منتدى التعاون الصيني العربي منصة رئيسية للحوار الجماعي واستشراف المستقبل


أكد السفير الصيني تشانغ هوا أن منتدى التعاون الصيني العربي بدأ أعماله في العاصمة الصينية بكين والذي يعد منصة رئيسية للحوار الجماعي والتعاون بين الصين والدول العربية وذلك عقب انعقاد الدورة السادسة للاجتماع الوزاري للمنتدى الذي يكسب هو الآخر أهمية كبيرة لاستعراض الإنجازات الماضية واستشراف الآفاق المستقبلية للعلاقات الصينية العربية في كافة المجالات.
وأوضح في حوار أجرته معه صحيفة “الثورة” , بان انعقاد الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي خطوة دبلوماسية هامة تتخذها الحكومة الصينية تجاه العالم العربي في ظل الظروف الجديدة.. وهذا نص اللقاء:

* بداية.. انعقدت الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في بجين ما النتائج الرئيسية التي حققتها هذه الدورة وما المغزى الايجابي لدفع تطور التعاون الصيني العربي¿
انعقاد الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي خطوة دبلوماسية هامة تتخذها الحكومة الصينية تجاه العالم العربي في ظل الظروف الجديدة كما يعتبر حدثا كبيرا في مسيرة العلاقات الصينية العربية يكتسب أهمية كبيرة لاستعراض الإنجازات الماضية واستشراف الآفاق المستقبلية.. حضر هذه الدورة رئيس الوزراء الكويتي ووزراء وممثلون على مستوى وزاري من الدول العربية الـ22.. كما أكد فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية السيد شي جينبينغ في كلمة الافتتاح على سياسة الصين الصديقة تجاه الدول العربية في ظل الظروف الجديدة بشكل كامل وطرح سلسلة من التصورات والإجراءات الجديدة لتعزيز التعاون العملي بين الجانبين.
* ما هي أهم النقاط الأساسية التي ناقشها الاجتماع الوزاري للمنتدى¿
ناقشت هذه الدورة من الاجتماع الوزاري تطوير وبناء المنتدى والعلاقات الصينية العربية و تعزيز التعاون العملي في كافة المجالات والقضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك بشكل كامل وعميق وقد اعتمد الجانبان الصيني والعربي “إعلان بجين” و”البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني العربي بين عامي 2014 – 2016″ و”الخطة التنموية لمنتدى التعاون الصيني العربي خلال الفترة 2014 و2024″ بما يرسم خطة طموحة لتطوير العلاقات الصينية العربية وبناء المنتدى في السنوات العشر المقبلة.
* ماذا عن أهمية انعقاد المنتدى¿
تكمن أهمية المنتدى كما أشار معالي السيد وانغ يي وزير الخارجية الصيني لا يدشن فقط عقدا جديدا أكثر ازدهارا في مسيرة بناء المنتدى وحسب بل سيطلق صفارة البداية للنسخة المطورة من العلاقات الصينية العربية.
* يوافق العام الجاري الذكرى العاشرة لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي هل من الممكن ان تقدم موجزا عن مسيرة تطور المنتدى خلال السنوات العشرة الماضية¿
أقامت الصين العلاقات الدبلوماسية مع جميع الدول الأعضاء الـ22 بجامعة الدول العربية, وبعد دخول القرن الواحد والعشرين تطورت علاقات الصداقة و التعاون في كافة المجالات بين الجانبين الصيني و العربي بخطوات ثابتة وارتفع مستوى التعاون باستمرار, ومن اجل اكتشاف الإمكانية الكاملة للتعاون ودفع علاقات التعاون إلى مستويات جديدة يعتقد الجانبان الصيني والعربي انه من الضروري تأسيس آلية تعاون ثنائي جديدة.. وقد طرح فخامة الرئيس الصيني السابق هو جينتاو خلال زيارته لمقر جامعة الدول العربية عام 2004م أربعة مبادئ لتطوير العلاقات الصينية العربية وهي : تعزيز العلاقات السياسية على أساس الاحترام المتبادل تكثيف التبادل التجاري والاقتصادي بهدف التنمية المشتركة توسيع التبادل الثقافي بفحوى الاستفادة من الآخرين وتقوية التعاون في الشؤون الدولية بقصد حماية السلام العالمي ودفع التنمية المشتركة. وفي نفس اليوم تم الإعلان عن تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي. وبرهنت الحقائق على أن المنتدى بتطوره ونموه ساهم بقوة في إثراء التواصل الصيني العربي باعتباره نمطا جديدا للتعاون المتبادل المنفعة بين الجانبين ومكملا مفيدا للتعاون الثنائي بين الصين والدول العربية. كما رفع هذا المنتدى بصورة فاعلة مستوى مجمل العلاقات الصينية العربية تجاوبا مع تطلعات الشعوب وتماشيا مع تيار العصر وقدم هذا المنتدى منصة جديدة للحوار و التعاون بين الجانبين على اساس المساواة و المصالح المتبادلة ووطد ووسع التعاون المتبادل في مجالات السياسة و الاقتصاد والعلم و التكنولوجية و الثقافة و التعليم و الصحة وغيرها من المجالات ورفع مستوى التعاون بشكل كامل. وفي منتصف سبتمبر عام 2004 انعقدت الدورة الأولى للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة بحضور وزير الخارجية الصيني ووزراء خارجية أو مندوبي الدول الأعضاء الـ22 لجامعة الدول العربية وأمين عام الجامعة العربية, ووقع الجانبان على “إعلان منتدى التعاون الصيني العربي” و”برنامج عمل منتدى التعاون الصيني العربي وهذا دشن انطلاق المنتدى. وبعد ذلك انعقدت الدورات الثانية إلى الخامسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في مدينة بجين عاصمة الصين والبحرين ومدينة تيانجين في الصين وتونس. وفي الدورة الرابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى اتفق الجانبان الصيني والعربي على إقامة علاقات التعاون الاستراتيجي على أساس التعاون الشامل والتنمية المشتركة بينهما بتوقيع سلسلة من الوثائق الهامة.
* أين تكمن أهيمه إقامة هذا المنتدى.. وما هي المجالات التي يتم التواصل فيها عبر المنتدى¿
منتدى التعاون الصيني العربي يعد منصة رئيسية للحوار الجماعي والتعاون بين الصين والدول العربية وتم تأسيس أكثر من عشر آليات للتعاون على مدى السنوات الـ 10 الماضية الأمر الذي لعب دورا مهما لدفع التواصل الصديق والتعاون العملي في كافة المجالات وان التواصل والتعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والثقافة في إطار المنتدى لعب دورا ايجابيا لدفع التطور الصيني العربي بشكل مستمر وعميق واتى هذا التواصل و التعاون بمصالح ملموسة للجانبين ووطد وعمق الصداقة بين الشعب الصيني و الشعب العربي.

* لإحياء الذكرى العاشرة لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي ما هي الفعاليات التي سيقيمها الجانب الصيني¿
خطط الجانب الصيني لإقامة فعاليات مهمة من نواحي عدة سياسية واقتصادية و ثقافية وفي مقدمتها الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي, والجانب الصيني أقام الندوة الخاصة للذكرى العاشرة لتأسيس المنتدى التي حضرها سياسيون و سفراء و باحثون صينيون وعرب وندوة خاصة للتعاون الصيني العربي في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الـ21 وسيقيم الجانب الصيني الدورة الثالثة لمهرجان الفنون العربية بالإضافة إلى عدد من الأنشطة والفعاليات الهادفة.
* منذ فترة طويلة شهد التعاون الصيني العربي نتائج وافرة ممكن توضح مغزى تطوير التعاون الصيني العربي في الظروف الجديدة¿
علاقات الصداقة الصينية العربية تضرب جذورها في عمق التاريخ. فقد تم تأسيس علاقات التعاون على كافة المستويات في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية بين الصين و22 دولة عربية وتبادل الجانبان التفهم والاحترام والدعم والمساعدة. لا أبالغ إذا قلت إن التعاون الصيني العربي له قاعدة متينة.
كما تعتبر العلاقات الصينية العربية جزءا هاما من العلاقات الخارجية الصينية وتعطي الصين دائما الأولوية لهذه العلاقات في سياستها الخارجية.. وينتمي كل من الصين والدول العربية إلى العالم النامي ويشكل عدد سكانها ربع سكان العالم وتبلغ مساحة أراضيها سْدس مساحة الأرض, فمن المصلحة المشتركة للجانبين تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة ودفع التعاون الاستراتيجي وتبادل الدعم في القضايا الجوهرية للجانب الآخر.
هذا بالإضافة إلى أن الصين والدول العربية تقوم بالإصلاح حاليا ومن المهم أن تحقق الصين الحلم الصيني وتحقق الدول العربية التغيير هذا سيبدأ مسيرة جديدة لنهضة الأمتين وسيفتح صفحة جديدة لتطور العلاقات بين الجانبين, وفي الوضع الجديد على الجانبين الصيني والعربي اغتنام الفرصة وتعميق التعاون وتقديم الدعم المتبادل في القضايا الاستراتيجية لحماية الأمن و تعزيز التنمية ودفع يداٍ بيد علاقات الصداقة بين الصين والدول العربية إلى مرحلة جديدة, يجب على الجانبين الصيني والعربي تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والقاعدة السياسية باستمرار ودفع التعاون العملي وتعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار و البنية التحتية والطاقة وغيرها من المجالات وفقاٍ لمبدأ تكامل المزايا والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك والتقاء خطط التنمية للفترة الطويلة و المتوسطة وتبادل التجارب لإدارة الدولة وتقديم القوة والمصدر الذي لا ينضب لتطور العلاقات بين الجانبين وتعزيز التبادل الإنساني و الثقافي لتعميق التعارف بيننا.

* ماذا عن مبادرة بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الـ21 التي طرحها الجانب الصيني ¿
التشارك في بناء “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” و”طريق الحرير البحري في القرن الـ21″ (المشار إليهما فيما بعد بـ”الحزام مع الطريق”) مبادرة طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال زيارتيه لكازاخستان سبتمبر الماضي ولإندونيسيا أكتوبر الماضي ويعتبر خطوة هامة تتخذها الصين من أجل تعميق الإصلاح والانفتاح وخاصة تعزيز الانفتاح نحو غرب الصين, إن “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” الذي يغطي مناطق الصين وغرب آسيا وأوروبا و”طريق الحرير البحري في القرن الـ21″ الذي يمتد من الصين إلى منطقة الخليج مرورا بجنوب شرقي آسيا والمحيط الهندي والبحر العربي يشكلان حزاما اقتصاديا معمم الفائدة على أساس المنفعة المتبادلة والكسب للجميع ويتميز بطابع الانفتاح والاستيعاب.. ويهدف التشارك في بناء “الحزام مع الطريق” إلى تجسيد وتكريس قيم طريق الحرير القديم الذي مكن الدول الواقعة في قارتي آسيا وأوروبا من تبادل السلع والتقنيات والأفراد والأفكار مما أدى إلى دفع التنمية الاقتصادية والثقافية والتقدم الاجتماعي لهذه الدول وتعزيز التحاور والتفاعل بين مختلف الحضارات. يجب على المجتمع الدولي اليوم الارتقاء بروح طريق الحرير المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والتسامح والاستفادة المتبادلة والصمود أمام الصعوبات وإضفاء مقومات عصرية عليها لإحيائها وتكريس قيمتها في العصر الحديث بما يحقق ثروات جديدة ماديا ومعنويا للمجتمع البشري.
كانت الصين والعالم العربي مرتبطين ارتباطا وثيقا عبر طريقي الحرير البري والبحري عبر التاريخ حيث كمل بعضهما البعض في الاحتياجات من خلال التجارة واستفاد بعضهما من البعض من خلال نشر الثقافة والفنون الأمر الذي عزز الحضارة الإنسانية بإسهام الجانبين. وإن العالم العربي الذي يقع في منطقة التلاقي بين “الحزام” و”الطريق” في طرفهما الغربي يعتبر شريكا طبيعيا ومهما للصين في بناء “الحزام مع الطريق” إذ أن التعاون الصيني العربي في هذا المجال سيساهم في تحقيق الالتحام المطلوب بين الجانبين من حيث الموارد والمزايا المالية وإمكانيات السوق وكذا تعزيز التدفق الحر والمنتظم والتوزيع الأمثل لعناصر الموارد بين الصين والدول العربية بما يمكن الجانبين من اختراق “عنق الزجاجة” الذي يواجهه التعاون العملي الصيني العربي في مسيرته نحو التحول والتطور وتحقيق المواجهة المشتركة للتغيرات العميقة الجذور التي تكتنف المعادلات التنموية والتجارية والاستثمارية واتجاهات تدفق رأس المال في العالم. إن التشارك في بناء “الحزام مع الطريق” سيحقق الاندماج الاقتصادي على مستوى أعلى بين العالم العربي وشرقي آسيا وجنوب شرقي آسيا بما يدفع عملية بناء البنية التحتية والآليات والمؤسسات المبدعة للدول العربية ويطلق الطاقة الكامنة للطلب المحلي على المستويين الوطني والإقليمي ويفتح مجالات جديدة للنمو الاقتصادي وزيادة فرص العمل وبالتالي يعزز القوة الداخلية لنمو الاقتصاد وصموده أمام المخاطر.
* ماذا عن المرحلة القادمة وهل يمكن ان نقرأ الخطوط العريضة لهذا التعاون¿
في السنوات العشر القادمة يواجه الجانبان الصيني والعربي مرحلة حاسمة للتطور ويوجد كثير من نقاط التكامل في مبادرة ” الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن ال21″ والخطة التنموية للعشرة الأعوام القادمة التي طرحتها أمانة جامعة الدول العربية فيجب على الجانبين اغتنام هذه الفرصة للعمل على تحقيق التقاء الأهداف التنموية ليصبحا القوة الرئيسة لبناء طريق الحرير الجديد, وينبغي استغلال مزايا الجانبين في جوانب رأس المال والكوادر والموارد إلى أقصى حد ومواصلة استكشاف الإمكانيات الكامنة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة و الطاقة والتكنولوجيا المتطورة و بناء البنية التحتية وحشد طاقات الحكومات والمؤسسات التجارية و المجتمع المدني لتحقيق تكامل المزايا و التطور المشترك. وعلى الجانبين تعزيز التنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية وتقديم الدعم الثابت للمصالح المهمة والجوهرية التي تهم الجانب الاخر.

قد يعجبك ايضا