الصحة العالمية واليونيسف: العالم لا يمكن أن يبقى صامتاً أمام تحويل مستشفيات غزّة إلى أماكن للموت والدمار واليأس
الثورة / إبراهيم الاشموري
لم تجدِ كل الدعوات والمناشدات الدولية ولا استغاثات الأطباء والمرضى والنازحين في إثناء كيان الاحتلال عن استهدافه الإجرامي الممهنج للمستشفيات ونزلائها في قطاع غزة بل ويمعن في حصار وقصف المرافق الصحية والتنكيل بالمرضى في سقوط أخلاقي للكيان وداعميه في واشنطن والغرب هو الأكبر في التاريخ المعاصر.
ونقلت وسائل إعلامية فلسطينية امس عن مسؤولين في مجمع الشفاء الطبي بغزة، تأكيدات باستشهاد جميع مرضى العناية المركزة بالمجمع.
وأكد موقع فلسطين اليوم نقلا عن رئيس قسم الإسعاف بمستشفى الشفاء الطبي، استشهاد جميع مرضى العناية المركزة بمجمع الشفاء، مشيرا إلى انه لم يعد هناك مكانا آمنا في كل المجمع.
وقال: يوجد لدينا ما يقارب 700 مصاب ولا نستطيع تقديم أي مساعدة لهم، ولا يوجد مكان أمن في كل المجمع.
من جهته قال الصحافي المتواجد في المستشفى، مصطفى الصرصور، إن طائرات الاحتلال المسيّرة قنصت عددا من المدنيين النازحين في ساحة مستشفى الشفاء، مبينا أن المستشفى يضم حوالي 15 ألفاً من النازحين.
إلى ذلك أعلنت منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في بيان مشترك، أنه خلال 36 يوما من “تصاعد القتال”، تم تسجيل 137 هجوما على منشآت طبية في قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 521 شخصا.
وجاء في البيان: “وثقت منظمة الصحة العالمية على مدى الـ36 يومًا الماضية، ما لا يقل عن 137 هجومًا على المرافق الصحية في غزة، ما أدى إلى مقتل 521 شخصًا، وإصابة 686 آخرين، بما في ذلك 16 حالة وفاة و38 إصابة للعاملين في المجال الصحي أثناء عملهم”.
وأضاف البيان: “العالم لا يمكن أن يبقى صامتاً، بينما تتحول المستشفيات التي كان ينبغي أن تكون ملاذاً آمناً إلى أماكن للموت والدمار واليأس. هناك حاجة الآن إلى تحرك دولي حاسم لضمان وقف فوري لإطلاق النار الإنساني ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، والحفاظ على ما تبقى من النظام الصحي في غزة”.
وتابع: “هناك حاجة الآن إلى الوصول الآمن والدائم دون عوائق لتوفير الوقود والدواء والمياه لهذه الخدمات الحيوية، ويجب أن يتوقف اطلاق النار فورا”.
وبحسب المنظمات، فإن أكثر من نصف المستشفيات في قطاع غزة مغلقة، وتلك التي لا تزال تعمل “تتعرض لضغوط هائلة”، و”لا يمكنها تقديم سوى خدمات محدودة للغاية” في حالات الطوارئ والجراحة المنقذة للحياة والعناية المركزة.
من جانبه دعا مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فوراً، مشيراً إلى أن العالم لا يمكن أن يقف صامتاً بينما تتحول المستشفيات إلى مشاهد موت ودمار ويأس.
وقال غيبريسوس في حسابه على منصة اكس : “إن الوضع في مجمع الشفاء الطبي في غزة خطير، حيث مرت 4 أيام دون كهرباء أو ماء مع ضعف في الإنترنت، ما أثر بشدة على قدرتنا على تقديم الرعاية الأساسية”.
وأضاف غيبريسوس: “أدى إطلاق النار المستمر والتفجيرات في المنطقة إلى تفاقم الظروف الحرجة بالفعل، ومن المؤسف أن عدد الوفيات بين المرضى ارتفع بشكل ملحوظ، ومن المؤسف أن المستشفى لم يعد يعمل كمستشفى بعد الآن”.
وتابع غيبريسوس: “لا يمكن للعالم أن يقف صامتاً بينما تتحول المستشفيات التي ينبغي أن تكون ملاذاً آمناً إلى مشاهد موت ودمار ويأس، يجب وقف إطلاق النار فوراً”.
وكان المكتب الإعلامي في غزة أعلن أن الاحتلال يقصف مجمع الشفاء الطبي ويريد قتل كل من فيه من الأطفال والنساء والمرضى والنازحين والمصابين، وتسبب الهجوم والحصار الإسرائيلي للمستشفى باستشهاد العديد من الأطفال الخدج ومرضى في العناية المركزة والعشرات من الجرحى ولم تتمكن الطواقم الطبية من إنقاذ حياتهم، بسبب نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي وتوقف غرف العمليات.