأكثر تتويجا بالألقاب والكؤوس، ويمتلك تاريخ أسطورياً عريقاً في سياق السيرة الذاتية للكرة اليمنية، إنه بطل الأبطال وبدون منازع.
لا أحد يستطيع أن يزايد على النادي الأهلي رياضيا وكرويا، والقلعة الحمراء صانعة للنجوم ولا يخلو منتخب إلا ولها نصيب فيه، وهي أيضا مقصد لكل عشاق الفن الرياضي وصقل المواهب والشباب، هذا بالطبع تاريخ والتاريخ دائما يتحدث عن نفسه والفشل لا يرحم قيادات هذا النادي المتواترة والمتعاقبة على إدارة هذا النادي خاصة عندما يتذبذب مستوى النادي رياضيا وفنيا وإداريا وماليا، وهذا ربما ما يجري وتعاني منه القلعة الحمراء في الوقت الراهن.
لن اتحدث عن الأخطاء والفشل الإداري والاستقالات والإخفاقات والخلافات الداخلية وتعارض المصالحة بين قيادته التي فاحت روائحها خلال الفترة الحالية، وهي كثيرة وقد أثير بعضها على المستوى الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت تتكشف للجميع، وهنا سوف أركز في هذه الزاوية عن جانب بسيط من الفشل الإداري والعشوائية والاهمال الذي أوصل النادي إلى ما وصل إليه من تدهور في كل أنشطته وأعماله المناطة به.
أولها أن النادي وملعبه كان بدون غرف لتغيير ملابس اللاعبين فقررت إدارة النادي بناء غرف لتغيير ملابس اللاعبين وتسلفت المبلغ من المستأجر «المطعم الملكي» وطلبت منه تنفيذ بناء الغرف وخصم المبلغ من الإيجارات، والله وحده أعلم كم سوف تطلع فاتورة وتكلفة الغرف، وكم سنوات سيظل المستأجر لا يدفع إيجارات حتى يستوفي المبلغ الذي قدمه للبناء.. هذا التصرف لا يمكن أن تقوم به مؤسسة حكومية كانت أو خاصة، لكنه يحدث في القلعة الحمراء التي رئيسها وأعضاء مجلس إدارته من البيوت التجارية.
لا يمكن أن يكون نادي بهذا الحجم لا يوجد به صالة وطاولة اجتماعات لمجلس الإدارة، كما أن المولدين الكهربائيين اللذين تم شراؤهما وما تزال قيمتهما مديونية على النادي ولم يتم سداد قيمتهما حتى اللحظة والقضية منظورة بالمحكمة، تؤكد فعلا ما تعانيه إدارة النادي من فشل وفساد، خاصة مع اختفاء أحد المولدات من النادي بحجة الإعارة مجانا.
للنادي الأهلي الصنعاني استثمارات كبيرة جدا تكفي لمواجهة نفقات النادي التي منها إيجارات المطعم وصالة للمناسبات والأفرح والليالي الملاح ومحلات تجارية ومولد بعقد الإعارة، بالإضافة إلى خمسة بيوت تجارية تتربع على رئاسة هذا النادي العريق ومع ذلك لاعبوه القدامى يمرضون ويعانون الجوع والفاقة، والنادي وإدارته أذن من طين وأخرى من عجين وكأن هؤلاء اللاعبون لا ينتمون للنادي الأهلي الصنعاني القلعة الرياضية الأكبر والأول يمنيا، ولا يتم الإلتفات إليهم وإن حصل تعاون مع لاعب فهي من باب المنة أو الصدقة وللإبتعاد عن الإحراج ليس إلا.
هذه القلعة الرياضية التي كلنا نتفاخر بها ونعد أنفسنا من أبنائها وعشاقها نتحسر عليها ولما يجري فيها من إهمال وعشوائية وتزداد مديونيتها، وتتلاشى منها كل الأنشطة الرياضية، وكذا الفشل الإداري الذي أصاب النادي مؤخرا، وأصبح النادي أشبه وأقرب من مقاهي للعب «الدمنة والجيم والبطة» بعد أن كانت القلعة الحمراء قاطرة الأنشطة والتنمية الرياضية والتطور الرياضي على مستوى العاصمة والمحافظات، وكان النادي مقصد كل الشباب والرياضيين من جميع الفئات والأعمار.. إذا ما الذي جرى وحصل في النادي؟ ومن المتسبب بهذا التحول الدراماتيكي والتدهور في مكونات النادي؟.
كان يجب بل ومن اللازم على مجلس إدارة النادي أن تعقد مؤتمرا صحفيا توضح فيه أسباب الاستقالات وما أثير من قضايا مختلفة والإخفاقات والإنجازات إن كان هناك إنجاز لكي تتضح الرؤية وحقيقة ما يجري داخل النادي وتجيب على التساؤلات التي تتداول يوميا.